عندما يقول الجنوبي لا

[خالد عبدالله]

في 1990 كان الجنوبي أول من قال نعم للوحدة وقدم من أجلها كل شيء ، قدم دولته ومؤسساته السياسية والمدنية والعسكرية ظناً منه أن الوحدة هدف سامي تحقق له وللطرف الآخر العدالة والتنمية ، لكن الجنوبي لم يكن يعلم أنه يقدم كل ما يملك وأن الأخر يأخذ كل ما يستطيع لم يكن يعلم أن الطرف الأخر يأتي من خلف القرون الغابرة حاملاً معه الكثير من التخلف والقليل من الحضارة الكثير من الحقد والقليل من المحبة .
لم يدرك ولم يصدق الجنوبي أنه فقد بلده وثرواته إلا بعد أن رأى أُثار الدماء تحت مخالب وأنياب الطاغية قبيل حرب 1994 وبعدها ، حينها فقط أدرك أنه قدم الكثير وأن الآخر لم يكتفي ولن يكتفي ولو أحرق الجنوبي أصابعه بل وكل جسمه شمعاً .
بعدها أستطاع الجنوبي أن يقول لا ، لا لظلمي لا لنهبي لا لتدنيس أرضي وأستمرت اللاءات وستستمر حتى يسترجع الجنوبي ما فقده عبر المكر والخديعة ، سيستمر الجنوبي بقول لا برغم قتله وبرغم سجنه وبرغم تشريد أهله .
أنا الجنوبي بعيد عن أرضي الذي أحببت لأني قلت لا لك أيها الطاغية أيها المسخ المخضب بالدماء بدماء أهلي وأحبتي ، لا لك ولحاشيتك من ذوي البطون الكبيرة ، كبيرة بنفط جنوبي وكبيرة بخيرات بلادي .

أنا الجنوبي سأقول لا وستخرج كلماتي من تحت أتربة المقابر ومن تحت أبواب السجون ومن بعدي في غربتي الذي فرضت علي ، ستصلك كلماتي لتهز عرشك وطغيانك ، ستضجع كلماتي منامك وستدمي عليك جراحك .
ستعلم أن الجنوبي عندما قال نعم صنع وحدة وعندما قال لا أسقط طاغية