القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
في ذكرى إعلان الحرب مهرجان السيول الجارفة والعيون الذارفة
في ذكرى إعلان الحرب مهرجان السيول الجارفة والعيون الذارفة
المحامي يحيى غالب احمد - كانت الاستعدادات النوعية مكثفة جدا للتحضير لمهرجان لودر م ابين الباسلة بمناسبة الذكرى ال16لآعلان الحرب واحتلال الجنوب ,خصوصا من قبل الذين يفهمون المعنى السياسي والدلالة الموضوعية للحدث زمانا ومكانا ,كانت مدينة لودر البطلة هي محطتنا المنشودة وقررنا ضرورة الوصول الى لودر مهما كان الثمن والمتاعب درسنا كل الخطط وبحثنا أكثر من منفذ بري نستطيع الدخول عبره الى لودر طيلة أسبوع والبحث والتشاور والاتصالات مستمرة بين معظم قيادات الحراك بالمحافظات مع اللجنة التحضيرية في لودر حتى قررت اللجنة التحضيرية دخول قيادات الحراك من طريق رصد يافع السيلة البيضا خصوصا القيادات التي ستأتي من محافظتي لحج والضالع ,وما كان لنا الى التداعي والاتصال منذ صباح الاثنين 26ابريل اليوم السابق للفعالية والتحرك من الشعيب والضالع باتجاه ردفان عبر الطرق الجبلية الوعرة وهناك كانت مجاميع كبيرة من ردفان بقيادة الدكتور ناصر الخبجي بانتظارنا والتحم الركب الذي انطلق أكثر من عشرون سيارة ذات الدفع الرباعي التي تستطيع اجتياز الجبال وفي منطقة رصد يافع الشموخ كانت قيادات من الحراك تنتظرنا حتى وصولنا الساعة الرابعة عصرا وتلتحم بالموكب الذي كان يزداد عدة وعتاد في كل منطقة ,لاستطيع وصف تلك الجبال والمنحدرات والطبيعة القاسية التي استمد منها ابنا يافع الكبريا قساوة قلوبهم ضد المحتلين طيلة العقود الطويلة من تاريخ الجنوب ,كانت الجبال اليافعية ترحب بالجميع من خلال رسومات اعلام الجنوب وشعارات الثورة الجنوبية المرسومة في كل جبل وصخرة ويستظل تحتها اطفال وشباب الجنوب رافعين أياديهم بإشارات النصر وعندما نبادلهم التحية والسلام المعتاد مباشرة يقولون (جنووووب)بكل عفوية يطلقوها وبابتسامات ألآمل ,كانت السيارات ومعظمها سيارات (أجرة) كانت كالثعابين تتلوى في تعاريج الاودية وبطون الجبال ,كانت درجة الحرارة مرتفعة جدا ويتصبب العرق من الجميع بدون حرارة شمس وقال لنا أصحاب الخبرة ان هذا الضغط والرطوبة بعدها تأتي الأمطار والسيول ,انقطعت عنا الاتصالات بعد نزولنا من رصد نظرا للمنحدرات وانعدام التغطية لشبكات الاتصال ,استلمنا توجيهاتنا من قبل احد الإبطال الميامين وهو كان دليل رحلتنا ومسؤل ترتيب الحماية الأمنية قائلا(ما اشالله أخواني جميعكم قيادات مطلوبين للاعتقال والاغتيالات وعليكم اخذ الحيطة والحذر ومنع التوقف بالطريق الااذا توقفنا نحن بالسيارة الأولى ولا توقفوا لأي شخص كان أطلاقا)انطلق مع المجاميع القادمة من ابين والمكلفة بمرافقتنا بسيارتين ومجاميع مسلحين وقالوا لنا المسافة من السيلة البيضا الى لودر ست ساعات وكانت الساعة السادبعة مسا حينها كنا بانتظار وصول المناضل شلال علي شايع الذي تأخر علينا بسبب عطب بالسيارة التي كان فيها ومرافقيه والذي تعرض لاطلاق نار من مكان بعيد من قبل مجهولين لآنه كان بسيارة واحدة فقط ,وفي الساعة الثامنة مسا وصلنا الى مشارف سيلة جديدة فسيحة واسعة وتفاجئنا بسيول جارفة كبيرة جداجدا وقال لنا دليل رحلتنا المناضل (بوبكرناصر)هذا السيول بسبب الضغط والحرارة حق العصر ,كان الظلام دامس والسكون يخيم على الجميع باستثنا هدير السيول وسماع تصادم الأحجار يبعضها البعض التي يجرفها السيل ونحن نفترش السيلة (اليابسة) انتشار عسكري مكثف لشباب الحراك من مختلف المناطق وكان احدهم يستطلع بكشاف كهربائي متوسط يميننا وشمالنا وقال فجأة (علم الجنوب علم الجنوب)كان العلم فعلا مرسوم على واجهة برميل كبير للمياه وكان العلم علامة اطمئنان للجميع بأن المنطقة مأمونة ,استمرينا بالبقا دون حركة حتى تخف السيول الى الساعة التاسعة مسا وبعدها قررنا التحرك بين السيول ومن هنا بدأت رحلة التعب بالظلام الدامس والمعاناة وانطفئ السيارات وتغرزيها بين الرمال والأحجار التي أعاقت بعضها والبعض من السيارات جرفتها السيول ومنها السيارة التي كنت بداخلها مع مجموعة من ابنا الشعيب عندما دخلت السيول من ابواب السيارة التي تحولت الى معبر لدخول وخروج مياه السيول لولا قدرة الله سبحانه وتعالى واستبسال الشباب الإبطال في أخراج السيارة التي غاروا عليها جميع من كانوا بالسيارات الأخرى وهكذا تبللت كل ملابسنا وإغراضنا وكان الخوف يخيم على الجميع من ارتفاع منسوب السيول مرة اخرى نظرا للرعد والبرق والمطر المستمر ,كان هدير السيول يتقاطع من انغام اناشيد الجنوب التي تصدح من مسجلات السيارات جميعا وهي واقفة ومعطلة والجميع يردد تلك الاناشيد ,السيول زادت السيلة البيضا سوادا وصعوبة بالغة واستمرت المواكب بالسير البطيى بخوف وحذر بطريق بدون معالم وظلام دامس وبعض السيارات تعرضت للعطب بالكهربا بسبب السيول وتبقى بكل سيارة سائقها فقط والجميع يحمل الأحجار والأشجار يضعها تحت إطارات السيارات ويصلح الطريق ويبعد الأحجار وهكذا كانت رحلة المعاناة الجميلة الحلوة الممزوجة بالشوق الى لودر حتى خرجنا من السيلة حوالي الساعة 12والنصف بعد منتصف الليل لندخل طرق جديدة وديان رملية غير مزروعة ولكن نلك الليلة كانت قد نزلت الإمطار الغزيرة على لودر وضواحيها ترحيبا بابنا الجنوب وكانت تلك الوديان لاتقل صعوبة عن السيلة البيضا نظرا لرطوبة التربة من جراء تدفق السيول التي جولتها الى معجون ترابي أعاق السيارات من السير ألا بصعوبة وشق الأنفس ,وبعد الظلام الدامس لأكثر من 9ساعات لاحت تباشير النور ترسل أشعتها من بعيد كانت تبدوا سراجان متراصة تضيى عن بعد فقيل لنا تلك مدينة زاره وتلك أمنجدة وتلك امقليته وحينها كانت مآذن مساجد مدينة زاره ولودر وغيرها ترسل تراتيل دينية وقرأن كريم استعدادا وإيذانا لصلاة الفجر ونحن على مشارف لودر اطلق المؤذن صوته الرحماني الله اكبر الله اكبر الله اكبر اذان صلاة الفجر وبعدها توافدت الى مشارف لودر ارتال سيارات الاستقبال من شباب وشيوخ واطفال وقادة وقواعد الثورة في ابين لتصطحبنا الى ساحة مبنى الحراك الجنوبي سيارات تحمل صور الشهدا والمعتقلين وصور الرئيس البيض والرئيس علي ناصر والرئيس العطاس وهتافات وترحيب بقلوب تنبض للحب والتحرير والثقة بقدوم الاستقلال نزلنا من السيارات في مسيرة طول الشارع وكان الشاعر يقول بصوته (يامرحبا ردفان والضالع يامنبع الثوار ولثوره ++ماخافت الأطقم ولا المدفع والنار تقرح من مواسيره)فعلا مباشرة سالت الدموع من عيوني بكيت بكا الرجال بساحة لودر مع اشراقت فحر27ابريل نزلت دموعي ورفاقي كثيرين كانت تتماوج والبعض تتحجر عصية بالمئاقي كانت رقصات بالبنادق ومختلف الأسلحة والحناجر تردد يامرحبا ردفان والضالع يامنبع الثوار والثورة, عيد روس حقيس الشهم البشوش العائد من الزنازن والسجون كان يظهر عليه بشاشة طفل يعانقنا بدموع تختلط بوجوه بعضنا بالأحضان الجميع دفى الرجولة حرارة الأخوة وقلت في نفسي وداخلي مردد البيت الشعري للشاعر البحتري (اذا احتر بت يوما وسالت دمائها تذكرت القربى وسالت دموعها)مشهد لايوصف أرسلت شمس صباح27ابريل أشعتها على لودر وشاهدنا بعضنا البعض بوضوح وتحولت لودر الى شارع من شوارع القاهرة التي لاتنام تخيلت علي ناصر ومحمد علي راعي والداعي لهذه البطولة الجنوبية واحمد الحسني وغيرهم من رفاق الشتات ولكن الأسير حسين زيد بن يحي حاضرا بقلبي ومخيلتي أكثر من الجميع ,كان الترحاب كبير (ملا بوها كلها ملا بوها كلها)هكذا عبارات الجميع ترحب بالوافدين كانت ملابسنا معجونه برمال وطين وأتربة السيلة البيضا وأجسادنا كذلك وقال عيدورس حقيس هذا من البركة من البركة رحبت بكم السما وروت الارض المجدبة ,المهم لم يعرف النوم طريق الى عيوننا جاءت دبات الشاي والصبوح ألآبيني اللذيذ نتسابق عليه رغم كثرته لكن عفوية الفرحة ونشوة تحقيق الحلم الوصول الى لودر خلقت فينا روح البراءة ,كان العميد حقيس يتصرف بشكل قائد عسكري وسلاحه الكلاشنكوف على كتفة ويترك الخطاب القبلي والترحوب وكانت الساعة السادسة صباحا يقول (يا إخوان ستبدى فعاليتنا الساعة الثامنة وستبدى في مسيرة كبرى تجوب المدينة والعودة الى منصة الاحتفال )كلام مختصر ولكنه صارم بنفس الوقت .بعد ساعة اكتظت الساحة بعشرات الالاف سبحان الله تبر كنت لودر رجال انطلقت المسيرة الكبرى تزينت لودر بالإعلام الخضرا وإعلام دولة الجنوب تزينت بالرجال وهدير أصواتهم الهتافات الجنوبية ونحن بمقدمة المسيرة ليختطفنا احد الابطال بيده لنشكل حلقة دائرية لنرقص رقصة الجنوب مع شلال علي شايع والدكتور الخبجي والداعري والبيشي وحفيس وعمر سعيد وشاعر الثورة البجيري والشيخ بنان وحو يدر ومحمد العبد وصالح العيسائي وقاسم صالح ناجي وعباس العسل والمهندس عبدا لله احمد حسن واحمد القمع وعلي الشيبة وناصر الفضلي والعميد عبد الله مثنى الحالمي وانتصار خميس ومنصور دوعن وخالد عمر العبد وخالد الفياضي وعلي العجمية ومحمد السعدي وغيرهم من شرفا الجنوب هؤلا كانوا أصلا من مؤسسي الثورة الجنوبية والتصالح والتسامح الجنوبي وكانت عدن محطتنا الأولى معهم للانطلاقة ومعظمهم بل غالبيتهم كانوا بالمعتقلات وكانت لودر مجمع لم الشتات الجنوبي بسبب الحصار وحالة الطوارئ المفروضة على الجنوب ,
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 10:55 PM.