اه يا زمن اليمناء يحجزوا قبورهم في مقبرة المنصوره والجنوبيين الى مقبرة ابوحربه

[د0 الشبواني]

توفي ثاني أيام عيد الفطر بعدن
جهات مشبوهة تحاول عرقلة دفن جثمان الفقيد محمد علي الحبيشي في مقبرة الرحمن بالمنصورة
الثلاثاء 14 سبتمبر-أيلول 2010 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس- صنعاء:

انتقل إلى رحمة الله تعالى الفقيد الحاج محمد علي الحبيشي والد الزميل أحمد الحبيشي- رئيس التحرير يومية "14 أكتوبر" الصادرة من عدن, فجر ثاني أيام عيد الفطر المبارك.
وقد واجهت أسرة الفقيد مصاعب غير مفهومة ، أثناء الاستعداد لدفن جثمانه إلى جوار ضريح زوجته المرحومة في مقبرة الرحمن بالمنصورة بناءً على توجيهات قيادة المجلس المحلي وقيادة الأمن في محافظة عدن، حيث تم الحصول على إذن مسبق من المحافظ السابق ومدير مكتب الأوقاف السابق بتسوير البقعة المجاورة قبر المرحومة والدة رئيس التحرير الحبيشي عندما قام أولادها ببناء ضريحها.
وكان مسؤول مقبرة الرحمن في المنصورة قد تسلم مذكرة رسمية تحمل توجيهات من قيادة محافظة عدن وقيادة الأمن في المحافظة تقضي بالسماح بدفن الفقيد إلى جوار ضريح زوجته, فيما قامت أسرة الفقيد بدفع تكاليف حفر وإعداد القبر، على أمل العودة إلى المقبرة بعد صلاة الظهر لإقامة مراسيم الدفن، غير أن مسؤولي المقبرة اتصلوا بأسرة الفقيد بعد ساعة من دفع المبلغ المحدد، وطلبوا منهم العودة لاستلام المذكرة والتكاليف الخاصة بحفر وإعداد القبر بحجة تلقي توجيهات من مدير مكتب الأوقاف برفض حفر القبر، ونقل الجثمان إلى مقبرة (أبو حربة).
وعلى إثر ذلك توجهت أسرة الفقيد إلى مقبرة (أبو حربة) ففوجئت بإعلان يتصدر بوابة المقبرة باسم مكتب أوقاف عدن يقضي بمنع بناء القبور وتجصيصها وتشجيرها وزيارتها، ومع ذلك دخلت أسرة الفقيد إلى المقبرة فأطل عليها شخصان ملتحيان يلبسان جلبابين قصيرين، وما أن شاهدا الزميل أحمد الحبيشي وأخاه الشيخ أنيس حتى بادراهما بنظرات قاسية وكلمات صارمة بالقول إنه لا توجد إمكانية لدفن الجثمان في المقبرة. وعلى الفور اقترح بعض أفراد أسرة الفقيد التوجه بجثمانه إلى محافظة إب لدفنه في مسقط رأسه، بيد أن الزميل أحمد الحبيشي أصر على دفن والده في مقبرة الرحمن وبناء ضريح له إلى جوار ضريح والدته، فاتصل بالعميد الركن عبدالله عبده قيران مدير أمن عدن وأبلغه بما جرى.
ومن جانبه أصدر العميد قيران أمراً لقيادة شرطة القاهرة القريبة من مسجد الرحمن باستخدام كل الوسائل الممكنة لتنفيذ توجيهات قيادة المجلس المحلي في محافظة عدن وقيادة الأمن بشأن تمكين أسرة الفقيد من دفن جثمانه وبناء ضريح له إلى جوار ضريح زوجته، وبموجب هذا التكليف قام قائد شرطة القاهرة بإرسال عدد من ضباط ورجال الشرطة لتنفيذ القرار والاستعانة بعمال من مقبرة البساتين لحفر القبر واستكمال مراسم الدفن.
وقد قوبل هذا التصرف باستنكار واسع النطاق من الأوساط الاجتماعية في محافظة عدن الأمر الذي دفع فؤاد البريهي- مدير مكتب أوقاف عدن إلى استنكار ما حدث نافياً أن يكون قد أصدر توجيهات بمنع دفن جثمان الفقيد، إلا أن الزميل رد عليه أن شخصاً يدعى (العزعزي) ويعمل مديراً لمساجد عدن كان يتواصل مع مسؤولي المقابر في عدن ويقول إن لديه توجيهات من فؤاد البريهي بهذا الشأن.
وقد قام رئيس تحرير 14 أكتوبر بإبلاغ البريهي أنه فوجئ بوجود إعلان باسم مكتب الأوقاف في عدن يمنع بناء القبور وتجصيصها وتشجيرها وزيارتها عند بوابة مقبرة أبو حربة، مشيراً إلى أن هذا يعتبر عملاً مخالفاً لتقاليد وعادات سكان مدينة عدن بل كل اليمن ومن شأنه فرض عقيدة المذهب الطالباني الوهابي على المجتمع، وهو مذهب لا تعرفه مدينة عدن ولا المجتمع اليمني الأمر الذي ينذر بكارثة نتيجة إصرار جماعات سلفية متشددة تم تمكينها برعاية مكتب الأوقاف من السيطرة على المقبرة لفرض مذهبها بالقوة على الناس.
من جانبه أكد البريهي استنكاره لما يجري في مقبرة (أبو حربة) ونفى علمه بوجود هذا الإعلان في بوابة المقبرة وأبدى استعداده للنزول مع الزميل رئيس التحرير وعدد من المحررين والمصورين وإزالة هذا الإعلان إن وجد على حد تعبيره.
وأشار البريهي إلى أنه يرفض فرض هذا المذهب بالقوة على مجتمعنا كونه غريباً ووافداً .. موضحاً أنه سليل أسرة من مشايخ الشافعية الذين لا يؤمنون بهذه المعتقدات المذهبية الضيقة والغريبة على مجتمعنا.
وعلى النقيض من ذلك علمت (14 أكتوبر) أن فؤاد البريهي مدير أوقاف عدن أجرى اتصالاً معاكساً بجهات مختصة في محافظة عدن استنكر فيه تدخل السلطة المحلية في شؤون أوقاف عدن وقيامها بتمكين أسرة الفقيد الحبيشي من دفن فقيدها في مقبرة الرحمن والسماح ببناء ضريح له إلى جوار ضريح زوجته الراحلة وهو ما يتناقض مع اتصاله برئيس التحرير أحمد الحبيشي الذي نفى فيه نفياً قاطعاً صلته بما جرى.
في هذا السياق يعيد بعض المراقبين ظاهرة هيمنة الجماعات الطلبانية المتشددة على المساجد والمقابر وقيامها بأنشطة تخريبية ضد المواقع الأثرية والسياحية في مدينة عدن إلى الرعاية التي تحظى بها من مكتب أوقاف عدن منذ عام 2006م وصمت قيادة السلطة المحلية على الدور السلبي لمكتب أوقاف عدن. فيما يتساءل مراقبون آخرون عن أسباب إصرار قيادة وزارة الأوقاف في صنعاء على عدم تنفيذ القرار الجمهوري الخاص بتعيين الشيخ طارق الصبيحي وكيلاً لوزارة الأوقاف لمحافظات عدن - لحج - أبين، علماً أن الشيخ طارق الصبيحي يمتلك رصيداً كبيراً في مواجهة الجماعات المتشددة والأفكار المتطرفة وعدم تمكينها من الانتشار في المساجد والمقابر والمجتمع بشكل عام. وكانت مساجد ومقابر مدينة عدن بعيدة عن هذه الظواهر المتطرفة التي أنتشرت منذ فبراير عام 2006م.
كما يربط مراقبون بين انتشار نشاط الجماعات الطالبانية المتشددة برعاية مكتب الأوقاف بعد تغيير الشيخ طارق الصبيحي مدير أوقاف عدن السابق والشيخ أنيس الحبيشي مدير المساجد سابقاً واستبدالهما بآخرين تربطهما بالجماعات المتشددة علاقات مشبوهة.
إلى ذلك تلقى أحمد الحبيشي- رئيس تحرير 14 أكتوبر, اتصالات وبرقيات تعاز بوفاة والده من مكتب رئاسة الجمهورية ومن الأخ الدكتور علي محمد مجور رئيس الوزراء والأستاذ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى وعدد كبير من الوزراء والسفراء والشخصيات الاجتماعية ورؤساء الجامعات اليمنية ورؤساء تحرير الصحف والمحافظين وأمناء المجالس المحلية في بعض المحافظات ووكلاء المحافظات وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية.
فيما نوهت المواقع الإلكترونية (سبتمبر نت، ومأرب برس، والصحوة نت والتغيير نت) ومواقع أخرى، بنشاط الفقيد الحاج محمد علي الحبيشي في الحركة النقابية العمالية ونقابة عمال الحكومة والحكومات المحلية التي كان من قياداتها، ودوره في مناهضة قانون تسجيل الأجانب الذي كان يلزم المواطنين من أبناء المحافظات الشمالية بالحصول على تصاريح إقامة باعتبارهم أجانب في مدينة عدن، فيما كان مهاجرو دول الكومنولث يتمتعون بحقوق المواطنة في مدينة عدن.
كما أشارت هذه المواقع إلى تعرض الفقيد للاعتقال عدة مرات والنفي القسري بسبب معارضته لقانون تسجيل الأجانب والتحريض ضده.
ويتلقى الزميل أحمد الحبيشي- رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر وأسرة الفقيد العزاء عصر اليوم الثلاثاء في قاعة فندق (ميركيور) عدن.
*الصوة أعلاه للفقيد "محمد علي الحبيشي