علي عبدالله صالح حفيد كرب ال وتر

[د/احمد الهاشمي]

التاريخ يعيد نفسه ...نقش صرواح والنصر العظيم 7 يوليو !!!

يعتبر نقش صرواح الذي سجّل فيه ( كرب أل وتر ) (ملك من ملوك سبأ) انتصاراته واسماه بنقش ( النصر ) مفتاحا لفهم الاساس السياسي والاقتصادي والحضاري الذي قامت عليه دولة سبأ ومدخلا تاريخيا صحيحا لدراسة النهج السبئي الذي حكم سلوك الحكام السبئيين من (كرب ال وتر) (قبائل حاشد وبكيل السبئية) الى من ينتمي اليه ومنهم حكام (الجمهورية اليمنية) اليوم الذين سجلوا انتصاراتهم ،في الجنوب، المماثلة في الاهداف والتوجة فيما يسمونه (بيوم النصر العظيم 7يوليو). ففي ذلك النقش يعزي (كرب ال وتر) كمبرر لما قام به من حملات وحروب الى انها من اجل الآلهة (المقة) وشعب سبأ ،وفي يوم (النصر العظيم 7 يوليو) اتخذ (احفاده) (الوحدة اليمنية) و (الشعب اليمني) مبررا لحملتهم وحربهم ضد الجنوب عام 1994 .
فقد اقام (كرب ال وتر ) دولة سبأ على النحو التالي :
1. الإفراط في القتل لإضعاف القوة المقاتلة لدى الاعداء
2. الإكثارمن السبي صغارا وكبارا لنفس الغرض
3. إحراق المدن وسلب مقتنياتها الثمينة لأضعاف قوتها الإقتصادية
4. فرض الجزية السنوية
5. مصادرة الاراضي لصالحه او لصالح قبيلته او لصالح دولته سبأ وتسخيرالسكان المهزومين كأجراء او مستأجرين
6. إضعاف الزعماء المنافسين وقتل الخطيرين منهم وضرب بعضهم ببعض كم حدث في تعامله مع ملوك الجوف
7. اتيطان السبئيين في بعض المدن والاراضي المغلوبه.

لم يكتف الملك السبئي بالضم والإلحاق لاراضي الغير التي غزاها بقوة السلاح وانما دفعه غروره الى تدوين ماقام به في نقشه المشهور (نقش النصر) مؤسسا بذلك نهجا جديدا توارثه من بعده الابناء والاحفاد مضمونه الاستقواء والاعتداء والغرور والاستكبار. ورغم ماستطاع تحقيقه هذا الملك السبئي ، لم تستكن او ترضخ له الشعوب المسلوبة والمقهورة ، فقاومت احتلاله ماستطاعت وقد تمكنت بعضها من استعادة اراضيه وكيانه ودولته....
إنها مفارقة عجيبة تؤكد على تأصل النهج السبئي ونزعاته التوسعية.