بيان العميد ركن ناصر علي النوبة بمناسبة ذكرى22من مايو الذكرى الـ 17 لفك الارتباط

[ابوقاهد]

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

وقال سبحانه (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ …)





إخواني وأخواتي ، أبنائي وبناتي داخل الجنوب وخارجه

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، بداية أريد أن نقف هنا وقفة إجلال وإكبار لشهدائنا الأبرار ، شهداء العزة والكرامة ، شهداء المجد والحرية ، شهداؤنا الذين رسموا بدمائهم طريق الاستقلال ، ونقول لهم إننا نعاهدكم أمام الله وأمام الناس وأمام أنفسنا بأننا على العهد باقون ولن نخون أو نبدل الطريق الذي رويتموه بدمائكم .

يا أبناء الجنوب الأحرار

إننا نشاهد ما يحدث في العالم عامة والعربي خاصة ، ونحن جزء لا يتجزأ من الخارطة السياسية لهذا العالم ، ونسمع الصيحات التي تتعالى هنا وهناك في مختلف الأصقاع التي تدعوا إلى التغيير ، ولا يستطيع أن ينكر كائن من كان بان شعب الجنوب هو من السباقين ، بل رائد دعوات التغيير الحديث ، والتي بدءها قبل سنوات بحراك سلمي وضع أسسا لشكل المطالبات السلمية ورسم طريقا ونموذجا يحتذى به بأسلوبه الحضاري في التعبير عن حقه ومطالبه ، ونقولها بأعلى أصواتنا ليسمعها العالم اجمع ، نعم نحن مع التغيير ولكن لن نقبل بأي شكل من الأشكال أن يُفرض علينا نوع التغيير فنحن من يحدد نوعيته ، ولن نرضى أن يسلبنا احد حقنا الذي ضمنته لنا جميع الشرائع السماوية والقوانين الوضعية في تحديد مصيرنا ، فنحن أصحاب قضية لا يجهلها صغير أو كبير .

أيها الأخوان

لكل قضية سياسية رؤى واطروحات وبرامج ، ولا يستطيع أن ينكر أي طرف اجتهادات الأطراف الأخرى حتى وان اختلفت لكن هناك مسلمات من الضروري أخذها بعين الاعتبار ، ويجب على كل الأطراف الجنوبية أو المتجنوبة أن تعي ما يحدث داخل الساحة ، عليها أن تفهم وتستوعب مطالب الشارع الجنوبي ، لان أي توجه أو أي دعوة لا تنبع من وسط تلك الجموع فلا معنى لها وفي نهاية المطاف فان تلك الدعوة لا تمثل إلا أصحابها ، ولا نريد أن نحدد طائفة أو مجموعة لأنه ليس المقام المناسب لذلك ولكم العقل يقول ان من يغرد خارج السرب فهو صوت نشاز ، وعزاؤنا أننا لا نثق بقيادات ولكن نثق بشعب ووطن .

أبنائي شباب الجنوب

لقد كان تاريخ 22 مايو نقطة فاصلة وحاسمة ، كان من المفترض ان يكون هذا التاريخ لبنة لمستقبل واعد ، يوم بزوغ فجر جديد وأمل جديد ليس فقط لدولة الشمال والجنوب فحسب بل للأمة العربية والإسلامية جمعاء ، خاصة بعد فشل تجربة مصر وسوريا ، لكن للأسف أصبح ذلك التاريخ يوما اسود للجنوبيين الذين قدموا كل شيء من اجل تحقيق تلك الوحدة ، والتي كانت بالنسبة لهم الأمل في مستقبل واعد وهدفا استراتيجيا يجب تحقيقه ، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن فقد غدر بتلك الوحدة من قبل نظام دولة الشمال ، بل اتضح انه لم يكن في الأصل هناك نية للتوحد ولم يكن يرى في الجنوب شريكا استراتيجيا بل ارض فيد ، فولدت تلك المسكينة موءودة .

نعم لقد أصبح 22 مايو عيدا يحتفل به كل عام ، لكن ليس عيدا للوحدة بل عيدا للاحتلال ، وفي كل عام يذكرنا بها رئيس نظام الجمهورية العربية اليمنية في خطاباته ( لقد عمدة الوحدة بالدم ) وصدق الرجل ، نعم بالدم ولا زالت الوحدة تعمد بدماء الشهداء من الجنوب الى اليوم.

إن من أسمى المعاني الإنسانية الأخوة ومن واجباتها التضامن.

شباب الجنوب لقد أدهشتم العالم بالوقوف مع إخوانكم في الشمال في ثورته المطالبة بالتغيير ، ودعمكم وتأييدكم لهم ، والوقوف إلى جانبهم ، وتضامنكم مع قضيتهم ، وليست تلك هي المرة الأولى التي يقف بها شعب الجنوب مع إخوانه في الشمال ، فلن ينسى التاريخ وقوفهم إلى جانب إخوانهم في 26 سبتمبر وحصار السبعين ، رغم أن البعض اختلط عليه الحابل بالنابل واعتقد أن الجنوبيين غيروا طريقهم وانتهجوا غير نهجهم وأبدلوا شعار الاستقلال بشعار التغيير ، وقوى هذا الاعتقاد محاولات قلة قليلة من أصحاب المصالح والمشاريع الصغيرة ركوب الموجة وإطلاق برامج لا تمت إلى الجنوبيين بأي صلة .

لكي نعيد الأمور إلى نصابها ، ولإيضاح الصورة الحقيقة ، ادعوا شباب الجنوب أصحاب القضية وراية الاستقلال ، دعوة لتجديد العهد وصرخة للعالم بان قضية الجنوب باقية ، وان شباب الجنوب صامدون وباقون على العهد ، ادعوهم لرفع الأعلام السوداء إلى جانب أعلام الجنوب في تاريخ 22 مايو ، ارفعوها فوق المباني والسيارات والشوارع ، يجب ان نوصل للعالم صوتنا ارفعوا اعلام الصمود ، فلن نرضى أن يمر عام أخر يحتفل به نظام الشمال بسفك دمائنا في يوم الوحدة يوم عيد الاحتلال ، فلنرفع الأعلام حدادا على كل الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل قضيتنا ، حدادا على الوحدة التي وئدت ، لنجعله يوما جنوبيا خالصا ، يوم يذكر الجميع بكل شي جنوبي ، يوم تصالح وتسامح ، يوم عيد فعلي وحقيقي ، عيد استقلال ، فلتشرق شمس 22 مايو على يوم الأمل يوم الصمود يوم الشباب يوم تقرير المصير .

ختاما نسال الله التوفيق

طوبى لشهداء التغيير وتقرير المصير

والعزة والمجد للأوطان

عميد ركن ناصر على النوبة

20/5/2011 م

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]