القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
كيف خسرها الحراك الجنوبي وإلى أي مدى سيتمكن الرئيس صالح من الاحتفاظ بها إلى جانبه؟ههه
كيف خسرها الحراك الجنوبي وإلى أي مدى سيتمكن الرئيس صالح من الاحتفاظ بها إلى جانبه؟
تعز.. شوكة لميزان متأرجح المصدر أونلاين- خاص الرئيس الآن في تعز. وهو كان فيها قبل أن يكون رئيساً. لقد اعتاد أن يهرع إليها في اللحظات الحرجة. وفي مايو 2009، كان الرئيس علي عبدالله صالح في تعز، حيث أمضى هناك بضعة أيام وألقى خطاباً شديد اللهجة قبل أن يتوجه إلى المملكة العربية السعودية للقاء العاهل السعودي. حينها كان المشهد السياسي والأمني في المحافظات الجنوبية في أوج اضطرابه، كانت الأعصاب مشدودة ومؤشر القلق العام في أعلى مستوياته تحسبا للظهور العلني الأول من نوعه منذ حرب صيف 1994 لنائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض. كثافة الفعاليات الاحتجاجية في الجنوب، والانتقال الغزير للصور والمعلومات، وروح الإصرار والتصميم الذي كان يبديه ناشطو الحراك، أمور أعادت إلى الأذهان ذلك الجو النفسي الرهيب الذي نجم عن الأزمة السياسية العميقة قبيل وخلال حرب 94 الدامية. على أن الشائعات التي كان رائجة العام الفائت بكثرة والمبشرة بخروج علي سالم البيض عن صمته، وإلقاءه خطابا في 21 مايو، وهو اليوم الذي اختاره الرجل عام 1994 لإعلان فك الارتباط، أضفت على الحياة السياسية في اليمن مزيجاً من الرهبة والترقب وأحياناً الهلع. كان التفاوت في مستوى النظر إلى الأمور يتضاءل بين النخبة السياسية والناس العاديين. وكانت الهوة تزداد اتساعاً بين الإحساس بالواقع والواقع نفسه، وراح الكثيرون يفكرون في كم أن الانفصال غاية سهلة المنال، وأن المسألة مسألة وقت لا أكثر ولا أقل. وكان هذا النمط من التفكير التبسيطي والمضلل يبعث الحماس في نفوس نشطاء الحراك، مستسلمين لوهم اقترابهم من تحقيق الحلم الكبير. تلقائياً كان هذا الجو المفعم بروح التشاؤم يعكس نفسه على الرئيس علي عبدالله صالح، وكان هذا الجو يحكم تصرفاته وطريقة تفكيره. ولا بد أن الرجل فقد الثقة تماماً في التقديرات والتصورات التي كانت تتدفق إليه عبر القنوات الرسمية المرئية واللامرئية. فقد ثقته في التقارير اليومية التي لا بد أنها كانت تنطوي على شحنة كبيرة من التطمينات والأخبار الجيدة. بدلا من ذلك أخذ يتبلور في أعماق الرئيس صالح، شأنه شأن الناس العاديين، إحساس بالواقع هو حصيلة ما تنقله القنوات الفضائية ووسائل الإعلام. ففي أوقات الأزمات يكون الإنسان أكثر ميلا لتصديق الأخبار السيئة، بحسب فيلسوف الحرب كلاوزفيتز. في خضم أجواء كهذه كان الرئيس في تعز العام الماضي. وعلى أساس هذا الإحساس كان قد بدأ يتورط في وضع سياسات خطيرة إلى درجة أنها كانت ستقضي على مستقبل الوحدة واليمن ومستقبله السياسي أيضا. ففي ذلك الحين نشرت جريدة الحياة اللندنية تقريراً أعده نبيل الصوفي نسب فيه إلى مصادر وصفها بالرفيعة أن الرئيس كان بدأ في تعز مناقشة خطة «إعلان حرب عسكرية للدفاع عن الوحدة في ثلاث مناطق كلها في محافظتي لحج والضالع، مستندة إلى تقارير عسكرية تتخوف من «استهداف مسلح» لثلاثة معسكرات أهمها «العند» أكبر معسكرات المحور الغربي الجنوبي لليمن. وطبقا لتلك المعلومات فإن «ضغوطاً داخل السلطة، وبرعاية مباشرة من الرئيس، تمكنت من إيقاف خطة الحرب»، وإقناع الرئيس باعتماد «إجراءات أمنية بديلة وحلول اجتماعية يشارك في تنفيذها في عدن ولحج والضالع، كل من نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، وقائد المحور علي محسن الأحمر، وقائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبدالله صالح، والمبعوث الشخصي للرئيس عبدالقادر هلال، والقائد العسكري ثابت مثنى جواس (من ردفان) بالتعاون مع رموز المناطق». لم تناقش خطة حرب. عوضا عن ذلك، ألقى الرئيس صالح خطاباً قاسياً كان يفصح عن حالة التوتر والاضطراب في داخله. خذو هذه الفقرة فقط مما جاء في الخطاب: "سنحاصر المرتدين عن الوحدة بالشرفاء والمخلصين وبحراس الوحدة، ولن نسمح لفيروس التآمر والتمزق بأن ينتشر أبداً، وكما تصدينا له عام 1994 سنتصدى له اليوم ونحن أكثر قوة وأكثر ثباتاً". واختيار الرئيس لمدينة تعز له دلالته. ففي صيف 1994 لطالما تردد على تعز، منها أعلن رسميا شن الحرب وشعار "الوحدة أو الموت". وفيها ألقى بيان النصر. إضافة إلى أن تعز كانت المنطلق الأول للرجل في صعود نجمه السياسي في سبعينيات القرن المنصرم. في تلك الفترة، مايو 2009، كان الحراك الجنوبي السلمي يحظى بتعاطف وتأييد شعبي وسياسي كبير في المحافظات الشمالية. وكانت محافظات ما كان يطلق عليها قبل الوحدة "المنطقة الوسطى" في صدارة المؤيدين للحراك استجابة لعوامل تاريخية وجغرافية وحتى ثقافية. فمنذ دخول البريطانيين أصبحت عدن مركز جذب لسكان تعز والمناطق الوسطى لا يضاهى. وحتى الآن يمثل مهاجرو تعز نسبة عالية من سكان مدينة عدن، المدينة التي اكتسبت صفة "كوزموبوليتية" (عالمية)، ونجحت مع مرور الوقت في صهر الهويات القديمة للمهاجرين ضمن هوية ذات طابع إنساني متسامح وخلاق. استمر الحراك الجنوبي محافظاً على الزخم والمثابرة والتعبير السياسي الرصين. وبدأت مظاهر العدوى تبرز في تعز. إذ تشكل فيها كيان سياسي يحاكي النموذج الجنوبي ويستلهم منه ويؤازره. لكن قيادات ورموز الحراك نظرت بعين الشك لهذه المحاكاة، واعتبرتها في قرارة نفسها محاولة للعب الدور التقليدي لتعز باعتبارها أداة التوصيل الوحيدة بين شمال اليمن وجنوبه، وكيف أن تحركها من شأنه تقليل فرص انفصال الجنوب، الفكرة التي تداعب خيالات نشطاء الحراك. في أوساط الحراك أخذت تتنامى نزعة عدائية ضد أبناء تعز، وهم غالبية المهاجرين الشماليين في الجنوب، وبعض العائلات مضى على انتقالها قرون. وحينما راحت فصائل من الحراك تنحدر نحو العنف كان أبناء تعز أول من اكتوى بنيرانه، وتقفز إلى الذهن حادثة مقتل 3 أشخاص من القبيطة المشتغلين في تجارة الحلويات. ويجدر التذكير بأن موجة العنف المنظم بدأت بعد انضمام أشخاص مثل طارق الفضلي إلى صفوف الحراك، الرجل الذي تعهد ببناء جدار عازل بين الشمال والجنوب، وتصدر قيادات مثل طاهر طماح الذي يقال أنه توعد بتحويل نص أبناء تعز إلى أخدام لدى الجنوبيين. طبعا هذا لا يعني أن الموقف العدائي من أبناء تعز كان طارئاً. بمعنى أن للمسألة جذور في التاريخ السياسي الحديث. ففي أثناء حكم الماركسيين لجنوب اليمن سجل مهاجرو تعز حضوراً قوياً في بنى ومفاصل جمهورية اليمن الديمقراطية، إذ كان لهم دور جوهري في صناعة الاستقلال عام 1967، وبناء الدولة وفق النظرية الشيوعية. ويتعذر إثبات إلى أي مدى كانت أصول عبدالفتاح إسماعيل التعزية تمثل عاملاً حقيقياً في الإطاحة به من منصب رئيس الدولة بعد عامين فقط من توليه الحكم. فرغم رومانسية اليسار إلا أن التمايز الجغرافي فرض نفسه على واقع الحياة السياسية في جنوب اليمن. بعدما انطلق الحراك في 2007، انهمك بعض رموز الحراك في إعادة كتابة للتاريخ تلبي الأهواء الطائشة والمفتقرة إلى المنطق. حذفت اسم عبدالفتاح اسماعيل كأحد صناع التاريخ الجنوبي، وكرست تصوراً فاشياً لهوية جنوبية افتراضية تستبعد فيه كل السكان الذين تعود أصولهم لمناطق في تعز وإب وغيرها، حتى أولئك المهاجرون الذين انتقلوا في عهد الأتراك قبل المملكة المتوكلية والجمهورية العربية اليمنية. فالجنوبي ليس الذي عاش في ظل جمهورية اليمن الديمقراطية بل هو فقط الذي عاش في كنف السلاطين واستظل بظلهم وانحدر من رعاياهم. كانت تعز مهمة للحراك الجنوبي، لكنه أذعن لرواسب الماضي. في حرب صيف 1994، وقبل أن يعلن البيض فك الارتباط، كانت تعز تشكل احتياطياً كبيراً للحزب الاشتراكي، وقوى اليسار إجمالا. لكن إعلان البيض أصابهم بخيبة أمل مريرة وأمست معركته لا تعنيهم. الآن يتذوق التعزيون طعم الخذلان مرة أخرى. كانوا ليصبحوا قاعدة خلفية للحراك الجنوبي، لكن بعض من ركب موجة الحراك فكروا بخبث أو غباء حينما قرروا وضع أبناء تعز في مرمى نيرانهم. فكلما أرادوا الفكاك من النظام الحاكم، حين يشقون طريقهم جنوبا بحثا عن الخلاص لكل اليمنيين، يجد أبناء تعز الأبواب أمامهم موصدة في وجوههم. تستحق تعز أن يتودد لها الرئيس، لأنها بالنسبة للعبة التوازنات السياسية والجغرافية في اليمن بمنزلة شوكة الميزان فالاتجاه الذي تأخذه دائما يحدد الكفة الراجحة في نهاية الأمر. في مايو 2009 كان يمكن لتعز أن تكون قاعدة انطلاق لحرب غبية. ورغم أن الوضع في الجنوب لا يزال على تفاقمه واضطرابه إلا أن إحساس الرئيس بالواقع اختلف. الراجح أنه توقف عن استقاء الحقائق من وسائل الإعلام، وراح يستكشف الوضع مباشرة وعن كثب. لهذا في مايو 2010، يتوقع المراقبون خطابا مختلفا من تعز التي يريد الرئيس الاحتفاظ بها إلى جانبه في أوقات الملمات. المصدر أونلاين |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 02:04 PM.