ضاقة علينا أرضنا

[ابو عهد الشعيبي]

كل يوم يشتد الخناق علينا بشكل لم يعد مخفي التفاصيل على أحد ، يبدو إنا فعلاَ
نساق إلى باطن الارض منذ إن كُتب علينا يوم بالفوهات قالوا عنه وحدة في سبعة سبعة ..
فلا لقمة عيش نضيفة كافية لسد الرمق ، ولا وضيفة منها نوفر قيمة قرص الروتي
ولا بقعة بسيطة نقيم عليها كهف او عشة لنسكن بها ، ولا مساحة كافية لحرية
الراي والبوح والتعبير لنرسم بها حلم بسيط لنصل بها أصوتنا وصرخاتنا للاحياء في الدنيا والفضاء
بأمل الخروج يوماً من دوامة المعاناة التي طال أمدها وأشتد ألمها علينا ،
فعلاً ضاقة علينا ارضنا بما رحبة ولا ادري هل نحن فقط في الجنوب من نعيش هذا
لحال أم إن هناك شركاء فناء يتقاسمونا جور الباطل والقهر في الضفة الأخرى ،
نستفسر هكذا لا لعدم إدراك معنى حروفنا هذه بل لصمت موتى المقابر الذي طال ..!
فلا لشهاداتنا وكفاءاتنا قبول ومكان يليق بها ، ولا نحن وجدنا من الحقوق أبسطها
حتى نستشعر بها قيمتنا الآدمية وإنتمائنا الوطني كباقي بشر الكون ..
جور .. قهر .. تهجير .. إقصاء شامل .. فقر شديد جداً بل موت محقق ، فقدان أمان
وغير ذلك من كل أصناف العذاب التي حرمها الله على عباده المؤمنين ..

وبالمقابل نراهم عايشين التخمة حد الغرق على موائدها وقصور وفلل وسيارات
فارهة من مختلف الماركات وحياة بذخ وعبث لا حصر له ومع كل ذلك فهم
غير عابئين بما ما هو واجب عليهم نحو هذا الوطن المشضئ والمواطن الكالح المسكين
بل إنهم فوق كل ذلك يمارسون كل أصناف الخدع والأكاذيب ووالتضليلات ويطلقون
عبر اعلامهم الوسخ والمسخ سيول من الإفتراءات والوعود
التي يتحفنا بها جبابرة القوم وعتاولة الفساد اصحاب الكراسي المذهبة ، وكما
يقول المثل نسمع جعجعة ونعيشها جعجعة ولا نعلم إلى أين ومتى ؟
وفوق هذا وذاك اصبحة لغة الإقصاء والتهميش والرفض الشامل هي كل الوسائل
الذي يرعانا بهذا النظام الدكتاتوري الذي انتجته حرب الغدر والتدمير ..

حسبنا الله ونعم الوكيل