دفاعا عن الجنوب لا عن البيض.والبيض رمز للجنوب..بقلم عبده النقيب

[%الوحيد%]

دفاعا عن الجنوب لا عن البيض
الهيئة الإعلامية تاج-خاص


*عبده النقيب
لانحن من البرامكة ولا البرامكة منا
بعيدا عن ثقافة التخوين والمماحكات الشخصية نجد أنفسنا اليوم مطالبين أكثر من أي وقت مضى بالجهر برأينا والتأكيد على ثوابتنا التي يسفك من اجلها الدماء وعلى خيارات شعبنا الرئيسة بعيدا عن الوصاية والبابوية التي مورست على شعب الجنوب فأودت بنا جميعا إلى التهلكة وكانت مقدمات لهذه النتائج المحتومة والطبيعية التي نعايشها اليوم.
عندما ينصّب حزب أو مجموعة من البشر أنفسهم أوصياء وينفردوا في تقرير مصير شعب ويبتوا في قضاياه الهامة دون العودة له بدعاوى ان هذا الشعب قاصر وان النخبة هي المخولة بالقرار- مع تسليمنا بدورها الهام في قيادة أي بلد - فإن تجاهل إرادة الشعب حتى وأن أخلصت النوايا من قبل تلك النخبة خطأ بكل المقاييس وفي مختلف الظروف.
ماكان بالأمس ممكنا أو مقبولا ومستساغا لم يعد اليوم كذلك لدى الغالبية العظمى من البشر فقد تغير الثقافة بشكل جذري بفضل كسر احتكار المعلومة والحقيقة التي قالت فيها التكنولوجيا كلمتها فلم يعد هناك أي مبرر أو مقبولا لأي كان أن ينفرد أو يغرد خارج السرب بدعاوى مصلحة الوطن وسياسة فن الممكن.
كنت من اشد المتحمسين والمراهنين على دولة السيد حيدر العطاس لما كنا نسمع عنه بأنه يتمتع بصفات قيادية كرجل دوله وذلك يعود للخبرات الطويلة التي اكتسبها من تواجده في الوزارات التي تعاقبت على حكم الجنوب فقد كان معتدل في موقفه ومتزن في راية لكنه لم يكن اليوم كذلك عندما وضع على المحك فبالنار تختبر المعادن. اليوم نعود لنضع مواقفه وتاريخه في الميزان نتساءل كيف ظل عضوا في لجنة مركزية ومكتب سياسي لحزب ماركسي لأكثر من عقدين ونصف رغم ان ليس له أي علاقة بالماركسية لا فكرا ولا ممارسة وقد أدان الحزب الاشتراكي مشكورا ولو أنه متأخر وربما تضعه إدانته المتأخرة وسكوته في موقف المتهم أكثر منه في موقف الناقد. لقد وضعنا أمام تساؤل لماذا كان يقبل ويسير مع التيار ويسكت طوال كل تلك الفترة وهو يعلم بالخطأ.
بعد سقوط الجنوب في قبضة الاحتلال اليمني في حرب 1994م انجلت الرؤية وانهارت أسطورة القوى الوطنية اليمنية, كنا نعول على شخصية حيدر العطاس المعتدلة في تقديمه أمام دول الجوار وأصحاب الرأسمال الوطني والقوى الوطنية التي تم إقصاءها من الجنوب في عهد الحزب كوجه مقبول لم يرتبط بأي أعمال دموية أو تصفيات فقد عاش دوما على الهامش يتعايش مع مختلف التيارات دون صدام ودون موقف وهذا هو سبب ترشيحه لرئاسة الوزارة أثناء الصراع ألتناحري داخل الحزب الاشتراكي قبل أحداث 13 يناير المأساوية فكان وجها مقبولا من قبل طرفي الصراع حينها قبلا به كحل وسط.
تقلد العطاس رئاسة الدولة أو ماكان يسمى برئيس مجلس الشعب الأعلى وهو أعلى سلطة تشريعية في الجنوب وكان سببا رئيسا في كارثة 1990م في وقوفه السلبي أمام الخروقات القانونية والتشريعية الخطيرة التي مارستها قيادة الحزب حول ما عرف عنها بإعلان الوحدة وأكد هو في مقابلته في قناة الجزيرة على هذه المسألة بعدم توقيعه لكنه بكل أسف قبل السكوت ولا ادري إن كان المنصب المعروض عليه حينها في صنعاء هو السبب.
لا أريد التجني على دولة السيد حيدر العطاس لكن ما دفعني لهذا هو الدور الخطر الذي يقوم به اليوم حيث قبل ان يمارس وظيفة لا تعدو سوى انه مندوب مبيعات في شركة حميد الأحمر. يعمل بهمة وحماس لتسويق مشروع ما يسمى بالإنقاذ الوطني وقد أكتسب مهارات كبيرة في التسويق والدعايا فهو يقرأ الوجوه ويخاطبها بما تريد مستغلا احترام الناس له بل بالأصح يستخدم من قبل أعداء الجنوب لمحاولة استغفال الجنوبيين.
كان العطاس أثناء أحداث يناير 1986م في زيارة للصين وشرب نخب الصحة الشهير عقب إعلان علي ناصر القضاء على من اسماهم زمرة الانقلاب لكن علي ناصر ومجموعته تمت الإطاحة بهم فلم يتحرج العطاس بقبول المنصب الجديد والهام مع التيار المناوئ ل علي ناصر, وكان على وئام تام مع السلطة الجديدة..
عندما بدأ يتفق الوعي عند مجموعة من المثقفين من الصف القيادي الثاني من الذين كانت لديهم رؤية اقتصادية إصلاحية بعد أحداث يناير المشئومة طرحت المسألة الأكثر خطورة وهي فصل حزب الوحدة الشعبية المعارض في الجمهورية العربية اليمنية عن السلطة في الجنوبية فلا يعقل ان حزب معارض هناك وحاكم هنا فهذا غير منطقي بالبته فمهام حزب الوحدة الشعبية مختلفة ووضعه في إطار السلطة في الجنوب هو خلط خطير ينم عن وجود مؤامرة وبالفعل كانت هي المقدمة للزحف العسكري والقبلي اليمني في 1994م, حينها تبنى العطاس فكرة إخراج حزب الوحدة الشعبية من السلطة في الجنوب وتقدم لقيادة الحزب بالمبادرة لكنه لم يتمكن من الوقف خلف فكرته ليدافع عنها بمجرد أن غضب عليه فريق الشرجبي جار الله وهو ما يشير إلى ان شخصية العطاس ركيكة ويؤكد لنا خطورة وجوده في موقع القرار حيث يقتلع بمجرد مرور نسمه معاكسة له ولن يتردد في تبني موقف أعداءه عندما يقع في قبضتهم.
تكرر الموقف نفسه بعد خروج القيادات الجنوبية بعد الاجتياح اليمني العسكري للجنوب واصطفاف وانقسام الحزب الاشتراكي إلى جنوبي ويمني على الواقع بشكل واضح برزت فكرة إعلان حزب اشتراكي جنوبي مستقل وتبنى الفكرة حيدر العطاس وبدأ تسويقها لكنه انهار بمجرد ان زمجر عليه محسن الشرجبي الذي كان يراقب القيادات الجنوبية عن قرب في أبو ظبي .. حقا من يريد ان يدخل السباق فعليه إخيتار الجواد وهي الحكمة التي لم يتعلمها الجنوبيين حتى اليوم.
لا أستطيع ان افهم الدوافع التي جعلت من السيد العطاس يمتهن هذا الدور الغير مرغوب به جنوبيا والذي لا يتناسب والصورة الموجودة له في وجداننا كشخص محترم فهو ليس بحاجة لأي أموال ليكسبها كما ان ليس لديه مشروع يضمن من خلاله عودته حتى هو ولا نقول الجنوب إلى السلطة كرجل دولة وهذا ما جعلني في حيرة من أمري وبدأت أفتش واحلل في شخصية الرجل وتاريخه.
السيد حيدر العطاس بذل جهود مضنية خلال السنوات الثلاث الماضية في محاولة ضرب مشروع الاستقلال فقد فاجأنا في عام 2007م بحوار غير عادي نحن قيادة "تاج" حيث طلب منا وقف الحديث عن الجنوب والكف عن ما أسماها بالمغامرات وقال لنا بالحرف ان الحراك قد وصل إلى مداه وقد آن الأوان لآن نطرح المشروع السياسي. كان ردنا له بأن مشروعنا مطروح منذ ثلاث سنوات فقال لا.. لا نريد هذا.. فردينا عليه بأن يضع مشروعه إذا كان لديه ما يقوله وان يقنع به الشارع الجنوبي بمن فيهم نحن في "تاج". وطلبنا منه توضيح ركائز المشروع الذي يريده فتلى علينا ما تيسّر من سور الحفاظ على دولة الوحدة وإشاعة الديمقراطية وآيتين من سورة الفيل.. صعقنا وتسمّر كل من كان يستمع إليه منا فقد كان يتحدث بلهجة قوية وكأنه قائد عسكري في موقع المسئولية وبطريقة بابوية تخلو من أي أسس للحوار ومن أي "اتكيت" أو لباقة عرف بهما العطاس. لم نتمالك إلا ان قلنا له ان العرض الذي قدمه علي عبدالله فيما عرف حينها بمشروع الحكم المحلي الواسع الصلاحيات أفضل بكثير مما تقوله يا دولة العطاس مع الفرق ان علي عبدالله صالح لديه القدرة والقرار وممكن ان يقدم تنازلات تكتيكية وشكلية مؤقتة لكن ما تقوله يا دولة العطاس لا يحتاج إلى كل هذه الجدية و"الهنجمة" فهي مجرد فقاعات ليس إلا.
تيقن العطاس أننا لن نتبعه فيما يقول وأحسينا حينها بان العطاس لم يدرك مدى التغيير الجذري الذي حصل على المسرح السياسي الدولي وما رافقه من سقوط للأنظمة الشمولية وثقافة البابوية التي مازال السيد حيدر متحصنا بداخلها.
قبل عامين ونيف ذهب العطاس إلى اجتماع دبي الذي ضم مشائخ السلطة بمن فيهم حميد وممثلي أحزاب المشترك ومنهم الدكتور ياسين وبعض القيادات الجنوبية كعلي ناصر ومسدوس ومحمد علي احمد ممن شاركوا في الحوارات التي حاولوا إنكار وجودها بدعوى أنهم بالصدفة جميعا حضروا في حفلة زواج احد الجنوبيين هناك في دبي. في إحدى الجلسات الخاصة وفي اجتماع اقتصر على بعض الجنوبيين قال العطاس كلمته بغضب ان هؤلاء المغامرون الجدد ( يقصد بذلك تاج) لابد من التصدي لهم ولابد من تفكيك "تاج" قبل طرح أي مشرع, وكان من نتيجة القرار ان كلف الاجتماع السيد محمد علي احمد بتأسيس ما سميت بالهيئة الوطنية لدعم الحراك في بريطانيا والتي كرست كل جهدها لمشاغبة "تاج" ومحاولة تمزيقه, وقد أجاد محمد علي تأدية المهمة بإقدام وعزيمة فهو رجل المهام الصعبة من هذا النوع بالذات رغم أنه كان على وفاق تام معنا في تاج حتى آخر لحظة.
تلتها في الداخل تأسيس حركة نجاح على أيدي قيادة الأشتراكي والتي تولت عملية قيادة الهجوم على المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب الذي يقوده المناضل والأب الروحي للثورة البطل باعوم. وحتى لا يؤخذ الكلام في غير سياقه نؤكد ان قيادة الهيئتين تعمدتا انتهاج سياسة الخداع والمغالطة مما استطاعتا تضليل القواعد الاستقلالية البريئة فلم تفصحا عن اهدافهما المرتبطة بمشروع علي ناصر والعطاس مع اللقاء المشترك بقيادة الشيخ حميد الأحمر حتى لا تلفظها القواعد الاستقلالية.
بح صوتنا في "تاج" واتهمنا بأننا نخون الآخرين عندما كنا نطالبهم بالإعلان صراحة عن فك الارتباط مع المشترك وبالإعلان صراحة عن خيار الاستقلال وهو خيار الشارع الجنوبي وبعدم فرض الوصاية على الشعب الجنوبي وعن التمسك بالثوابت الشعبية الجنوبية المعروفة. فكانوا يرددون ان الجميع مع الاستقلال وأنكم تمارسوا سياسية الإقصاء والتخوين.
نوجه التحية للسادة الذين اجتمعوا في القاهرة في يونيو الماضي وأعلنوا مشروعهم صراحة فقد كنا نطالبهم بإعلان مشروعهم وباعتماد الشفافية مع شعب الجنوب لسنوات خلت لإيماننا المطلق بان من حق كل جنوبي ان يتبنى وأن يقدم المشروع الذي يراه مناسبا ومن حقه ان يقوم بتسويقه ولكن ليس من حقه مصادرة قرار شعب الجنوب أو الوصاية عليه بأي شكل من الأشكال كما يحاول العطاس وصحبه اليوم دون جدوى. وبخروج المشروع إلى العلن انجلت الصورة لمن لديهم مشكلة في الرؤية عن بعد وسقطت المشاريع التي كانت تحاك في الغرف المظلمة والعناصر المرتبطة بها والتي كانت تهتف معنا بالاستقلال بل والبعض منهم ينادي بالكفاح المسلح وأثبتت مصداقية "تاج" فيما كان نطرح. ونؤكد للمرة الألف ان المشروع ليس فيه أي عناصر ايجابية وليس له داعم إقليمي كما يحاولوا تسويقه فهو مشروع حميد الأحمر بكل ما يحمله من مطامع قديمة جديدة وبكل ما يمثله من مصالح كبيرة لقبيلة سنحان في الفيد والنهب من ثروات الجنوب حتى ولو سوّقه العطاس ومهما حاول تلميع من سماهم بالعناصر الايجابية في اللقاء المشترك ومهما غيروا جلودهم فالسيناريوهات متعددة والمشروع واحد.
كان الوقت كما يقال قد داهمهم فقد تأخر إعلان المشروع لسنوات. حاولوا تسريبه قبل عامين في موقع شبوه برس وتنصلوا عنه عندما جاءتهم الرماح والسهام من كل حدب وصوب لكن اليوم قد تأخر الحمل ولابد من إخراج الجنيين وبعملية قيصرية وإلا سيموت وستموت أمه.. اليوم نظام الاحتلال اليمني لم يعد لديه مجال للمناورة فهو قد شارف على نهايته وكانت عملية ضرب وإفشال مرحلة القيد والتسجيل في الجنوب لما يسمى بالانتخابات التي كان مزمع عقدها في ابريل 2009 قد وجهت طعنه مميتة لنظام الاحتلال لولا تدخل اللقاء المشترك الذي لعب مسرحية الحوار مع السلطة وعقدا اتفاق تأجيل الانتخابات لمدة عامين في محاولة لإخفاء فضيحة أن الانتخابات لن يشارك فيها الجنوب وأنها ستكون استفتاء رسمي أمام العالم على الانفصال الجنوبي ورفض قاطع وصريح لما يسمى بالوحدة.
مدّت اتفاقية إبريل بين المشترك والسلطة النظام المنهار بالحياة لمدة عامين فقط لكن المعضلة مازالت قائمة والخناق يضيق يوما عن يوم.. وهنا نفسر التحركات المهووسة للقاء المشترك فلم يعد هناك متسع من الوقت فإذا لم تجر الانتخابات في موعدها في ابريل القادم فإن الدول الداعمة للنظام سترفع عنه الغطاء وستتحرج في دعمه كما فعلت من قبل, فمشروع الإنقاذ الوطني هو في الحقيقة مشروع لإنقاذ النظام ليس إلا.
كان لابد من محاولة إعلان مشروع سياسي وهمي في هذه اللحظة بالذات وكان العطاس هو الرجل المؤهل لتسويقه لما كان يحضى به من احترام وتقدير بين أوساط الجنوبيين لخلو تاريخه من أي مغامرات ومن أي مشاركة في الصراعات الدموية التي طحنت الجنوب ونتيجة لتصريحاته الذكية خلال العامين المنصرمين فهو يجيد هذه اللعبة بحنكة يصرح بأنه مع فك الارتباط وقت اللزوم لكنه في الحقيقة يعمل على إرساء مداميك العلاقات بين الجنوبيين وأحزاب اليمن الموسومة باللقاء المشترك- الوجه الأقبح للسلطة- .يمارس هذا النفاق وفقا لمبدأ الشيعة في التقية وعلى فقه السنة وقاعدة الضرورات تبيح المحضورات. يهمس بأنه انفصالي مع الجنوب العربي ويصرخ بأنه مع الوحدة قلبا وقالبا, وهو بموقفه هذا يصبح ممن ينطبق عليه القول "قلوبهم مع علي وسيوفهم مع معاوية".
تحركت عناصر مشروع ما يسمى بالإنقاذ الوطني وهو في الحقيقة مشروع إنقاذ السلطة, جاءت على عجل إلى بريطانيا ولا مجال للحوار أو النقاش مع احد فالبقية كلهم مجرد رعاع , وشكلوا نواة قيادة الجنوب في الخارج من أنفسهم ومن المقربين لهم في طريقهم للقاء البيض ليعلنوا من هناك مشروع الوصاية على شعب الجنوب تحت دعاوى توحيد الصف الجنوبي. رفض البيض استقبالهم بهذه الطريقة المشبوهة واشترط ان يكون اللقاء لكل ألوان الطيف وان يكون علني وان يطرح كل شئ على الطاولة فكانت بداية النهاية للمشروع الذي لم يكتف باستخدام اسم العطاس بل حاول استخدام أسم البيض حتى تنطلي اللعبة على الحراكيين الجنوبيين.
لن اخف اني مصاب بالذهول من هذه الجرأة التي يتحلون بها فبعد فضيحة لقاء القاهرة الذي لم يحض بأي تأييد جنوبي وهو فشل يفترض ان يدفع بأصحابه لو أن لديهم ذرة من الخجل إلى اعتزال السياسة والتواري وإلى الأبد خاصة وان التاريخ السابق لكل منهم أثناء حكمهم للجنوب مازال الجميع يتذكره بمرارة ومازلنا ندفع ثمنه جميعا وهم يتنقلون بين فنادق أوروبا الفخمة والشرق الأوسط ولا يبدو أنهم متابعين لما يتعرض له شعب الجنوب ولايبدوا ان لديهم النية في التكفير عن الماضي والكف عن التطاول على شعب الجنوب العربي.
من حق كل جنوبي ان يشارك في الحياة السياسية بالطريقة التي يراها بمن في ذلك أولئك المسئولون عن مآسي شعب الجنوب الماضية والحالية فقد جب التصالح والتسامح كل ما قبله, ولكننا نتساءل ونهمس في أذان المنخرطين في العمل مع اللقاء المشترك والأحزاب اليمنية والمغردين خارج السرب ) لمن كل هذه القناديل تضوّي لمن(!! فهناك إجماع جنوبي على فك الارتباط مع كل ماهو يمني والتمسك بمطلب الاستقلال فبدلا من ان يستغلوا تاريخهم كقيادات للجنوب سابقا لصالح تعزيز الصف الجنوبي ودعمه فإنهم يعملون على تمزيق الصف الجنوبي ويصيبون الحراك بأضرار بليغة.
كنا ننتظر بعد ان امتنع عن تأييد لقاء القاهرة كل الجنوبييون حتى أولئك المواليين له خوفا من رد فعل الشارع الجنوبي وغضبه ان يأتي أصحاب المشروع الخائب إلينا ويعلنوا انضمامهم لمشروع الاستقلال مشروع الحراك الجنوبي نفاجأ أنهم جاءوا ليضمونا إليهم فشكلوا من أنفسهم قيادة بلمح البصر يتأهبوا لإعلان مشروع توحيد الحراك الجنوبي تحت قيادة حميد وباسندوة الحكيمة غير عابهين بالإجماع الجنوبي المناوئ لهم وغير مكترثين بتضحيات الجنوب الجسام.
كيف أيها السادة تتجاهلون وجود مشروع يسير على قدم وساق لسنوات معمّد بمئات الشهداء وآلاف الأسرى وآلام شعب بأكمله. الم يكن الأجدر بكم أن تأتوا لتشاركوا في الحوار بدلا من ان تحاولوا تكسير ماقد أنجزناه.. لقد ردد العطاس دون خجل على مسامع الحاضرين في شفيلد أنه لا يقبل بمشروع علي سالم البيض فهو متطرف وانه رفض الحوار معهم.وأكد في معرض حديثة أيضا ان هناك عناصر جيدة في اللقاء المشترك سنعمل معهم على إسقاط النظام ومن ثم سنقرر مصيرنا كشعب!! وظل يردد العطاس مع كل من يلتقي به ان البيض ليس لديه مشروع. جمل مثقلة بالألم ومضمّخة بالحسرة ان تأت من احد ممن كانوا يقودوا الجنوب ومن احد المسئولين عن مأساته اليوم.
نعم البيض ليس لديه مشروع ولا نريده ان يكون لديه مشروعا. البيض أعلن انضمامه لمشروع الشعب. لا نريد الشعب ان يكون مع البيض بل نريد البيض ان يكون مع الشعب ونريدكم انتم أيضا أيها السادة لقد انتهى عصر الزعيم الخارق ولا نريد مشاريع قيادة بل مشروع شعبي يحمله ويحميه فهو الأجدر والأقدر على حماية مصالحه وصيانة وطنه والدفاع عنه كما يفعل شعب الجنوب العربي اليوم.لقد فشلتم في الحفاظ على الوطن عندما كنتم حكاما عليه مطلقي النفوذ فكيف يمكنكم استرداده من أيدي أعدى أعداءه.
العطاس يعي جيدا أنه يرفض مشروع الشعب الذي يحضى بإجماع منقطع النظير ولا يرفض مشروع البيض لكنه لن يجرؤ على قول الحقيقة. وهل الحراك منتظر للعطاس وعلي ناصر ومن خلفهم باسندوه, حميد ومن معهم حتى يقولوا لنا ماذا نريد؟ لقد خرجنا بدونكم أيها المبطوحيين. واستعدنا الوحدة الجنوبية والصف الجنوبي والغيرة الجنوبية يامن مزقتموتها شر ممزق. وهل نحن قصر حتى ننتظركم لتأتوا لتشكلوا قيادات للحراك وتقودوا الحراك يامن قدمتم أسوأ نموذج في الحكم وكنتم افشل قيادات ممكن ان تحكم.. في العرف السياسي على مر التاريخ القيادة التي تهزم تنتحر, والقيادات التي تفشل أو تتورط في أي فضيحة تستقيل, إلا أنتم.أين الحشمة والخجل من هكذا موقف, جئت في سفر طويل لتحاضرنا عن تاريخ الثورة يا دولة السيد حيدر.. اللهم أني صائم.
لماذا كل هذه المحاولات الممجوجة والفهلوة السياسية والمغالطات وهل تظنوا ان الجماهير هي لجنتكم المركزية التي كان نصفها من الأميين والقصّر لا يعرفوا عن العالم سوى القرية والطريق المؤدية إلى عدن. لا احد يستطيع ان يمنعك في أن تعلن رفضك لمشروع الشعب الجنوبي وخياراته التي تسميها مشروع البيض.. لماذا لم تتجرأ وتحضر معك قادة المشروع المرافقون لك في لندن والذين لقنوك هذه الجمل الممجوجة لماذا لم تأت أنت وعلي ناصر زعيم المشروع ومحمد سالم باسندوه منسّق المشروع بينكم وبين سلطات الاحتلال مستشار الرئيس اليمني ومن خلفه الشيخ حميد الأحمر.. لماذا لا تحضروا جميعا وتقولوا ما عندكم بجرأة وصدق سنحترمكم عليها بدلا عن أساليب التقمص وادعاء توحيد الصف الجنوبي.. هل ستوحدنا مع حميد الأحمر والأحزاب اليمنية!!؟..هل تريدنا ان نعود إلى بيت الطاعة!!؟ هل تريدنا ان نقبل بالمطامع المجوسية في الجنوبية!!؟. حاشا وكلا فلن نقبل ولن نسكت.. إلى متى يا أبو جمال تسكت عما تتعرض له قريتك وأهلك ولا نقول الجنوب وهل ماتت الغيرة والحمية لديك.
اهمس في أذان بعض المداهنين المراهنين على الحصول على الفتات أو ممن يضنوا ان العطاس ومن معه سيمنّوا عليهم بمكان لائق في حكومته التي يسعى لتشكيلها وستقود جمهورية واق الواق فقد اخطأتم ونقص رصيدكم بدلا من ان يزيد.
أهلا بكم بين أهلكم وبين أوساطنا كجنوبيين على قاعدة الثوابت الوطنية وعلى مبادئ التصالح والتسامح. لن يشكل القيادة احد سوى عبر الحوارات الديمقراطية والشفافة المفتوحة في الداخل والخارج وتلك الحوارات هي التي ستقرر برنامج العمل السياسي وخارطة الطريقة وآلية العمل لهيئات الحراك. لما التسابق المحموم ولما محاولة الاحتواء.
لن نصدقكم ولن نسمح لكم بقيادة المشروع طالما وانتم تغردون في فلك حميد الأحمر.. لا يا دولة السيد حيدر فلانحن من البرامكة ولا البرامكة منا.

*سكرتير الدائرة الإعلامية في التجمع الديمقراطي الجنوبي"تاج"
الجنوب العربي
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]