القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
لو لم أولدُ جنوبياً لوددتُ أن أكونَ جنوبياً ..
لم تهززني عبارةٌ لوطنيٍّ قط مثلما هزتني مقولة ( مصطفى كامل ) " لو لم أولد مصرياً لوددت أن أكون مصرياً " تعجبتُ كيف يمكن لغريزة حُب الوطن أن تصلَ إلى هذا المدى في نفس كائنٍ بشري ! ولستُ أدري لماذا استيقظ ذلك الشعور في نفسي وأنا أرقبُ مأساة وطني ، هذا الوطن المثخن بالجراح ، والمتأرجح بين أكُفّ العابثين ، اكتشف أبناؤه فجأةً بأنهم كانوا عبيداً للعبيد ، وأن السيادة الواهمة التي نَعِموا بها لم تكن سوى عبودية مُركّبة ، وأن استقلالهم من الهيمنة الإستعمارية البريطانية لا يعدو كونه بداية لمرحلة من الضياع الطوعي ، وبما أن الغاية تبرر الوسيلة فإن كافة الوسائل التي كانت محصلتها غرسة الوحدة الشبيهة بشجرة الزقوم ، وثمارها الشبيهة برؤوس الشياطين ، هي وسائل ملعونة بالنتيجة . يذهبُ دعاة الوحدة إلى القول بأن الوحدة اليمنية هي قدرٌ محتوم ، وأنا أتساءلُ : أين كان هؤلاء قبل أن ينشأ مشروع الوحدة جنيناً في ذاكرة عبدالفتاح اسماعيل ! الذي تبنّاه ومجموعة الرفاق النازحين هرباً من نظام صنعاء المقتصر على الطائفة الزيدية ، لم يكن هذا المفكر اليمني يؤمن بالقضاء والقدر ، ولهذا فمشروع الوحدة في معتقده السياسي مسعىً مُرحّلاً في الخطة الخمسية ، ضمن مشاريع أخرى قيد الإستهداف ، وهو يذكّرني بالمفكر الصهيوني " هرتزل " ودوره في مسعى الصهيونية العالمية في أرض فلسطين . من المضحك المبكي أن تقف على مفارقات هي أقرب إلى الخيال ، عندما تجد ثلة من تنظيم الحزب الإشتراكي ، وهم في طليعة الجيش الغازي مكتسحاً أرض الجنوب ، في حربٍ ضروس تحت عنوان ( حرب الرّدة ) أي أن عدم الإيمان بالوحدة هو الكفر بعينه ، ومَن أسلمَ وجههُ للوحدة فقد رضيَ عنه عفاش وسدنته ، وأصبح ولياً صالحاً ، لأن الوحدة تجُبّ ما قبلها ، فليس البيض كعبدربه منصور ، ولا بن فريد كبن دغر ، وشتّان بين باعوم وباسندوه ، نعم الكل جنوبيون ، ولكنهم منهم مَن تطهر من رجس الإنفصال ، واقتدى بهدي الديلمي والزنداني ، وعملَ بالفتوى ، فهو مَرضيّ عنه ، ومنهم مَن شَهَرَ سيفه في وجه ولي الأمر المعصوم ، فهو لذلك فاسق .. ولعمرك فإن البيض كان إماماً فاضلاً وهو يوقع اتفاقية الوحدة ، فتحول بعدها إلى مرتد ، وقد نزلت في ذلك آياتٌ مقرفات من صوامع الوحدة المقدسة ، في سابقةٍ لم يجترحها المعتزلة قبلهم ، ولن يأتفكها بشرٌ بعدهم ، تلك هي الزندقة ، في إطار الحكمة اليمانية المشهود لها ، لمن أراد أن يتيَقّنها عن قرب . الوحدة إذاً ليست كغيرها من المشاريع الدنيوية في معتقد عصبة اليمن المتحدة ، إنها مشروع يبيح سفك دم الجنوبيين بأكملهم ، ويوجب تجييش ، العلماء وأنصار الشريعة ، ومنسوبي القاعدة ، وكل مَن له القدرة على حمل السلاح ، لقد كان الناس يعتقدون خطأ بأن الوحدة بين شطرين ، وهو المدى الذي وصل إليه مؤسسوا الوحدة كمفهوم جغرافي وبشري ، ولكننا اليوم أمام مشروع هو بمثابة الركن الخامس من أركان الإسلام ، إننا أمام حائط المبكى ، وربما هيكل سليمان . دعونا نستجلي حقيقة الأمر في حال أزَحنا جانباً هذه الهالة الكهنوتية ، وتلك البِدَع المرجفة ، ليبقى بين أيدينا كمٌ هائلٌ من الناس ، يصل تعدادهم إلى قرابة العشرين مليوناً ، لا يكاد أكثرهم يؤمّن " ربطة القات " اليومية باعتبارها ضرورة حياتية بحكم العادة ، ولا يجب أن نندهش لمعدلات الفقر ، والجهل ، والمرض ، ولا لتدني منسوب الدخل القومي لبلدٍ مجمل سكانه أيدٍ عاطلة ، تصل شحة موارده حدّ العَدَم ، إنها الوضعية التي تجيز لرجل الدين أن يفتي بتحليل كل محرّم على قاعدة ( الضرورات تبيح المحضورات ) . وإذاً .. فلا وحدة مقدسة توجب التضحيات ، ولا فرع ينتمي إلى أصل ، ولا مسوّغ تاريخي أو جغرافي لهذا المشروع الهزيل المسمى الوحدة اليمنية ، إنها أكاذيب ملفقة من تأليف حفنة من السياسيين لخدمة مصالح مستقبل شعب الجمهورية العربية اليمنية البائسة ، على حساب كيان أممي مستقل منذ القدم يُدعى (الجنوب العربي) . تحياتي طائر الاشجان |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 01:31 PM.