((( براءة حضرموت )))

[بوعمر]

براءة حضرموت .. للحضارمة وحدهم

مقدمة :

من ترك باب داره مفتوحاً فلا يلوم اللصوص إذا سرقوا مدخراته ـ محمد الغزالي ـ

ركنت خلال الأيام الماضية إلى تتبع الأحداث التي تتوالى بين صنعاء وتعز وعدن والمكلا ومصراته وبنغازي ودرعا وحتى ما تجود به القاهرة في عنفوانها الآخذ عقلاً وروحاً ، تمنيت في كل الأيام المنصرمة شيئاً من وطني الحضرمي يأتي ليبدل الحال ويرسم صورة للمستقبل تخالف هذا المكوث تحت عباءة اليمنيين في شمالهم وجنوبهم ، شيئاً من كرامة تهب لنا وطناً ...

الموقف السياسي الحضرمي لم يتطور أكثر من ذلك المجلس الأهلي ، وعلى الرغم من جملة تحفظات على بياناته وتشكيلاته إلا أن نطاقات عديدة تجاوزت تحفظاتها على أسس أخرى يمكن من خلالها للموقف السياسي الحضرمي أن يتشكل بعيداً عن المجلس الأهلي ، وبشكل صريح فأن المجلس الذي أكد في بيانه على قاعدة أنه غير معني بالأهداف السياسية الأكبر ، مما دعا عدة ناشطين سياسيين أن يرسموا خرائط أخرى لمستقبل حضرموت بتشكيل مجالس وهيئات وتنظيمات يمكن أن تحتوي الأهداف السياسية الحضرمية ...

من المؤلم حقاً أن يبقى الحضارم يمثلون أحزاباً لا تعبر عن هويتهم الوطنية ، فحزب المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح والحزب الاشتراكي هي أقوى الأحزاب اليمنية ، وهي تعبر في كل مواقفها عن الشأن اليمني ، ولا تعترف بالوجود الحضرمي كتمثيل شرعي لغير أعضائها الممثلين لسياسة الأحزاب اليمنية وتوجهاتها ، حتى مسألة الحراك الجنوبي التي تكشفت مع الأحداث الأخيرة وجدنا أنها لا تشكل شيئاً في واقع السياسة على الأرض ...

لقد شكل الحضارم منذ خمسينيات القرن العشرين المنصرم تشكيلات لأفكار سياسية جريئة ، هزمت وأذلت أشد الإذلال ، ومع ذلك مازال كثير من أبناء حضرموت اليوم يتمسكون بالعبث الذي يمثله طرفين كلاهما مازال يراهن على تبعية حضرموت وانقيادها لإرادته السياسية دونما اعتبار للحق الحضرمي المنتهك منذ عام 1967م عندما أدخلت حضرموت في سياق جمهورية اليمن الديمقراطية الجنوبية في عهر سياسي غير مسبوق ...

لماذا نلوم اليمنيين في الجنوب والشمال ..؟؟ ، هنا مسألة لابد من استعادتها روحاً وفكراً تقييماً لحالنا السياسي مع الداعين لحراك سيجرنا إلى تبعية أخرى ، أو الداعين إلى اسقاط نظام هم نصبوه بأغلبية ساحقة تحت بند ( جني تعرفه أحسن من أنسي ما تعرفه ) ، هنا وقفة جادة مع حضارمة هذا التوقيت التاريخي لنتجرد من هراء اليمنيين جميعاً ونتوقف عن كل التبعية المرفوضة في الشرع والمنطق ، نحن حضارمة ننتمي لأرضنا الحضرمية ، لنا هويتنا وتاريخنا ، أما من غيرة في الحضارم تقودهم إلى مجدهم ..!!

هنا ليست دعوة كالتي تنثرها الأقلام الحضرمية هنا وهناك لتجلد ظهرها ، وتصفع خديها وتنوح ، لا بل هنا دعوة لإعلان مشروعنا السياسي ، لإعلان وجودنا الحضرمي ، انتمائنا إلى أرضنا وهويتنا ، هنا هي الدعوة ليستقيل كل الحضارم من تنظيمات الحراك الجنوبي وهيئاته كلها ويرموا به في أقرب مزبلة يجدونها ، وكذلك ليفعلها حضارمة الاشتراكي والإصلاح والمؤتمر كل أبناء حضرموت مدعوين إلى وطنهم حضرموت ...

ألا ينظر أبناء حضرموت درعا وبانياس وحمص ، ألا ينظرون إلى تونس ومصر ، ألا يغارون من أبناء مصراته والبريقة هناك من يدفع روحه رخيصة من أجل انتمائه إلى وطنه ، ليعدها اليمنيين بكل ما فيهم من حمق وجهل وتخلف أنها عنصرية ، فنحن عنصريين حتى النخاع فأما أن نحيا على أرضنا بهويتنا وأما ان نموت عليها ، كفانا هوان وضعف فمن يتبع منّ الحضرمي يتبع اليمني أم اليمني يتبع الحضرمي .. هل تعقلون ...؟؟

على شبابنا المؤمن بوطنه أن يقدم لوطنه الحقيقة أن يعمل لأجلها ويبذل كل شيء لها ، إلى الكتاب والمفكرين وحتى الناشطين أن يجعلوا جهدهم في ممارسة الضغط على كل شخصية كانت أن تعلن استقالتها من الأحزاب اليمنية وحراك الجنوب ، هنا دور لابد وأن يتنامى ويشتد على كل الشبان الذين هم من يجب أن يمارسوا هذا الجهد والبذل ، فهل يكون شبابنا على هذا الظن ..؟؟ ن سيكونون كذلك لنهم أبناء حضرموت الرجال الأوفياء الأقوياء المؤمنين بوطنهم الحضرمي الحر الكريم ...