بمناسبة الذكرى الاولى لتاسيسي المجلس الوطني الاعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب(31اكت

[الضالعي الجنوبي]

بسم الله الرحمن الرحيم

بمناسبة الذكرى الاولى لتاسيسي المجلس الوطني الاعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب(31اكتوبر2008م)

المجلس الوطني الاعلى عام من الصراع مع الاحتلال ومزيدا من الثبات والانتصار

بعد ايام قلائل تحل علينا مناسبة تاريخية عظيمه وهي الذكرى الأولى التي تمثلت بإعلان المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب في منطقة العسكرية التي احتضنت هذا الانجاز التاريخي في 31اكتوبر2008م .

نعم لا احد يستطيع ان ينسى ذلك اليوم التاريخي (31اكتوبر2008م)في منطقة العسكرية لاسيما من حضر ذلك اليوم العظيم في مسيرتنا النضالية التحررية والذي شكل ذلك الإعلان انتقال نوعي يضاف الى رصيد الحركة الشعبية الجنوبية والتي بدأت تنهض لرفض الحرب على الجنوب والذي أفضى الى احتلاله في 7/7/1994م . هذا النهوض المبكر والذي تبلور عنة أشكال نضالية مختلفة شعبية كحركة موج وحتم والمسيرات التي شهدتها حضرموت بقيادة باعوم ,واللجان الشعبية الى جانب ظهور التجمع الديمقراطي تاج في الخارج الذي اعلن هدفه بشكل صريح في 2004م, وتيار إصلاح مسار الوحدة لتتبعها مسيرة التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي التي انطلقت في 13يناير 2006م التي توجت بالانطلاقة القوية للحركة الشعبية الجنوبية المستمرة منذ 7/7/2007م .

لا احد يستطيع ان ينكر دور المؤسسين ,الرجال الأحرار الشجعان الذين تحملوا المصاعب وتحدو الصعاب والظروف القاهرة بمختلف جوانبها , المادية والمعنوية التي وضعت في طريقهم ليحضروا ذلك اليوم التاريخي يوم التأسيس .معبرين عن أرادتهم وقناعاتهم الحرة وإنهم أصحاب خيار وطني جنوبي تحرري صريح ليس فيه لبس او غموض او مغالطة , ليعلنوا عن الانتصار العظيم للحركة الشعبية التحررية وإفشال المراهنات الخاسرة التي سرعان ما تحطمت على صخرة ا رادة شعب الجنوب التي جسدها ذلك الإعلان التاريخي وهو الإعلان ن ميلاد أول كيان سياسي تحرري جنوبي في الداخل((المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب برئاسة عميد المناضلين الجنوبيين ,المناضل حسن احمد باعوم)).

لقد شكل ذلك الإعلان التاريخي بذلك الوضوح في الهدف وروح التحدي في ذلك الوقت الحرج والذي كانت الانضار تراقبه وتنضر إليه كل بعين طبعة ,انتصارا كبيرا للحركة الشعبية الجنوبية التي أتت كثمرة من ثمار مبدءا التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي جعلت من أبناء الجنوب جسدا واحدا .

حقيقة نقولها كان الرهان كبير من الأصدقاء فبل الأعداء الذين تمنوا موت ذلك المولود قبل نزوله من رحم إرادة شعب الجنوب المؤمنة بالتحرير والاستقلال الا وهو عدم تمكن الأحرار المناضلين على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة التي تبناها المجلس الوطني الأعلى حمله على عاتقه ولم تكتفي بذلك بل حاولت ان تزرع بعض عناصرها بين أوساط صفوف المجلس ليتمكنوا من القضاء على ذلك المولود في حال نموه ومن اجل إيقاف حركته في الوقت المناسب لهم , الا أنهم لم ولن يتمكنوا من ذلك وسرعان ما سقطت أقنعتهم الزائفة في الوقت الذي عجزوا عن السيطرة واحتواء ذلك المولود فبل ان يكتمل العام.وراحت ردود الفعل تصدر من الجماعات والإفراد ومن يسمون أنفسهم مناضلون وأوصياء على الجنوب مستخدمه كعادتها أساليب التضليل والزيف وقلب الحقائق والتسويق الى الشارع الجنوبي بضاعتهم الخاسرة .

تأتي الأيام عقب إعلان المجلس الوطني وفي فتره قصيرة جدا رغم شحه الإمكانيات والحصار الإعلامي لنقل أخبار ونشاط وعمل المجلس الوطني من قبل بعض الصحف والمواقع الجنوبية ,ليشهد المجلس توسع وتمدد من خلال تشكيل فروع المجلس بالمحافظات ومن ثم الانتقال الى المديريات وصولا الى إعلان المجلس الوطني في مراكز الشهداء زهو القرار الشجاع الذي اتخذته قيادة المجلس الوطني بان تسمى هذه المراكز بأسماء الشهداء تذكيرا بهم وبنضالاتهم ووفاء لهم وتكريما لأسرهم

لقد كان لإعلان المجلس الوطني الأعلى الذي التف حوله أبناء الجنوب ليشاركوا ببنائه الى جانب المؤسسين الأحرار بتحمل مهمة أخرى الى جانب المهمة النضالية وهي القيام بمهمة التوعية للشارع الجنوبي بهدفهم النضالي ورفض المفاهيم التي لا تنسجم مع نضالهم التحرري وهو التحرير والاستقلال ووضع مفهوم واضح القضية الجنوبية ويحررها من الغموض وتعدد التعارف التي ضلت القضية الجنوبية حبيسة لها أسيرة الأهواء والرغبات الشخصية تتقاطعها وتتجاذبها إطراف عده من جانب, وتحرير الحركة الشعبية السلمية من العاطفة والعفوية وتعزيز مبدأ العمل المؤسسي المنظم الرادع للارتجال والتفرد والوصاية والولاء ألمناطقي والعصبي, وقطع الطريق على النخب الانتهازية غير المسئولة بتسويق مفاهيم دون التحرير والاستقلال .لتأتي الأيام لتثبت صحة هذا التوجه والموقف للمجلس الوطني وتجمع كل القوى الجنوبية في الساحة على هذا الهدف ,رغم أنها في الأمس تعارضه بشده ولا تريد الإعلان عنه,لانعلم لماذا....؟؟؟؟

نعم بإعلان المجلس الوطني الأعلى في العسكرية اثبت المناضلين الأحرار المنتميين إلى هدف التحرير والاستقلال الذين احتشدوا ذلك اليوم التاريخي في العسكرية الى جانب كل الشرفاء الذين كانوا حاضرين بقلوبهم مع إخوانهم ممن لم يتمكنوا الحضور بسبب ظروفهم القاهرة,إنهم عند مستوى المسؤولية النضالية والكفاحية وحجم التحدي الذي قبلوا على أنفسهم الخوض فيه في ضل واقع معقد مما زاد من حجم المهمة النضالية التحررية عندهم وذلك من خلال يجاد فكر وقيم سلوكيه كفاحية جديدة تنسجم مع أرادة شعب الجنوب وحجم تطلعاتهم المشروعة وتضحياتهم الكبيرة وترتقي لمصاف الهدف النبيل في التحرر والاستقلال .

ها هي الذكرى الأولى تحل علينا بعد يومين ليكمل المجلس الوطني الأعلى عامه الكفاحي الأول المليء بالصراع الكفاحي والتوعوي ويدخل عامه الكفاحي الثاني ليواصل معركته الكفاحية مع الاحتلال والتي لاتنتهي الى بتحرير واستعادة دولة الجنوب المستقلة وإدارة معركة الصراع بين الوعي واللاوعي الذي من خلاله يتم بناء حاضر ومستقبل الدولة المستقلة الحاضنة لكل فئات وشرائح المجتمع الجنوبي. وان يكون العام الجديد عام أكثر حيوية ونشاط وابتداع وسائل واليات جديدة في النضال التحرري.

إن النجاحات الكبيرة التي حققها المجلس الوطني على الأرض جعلت سلطة الاحتلال تستهدف قياداته وتزج بهم في المعتقل وضلت تلاحق نشطا وكوادر المجلس الوطني وتمادت الى اختطافهم كما حصل مع المناضل المحامي محمد مسعد ناجي رئيس المجلس الوطني الضالع وقتلت بعض قيادات الفروع في المسيمير وطور الباحة ومديرية مدينة الضالع و اعتقال عدد كبير من أعضاء المجلس في حضرموت حتى وصل عدد المعتقلين الآلاف الى جانب مرض المناضل الجسور حسن باعوم رئيس المجلس الوطني الأعلى الذي غادر الجنوب لغرض العلاج.وليس هذا بحسب بل تعرض المجلس الوطني الى حملة هستيرية بهدف تدمير المجلس من خلال الدعايات المغرضة وبث الإشاعات وممارسة أساليب الإلغاء و قلب الحقائق والتي كان أخطرها ذلك السلوك غير النضالي واللاخلاقي الذي برز عند بعض القيادات في المجلس الوطني بوعي والبعض بدون وعي والتي أوكل لها مهمة تدمير المجلس الوطني الأعلى والقضاء علية متناسين ان المجلس الوطني تشكل مجسدا وحدة المناضلين المنتمين الى هدف التحرير والاستقلال والتي شكلت جسد جنوبي قوي عصي على كسرة ولا يقبل في صفوفه أمثال تلك القيادات التي مازالت تمارس هذا السلوك ألتدميري حتى اللحظة ,من خلال الترويج ان المجلس الوطني ضد التوحد مستغلة رغبة الشارع في التوحد ,على الجماهير ان تدرك حقيقة هؤلا وليعلموا ان المجلس الوطني مع وحدة الصف وأول من نادي بها ولكن وحدة تضمن وتؤمن حق شعب الجنوب في الحاضر والمستقبل وتؤمن دولته الخالية من الصراعات, نعم المجلس الوطني ليس مع وحدة الأشخاص والمناطق وحدة القبيلة والكراسي وعلى حساب دماء شهداء وجرحى شعب الجنوب, وحدة كنتاج للقرارات الارتجالية الاقصائية التي تؤسس لصراع قادم نعم سيرفضها المجلس الوطني ,وألا لماذا يرفضون الحوار المتكافئ بين الكيانات يريدون وحدة لاتستند الى شروط النضال التحرري وهو وضوح الهدف وربطه بتسمية الكيان والبرنامج السياسي له.

نعم المجلس الوطني استطاع الصمود والتماسك إمام هذه الحملة التدميرية واستطاع تأسيس مراكز الشهداء جديدة وانتسب إليه كوادر نوعية تمتلك وعي كفاحي سياسي وتنظيمي واستطاع ترتيب أوضاعة لمواجهة الأزمة وملئ الفراغات بشكل سريع ولم تنل منه سهام الحاقدين والانتهازيين ,مما جعلنا نستخلص بعض الحقائق والدلائل التي توضح السر في صمود المجلس الوطني إمام تلك الحملة والتميز في الفكر والسلوك وهي:

ان المجلس الوطني منذ اللحظة الأولى للتأسيس كان واضحا وجاء إعلانه كتجسيد لإرادة شعب الجنوب التي لأتقبل دون التحرير والاستقلال وليكون أول كيان سياسي جنوبي في الداخل يعبر عن هذا الهدف.

وجود البرنامج السياسي للمجلس الوطني الذي مثل فكر الثورة التحررية حاضرا ومستقبلا وحدد طبيعة وملامح شكل الدولة بعد التحرير .

وجود القيادة المجربة وصاحبة الرصيد النضالي المتجانسة فكريا والتي نهضت مبكرا في التعبير عن رفض سلوكيات الاحتلال وهي التي صمدت في مواجهة سلوك التدمير والإلغاء ومنهم الزعيم الجنوبي حسن باعوم-المناضل أمين صالح –سالم الاجرش-محمد علي شايف –فيصل جبران-حسين زيد وكثير نعتذر عن ذكر الأسماء,الذين رفعوا أصواتهم بعد الحرب مباشرة في الوقت الذي كان فيه الكثير ومن من هم قيادات اليوم لم يجرءوا على التعبير عن استنكار بسيط لأبسط سلوك يصدر من الاحتلال بحق شعب الجنوب.

ان المجلس الوطني يؤكد على صحة موقفه وتوجهه وهو جسد متماسك ولا يقبل في صفوفه الانتهازيين بل سيتطهر منهم ومن كل الشوائب العالقة في جسده ,كما عمل في التطهر من الأعضاء الذين حاولوا تدميره وتخلص منهم.

انتهاج العمل المؤسسي الذي يعتبر أساس نجاح المجلس الوطني والتفاف الجماهير حوله والذي صار أكثر ديناميكيه بين الهيئات العليا والدنيا وعدم الخضوع للقرارات المزاجية فير الجماعية والذي ظهر بشكل واضح في اتخاذ قرارات فصل المخالفين غير الملتزمين با للوائح وسرعة إعادة ترتيب أوضاع هيئاته ولم تتأثر بحملة الاستهداف التي تعرض لها المجلس الوطني.

انتهاج مبدءا الحوار الوطني المسئول للوصول إلى المسائل التي بحاجة الى إجماع سواء داخل المجلس او خارجه واحترام الرأي والقبول بالأخر .

هناك أشياء وحقائق ومزايا للمجلس الوطني الاعلى كثيرة لم يسعفنا الوقت لذكرها ولكن حبيت ان أشارك بهذا الموضوع المتواضع بحلول الذكرى الأولى لتأسيس المجلس الوطني الأعلى,وليعذرني الجميع على النقص والنسيان.

والله الموفق فسيروا .

تاريخ 29/10/2009م

بقلم الناشط بن مانع