رسالة إلى الرئيس علي سالم البيض ( بقلم : الهمام الربيعي )

[كاشف المستور]

رسالة إلى الرئيس علي سالم البيض ( بقلم : الهمام الربيعي )




كوبنهاجن – لندن " عدن برس " خاص : 27 – 10 – 2009
الأخ الرئيس علي سالم البيض حفظة الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اجتهدت في إخراج هذه الرسالة ووضعها بين يديكم وبلورت بها رأيي كحق من حقوقي كمواطن جنوبي يهمه أمر الوطن ومستقبله ، وقد أكون على الصواب وقد أكون على خطاء في كل أو بعض ما طرحت ، فليتسع صدرك لتقبل آرائنا ودعم الصائب منها وتصويب الخطاء وإزالة اللبس في الصورة التي تبلورت لدينا باعتبارك الأب والموجه لنا والقائد لمسيرتنا نحو الحرية والاستقلال .


وبما إني جنوبي الانتماء كان لزاما علي إن أطرح بعض من الآراء والأفكار التي تراودني وانأ أتتبع مجريات الوضع على صعيد التطورات المتسارعة للثورة الجنوبية الثانية وعملية انتقالها من مرحله إلى أخرى ، والعثرات والانتكاسات التي أصابت هذه الثورة وأربكتها بعد النجاحات التي حققتها بإعلانكم الخروج والوقوف إلى جانب أبناء شعبكم وأهلكم في الجنوب ، وقيادة الجنوب في مسيرة التحرير والاستقلال ، وكذا الزخم الكبير الذي إعطاءه انضمام كوكبة كبيرة من مشايخ واعيان الجنوب ومناصرة قضية وطنهم وشعبهم .
إن المرحلة الحالية تتطلب تكتيكا استراتيجيا جديد يتناسب واستحقاقاتها بحسب التطورات والنقلات النوعية التي وصلت إليها ثورتنا الثانية ، وعليه فانه لابد من إعادة النظر في كل الحسابات السياسية الجنوبية على أساس القبول بالأخر والإقرار بحقه في المشاركة بكل القرارات المصيرية التي تتخذ حتى يتحمل الجميع المسؤولية الوطنية ، وكذا القبول بطرح كل القضايا الوطنية على طاولة الحوار ، والقبول بتناسي الماضي وتضميد جراحه ، والاصطفاف خلف قضية الوطن وحريته واستقلاله على أساس يضمن لكل الجنوبيون حقهم في وطنهم من خلال المشاركة الفاعلة في كل الفعاليات السياسة.
وأننا اليوم بحاجه إلى مراجعه عامة لتحديد مكامن الضعف والخلل وإيجاد المخارج العملية لذلك وترتيب البيت الجنوبي على أساس الكفاءات والقدرات لا من منطلق الاستحواذ والسيطرة وفرض القرارات الفردية وجعلها قوانين ملزمة التنفيذ ، وقبل الولوج في الموضوع لابد لي من الإشارة إلى القدرات العالية والكبيرة التي يتمتع بها الأخ الرئيس على سالم البيض من مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والدبلوماسية وكذا الروح الوطنية والنضالية التي يتمتع بها هذا المناضل الجسور الذي قدم ويقدم منذ خمسينات هذا القرن الغالي والنفيس في سبيل الوطن ، وأنا هنا لا أريد إ امتدح الأخ الرئيس لان تاريخه ليس بحاجه لمن يمدحه فهو اكبر من المديح ، ولكني قصدت هذا حتى لا يأخذ الكلام الأحق مأخذ غير المقصود منه ، وعلى هذا فأنني أضع بين أياديكم أخي الرئيس البيض نقاط عدة تتناول مقترحات لمعالجات وتعتبر خطوط عريضة تنقل الثورة وتخرج بها من عنق الزجاجة الذي قد تصل إليه وهي تتمثل بالتالي :
1 - إعلان اسم الثورة السلمية بديلا عن الحراك السلمي ، وإعلان قيام جبهة تحالف وطنية عريضة تضم مختلف مكونات الحراك ، ويقودها مجلس قياد الثورة مع احتفاظ كل مكون جنوبي بكيانه التنظيمي كنواة لحزب سياسي وذلك إقرار بعدم جواز تسليم أمر شعب ومصير أمة لشخص او تنظيم بعينه ، وان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين ولا نريد إعادة إنتاج الماضي من جديد لتذوب مكونات الحراك اليوم مثلما ذابت الأحزاب في فبراير 75م في الحزب الطليعي من طراز جديد أويتم إقصائها مثلما أقصت الجبهة القومية جبهة التحرير والرابطة إبان الاستقلال
2 - عقد لقاء تصالح وتسامح جنوبي جنوبي يضم كل القيادات السياسية والوسطية وكل ألوان الطيف السياسي بالخارج ووضع كل القضايا الشائكة والعالقة على طاولة الحوار و إيجاد الحلول والمخارج لها وتوحيد المواقف لصالح قضية الوطن .
3 - الاستعانة بكل الكفاءات الجنوبية المخلصة في رسم استراتجيه العمل النضالي للشارع الجنوبي والتحركات الخارجية بطريقه علميه و منهجيه وبطريقة تضمن قدرة الجنوبيين على السيطرة على زمام الأمور والإثبات للعالم قدرتنا واستعدادنا للسيطرة وقيادة الدولة الجنوبية وحمايتها من الانهيار
4 - توزيع الأدوار وإسناد المهام وفقا للإستراتيجية المعدة سلفا كلا في مجال اختصاصه والعمل كفريق واحد وبشكل ممنهج يضمن تسارع وتطور الإحداث في مختلف المسارات بالداخل والخارج وبشكل يحفظ التوازن بين تلك المسارات وليس التوازن في اقتسام المناصب مناطقيا
5 - تجميع كل القدرات الجنوبية واستخدامها كوقود لثورة الجنوب السلمية وذلك من خلال انفتاح كل القيادات السياسية بالداخل والخارج وإتباع سياسة الباب المفتوح على مختلف فات الشعب وقبول الآراء وتقبل الانتقادات إقرار لمبدأ الديمقراطية والقبول بالأخر .
إن المراحل التي وصلت إليها الثورة الجنوبية تحتم وجود استراتيجيه عمل تشترك في رسمها جميع الكفاءات ويشارك في تنفيذها كل ابنا الشعب كلا حسب قدراته وإمكاناته وان العمل الارتجالي لم يعد يجدي نفعا ولا يمكن له إن ينقل الثورة إلى مراحلها اللاحقة ، ولا يمكن أيضا إن يؤمن لهذه الثورة الحماية الكافية ويضمن استمراريتها وتحقيق أهدافها وأننا بحاجه إلى تفعيل جميع مسارات العمل النضالي بخطوط متوازية وفقا لخطط مدروسة بدقة وعناية فائقة .
الأخ الرئيس إن الثورة الجنوبية اليوم تمر بمنعطفات خطيرة وأننا على ثقة من إنكم على قدرة في الانتقال بثورتنا من مرحله إلى أخرى متجاوزين كل المنعطفات والعقبات التي ستواجه طريق هذه الثورة

وفقكم الله وسدد خطاكم على طريق الحرية والاستقلال