شـــــــــكراً يافع !!

[شعيفان]

تالياً رأيي الشخصي كأحد أبناء يافع أولاً, وكمواطن من هذا الوطن ( الجنوب العربي ) المحتل بخصوص زيارة حاشد والشيخ صادق الأحمر إلى يافع اليوم للصلح والتحكيم في قضية الشهيد بن عاطف جابر:


- أثبتت التحضيرات التي كانت جارية منذ أسابيع أن زمام الأمور في يافع ليس بيد سلطة الاحتلال ولا بيد الحزب الاشتراكي, ولهذا فإن تأمين الموكب كان مسؤولية القبائل ولم يكن للدولة ( الاحتلال ) أي علاقة به لأنها لاتوجد إلا رمزياً من خلال بعض عناصر الأمن المنتمين في الأغلب إلى نفس المنطقة.

- قبيلة حاشد هي أكبر قبائل الشمال ومجرد حضورها إلى منطقة جنوبية لطلب الصلح والتحكيم وإنهاء القضية هو نصر كبير لهذه المنطقة سواء كانت يافع أو غيرها وهو نصر كبير أيضاً للجنوب عامة لأن رضوخ كبرى قبائل الشمال لقبيلة جنوبية وطلبها الصلح والتحكيم يفترض أنه سبب للفخر هذا لو نظرنا للأمور من منطلق سياسي كما يحاول البعض حصره فيه بالرغم من كونه قبلياً بحتاً.

- حضور قبيلة حاشد بهذا الحشد الكبير ممثلة بشيخها صادق الأحمر هو نصر آخر للجنوب, لأن المسألة بالتأكيد كان يمكن أن تتم في وضع آخر بتمثيل أقل.

- اختيار المكان والإصرار على كونه في يافع بالرغم من مساعي البعض لجعل الصلح والتحكيم في منطقة أخرى خارج يافع هو تأكيد على ماسبق أعلاه لأن حضور حاشد إلى يافع يختلف عن حضور حاشد ويافع إلى منطقة حدودية كالبيضاء مثلاً, والأمر واضح إلا للمتعامين.

- محاولة البعض للانتقاص من يافع بدعوى أن التوقيت غير مناسب يتناقض مع سعي أطراف جنوبية لإحراج يافع من خلال تحديد موعد تشييع الشهداء الأربعة في الضالع وجعله بالتزامن مع زيارة قبيلة حاشد إلى يافع مع أنه كان بالإمكان تقديم أو تأخير يوم, وإذا افترضنا أن مشائخ حاشد أرادوا تشويه صورة يافع بهذه الزيارة, فماذا نسمي اختيار موعد تشييع الشهداء الأربعة في نفس يوم الزيارة.. هل المسألة كما قال تعالى ( أتواصوا به بل هم قوم طاغون ) أم هي كما قال جل جلاله في آية أخرى ( تشابهت قلوبهم ).

- من السذاجة القول أن حضور حاشد إلى يافع كان بغرض شق عصا يافع الموحدة لأن هذه المهمة لم تكن تتطلب هذا الحضور من حاشد بهذا العدد وهذا التمثيل الكبير.
- في الواقع فإن من سعوا لشق عصا يافع هم أطراف جنوبية ساءها بقاء يافع خارج إطارات التجاذب والصراعات السياسية الداخلية كما هو حاصل في مناطق جنوبية أخرى, يضاف إلى ذلك امتلاك مشائخ يافع للقرار بعيداً عن سيطرة الاشتراكي الذي غاب اليوم عن الصلح ( القبلي ) وسعى لإفشاله بالرغم من العلاقات السياسية الوطيدة بين الاشتراكي وآل الأحمر, لكن زيارة حاشد إلى يافع قزمت الاشتراكي أو بالأصح أظهرته على حقيقته التي هو عليها.

- هذا الصلح والتحكيم القبلي ليس الأول بين قبيلتين يمنية وجنوبية ولن يكون الأخير, لكن الزوابع الإعلامية التي رافقته تولى كبرها ذات الأطراف التي تسعى للسيطرة على يافع وضمها إلى الحضيرة الحزبية, وهي ذات الأطراف التي تريد تسليم الجنوب كاملاً إلى حاشد .. وتدعي اليوم أن مشائخ يافع سلموا يافع إلى حاشد, بالرغم من أن حاشد هي التي أتت اليوم إلى يافع صاغرة وتطلب الصلح والتحكيم.

- منع أبناء يافع جميع المظاهر الوحدوية في موكب حاشد بمافي ذلك بعض الأعلام الصغيرة التي يفرضها بعض رجال المرور على أبناء الجنوب لرفعها في سياراتهم ويعلقها أبناء العربية اليمنية طواعية أسفل مرآة السيارة, وأجبرت العناصر القبلية في يافع عدداً من السيارات الحاملة للأعلام اليمنية على إنزالها.

- الشيء الأخير والأهم أن الشهيد بن عاطف جابر لم يكن من شهداء الحراك الجنوبي, وبالتالي فالقضية جنائية بحتة ولا علاقة لها بالسياسة والحراك الجنوبي, والتحكيم الذي جرى سبق وأن جرى مثله في مناطق أخرى لم تثر حولها زوابع, كما قد يجري مثله مستقبلاً بين أي قبيلتين من القطرين, سواء من حضرموت ومأرب, أو شبوة والجوف, أو الصبيحة والمقاطرة, وجر القضية هذه المرة لمحاولة الانتقاص من يافع أو التقليل من شأنها يعكس أحقاد دفينة أصبحت واضحة للأعمى قبل البصير.

ختاماً شكراً يافع أنها أجبرت حاشد على الحضور إلى الجنوب صاغرة ذليلة, وشكراً لمشائخ يافع على حكمتهم وتجاوزهم الفتنة التي أراد ضعاف النفوس إيقاع يافع بها حقداً وكمداً, والتي أماطت اللثام عن كثيرين وأصبحت وجوههم مكشوفة!.