القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
((( حضرموت .. فك الارتباط )))
حضرموت .. فك الارتباط
مقدمة قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( لست بالخب ولا الخب يخدعني ) أجزم بأن المدخل الطبيعي لهكذا أطروحة لابد وأن تستقرأ حالة المجتمع الحضرمي ، هذا المجتمع الذي وجد نفسه منذ ميلاد دولة الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م في حالة مواتية للظهور المجتمعي الطبيعي بعد ثلاثة عقود ظالمة كرست في حضرموت عدداً من المؤثرات المباشرة على التكوين المجتمعي الحضرمي ، إلا أن الحدث السياسي والممثل بقيام دولة الوحدة اليمنية أتاح للمجتمع الحضرمي عوامل لطالما حجبت عنه ... أتذكر قبل سنوات مقالة لصحفي يمني كان يستشرف من خلالها هذه الحالة الحضرمية القائمة اليوم الحاضر ، فالمرحلة التي دخلت فيها حضرموت في نطاق السيادة اليمنية كانت مرحلة مواتية للجيل الحضرمي ليتناول خصوصيته ، وهويته ، وكيانه التاريخي والسياسي دونما حالة المراقبة التي لو مورست على الجيل الحضرمي الفكري لما استطاع إفراد كل هذا الكم الوفير من منابع تعزيز الهوية والخصوصية الحضرمية ، ولا يمكن أن نصف ما حصل عليه الحضارمة بأنه صفقة ما ، بل كانت فرصة مواتية لرغبة يمنية في الاستئثار على حضرموت ... ما أتاحه الجانب اليمني عزز من مفاهيم واصطلاحات الهوية الحضرمية اجتماعياً وفكرياً واقتصادياً وحتى سياسياً ، وهذا ما دفع بالجيل الحضرمي ما بعد انتفاضة المكلا في العام 1997م على تأصيل الهوية الحضرمية وخصوصيتها والدفع بها لمواجهة التحديات ، ومن خلال ذلك تحديداً تملك الجيل الحضرمي الثقة في القدرة على تناول الحقوق السياسية في محاولة لاستعادة الدور السياسي الذي تآمر عليه الآخرون في منتصف القرن العشرين المنصرم ... ولأن حيثيات الزمن الحاضر هي من أدوات الحضارمة ، فلقد تم استعمال شبكة المعلومات العالمية ـ الانترنت ـ كوسيلة للترويج السياسي ، فلقد استقطب نخبة من المفكرين الحضارمة لترسيخ هذا التكوين لمفاهيم الهوية والخصوصية والانتماء ، هذه القدرة في احتواء المشروع السياسي الحضرمي الحاضر لم تتشكل بدوافع تآمرية خارجية أو غيرها بل تشكلت لطبيعة حضرمية خالصة فيها شعور مستمر بأن الوجود الحضرمي لابد أن يكون مستقلاً ، وأن الخروج عن النطاقات الحاضرة اليوم لابد لها من نهايات سواء في إطار دولة الوحدة اليمنية أو حتى في إطار دولة اليمن الجنوبية ... وليس من مصادرة لحق أحد في أن ما أطلق عليه " الحراك السلمي " إنما نشأ في المكلا ، ولم يكن تحت مؤثرات حقوق المسرحين العسكريين والتي كانت مشاعة في عدد من المناطق المحيطة بمدينة عدن ، فايدلوجية النشوء ولدت صوب حضرموت في نطاقها الحضرمي ، تعزيزاً لجهود فكرية هي من احتملت ميلاد التأصيل للهوية الحضرمية ، لذلك انسجمت الشعارات الشعبية في تظاهرات المكلا مع المطالب الحضرمية لدى العديد من الطبقات الحضرمية المختلفة السياسية والاجتماعية والاقتصادية سواء في الداخل أو في المهاجر الحضرمية ، فحالة التوافق كانت موجودة أصلاً لدى الأغلبية ... وتماماً كما وقع في منتصف القرن العشرين المنصرم ، دخلت حضرموت في مرحلة سياسية تبرر فيها الوسائل المرحلية السياسية تبعاتها ، فبالعودة إلى خمسينيات القرن العشرين الماضي كان المناضل عمر باعباد يرحمه الله قد وضع دستور دولة حضرموت وبدأ في عرضه على عديد من المفكرين والأدباء إلا أن المناضل شيخان الحبشي رحمه الله تعالى كان متطلعاً إلى عدن بحكم أنها آنذاك مركزاً مدنياً متقدماً ليس في نطاق الجنوب العربي بل في نطاق العالم العربي ... وهذا ما تم بالفعل في مطالع القرن الحادي والعشرين عندما تبنى المناضل حسن أحمد باعوم الحراك الحضرمي وساقه إلى مشروع سياسي أوسع في محاولة لاستعادة الدولة اليمنية الجنوبية ، وتحت بنود وأطر مختلفة تشكلت منهجيات " الحراك السلمي " وتوسعت في عدد من مناطق الجنوب العربي ، وكان هذا التوسع محل تشجيع ودعم ومساندة من مختلف المناطق الجنوبية مما أنتج بعد ذلك اندفاعاً شعبياً هائلاً لم تستطع معه دولة الاحتلال اليمني غير افتعال أزمة حرب صعده في شمال اليمن ، خاصة بعد خروج السيد علي سالم البيض من مسقط معلناً قيادته للنضال الوطني لاستعادة الدولة ، وإرساله تطمينات غير مباشرة حول مستقبل الدولة بعد تحقق الانفصال أو ما أطلق عليه البيض فك الارتباط ... إلا أن ما بعد ظهور السيد البيض ، بدأنا في حضرموت وفي عدد كبير من مناطق الجنوب العربي نستشعر بأن هنالك من يعمد على اختطاف الحراك السلمي ليس من حضرموت بل من الجميع وحصره في مناطق محددة ، ثم بدأت الأمور تزداد حدة أشد عندما بدأت تنحصر في أشخاص لا تكاد الأحداث تسمهم بغير سمة ( اختراق ) الحراك السلمي ، وفي هذا السبيل يمكن الحديث طويلاً لتفنيد الاختراق ... ولعل حادثة اغتيال الضباط الثلاثة في حضرموت كانت محكاً مهماً للحضارمة ، فعدم تجاوب السيد علي سالم البيض مع الحادثة ، إضافة إلى تجاهله ( المتعمد ) لحضرموت كياناً وقبائلاً وحراكاً كانت محطة ولا شك مفصلية فيما بلغه الحراك السلمي في حضرموت ، وهذا سبب من المسببات التي دفعت بعض الحضارمة لمناشدة الآخرين التوقف عن الحراك جملة وتفصلاً ، فحضرموت لا يمكن لها أن تعود إلى حالة ما قبل 22 مايو 1990م ، هذه قاعدة يجتمع عليها كل حضرمي سواء كان مؤيداً للحراك أو معارض له ... وفيما يبدو بأن الجنوبيين الذين راهنوا على أن الحضارمة سيسلكون ذات الفكرة القديمة هم ذاتهم في هذا الجيل ، فدوافع الأمس ليست دوافع اليوم ، القومية العربية ومبادئها سقطت وتهاوت ، ولن يكون هذا الجيل مدفوعاً بالشعارات ، وهذا الجيل الذي ناضل منذ العام 2005م تابع مواقف الجنوبيين من شهداء حضرموت وجرحاها ومعتقليها الذين تجاوزا كل الأرقام على مختلف المناطق ، هذا الجيل الذي اندهش من قسوة الأحكام الصادرة تجاه معتقلي حضرموت يرى أن لابد من وقفة تجاه ما يجري ... لا يمكن تبرير اختطاف الحراك السلمي ، ولا يمكن أيضاً تجاوز المطالب الحضرمية ، هنا قناعة بدأت في أخذ مداها الطبيعي بين الحضارمة ، وعلى الجانب الجنوبي أن يدرك بأن زيارة رئيس نظام صنعاء ليست سوى صفقة قد تنجز لصالح نظام الاحتلال اليمني في حال حقق نظام صنعاء لحضرموت مكاسب تنموية لن تحصل عليها حضرموت في إطار بلد من الممكن أن يستعيد الفوضوية والعبثية ومعاودة الاقتتال كل سنوات خمس ... على الجنوبيين وعلى رأسهم من يسكنون برلين تحديداً ، والذين يقدمون الدعم اللوجستي اللامحدود لكل أرعن سلطان أو أحمق في الثالوث الجنوبي أن يضعوا في اعتباراتهم أن حضرموت قادرة على اتخاذ موقف تاريخي بإعلان فك الارتباط الكامل عن الحراك الجنوبي في حال عدم إصدار دستور الدولة وأنظمتها ، وتحديد عاصمة الدولة ، وتقسيم الثروة في إطار الدولة المقبلة ، فأن كانت العنتريات في الثالوث هي أسلوب ممنهج ، فهذا رد حضرمي يمكن تأصيله وجر الشارع الحضرمي إليه ... لن يساوم حضرمي على حضرموت ، لقد انكفأت حضرموت على نفسها خلال ثلاثة عقود حكم من خلالها السفلة والرعاع ، لم تتلطخ يد حضرموت بدماء الأبرياء ، بل قدمت حضرموت أعظم رجالاتها في معركة خاسرة ، فخسرت جيش باديتها العظيم ، وقد لا يكون لهذا الجيل الحضرمي زمن لتحرير حضرموت وتحقيق مبتغى الاستقلال الوطني الحضرمي على ترابها ، ولكن لا يمكن أن نعيد ارتهان حضرموت بأيادي من حولها إلى رقم من الأرقام ، لا يمكن لذلك الزمن أن يعاد إطلاقاً ، بل يمكن فقط الانتظار عقداً أو عقدين لتحقق الاستقلال الحضرمي ... فك الارتباط عن الجنوب المبهم ، الجنوب العابث ، الجنوب اللهاث خلف السلطة والسلطنات ، هو أمر لابد وان يتعامل معه الجيل الحضرمي بوعي تام ، فلسنا حمقى لننصت لمنشتاتهم العريضة حضرموت هي الجنوب ، والجنوب هو حضرموت ، بل حضرموت هي حضرموت بلا جنوب أو شمال ، حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية ... . |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 11:36 PM.