هل هو إجهاض لنظام صنعاء أم للحراك أم لكليهما معا !

[Abo 7eeed]

هل هو إجهاض لنظام صنعاء أم للحراك أم لكليهما معا !

الثلاثاء / 22 فبراير شباط 2011

تساؤلات حول ما يحدث في عدن تحت شعار إسقاط النظام

تساؤلات عديدة حول ما يدور اليوم في عدن الحبيبة؟ تساؤلات تقول هل ما يجري اليوم هو نفس ما جرى في الماضي البعيد أعني ماضي ما بعد ثورة أكتوبر الذي حصل فيه استغفال أبناء الجنوب وإدخالهم في هوية غير هويتهم؟ وهل هو نفس الالتفاف الذي حصل في ذاك الماضي ضد القوى الحقيقية والشريفة ثم إقصائهم أو إسقاطهم؟ تساؤلات تقول هل هو الحنين من البعض لخيانة الوطن مرة أخرى؟ تساؤلات تقول هل ما يجري اليوم هو نفس ما حصل في الماضي القريب ماضي عام (90) يوم سعد الرفاق بالذهاب إلى صنعاء وتسليم الجنوب للشمال على طبق من ذهب! ويوم اقتنع الرفاق ببيع الوطن بلا مقابل تحت الشعارات القومية التي جاءت من خلفيات اشتراكية ساذجة وفاشلة؟!.

تساؤلات تقول ألم يكن بإمكانكم بالأمس وضع أيديكم بأيدي الشعب الذي حكمتموه في الجنوب من خلال التنازل له بعد فشل الاشتراكية في كل أقطار الأرض ليحكم نفسه ويختار حريته بيده بدلا من تسليمه للجزار دون إذنه؟! تساؤلات تقول أليس بإمكانكم اليوم أن تضعوا أيدكم بأيدي أبناء الجنوب الشرفاء لتصححوا جزءا من خطئكم القديم بدلا من تكرار نفس الخطأ؟!.

تساؤلات نوجهها لكل رفاق الجنوب نقول لهم وبصدق هل أحسستم ولو لمرة واحدة بأنكم فشلتم! لا في حكمكم للجنوب - لأنكم في فترة حكمكم للجنوب كنتم أفشل خلق الله!- بل في تلك الوحدة التي ما زلنا نذوق نحن أبناء الجنوب مرارتها إلى اليوم تلك الوحدة التي سلمتم فيها شرفنا وأسقطتم فيها الوطن وبعتم فيها المبادئ! هل أحسستم بالفشل؟، أم إنكم ما زلتم تبررون الفشل! لتصنعوا لنا فشلا جديدا؟.

تساؤلات نريد لها إجابات سريعة ومنطقية وخالية من العصبية، لكننا ومن بين كل هذه الإجابات نختار أو نريد اليوم جوابا شافيا وسريعا لنعرف هل أحسستم بأنكم أخطأتم بحق الجنوب في تلك الوحدة؟ فإن قلتم نعم! قلنا لكم إذاً لماذا تكررون اليوم نفس الخطأ بدعم هذه الشعارات التي تنادي بإسقاط النظام على حساب شعارات التحرير؟ بل وما الذي يجعلكم اليوم واثقين بأن أبناء الجنوب سيحصلون على حقوقهم وكرامتهم وهويتهم من خلال إسقاط النظام؟ هل جاءت ثقتكم من خلال ما نراه من قتل لأبناء الجنوب أثناء المظاهرات دون أبناء الشمال؟! أم جاءت ثقتكم المطلقة بعقلية القبلي التي خرجت تنادي وتجوب شوارع صنعاء وتعز وتقول (بالروح بالدم نفديك يا علي) عقب أيام تتسابق فيها الشعوب الحرة إلى الحرية وإسقاط الطواغيت؟! أم بعهود ووعود اشتراكيي الشمال الذين زينوا لكم بالأمس الوحدة وزينوا لكم انتخابات(93) التي فشلتم بها فشلاً ذريعاً؟.

وأخيرا أوجه سؤالي الأهم لكل منصف وحر من أبناء الجنوب كما وجهته بالأمس مباشرة لشخص أعزه وهو أكاديمي من قيادات الاشتراكي وذلك يوم تمنى عليّ بان انضم إلى ثورة التغيير فقلت له أجبني صراحة وأنا أعرف أنك لن تكذب وقلت له هذا أمانة للتاريخ؛ هل ما يحدث في عدن تحت شعار إسقاط النظام إجهاض لنظام صنعاء أم للحراك أم لكليهما معا؟! فقال أمانة للتاريخ؟ قلت نعم، فقال: هو إجهاض لكليهما، فقلت له: إذاً لن أشارك في إجهاض قضية الجنوب الذين ضحينا من أجلها بمئات الشهداء خلال أربعة أعوام، ولن أشارك في إجهاض قضية الجنوب التي رفعنا من خلالها رؤوسنا واستعدنا من خلالها بعض كرامتنا التي أهدرت بالوحدة التي صنعتموها وتريدون اليوم تثبيتها على حساب القضية الوطنية الحقيقية.

ومن هنا أترك هذه التساؤلات وهذه الحقيقة أمام أبناء الجنوب فهم من سيحكم على من ينادي اليوم بشعارات التغيير وشعارات التحرير وهم من سيحدد الذي يرفع قضيته ومن هو الصادق ومن هو المتخاذل لأن الشعب هو صاحب الحق في الحكم والشهادة والله خير الشاهدين وخير الحاكمين.

الدكتور / علي جارالله اليافعي