القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
لماذا تكلم بوتين.. الآن؟!
لماذا تكلم بوتين.. الآن؟!لماذا تكلم بوتين.. الآن؟!
Gmt 22:15:00 2007 السبت 17 فبراير الاهرام المصرية هاني عسل جريمة نكراء حقا تلك التي ارتكبها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما تجرأ أمام مؤتمر السياسات الأمنية الأخير في ميونيخ وأعرب عن عدم ارتياحه للأسلوب الذي تتعامل به الولايات المتحدة مع عالم اليوم. اعترض بوتين علي الحشود العسكرية الأمريكية المتزايدة في منطقة الخليج, وأبدي استياءه من انفراد الولايات المتحدة بالقرارات وتجاهلها الدائم لروسيا, ومن سعيها لأن تكون السيد الأوحد لهذا العالم, واتهمها بتخطي حدودها الداخلية في جميع المجالات, وقال إنه لم يعد أحد علي وجه الأرض قادرا علي الاحتماء بالقانون الدولي من تصرفاتها. كان الرئيس الروسي محقا في كل كلمة قالها, ودغدغت عباراته بالفعل عواطف الشعوب المغلوبة علي أمرها, ولكن المشكلة أنه تكلم بحديث من زمن فات, وبدون أن يحسب عواقب ماقاله, تكلم وكأنه ينتظر تصفيقا حارا من دول العالم الحر باعتباره قائدا يتحدث عن همومهم. لقد ظن بوتين ان من حقه أن يقول رأيه بوصفه رئيس إحدي الدول الكبري في العالم والقطب الثاني سابقا, ونسي أن الزمن قد تغير, وأن حسابات القوي اختلفت, وأن اليوم الذي كان فيه قادة الكرملين يدلون بتصريحات نارية من هذا النوع فترتعد له فرائص الرجل الجالس في البيت الأبيض ولي بغير رجعة, فديمقراطية اليوم لاتعترف بمن يتعدي حدوده ويحاول الوقوف أمام المارد الأمريكي, وإلا فالاتهامات جاهزة, والدليل علي ذلك ان كافة التصريحات الصادرة عن المسئولين الأمريكيين والغربيين هاجمت بوتين بحدة, واستكثرت عليه ماقاله, لدرجة ان وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس خرج عن كافة البروتوكولات ولجأ إلي الهجوم الشخصي واصفا بوتين بـ الجاسوس السابق, رغم علمه بأن بلاده تتعامع مع هذا الجاسوس منذ وصوله إلي السلطة دون أن تشكو منه, ولم يكن ينقص في واقع الأمر سوي أن يتهمه جيتس بأنه إرهابي! المهم في الأمر أن تصريحات كهذه من جانب بوتين ضد القطب الأمريكي لن تغير شيئا, وهو يدرك ذلك جيدا, ولكنها تعني الكثير من المعطيات, ولها كثير من المبررات, سواء علي مستوي بوتين شخصيا أو علي مستوي بلاده أو علي مستوي العلاقات بين البلدين والموقف الدولي, فعلي الصعيد الشخصي, يري بوتين نفسه في موقف حرج, فهو مطالب بترك السلطة العام المقبل عندما تنتهتي فترة ولايته الثانية والأخيرة لكي يثبت للمجتمع الدولي أن بلاده تخلصت من الفكر القديم وأن الرئيس الذي يحكمها رئيس ديمقراطي منتخب, وفي حالة حدوث ذلك, فإنه يتعين علي بوتين البحث عن خليفة له كما فعل معه الرئيس السابق برويس يلتسين قبل تنحيه بصعوبة عن السلطة, وليس مستبعدا أن يكون بوتين قد أراد بهذه العبارات إطلاق حملة إعلامية يتعمد فيها وضع هذه الصورة الدولية القاتمة أمام شعبه لتبرير فكرة بقائه في السلطة بعد انتهاء فترة ولايته الثانية والأخيرة, علي الرغم من سابق تلميحه إلي أنه سيترك السلطة في نهاية الولاية الثانية! وروسيا نفسها كدولة تمر بموقف أكثر حرجا, بسبب التراجع المستمر في دورها ونفوذها علي الصعيد الدولي, سياسيا وعسكريا واقتصاديا, بعد أن فشلت في اتخاذ أي موقف مؤثر حيال الحرب الأمريكية ضد الإرهاب, ثم فشلت في منع الأمريكيين من مهاجمة العراق, والأرجح أنها ستفشل مستقبلا في منع أي حرب أمريكية محتملة علي إيران. وهي محاصرة أيضا بالقوات والقواعد الأمريكية من كل جانب, عسكريا ومخابراتيا, سواء في أفغانستان أو العراق أو الخليج أو آسيا الوسطي, أو في شرق أوروبا, وهي تحت الحصار أيضا بسبب منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية المنتشرة في أوروبا, وهي محاصرة بخطة حلف شمال الأطلنطي للتوسع شرقا نحو دول شرق أوروبا وبسبب مايجري من تطورات حاليا في منطقة البلقان. ومن هنا يتضح أنه ليس أمام بوتين سوي الكلام وارتداء ثوب البطولة, وإذا كانت كلماته معبرة بالفعل ولها معجبوها, فإنها لاقيمة لها, لأن الأوراق الرابحة في يده بالية وغير صالحة للاستخدام. وإذا كان ماقاله بوتين يمثل حربا باردة بالفعل كما زعم روبرت جيتس, فإن الواقع يقول إنها حرب باردة جدا, بل شديدة البرودة, ولاطعم لها ولا رائحة! |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 06:56 AM.