((( حـضـرمـوت أمـة )))

[بوعمر]

حضرموت أمة ..

مقدمة :

إن أصحاب الأقلام يستطيعون أن يصنعوا شيئا كثيرا ، و لكن بشرط واحد : أن يموتوا هملتعيش أفكارهم ، أن يطعموا أفكارهم من لحومهم و دمائهم ، أن يقولوا ما يعتقدون انهالحق و يقدموا دمائهم فداء لكلمة الحق . إن أفكارنا و كلماتنا تظل جثثا هامدة ، حتىإذا متنا في سبيلها أو غنيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت...... بين الأحياء

مؤكد أن هنالك ثمة محفزات هائلة مع حالة النشوة العربية المتأخرة ، هذه المحفزات لعلنا معها نعاود الحراك الحضرمي من خلال الأفكار وتبادلها مع الآخرين ، ونحن جزء لا يتجزأ من أمة الإسلام والعرب ما فيها من فورة حق نحن معها نصطلي بنارها فتحفز في خلايا أجسادنا تلكم الجينات والتي ظلت خاملة زمناً وحان لها أن تعاود نشاطها خاصة وأن لهيب النار التي أحرقت جسد البوعزيزي وصلت حرارتها إلى أجساد الأمة كلها وإن كان الزمن زمن شتاء ...

بين ثورتي تونس ومصر تلقيت من الأستاذ عاشق الدار فكرة إنشاء كيان حزبي حضرمي خالص التوجهات يقوم ويرتكز على ثوابت محددة ، وبعد أن اقترح المسمى ( حضرموت أمة ) ترك المسألة لشخصي لظروفه وانشغاله الدائم ، وقد ارتأيت أولاً طرح الأمر على رجالات ثقات في الوطن المحتل أولاً ، وتحدثت مع عدد منهم والذين أجمعوا على تبني الفكرة داخلياً لكن بعد أن يتم تحديد كل الأطر والمقومات بشكل واضح وجلي ...

حضرموت أمة

هو تجمع سياسي وطني يمكن أن يكون في أي إطار محتمل حزب أو هيئة أو غير ذلك على أن يكون قادراً على التواجد في ظل الجمهورية اليمنية أو ما سيكون في حال تحقق الانفصال السياسي والعودة إلى ما قبل 22 مايو 1990م ، المهم أن هذا الإطار يكون قادراً على التعاطي مع مختلف الأوضاع السياسية بما يراه المختصين من أهل الدراية في القانون لوجوده وإظهاره بشكل علني ...

الهدف الرئيسي من إقامة هذا التجمع المدني الحر هو ما تحتمله الظروف السياسية الراهنة من تواجد يمني على أرض حضرموت والتصرف بكامل مواردها وطاقاتها وثرواتها ، فمحاربة الفساد هو جزء من أجزاء قيام هذا التكتل ، بحيث تكون الحماية لحضرموت وحقوقها هو هدف هذه المجموعة التي لا يجب أن تمنع كل حضرمي بالانتماء إليها مهما كان انتمائه السياسي أو الحزبي ، فالهدف هو حماية حضرموت هويةً وتاريخاً وإنساناً وثروة ...

ولعلنا هنا نتطرق لمسألة متجاذبة بين الحضارم في هذا الجيل المعاصر ، فمع نشؤ الحراك الجنوبي ظهرت ثلاثة اتجاهات رئيسية ، أولها الداعين إلى السير في الحراك الجنوبي وتحقيق الانفصال باستعادة اليمن الجنوبية على ما قبل 22 مايو 1990م ، والاتجاه الثاني هو الفئة المتمسكة بالدولة اليمنية الوحدوية ، والاتجاه الثالث يتمثل في الفئة الداعية إلى استقلال دولة حضرموت ، ولعل الأخيرة قد تمثل الشريحة الأكثر اتساعاً إلا أنها فئة صامتة وأن تنامى هذا الاتجاه لدى حضارمة المهجر بشكل أوسع ، إلا أن مختلف التوجهات الثلاثة تجد أرضية واحدة قد تحقق نوعاً من التوافق على أرضية مصلحة حضرموت كسقف من الممكن التعاطي معه وأن شكلت عوامل التأثير للاتجاهات الثلاثة الرئيسية دوافع مختلفة التأثير في تحديد نمطية التعامل مع وقائع الحاضر السياسي والاجتماعي لحضرموت اليوم ...

ومن خلال هذه الفكرة التي قد تكون جامعة لأبناء الوطن الحضرمي بمختلف أيدلوجياتهم وأطيافهم السياسية والفكرية لابد من الإشارة إلى البيان التأسيسي للمنظمة الوطنية لتحرير حضرموت ـ حتوم ـ والمعلن في العاشر من نوفمبر 2007م

http://www.hdrmot.org/*****/showthread.php?t=256

والذي أعلن كإفراز سياسي حتمي نتيجة للتطور الذي حققه الحراك في عموم الجنوب وحضرموت بشكل خاص ، وإذا كان الهدف من إعلان منظمة حتوم هو المحافظة على الحقوق السياسية والوطنية لحضرموت فأننا هنا لابد وأن نقيم أي تجمع كان تحت راية الحقوق الحضرمية على التراب الحضرمي ...

المرجعية السياسية هي نقطة لا نستطيع في الجيل الحضرمي التغاضي عنها بل يجب الالتزام المطلق تجاه محورية حضرموت ككيان مستقل بهويته وتاريخه وعمقه الحضاري ، هذا الكيان الحضرمي هو قاعدة سياسية دونما أدنى شك ، هو القادر على التعاطي مع مختلف القضايا التي تخص حضرموت بداخلها وخارجها ، والدافع وإن كان سياسياً فهذا لا يمنع من الأخذ بأسباب بناء حواجز مانعة أولاً لجر حضرموت إلى ما لا يحمد عقباه نظراً لاشتداد المواقف السياسية والتي تشكل حضرموت نقطة نزاع وإن لم تكن معلنة بشكل صريح ...

حضرموت ومن خلال كثير من الاطروحات والرؤى سواء ما قبل الوحدة أو ما بعدها لم تعرف تجمعاً موحداً تحت قاعدة حضرموت أولاً يتم من خلاله المحافظة على حضرموت وإن كانت تحت غطاء الجمهورية اليمنية ، لذا فأن توحيد الأفكار تجاه هكذا تجمع يعتبر مجرد خطوة حميدة لابد والعمل إليها وفقاً لما يتوافر من إمكانيات إعلامية متاحة ، وهذه مسألة متوافرة بشكل جيد لدى هذا الجيل الحضرمي المعاصر ...

قيام ( حضرموت أمة ) سيشكل حتمياً نقطة فارقة في تاريخ حضرموت ، بل سيؤسس لمرحلة تاريخية تحتمل الكثير من التطلعات لأبناء حضرموت وهو واجب وطني سيحمي حضرموت من كثير من المؤامرات التي تدار على حضرموت خاصة وأن طرفي النزاع اليمني جنوباً وشمالاً يعتبرون حضرموت هي الجزء الذي يجب الحصول عليه غير آبهين بالهوية والميراث الحضاري بمقدار تطلعهم للثروات الطبيعية والمساحة الجغرافية التي تحتلها حضرموت ، لذا فأن تشكيل جبهة مقاومة هي محاولة أولى تدافع عن حضرموت ومستقبلها ...