القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
ابواب الحراك المخلوعه:ما أن يخطو خطوة إلى الأمام حتى يشده الدخلاء إلى الخلف
ما أن يخطو خطوة إلى الأمام حتى يشده الدخلاء إلى الخلف
أبواب الحراك المخلوعة المصدر أونلاين - خالد عبدالهادي أسوأ ورطات الحراك الجنوبي أن يرهن قراره لنزوات طارق الفضلي وحماقات طاهر طماح.. وأقل من ذلك احتكامه مؤخراً إلى حسن باعوم ليفصل في خلافاته المتنامية. بدأ الحراك ينظم احتجاجاً في مدينة عدن التي ظل معيار النجاح والتعثر في أنشطته الحراك مقترناً بمدى قدرته على الاحتجاج داخل المدن خصوصاً عدن بما لها من مكانة ورمزية مدنية. لكن ما إن يخطو الحراك خطوة إلى الأمام إلا ويشده الغرباء داخله خطوات إلى الخلف، يقاس بعضها بعقود من الزمن. أشعل طارق الفضلي يوم الأربعاء الماضي النار في العلم الوطني وعلمي الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً، كما أحرق خرقاً أخرى ملونة كان هو من تبناها لتكون رايات للحراك. وبجانب الأعلام، أحرق الفضلي صوراً للرئيس علي عبدالله صالح ونائبه السابق علي سالم البيض ورئيس حكومة الوحدة حيدر أبو بكر العطاس وكذا صورة الرئيس الأسبق علي ناصر محمد. في أقل من عامين فقط، انتسب الفضلي إلى الحراك وواجه القوات الحكومية ورفع العلم الأميركي في فناء قصره بمدينة زنجبار ثم غادر الحراك إلى مشروعه الحقيقي الذي لا يمكن له أن يرى نفسه في مشروع بديل له. حين أعلن القيادي السابق في تنظيم القاعدة انضمامه إلى الحراك في منتصف 2009، أخذت وفود النشطاء تحج إلى قصره ظناً منهم أنهم قد أووا إلى ركن شديد بمقدوره جلب الخلاص للقضية الجنوبية، لكن في القرن الميلادي السادس، اختار حامل لواء الشعر العربي امرؤ القيس أن يقضي شطر حياته الثاني في محاولة استرداد ملك والده القتيل بعد حياة حافلة باللهو والملذات فأطلق عليه لقب "الملك الضليل". يحاول طارق الفضلي أن يقحم نفسه في حالة مشابهة، فبعد حياة خشنة بين كهوف المتشددين من أفغانستان إلى أبين انقلب إلى حياة اللهو وذاق حلاوة عطايا القصر الرئاسي في صنعاء. إذن، في المشهد سلطان "ضليل" ينشد استعادة إقطاعية والده الضخمة التي قال عنها في حديث صحفي إنها تمتد من زنجبار حتى منطقة العلم. هذه الإقطاعية كانت تدعى سلطنة ذات يوم لكنها اندثرت وربما قدَّر الفضلي أن الوقت ملائم لإنهاء رحلة الحنين إليها والشروع في استعادتها. لقد قطع الطريق على أحلام الحراكيين وأفصح عن اتجاهه قائلاً إنه سيكون "في مقدمة الصفوف يوم الحادي عشر من فبراير" لبدء انتفاضة شعبية. يصادف 11 فبراير يوم إعلان قيام اتحاد الجنوب العربي في 1958 وهو الاتحاد الذي ضم أكثر من 20 سلطنة ومشيخة من بينها السلطنة الفضلية التي كان يتزعمها والد طارق الفضلي. كان اتحاد الجنوب العربي الأداة الضامنة لديمومة الاستعمار البريطاني والبديل لمطلب الاستقلال الناجز وهو ما يفسر مقت ثوار الجبهة القومية له وإزالته تماماً عقب نيل الاستقلال في 1967 وتغيير يوم إعلانه إلى "يوم الشهداء" الذي يصادف مقتل الثائر عبود الشرعبي في معركة مع قوة بريطانية في مدينة كريتر. لكن الفضلي لا يجيد تمثل دور السلطان الضليل بل صار يتجنى عليه بأفعال تصوره كعابث صغير لا يتوقف عن الأحلام الغبية. والتبدلات السريعة التي جربها كافية للإطاحة بمكانته كزعيم يعد آلافاً ساخطة بالخلاص؛ فمن صديق دائم لمكبرات الصوت وخطابات الحماسة إلى متظاهر يشعر بالخذلان فيفرغ نقمته في إحراق الأعلام والصور. يكشف حديث الصورة الأخيرة للفضلي عن كيفية تفكير الرجل ببساطة متناهية تسعفه ببعض العذر من خلال هذا المشهد الجزئي: طارق الفضلي يضرم النار في العلم الأميركي، وقبل أشهر؛ طارق الفضلي يرفع العلم الأميركي في فناء قصره. هذه طريقة تفكير الرجل؛ لقد استشاط غضباً لأن الولايات المتحدة الأميركية لم تلتفت إلى عرض مغر لوح به زعيم قبلي قوي ليكون حليفها في المنطقة! لذا عليه إلغاء العرض وإحراق علم هذه الدولة والبدء في مغازلة الدولة العبرية. إنه يقيس القضايا بمعياره البسيط فحين وجد الرئيس علي عبدالله صالح أنه يستحيل تمكين الفضلي من أراضي الإقطاعية التي يدعيها انضم إلى الحراك نكاية بالأول، وسيهديه تفكيره إلى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة جهة سياسية كدار الرئاسة في صنعاء ستسارع إلى مكافأته والتعاهد معه حين ترى علمها يرفرف في أبين النائية. لا يحتاج الفضلي إلى نشر مزيد من البيانات في مهاجمة الحزب الاشتراكي اليمني لينفي عن نفسه الجهل السياسي أو إلى مناورة جديدة مضحكة. في الواقع، يحتاج الفضلي إلى رجل موثوق لديه ليقول له: لقد صرت طرفة كبيرة، عليك أن تنهيها من فورك. تحدثت وسائل الإعلام مؤخراً عن انكفاء علي سالم البيض واعتزاله النشاط السياسي بعد معارضة فصائل في الحراك لقرارات تبناها لقاء يافع، تصب في صالحه. وفي حال تأكد الخبر فسيكون أفضل قرار يتخذه البيض في تجربته السياسية الناضحة بالانكسارات والفشل وسيرفع عن كاهل الحراك معضلة كبيرة. كان البيض قد بدأ يباري الفضلي في توليف مشاهد سياسية خرقاء ويصدر تسلطه إلى هيئات الحراك. وأفضل مساعدة للفدائي الذي وجد نفسه بغتة في أعلى هرم سياسي، أن يجري إقناعه بمواصلة الانكفاء والاستمتاع بمشاهدة عروض الموضة الألمانية الساحرة في برلين وفرانكفورت. ثمة رجل آخر ليس أقل شأناً من الفضلي في الإساءة إلى جوهر قضية الحراك الجنوبي واستقطاب خصوم له بجهد الحلية. ففي يافع، لا يستطيع طاهر طماح أداء دور "القاتل المأجور" بصمت إنما يمزجه بسياسة من نوع غريب. ظهر طماح في 2008 ليقود جماعة صغيرة من المسلحين أطلق عليها "كتائب سرو حمير"، يقول إن هدفها خوض قتال ضد القوات الحكومية في مناطق الجنوب حتى تحريره. وطماح، عسكري سابق ضحل الثقافة، أطلق لحية متسخة واعتمر غطاء على رأسه كما حمل بندقية آلية وتمنطق بمخازن ذخيرة ليرسم عن نفسه صورة المقاتل الذي سبق إلى التضحية من أجل طرد الأعداء. لكن سرعان ما أحاط طماح صورته كعسكري فظ، تستهويه الإغارة على المسافرين وسلب أمتعتهم بطائفة مكررة من الشعارات السياسية وصب غضبه على الأحزاب السياسية المعارضة، خاصة الاشتراكي وإلقاء اللائمة عليها في تعثر "استقلال" الجنوب. على مدى عامين، شن طماح ما استطاع من هجمات مسلحة على القوات الحكومية في ردفان ويافع وخطفت جماعته مجندين وموظفين حكوميين بيد أنه كان يتحول إلى وسيط في حالات قليلة فيطلق سراح المخطوفين لديه. لكن المفاجأة الحقيقية فجرها طماح مؤخراً في أحاديث منفصلة لموقع يمن تودي على الانترنت ودعا في إحداها إلى قتل قادة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظات الجنوب وإحراق مقراته وهي المفاجأة التي أفاق على إثرها قسم واسع في الحراك غير مصدق ما يحدث والتأمت الأمانة العامة للاشتراكي ومكتبه السياسي في اجتماع استثنائي. في حديث آخر، يحاول طماح في رده على معظم أسئلة محاوره أن يلصق بالمشترك تهمة السعي لإفشال بطولة الكأس الخليجية التي نُظمت نهاية العام الماضي في عدن وأبين. وبالرغم من تصنيف السلطات الحكومية لطماح ضمن المطلوبين أمنياً إلاّ أنه يتحدث عن علاقته بالعناصر الأمنية بالقول "نقيل سوياً ونلتقي بشكل طبيعي وتجمعنا معهم المظاهرات والاعتصامات والمسيرات وهم باللباس المدني ولا مشاكل معهم ولا خوف منهم (....) وإذا كنا نسمي أنفسنا بأصحاب الحراك السلمي فهم أصحاب الحراك السري". يكاد يستقر في أذهان كل السياسيين بعد تكشف التوافق الكبير بين تصريحات طماح وغايات النظام الحاكم أن الأول مجرد لاعب صغير في مهمة استخباراتية مزمنة لمواجهة الحراك الجنوبي وتفكيكه من الداخل. يبدو جيداً ما يفعله الفضلي وطماح لحمل الحراك على مراجعات سياسية جريئة والتحلي بشجاعة كافية لفرز جاد، يفصل بين الجماهير المحتاجة فعلاً للحراك والدخلاء عليه. كما يجدر بفصائل الحراك عدم التوقف عند نفيها الخجول عن صلتها بأحدث القتل والتقطع التي تقدم عليها عناصر محسوبة على الحراك..عليها أن تفعل أكثر من ذلك. ومن شأن الفجاجة التي يبديها الملتحقون بالحراك في صنع خصوم وهميين أن تساعد قادة الحراك ونشطاءه على الشروع في التمايز ويبدو أن هذا الفصل بدأ في التشكل. فقد رد ملتقى أبين للتصالح والتسامح على إحراق الفضلي لعلم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بإدانته. وقال بيان للملتقى "فعل مثل هذا، تعبير واضح عن حقد فاعله على ثورة 14 أكتوبر 63 وشهداء الجنوب الذين استرخصوا ولا زالوا أرواحهم من أجل أن يرتفع هذا العلم". وفي خطوة سابقة، رفضت مجالس الحراك السلمي في مديريات محافظة لحج دعوة حسن باعوم لقادة الحراك المنضوين في أحزاب سياسية إلى الاستقالة من أحزابهم. وجاء في بيان مشترك لمجالس الحراك في الحوطة وتبين وطور الباحة والمسيمير وكرش والمضاربة ورأس العارة "نعبر عن رفضنا لما جاء به البيان (الصادر عن باعوم) وينبغي الوقوف أمامه من قبل جميع قيادات الحراك الجنوبي (...) لمناقشة (.....) وتنقيح ما يحتويه من تناقضات". يذهب البيان أبعد من ذلك، مطالباً قيادات مجلس الحراك الأعلى بتحمل مسؤوليتهم و"ألا تترك المناضل حسن باعوم فريسة لقوى تسعى إلى تفكيك الحراك". وكان باعوم طلب استقالة الأعضاء الحزبيين من أحزابهم إذا رغبوا النشاط في الحراك في أول قرار له لحل الخلاف الذي تفجر بين الفصائل الحراكية إثر لقاء في يافع أواخر نوفمبر الماضي، تبنى رؤى الفضلي وعبدالرب النقيب. وباعوم نفسه الذي اختير للفصل في انقسامات الحراك، قد يعمق تلك الانقسامات أكثر مما يحتويها بسبب من طبيعته المصادمة وسطحية رؤاه. منذ 40 عاماً وحائز شهادة "الأول متوسط" مخلص لمبدئه الذي لا يعرف غير السير قدماً في الثورة حتى إن كلفه ذلك أن يثور على قناعاته. يهوى باعوم الحمل على أعناق الدهماء وإثارة الجدل بأي سبيل ممكنة وأيسرها أن يظل قائد مظاهرات وثورياً لا يستريح. يبدو أن عقل الرجل قد توقف عن العمل منذ فترة وبات يعتمد على مجهوداته العضلية في خوض غمار تجربته الثورية التي لا يريد لها أن تهدأ حتى لا يفقد متعة أن يحيط به البسطاء وهم يهتفون بحياته. وبأدواته العضلية: أربعة أطراف وكرش متدلٍ، خاض باعوم مغامرات السجن المختلفة ومعاركه السياسية كما نال بثوريته الفوضوية ما ناله من المواقع الحكومية في حكومات الاشتراكي المتعددة خلال حكم الجنوب. قد يكون من الملائم للحراك أن يلوذ إلى فكرة قائد عسكري سابق لتفادي أي تصدع قد توسعه قرارات باعوم. في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، كان قائد لواء برفقة باعوم يهمان بمغادرة مكتب عبدالفتاح إسماعيل الذي سأل اللواء إن كان يحتاج شيئاً فرد الأخير بالإيجاب: أريد صندوقاً وحبلاً. وحين أبدى عبدالفتاح استغرابه حيال هذا الطلب قال اللواء: ذلك لكي نوثق باعوم ونلقي به في مياه البحر الأحمر. وحكى له ما الذي يدفعه لقول هذا. أضاف اللواء أنه حين كان متجهاً للمقابلة برفقة باعوم الذي كان حينها محافظاً لمحافظة لحج، قطع الأخير حديثاً مسترسلاً في الأممية وقضايا الاشتراكية ليسأل رفيقه عما إذا كان زيدياً أم شافعياً |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 08:45 PM.