يقيناً سفر الجنوب الى المستقبل وسفر البعض إلى الجاهليه

[سيف الجنوب]

يقيناً سفر الجنوب الى المستقبل وسفر البعض إلى الجاهليه
- بقلم: فارس سيف

الحد يث عن السقوط حديث متنوع ... فهناك سقوط مروع يتكررفي دورات التأريخ .. ليس فقط في حالات الحضارات أو الأمبراطوريات أو الدول بل على المستوى الشخصي أيضاً ....فالسقوط الشخصي وهو الأقرب والملموس لسهولة معرفة أسبابه وتتبُع حيثياته الحقيقيه وسهولة رصدها بأقل تكلفه من الجهد .ومن هنا لا تستغربوا ان فأجأكم سقوط البعض ممن طبلت لهم المواقع وبعض الصحف التي أوكل إليها مهمة تضخيم مسيرة ومواقف هؤلاء أصحاب العقول الجوفاء والصدور الفارغه من الإيمان الحقيقي بحتمية الإنتصار.. فخلال المسيره الكفاحية لشعبنا في الجنوب العربي وايضاً خلال مسيرات حركات التحرر الوطني في العالم وهي مليئه بالعبر والشواهد على سقوط أو نزول البعض من قطار مسيراتها المضنيه والطو يله... فهؤلاءالبعض لا يقوون على الصمود امام المصاعب والتحديات والمحن وسرعان ماينهاروا ليستندوا على أقرب جدار يسندهم ويوفر لهم العون السريع والإغراء ...وقد كانت مسيرة ثورة 14 أكتوبر واحده من أهم مسيرات حركات التحرر وأخطرها في العالم فقد وقف العالم كله متفرجاً, ولم يقدم لها السند في ثورة الجنوب للتحرر من الإستعمار البريطاني ماعدا في بداياتها الأولى من قبل الزعيم جمال عبد الناصر لتلتف عليه فيما بعد أجهزة المخابرات المصريه المشبوهة ولتوقفه, ويومها لجأ ثوار الجبهة القومية إلى الإعتماد على ذاتهم لصيانة حرية قرارهم وحماية مسيرة شعبهم من إختطافها حتى تصل إلى محطتها الأخيره وهو الإستقلال... وعانى الثورا آنذاك مايعانيه ثوار ثورتنا الجنوبية الثانية اليوم من تكالب وتآمروتجفيف ينابيع الدعم.... بل والحديث صراحةً عن منعه مالم يتم تسليم قرار الثورة ,إلى حانات أجهزة المخابرات الاقليمية والدولية وحينها لم يصمد البعض وتحول ليبحث عن من يوفر له الدعم والإغراء ليرتمي في أحضانهم بل... إن البعض قد أرتمى في أحضان مخابرات الإحتلال البريطاني ,واليوم يتكرر ذات المشهد وتتكرر نفس التجارب مع الثورة ذاتها ومع الإشخاص ومع الأحزاب فالثورة يتم محاصرتها مادياً وإعلامياً وسياسياً و بعض الأشخاص تطول عليه المدة وينهار فيلجأ للبحث عن من يوفر له رغد العيش والمال السريع, والأحزاب ذاتها تتنكر اليوم للثورة الجنوبية الثانية كما تنكرت بالأمس للثورة الجنوبية الأولى ,وتكرر تغمص دور العمالة للإحتلال اليمني اليوم كما كانت بالأمس تمارسها مع الإحتلال البريطاني .. لا تستغربوا .. ولا تتفاجأوا فهؤلاء كل منهم أُسند إليه دور ليؤديه , ,ويتخذ موقفه في اللحظة المناسبة و يقف في المكان المختار والمحدد له الوقوف فيه. لاشيء بالصدفة في السياسه ... قد يبدوا للبعض بأن الأحداث متناثرة وغير متناسقه في نسق واحد ....لكن في الحقيقة هي مرتبة ويحركها جهاز واحد و يسهل رؤية المشهد تماماً عند ربطها ببعضها وتتبع تواريخ حدوثها ومتابعة تحركات شخوصها.
كان هذا التحول في مواقف الأشخاص و الأحزاب على السواء ,وهم يعرفون أنفسهم تماماً وما ألحقوه يومها بالثوار والثورة من أذى, جر إلى حرب أهلية فيما بعد في عام 1967م ليكون أول جرح ينزف في جسد الجنوب . .. واليوم تتكررذات الأدوار .. ونشهد ذات السقوط أحزاباً وأشخاصاً فلا تبتئسوا .. هذا هو القدر ..هذا ربنا وهذي حكمته ..
يقيناً إن شعبنا قد شد الرحال منذ يوم 7-7-2007 نحو المستقبل حاملاً معه كل تضحياته ومعاناته ... وليرحل إلى الماضي من يرحل وليسافر البعض نحو جاهليته مجدداً ...فمحال ان يؤثر سقوطهم في حركة التأريخ لشعبٍ يجترح المعجزات كل يوم ...لقد أبحر ألمركب ولن يتوقف حتى يرسو على مرفأ الجنوب الحر والمستقل ...
يا أبناء الجنوب المستقبل لكم ... فلا تهنوا ولا تحزنوا لسقوط البعض فان الله كفيل بنصر عباده المخلصين .