أغتصب الجنوب ببزته العسكرية وطرابيش الجيوش

[abu khaled]

عدن نيوز - خاص - 14-2-2007

أغتصب الجنوب ببزته العسكرية وطرابيش الجيوش

د. فاروق حمــزه

لا تثق، بما روى التاريخ يا صديقي فنصفه هلوسة ونصفه خطابــة
أطفالنا ليس لهم طفولة سماؤنا ليس بها سحابـة
نساؤنا ما زلن في ثلاجة الخليفــــة عشاقنا يستنشقون وردة الكآبة
كتابنا يحاولون القفز كالفئران من مصيدة الرقابة
نزار قبانـي


غريب، هذا النظام الشمالي الغريب علينا حقاً، والذي فرض بل وفارض نفسه علينا وعلى بلادنا، بقوة الدبابات والبنادق، على طريقة حبني بالغصب، وهو نظام لا يمت لنا بأية صلة إطلاقاً، بل ولا تربطنا به أية علاقات، لا أخوية ولا عربية ولا حتى إسلامية، سوى أنه عنوة فرض ويفرض فينا كل أصناف القهر والعذاب والويل، بل والتعذيب في حقنا بالحياة، وبإعتباره غازي محتل مستعمر مغتصب نازي منتهك لكل شئ فينا، بل ومعادي لكل أسباب الحياة الكريمة لنا، فدمر الحياة والمستقبل بل والأمل والتأمل، كسر فينا أطفالاً ونساءاً وشيوخاً بل ورجالاً حب الحياة، عطل بشعبنا حب المهنة والعمل والتطلع بل وحب العلم والعلوم وكل أصناف الثقافة والفنون والجمال، عطل حب الفن والمسرح والسينما والقصة والقصيدة والرواية كما عطل التراحم والتآخي والمحبة والوئام بين الناس، زرع الخوف والتوجس والحقد والكراهية والبغضاء والذل والمهانة والفتن بين أوساط الناس، أشاع الذعر والإرهاب، وهكذا عيني عينك وبإسم وحدة بعدها منه بعد السماء، أغتصبها ببزته العسكرية وطرابيش جيوشه وأمنه وحراسته وإستخباراته وموظفيه المتواردين القادمين معه من بلادهم وحتى الفراش، مخترقاً بهم حياتنا، بيوتنا، أهلنا، أبناءنا، وضايفنا، أعمالنا، هويتنا، تاريخنا، شوارعنا، بل ومنبش قبورنا، طاردين أساتذة جامعتنا.

والحقيقة يبدو أنني لا أفهم هذا النظام والتابع لهذه الدولة المجاورة والمدعية بالعروبة والإسلام، لماذا يعمل هكذا جرائم بنا وبأهلنا وبوطننا، وهكذا جاء من بلاده ليسلب وينهب وليفتك، غير شعب بدلاً عن شعب، غير كل أجهزة الجنوب المدنية والعسكرية ومؤسسات الجنوب بأجهزة شمالية ومؤسسات شمالية، من صاحب القرار وحتى الفراش، والعالم كله يتفرج عليه وكأنه قد سمح له بإرتكاب هكذا جرائم في التطهير العرقي والإبادة الجماعية بل والجرائم بحق الإنسانية، بل ولا يتوارى هذا النظام التابع لدولة الجمهورية العربية اليمنية، من هكذا جرائم ترتكب فينا وبأهلنا وبشعبنا ودولتنا، رغم علمه بخطورتها، وتحريمها دولياً، وأنه غارق بكل هذه الجرائم وحتى النخاع.

وقد أستغل هذا النظام الشمالي ظروف الناس البسيطة والمدنية في الجنوب، فلم يقصر بمعاداتهم وظلمهم وإرهابهم وقهرهم وإذلالهم بهكذا صورة فقط، بل وأستغل لون بشرة أهلهم المقاربة بحكم المجورة، في دسهم بين الناس لغرض تمزيق كل شئ بين الناس إبتداءاً بالأسرة وإنتهاء بكل المجتمع الجنوبي، بحيث نشر الرعب والذعر والإرهاب، نشر الفجيعة والوحشة والتوحش والكراهية والبغضاه والحقد والفتن والمجاعة والكآبة، والتأرمل والتيتم والفقدان والضياع. كما أنتشرت الأمراض الغريبة ومنها الخطيرة الفتاكة المفجعة. وجعل الناس تتحرك تلقائياً دونما تفكير وكأنها تتحرك برموت كنترول موجه من دوائر المشانق العتيقة الأثرية، والتي لا نرى بها سوى الفناء والهلاك المحتم لشعبنا الجنوبي العظيم، من هذا النظام الغازي لبلادنا والذي يدوس كرامة أهلنا في بلادنا جهاراً نهاراً.

هذه هي كلمة الإرهاب الفعلي الذي نكرهه ولا نتعاطف به إطلاقاً، وهذه هي كلمة إعلان المشروع الوحدوي الدخيل علينا، الوسخ الذي لم ولن يرى له العالم مثيل، وهذا هو الظلم والقهر والإستبداد والعودة للعبودية والقرون الوسطى بل والإستعمار العسقبلي المتخلف والإغتصاب بعينه، يادعاه الإرهاب والفسق والمكابدات والمكايدات ويا تجار الحروب والتطهير العرقي والإبادات الجماعية والجرائم بحق الإنسانية ويا منبشي القبور، والذين لا تحترمون حتى الموتى وهو مالم يحدث حتى في كل دياجير الجهل والتخلف إطلاقاً، وحقاً نقول لكم بأنكم وجميعاً متفقون علينا دونما إستثناء، بل وملتفون حولنا واحد ينفخ ناياُ وواحد يضرب طبلاً، وواحد يمسح جوخاُ وواحد يمسح نعلاً، وهذه هي الحقيقة والذي لم نسمع بها إن أحدكم قد لفظ يوماً ولو بكلمة كلا. وكأنكم جميعاً ترددون قول الشاعر: "أنا لم أقتلكم لوجه القتل يوماً إنما أقتلكم كي أتسلى".


عدن في فبراير 14 2007
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]