أصل الحكاية إن القضية فيها ( إن وأخواتها ):

[الصيعري]

بسم الله الرحمن الرحيم

من منا لا يعلم إن قضيتنا الجنوبية برمتها أصبحت حبله بالمزايدات والدسائس والاختراقات الأمنية والغير أمنية وأصبح قادتها في الداخل مع الأسف الشديد سوبر ستار وبامتياز لم نري لهم مثيل في سابق العهود والعصور وبمنتهى التفاني والإخلاص في تدمير أنفسهم ومبادئهم التي اتفقوا عليها منذ بداية الحراك وأصبحوا قاب قوسين أو ا دنى من الحصول على أوسمة الشجاعة والبسالة في التسابق على المناصب القيادية لما يسمى بمجلس قيادة الثورة الذي بني على باطل ومن ثلاث مناطق فقط بدلا من ست محافظات وفي عجالة وبدون الالتفات إلى المحاذير والمخاوف التي تم لفت أنظار قياداته الأشاوس مسبقا أكان من قبل قادتنا التاريخين في الخارج من خلال الرسالة رقم (15) التي طالبت قوى الحراك في الداخل أن تتحرك وتوجهه جهودها باتجاه فك الارتباط وتكاتف الجهود في اختيار قيادة موحده ومن عيار تقيل مؤهلة للخروج من هذا المأزق المظلم الذي نعيشه في ظل احتلال ومعاناة شعب ينتظر الفرج الذي بدء بسقوط عدد من القتلى والجرحى واعتقال عدد كبير من القيادات الميدانية وما يزال مستعدا لبذل المزيد من الشهداء والقتلى والجرحى ثمنا للحرية والفداء، الشئ الذي أكد للعالم اجمع صدق قضيتنا وعدالتها وحقنا في تقرير المصير وألزم العديد من المنظمات المدنية والحقوقية الإقليمية العربية والغربية بالتعاطف معنا وإيصال معاناتنا إلى الرأي العام العالمي لإنصافنا وفقا للمواثيق الدولية و الأطر الرسمية وعلى رأسهم السيدة/جين نوفاك والسيد/ باتريك كريجر والذي بشكل خاص استعرض ببحثين هامين أخرهما نشر يوم25/8/2009 قضيتنا الجنوبية وحدد اتجاهات على القادة الميدانيين والسياسيين في الداخل تنفيذها لتضييق الخناق على المحتل وحذر أيضا من حجم الاختراقات والدسائس التي تمارس من قبل بعض القادة الأشاوس حفظهم الله في مزبلة التاريخ.
فالحكاية كما أسلفنا أعلاه فيها إن وأخواتها وتنبع من عدة محاور أهمها:
المحور الأول:
وسنسميه جزافا محور الشر والذي انبثق من تشكيل مجلس الثورة ومناطقه الثلاث والذي اعتبر نفسه واصيا على حراك الجنوب بمحافظاته الست بدون مراعاة النسيج الاجتماعي الفعلي لكل محافظات الجنوب وللأمانة التاريخية لن يسامح التاريخ هذه الغلطة الفظيعة التي ارتكبت وجسدت النوايا الحقيقية لهولاء على أن يتم فيما بعد استكمال نواقصه وعيوبه وملئ الفراغات على غرار لا ضرر ولا ضرار أي بمعنى أخر إصلاح الأخطاء ووجب علينا لزاما أن نوضح بان هذا العمل قد خلق فتنه وانشقاق بين صفوف ومكونات الحراك الفعليين وهم ثلاثة : المجلس الوطني الأعلى بقيادة المناضل البارز/ باعوم وهيئة الاستقلال بزعامة القائد العسكري المحنك/ النوبة وهيئة نجاح صاحبة المؤسسات التنظيمية برئاسة النائب الخلوق/ الشنفره صاحب الأغلبية العددية.
المحور الثاني:
وسنسميه محور تقاسم كعكة الجنوب ونحن لا نشكك بنوايا شيخنا الجليل/ طارق الفضلي الخيرة والذي كان يهدف من ورائها مصلحة القضية( والتي استغلت أسوء استغلال من قبل البعض لنيل حصته في كعكة المجلس الموقر) وأسهم في إشهار تشكيل مجلس قيادة الثورة السلمية من محافظة أبين الباسلة والذي كان من الممكن أن يستدعي في وقته وحينه ثمتيلا واسعا لكل ألوان الطيف الاجتماعي للمحافظات الست وبناء مجلس وطني منها على أسس صحيحة وواضحة تغنينا من التخبط السياسي وإهدار الوقت والكف عن الدسائس والمؤامرات التي تحاك من خلال تفريخ هيئة رابعة هي الهيئة الوطنية برئاسة / د.صالح يحي وبقرار جائر يتخدة مجلس قيادة الثورة يمنع تشكيل أي هيئات أخرى حتى لا تشارك في إعادة تقاسم الكعكة معها ونفاجئ بعدها بقرار القائد النوبة بعدم الاعتراف بالمجلس ومرض رئيس المجلس المناضل البارز باعوم أطال الله في عمره وسفره للعلاج في الخارج بتنامي الصراع بين نوابه لخلافته مما زاد الطين بله.
المحور الثالث:
محور عدن أولا.. ونرى حماسة الدكتور/ صالح يحي عضو المجلس الموقر ودأبه في الإسراع كمشرف مفوض لعدن لتشكيل فرع المجلس على أساس التوافق والتقاسم وليس على أساس الكفاءة والاستحقاق والقوائم أو الكشوفات التي تثبت بما لا يدع مجال للشك عدم امتلاك هيئته أو بقية الهيئات ماعدا هيئة نجاح للقواعد الميدانية( قيادات المديريات والمركز) فربما تمتلك الهيئات الأخرى عدد من القيادات التي لم تجد لنفسها موطئ قدم لدى هيئة نجاح أو الاستقلال أو المجلس الوطني بل الأمر الغريب الذي يدعوا للشك والتساؤل أن معظم قياداته القيادية والقاعدية التي تم الكشف عنها من نجاح فقط ونفاجئ أيضا أن ممثلي الاستقلال في تشكيلة فرع المجلس غير معترف بهما من قبل القائد النوبة والذي كان واضحا موقفة المعلن والصريح من تشكيلة المجلس الموقر وتم تعليق الأمر وعرقلة جهود د/ صالح في لم الشمل والذي نعتبرها غلطة الشاطر بعشر وذلك من خلال سماحه لجماعة القائد النوبة بدون تفويض رسمي منه بالمشاركة في عملية الدمج بين المكونات لتشكيل فرع المجلس.....وعدم اعتباره بأن عدن كعاصمة لدولة الجنوب هي الرقم الصعب في المعادلة السياسية القائمة على أسس ومعايير وتركيبة ثقافية وسكانية خاصة لن ترضى أن تكون تاكسيا مجانيا للمرة الثالثة وتم تبديل الأدوار بينه وبين ممثله في عدن الذي يجيد عمليات التسريع في الإجراءات والكلام المعسول وممثل المجلس الوطني ورموا معا الكرة في مرمى هيئة نجاح ورئيسها د/ فاروق حمزة والذي تم اختياره بالإجماع رئيسا لمجلس قيادة الثورة في عدن ليواجه العبئ الأكبر كمتهم أول وأخير أمام عناصره القيادية والقاعدية بسبب إقصائهم في الثمتيل وإضعافه أمام خصومة التقليدين (الصقور من العسكر القديم) الذين بدءوا بالانشقاق وإثارة الفتن والنعرات المناطقية الحزبية والضغط والضرب الموجع من تحت الحزام وعدم تأييدهم لعملية الدمج مع بقية المكونات وإقامة الدنيا عليه من خلال التأثير الحزبي المباشر للرفاق على عدد من قيادات المحافظة والمديريات والمراكز الذين ينتمون لها للوصول لإقالته وعدم السماح لقيادات جديدة تشارك بفعالية إلى جانب د/ فاروق حمزة من أبناء عدن من قيادات الصف الثاني والثالث وبالذات الغير منتميين حزبيا لهم وتحميله اللوم في إفشال تشكيل فرع المجلس فيما بعد مما بين عمق النوايا المبيتة ( أنا ومن بعدي الطوفان ).

إن إقدام أبناء عدن في تشكيل هيئتهم النضالية السلمية (بركان) للتعبير عن وجودهم ومشاركتهم في مجمل الأنشطة والفعاليات النضالية وعدم إتاحة الفرصة للآخرين بإقصائهم خارج اللعبة السياسية وحقهم الشرعي في الثمتيل في حين ينكر ويستكثر عليهم احد صقور نجاح وهو عضو قيادي بارز في الجمعية الخيرية لأبناء م/حضرموت في عدن والذي كشر عن أنيابه بإثارة النعرة الطائفية هذا أمين عام هندي وأخر صومالي في هيئة عدن وأخر من مديرية ردفان م/لحج (والذي هو في الوقت نفسه عضو قيادي لجمعية المتقاعدين العسكريين وأمين عام نجاح عدن) بأن هذه الهيئة تمثل عدن للعدنيين فقط.

في حين أن المتابع لإعلان الإشهار سيجده يمثل كافة النسيج الاجتماعي السكاني محافظة عدن ومن أفضل الكفاءات العلمية والعملية واختاروا طواعية د/ فاروق حمزة رئيسا لهم مما حدى بالرفاق صقور نجاح إلى إعداد العدة لعزله وهم بذلك يخطئون تماما فبمجرد قبوله رئاسة هيئة عدن وإعلانه لتشكيلة المجلس فرع عدن بموجب الصلاحيات والمحاضر المخولة له لم يعد له أي صله بهيئة نجاح وضاربا بعرض الحائط كل ما يحاك ضده أولا ثم ثانيا يلزمهم قرار المؤتمر العام لنجاح لإقالة أو سحب الثقة من الدكتور فاروق حمزه.

فهل يريد هولاء اليوم وأمام أعين الأشهاد أن يعيدوا عجلة التاريخ إلى الخلف ؟ لقد كثر تكرار بعض الأقاويل والمكابدات التي تبيح لهم تهميش أبناء عدن وإبعادهم عن المشاركة الفعالة هيهات تم هيهات نقول لهم فاليوم كما بالأمس لعبت عدن وأبنائها أدوارا عظيمة في تحديد مسار النضال ودفعت الثمن غاليا ولا تريدكم بعد اليوم أوصياء عليها بل ما تريده حقها المشروع والمسلوب لأبنائها فهم قادرون بل وليسوا اقل كفاءة أو وطنية منكم في تحمل المسؤوليات التاريخية وهم شركائكم في مختلف مراحل النضال السلمي شئتم أم أبيتم..

ما نود أن نقوله في ختام مقالنا هذا لإخواننا في نجاح( رفاق الأمس ) والوطنية والمجلس الوطني ( رفاق اليوم ) ما هكذا تورد الإبل؟ فسياسة الفتن والمراوغة والتخوين لن تجدي....واليوم نحن جميعا بحجة إلى تفكير وتخطيط سياسي ميداني يأتي فقط بالتغيير والعمل الجاد المتكافئ في الفرص وإخلاص النية وبحسب الكفاءات وبكل من يحمل أفكارا ورؤى في شكل ونوع النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وتركيبته وإدارته وبدون شروط مسبقة أو أجندات لصالح حزب من الأحزاب أو عشيرة أو منطقة وأيدينا ممدودة لكم طالما وان هدفنا واحد إلا وهو تحرير الأرض والعرض من الاحتلال ما لم فإننا نحذر بأن المخرج الدولي سيأتي بما هو ليس بالحسبان ووفقا لأجندته التي يراها مناسبة والتاريخ لن يرحم احد.....والله على ما نقوله شهيدا.

أبو محمد العدني
هيئة عدن للنضال السلمي صادر بتاريخ 11/9/09