سوال هل ابناء المناطق الوسطاء من الجنوب

[فؤاد ناصر البداي]

أخي الكريم / أبو خالد
أنت تقول تقرير مصير وكأن أبناء اليمن في الجنوب فعلا رافضين الوحدة وهذا في مغالطة كبيرة الناس متذمرين من سوء الأوضاع المعيشية صحيح لكن الناس يطمحون إلى تصحيحها وتحسين الظروف المعيشية للناس عن طريق منح المزيد من الصلاحيات للمجالس المحلية، ومحاربة الفساد المستشري في أجهزة الدولة، وتفعيل المؤسسات وتعزيز سلطة القانون واستقلال القضاء، وتعزيز فرص المشاركة السياسية لأبناء تلك المناطق ...الخ. وتلك المطالب هي ذاتها التي يطالب بها اليمنيون في كل أرجاء البلاد لتغيير الأوضاع وتحسين المعيشة. ومن خلال الاستمرار والإصرار في تلبية تلك المطالب تحققة بعضها بل كثير منها وهذا بإقرار الكثير من الدراسات والبحوث السياسية التي تناولت الشأن السياسي اليمني خلال السنوات الأخيرة من عمر الوحدة المباركة، وذلك ليس فقط بجهود القيادة السياسية الحالية ولكن أيضاَ بفعل الضغوط التي ولدتها مطالب الشعب عبر الأحزاب والنقابات وجميع منظمات المجتمع المدني ألأخرى التي نعول عليها كثيرا في إكمال مسيرة التحديث والتنمية، فهل بعد هذا وفي ظل هذه التطورات ووجود مؤسسات وأحزاب فاعلة وكفيلة بالتغيير الآمن على مصالح الشعب تريد أن تقنعنى بأن أبناء الجنوب يريدون الإنفصال؟ أنت تقول تقرير مصير وتتحدث بإسمهم لكن أي مصير الله يهديك الذي يطالبوا به هل إعادة تقسيم البلاد أم تعزيز مسيرة التنمية، دعنا نتكلم عن الشريحة الواسعة من أبناء البلاد حتى في المحافظات الجنوبية وننقل تطلعاتهم وآرائهم، ومن جهتي عليك أن تأخذ الانتخابات الأخيرة ومستوى المشاركة والتفاعل مع تلك التظاهرة الرائعة من قبل المواطنين واحكم، ربما تقول لي أنها قد شابها كثير من الحيل والمغالطات واتسمت في بعض منها بعدم النزاهة، ونقول لك صحيح وكثير من أبناء اليمن وفي المحافظات الجنوبية والوسطى والشرقية يعتقدون بذلك غير أنهم مع ذلك يلتمسون تطورا مستمرا نحو الأفضل، بمعنى أنهم ومع ذلك مؤمنون بأن السبيل في تحسين أوضاع البلاد هو في الاستمرار في هذا الطريق الذي سيؤدي في النهاية إلى تحقيق التغيير المنشود، ومن خلال ما نلاحظ هذه الأيام فقد تم بالفعل منح المجالس المحلية صلاحيات واضحة، وهناك الآن لا مركزية مالية بدأ تطبيقها من هذا الشهر، وهناك هيئة عليا وقانون لمكافحة الفساد، فإذن نحن نتقدم. سؤالي لك لماذا لإصرار من قبلكم على تقرير المصير الذي تدعون إليه إن لم تكن حيازة السلطة هي الدافع الأساسي وراء مساعيكم؟ ألستم مع مصلحة الشعب فلماذا ما تسهموا مع بقية القوى الوطنية لإصلاح البلاد واجتثاث رموز الفساد من أجهزة الدولة والمشاركة في بناء اليمن الحديث؟ ماذا تعني لكم مفاهم خطط التكامل القومي والاقتصادي والسياسيي؟ هل تعني زيادة الوعي بواحدية المصير والتاريخ والأصل المشترك وتعظيم القدرات السياسية والاقتصادية والجيوستراتيجية لتعزيز مكانة اليمن في المنطقة والعالم؛ أم بالسعي لتمزيق النسيج الاجتماعي وتفكيك قدرات البلاد وتشتيتها لإرضاء نزعات شخصية أو حزبية لصالح هذا الطرف أو ذاك؟
ألأخ القدير / أبو لافي
بالأمس دعا الدكتور محمد عبد الملك المتوكل وهو أحد أساتذة العلوم السياسية في جامعة صنعاء لتشكيل لجنة شعبية أخرى لمكافحة الفساد مهمتها مراقبة أعمال اللجنة الرسمية التي ستتشكل بدورها من شخصيات اجتماعية وسياسية من جميع طراف العملية السياسية في البلاد (سلطة ومعارضة) ومنظمات أهلية أخرى. اللجنة الشعبية المقترحة ستكون من بين مهامها العمل على تجييش الشارع والرأي العام خلف بؤر الفساد في الدولة بناء على ما سيتوفر لديها من معلومات وحقائق عن قضايا الفساد وهذه بادرة طيبة وتستحق الدعوة للاتفاف حولها ودعمها لمل فيه مصلحة البلاد ونسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه مصالح هذا الشعب الذي يستحق أن يعيش بمستوى يليق بمكانته التاريخية والحضارية بين الأمم.