لم ننتظر خير من مؤتمر لندن

[خالد عبدالله]

لقد تفاجأ الكثير من اليمنيين خصوصاً الجنوبيين منهم وكذلك
أفراد المعارضة بالإهتمام المفاجأ بالوضع اليمني بعد أن دعى رئيس الوزراء البريطاني
لعقد مؤتمر لندن حول اليمن والإهتمام الإعلامي الغير مسبوق بما يجري على الساحة اليمنية .

فبينما كان الجنوبيين وأحزاب المعارضة لسنوات عديدة مضت يدعون الدول الكبرى لمراقبة
ما يجري في اليمن من إستخدام لعناصر القاعدة من قبل السلطة الحاكمة إبتداءً من حرب 94م .

وكذلك الفساد الذي ليس له نظير في كل مؤسسات الدولة والتدمير المتعمد للبنية التحتية
للدولة الذي أدى الى تدهور الأوضاع الإقتصادية بشكل مخيف وخلف وراءه أكثر من 60%
من الشعب اليمني تحت خط الفقر ، كانت لكثير من الدول الكبرى مواقف سلبية عملت على
تشجيع السلطة الحاكمة في اليمن بالمضي بذلك البلد المثخن بالجراح نحو الفشل
بل أن الكثير من أموال القروض ومئات الملايين من الدولارات التي كانت تحصل عليها
اليمن من الدول المانحة كانت تذهب دائما الى جيوب العائلة الحاكمة والمسؤولين الفاسدين .
مما أوجد بيئة مناسبة لنمو جماعات التطرف والعنف .

فقد عمل النظام اليمني دائماً على خلق الأزمات ليضمن بقائه وكان من بينها استغلاله
حالة الخوف الدولي من الإرهاب فكانت فرصته سانحة لتلميع صورته أمام العالم وكذلك
محاولته الربط بين جميع قوى المعارضة وبين تنظيم القاعدة لكن الحقيقة وبحسب الكثير
من المعلومات المتداولة بين جميع الأوساط (السياسية والإجتماعية) عن وجود روابط
وثيقة بين أقطاب النظام اليمني وبين ما يسمى عناصر القاعدة في اليمن وكانت هنالك
مصالح متبادلة وهذا الكلام جاء حتى على لسان بعض عناصر التنظيم وقد أعترفت بعض
العناصر الإستخبارية بهذه العلاقة كما جاء على لسان Michael Scheuer الرئيس السابق
لوحدة أسامة بن لادن في CIA الذي حدد بوضوح أن الرئيس اليمني هو جزء من وجود
القاعدة وسلطته تعتمد عليهم بشكل لا يمكنه البقاء من دونهم .