حتى ثروتنا السمكية لم تسلم من فساد السلطة الهمجية

[أبوالإباء الجنوبي]

يبلغ طول الشريط الساحلي للجنوب العربي حوالي 1200كيلومـتــرمربع وتزخرشواطئنا الغنية بأكثر من 350نوعا من الأسماك الغـنـيـة بالبروتين الذي يحتاجه الجسم ,وقبل 22مايو1990كانت الأنظمة والقوانين البحرية وقانون الإصطياد الذي كان سائدا في (ج ي د ش) صارما وحازما لم يكن بإستطاعة أية جهة كانت محلية أوإقليمية أومايسمى سـفـن تائهة من إنتهاك المياه الإقليمية للدولة ,حيث كانت القـوات البحـريـة لها بالمرصاد وكانت بمثابةالعين الساهرة في مراقبة كل شاردة وواردة وتطبق الأنظمة والقوانين بكل صرامة كان هذا بالأمس عندما كانت الدولة وحتما ستعود تلك الدولة ولوبعد حين .,أما اليوم فحدث بلاحرج (دولة)فاشلة بكل المقاييس لاتستطيع أن تضبط حدودها البحرية ولاتستطيع أن تبسط نفوذها على طــول المياه الإقليمية وغيرقادرة على فرض القوانين التي أصدرتـها بسـبـب الفـوضـى وكأن ماقاله أحد الحكماء عن الــدولــه الفــاشـلـة من أنها تلك التي تكثر من القوانين ينطبق على حال اليمن.
لقد وقعت سلطة الإحتلال إتفاقيات للصيد البحري مع العديد من الدول وتم تأسيس شركات مشتركة بهذا الصدد وأضافة إلى ذلك وقعت إتفـاقـيات مع مايسمى (شركات إستثمارية) بلغت أكثرمن 86شركة وأضعاف هذا الرقم يعمل بشكل عشوائي وغير مرخص منتهكا الأنظمة والقوانين التي لم تفعل وكأنها حبر على ورق. وهيى مملوكة لجهات متنفذة داخل السلطة الحاكمةأو قريبة لبعض المتنفذين وهذه الشركات وماتمتلكه من سفن تجارية كبيرةللصيد البحري لاتلتزم بالبنود الموقعة مع مايسمى وزارة الـثـروة السـمكـية ولاتحترم الترخيص الممنوح لها والذي يحدد الأماكن المخصصة لها حيث تقوم بعمليات صيد عشوائية وتسهم وبشكل كبير في تدميرالبيئة السـمـكـيـةمن مراعي وشعاب مرجانية التي يستغرق بناءالسنتيمترالواحد منها مايـقـارب 10سنوات.ونظرا للشلل التام الذي يكتنف عمل الوزارة وغـيـاب الـرقـابـة الصارمة فإن تلك السفن التجارية بالإضــافـــة إلى عـمـلـيـات الإصـطـيـاد العشوائي فإنها تركز على نوعيات معينة من الأسماك ,حيث تـقـوم برمـي النوعيةالغيرمرغوب من قبلها بعرض البحر مما يتسبب في تلوث بـحـري خـطـيرأدى إلى هلاك بعض المناطق التي كانت معروفة بوفرة الأسماك .إن حال الثروة الثروة السمكية للجنوب في وضع لايـحـسـد عليه من جراء عمليات مايسمى بالجرف القاري والإصطياد الـعشـواـئي في مواسم التكاثرأوالتوالد وزاد من الطين بله إن السفن التجارية لاتلتزم بالإصطياد في المناطق المحددة لها حسب ماتنص عليهاالإتفاقية المبرمة مع وزارة الثروة السمكية ,حيث تقوم بالإصطياد في مناطق الصيد التقليدية والمخصصة للسفن والقوارب الصغيرة والتي يمتلكها الصيادون البسطاء والذين يعتمدون على ما تجود بها شواطئ الجنوب وماتتلقفه شباكهم من أرزاق قسمها الله لهم ومع ذلك يتعرضون إلى مضايقات وإطلاق نارلأن تلك السفن التجارية مزودة بكـأفـة أنـواع الأسـلـحـة حيث تتعرض سفن وقوارب العديد من الصيادين إلى التدميروالتلف من تلك السفن ,إضافة إلى مايتعرضون له من إستفزازات من الجانب الأريتري الذي ينتهك المياه الإقليمية للجنوب العربي وكذلك سفن مايسمى مكافحة القرصنة والإرهاب من قوات أطلسية وهندية حيث تقوم تلك القوات بتدمير وسائل الصيد الخاصة بأولئك الصيادين من قوارب وسفن وشباك دون أن يعوضهم أحد ودون أن تحرك مايسمى وزارة الثروة السمكية ساكنا ,بل أن كل الشكاوي والتظلمات التي يرفعها أولئك المتضررون ترمى في سلة المهملات .
إنها صورة من صـورالفسـاد التي لاتعـد ولاتحصى ..ياترى إلى متى نظل هكذا مكتوفي الأيدي؟حتى ثروتنا السمكية لم تسلم من فساد السلطة الهمجية.