القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
في الذكرى 17 لإعلان الوحدة 22 مايو 1990 (بقلم / أحمد عبدالله الحسني)
في الذكرى 17 لإعلان الوحدة 22 مايو 1990 قراءة خاصة ومحاولة لفهم كيف تحول مشروع الوحدة اليمنية إلى احتلال الجمهورية العربية اليمنية لأراضي وشعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مع معرفتي إن التصدي لمهمة الكتابة عن مشروع الوحدة اليمنية مهمة صعبة و عسيرة لحساسية الموضوع ليس فقط لعامة الناس من اليمنيين ومن أبناء الجنوب أيضا بل وللغالبية من الشعوب العربية., إذ ارتبط هدا الحلم بقدسية عجيبة لدى العرب ليس لها نظير عند الشعوب الأخرى, لكن حرصنا على إنقاذ وطننا من المصير الذي وقع فيه وحرصنا على انقاد شعبنا وأجيالنا القادمة من حالة البؤس والشقاء الذي يسببه الاحتلال اليمني فرضت علينا إن نتصدى لهذه المهمة الصعبة وان نقوم بما نعتبره واجبا وطنيا وأخلاقيا وأدبيا في تبصير الناس بالحقائق ومساعدتهم على معرفة الواقع وصولا إلى إنارة الطريق إمامهم ليقرروا مصيرهم بأنفسهم. وبداية نقول إن التطلع إلى تحقيق الوحدة نشاط مشروع وبديهي طالما وان الهدف من وراء تلك الوحدة الوصول إلى تحقيق الدولة العادلة القادرة والتي في ظلها تتحسن ظروف الحياة بما توفره من رفاهية لشعوبها تنعكس أمنا وأمان ورغد في العيش, وعزة وكرامة. ولم يحصل في التاريخ إن ذهب شعب إلى التوحد مع غيره من الشعوب ليلغي نفسه وتاريخه ويسقط حقوقه وينهي ما يتمتع به من خيرات وخدمات وامن وأمان ويتخلص من مستوى حياته الطيبة البسيطة الآمنة وهذا ما لم يرتكبه أيضا شعبنا في الجنوب بل كان حصاد سنوات من العمل النضالي المغلف بأحكام مطلقة عن موضوع شديد الحساسية وشديد الخطورة لارتباطه بمصير الوطن والناس. وفي اعتقادنا إن النتائج الكارثية التي تسبب بها هذا النوع من النضال وهذه الكيفية من التعاطي مع أمور خطيرة وحساسة أفضت إلى مصادرة حق الناس في معرفة مستقبلهم ومستقبل أجيالهم وحقهم في معرفة مصير وطنهم ما كان ليصبح ممكنا لولا اختزالنا لإرادة الجماهير والشعب في الجنوب في قيادة حزبية ضيقة حولت الناس إلى مجموع يردد ما تقوله القيادة المحكومة بمفاهيم ليس لها جذور في التاريخ ولا تتعاطى مع الروح العلمية الناقدة بل تكرس مفهوما لأهداف غاية في الخطورة بطريقة نرجسية عجيبة أعلنت طلاقها مع تاريخ المنطقة ومع حقائق الواقع المعاش وفرضت قيما جديدة لمفاهيم جديدة وعلقت مصير الشعب والوطن بتنفيذ هدف هو غاية في حد ذاته وأصبحت تعابير وجمل من نوع ( الوحدة اليمنية قدر ومصير شعبنا ) كأنها منزل من السماء لا يمكن مناقشته أو الاستفسار عن جوهرة. وقبل إن نولج في موضوعنا نحب إن نسترعي انتباه الاخوةوالاخوات من القراء إننا لسنا بصدد كتابة بحث أو تقديم دراسة عن مشروع الوحدة اليمنية وإنما هي مقالة نحاول فيها تقديم وجهة نظر تساعد في فهم ما ألت إليه أمور وطننا وشعبنا وهي دعوة إلى طرح الموضوع للنقاش العام, على إن مهمة البحث العلمي وتقديم دراسات موثقة كاملة عن مشروع الوحدة اليمنية التي تحولت إلى احتلال تظل من أولى المهام المناطة برجال الفكر والسياسة ونشطاء المجتمع من أبناء الجنوب المحتل. وفي رأيي الشخصي إن الأسباب الرئيسية لتبخر حلم الوحدة وتحولها إلى احتلال صريح لا لبس فيه يكمن في ارتكاب الأخطاء الاستراتيجية التالية:- أولا: أول تلك الأخطاء وهو أبوها المؤسس كان شطبنا لتاريخنا العربي وتسميتنا العربية لنلصق بوطننا تسمية لم تكن له أبدا في سابق الزمان... حيث إن الجبهة القومية وهي فصيل من فصائل حركة القوميين العرب متأثرة بالفكر العروبي الثوري الذي ساد المنطقة العربية في خمسينات وستينات القرن الماضي هي من استلم الاستقلال عن بريطانيا فقد أطلقت على الكيان الجديد اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بدلا عن الاسم السابق والتاريخي له الجنوب العربي... وجرى خلال سنوات الاستقلال من 30 نوفمبر 1967 حتى الإعلان عن الوحدة 1990 شطب كل ما له علاقة بتاريخنا وباسمنا الحقيقي في كل إصدارات المؤسسات الحكومية والحزبية ما عدى العملة الوطنية الدينار حيث ظل الاسم مؤسسة النقد للجنوب العربي حتى مايو 1990. سنبين في ما يلي خطا التسمية كما سنبين إن ممالك, ودويلات الجنوب العربي لم تكن في يوم من الأيام جزء من بلد بعينه اسمه اليمن كما عرف حديثا... ومع إن ما بأيدينا من الوثائق ومن كتب التاريخ الكثير مما يثبت صحة ما نقول إلا إننا سنكتفي بإيراد حقائق موثقة كنماذج مما يذكره التاريخ القديم, ثم التاريخ الوسيط, ثم التاريخ المعاصر ومن وثائق قيام الجمهورية العربية اليمنية في سبتمبر 1962 والتي تثبت كلها إن وحدة إدارية بمعنى كيان سياسي لم تقم في يوم من الأيام بين ما عرف ببلاد اليمن وبين الجنوب العربي وهو ما يسقط دعاوى إعادة الوحدة... فهي لم تحصل أصلا... اليمن.لتسمية... اليمن .. اليمن تعني في ما تعنيه النعم والبركة والخير الكثير... ولا تذكر لنا كتب التاريخ القديم اسم اليمن كتعبير عن بلد بعينه أو مكون سياسي إداري بحد ذاته... يقول الدكتور جواد علي في مؤلفة الواسع المتعدد الأجزاء إن لفظة اليمن استخدمت من قبل العرب للدلالة على الجهة., إذ إن العرب قد أطلقوا التوصيفات على جزيرتهم العربية بالاتجاهات منطلقين من مركزهم الثقافي والاقتصادي التجاري والديني في ذلك الزمن ( الكعبة ) وسموا ما يأتي إلى الجنوب منها بيمنت أو ذي يمنت أي الجنوب وما يأتي إلى الشمال منها بشامت أو الشام أي الشمال..., وسموا ما يقع بينهما بالحجاز أي الحاجز بين الشمال والجنوب... بل إن العالم الدكتور محمد عبدا لقادر بأفقيه يقول في كتابه ( تاريخ اليمن القديم ) إن لفظة اليمن لم ترد في أي من النقوش المعروفة في بلاد جنوب الجزيرة العربية إلا بصفتها تحديدا جهويا آذ ترددت كلمة ذي يمنت فقط ولم يجد ما يستدل على بلاد معينة اسمها اليمن كما هو معروف ألان... ننتقل إلى ما يقوله المؤرخون من العصر الإسلامي والعصر الوسيط لنسجل إن العلامة ابن الاثيرقد ذكر في كتابة ( الكامل في التاريخ ) (( إن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ( ص ) قد عين الولاة التاليين على اليمن: عمر بن حرام على نجران, وخالد بن سعيد بن العاص على ما بين نجران وزبيد, وعامر بن شهر على همدان...وعلى صنعاء شهر بن بأذان, وعلى علك والاشعريين ( وهي تهامة اليمن اليوم ) الطاهر بن أبي هالة... , وعلى الجند ( وهي إلى الشمال الشرقي بكيلومترات قليلة من تعز الحالية ) يعلي بن أمية. ننتقل إلى دلالة أخرى من العصر الإسلامي وهي واضحة جلية إن لا علاقة لليمن بأرض الجنوب العربي وان تلك الممالك والدويلات التي قامت في هذا الجزء من الجزيرة العربية لم ترتبط بأي وحدة مع بلاد اليمن... يقول العلامة المؤرخ أبو الضياء عبد الرحمن بن علي الديبع الشيباني في كتابة ( قرة العيون بإخبار اليمن الميمون ) (( اليمن يمنان أعلا وأسفل, فاليمن الأعلى وقصبته صنعاء وهي أحدى جنان الأرض... وإما اليمن الأسفل فقصبته زبيد... )) بعد إن فرغنا من سرد حقائق التاريخ القديم والوسيط التي تثبت فعلا إن التسمية اليمن لا تعني بلدا واحدا وتكذب دعاوى الوحدة والتوحد... ندعوا القراء إلى التمعن في قراءة التالي من الحقائق التي تثبت إن ثوار سبتمبر لم يأتوا على ذكر الوحدة اليمنية وان بيان انقلاب سبتمبر 1962 المؤسس للكيان الجديد الجمهورية العربية اليمنية لم يذكر الشعب اليمني باعتباره شاملا من يقطن في الجنوب العربي ولم يأتوا على ذكر لا من قريب و لا من بعيد إن الجنوب العربي هو جزء من اليمن... تعالوا نقرا ما جاء في بيان 26 سبتمبر 1962 حيث يرد بالنص (( وفي المجال الداخلي: إحياء الشريعة الإسلامية الصحيحة بعد إن آماتها الطغاة الفاسدين وإزالة البغضاء والأحقاد والتفرقة والسلالية والمذهبية )) و (( تنظيم جماهير الشعب في تنظيم شعبي موحد ستشارك في عملية البناء الثوري )) و (( إحداث ثورة ثقافية وتعليمية تقضي على مخلفات العهود البائدة التي عمقت الجهل والتخلف الفكري )) ثم ينتقل إلى المجال القومي ( وفي المجال القومي: الأيمان بالقومية العربية والعمل على تحقيق الوحدة العربية الشاملة في دولة عربية واحدة على أساس شعبي ديمقراطي ) والتضامن الكامل مع جميع الدول العربية فيما تتطلبه المصلحة القومية ))... هل هناك أكثر من هذا دليلا لإسقاط دعاوى باطلة بان بلدنا كانت جزء من اليمن وبالتالي إسقاط أية دعاوى بقيام وحدة قبل هدا التاريخ. بعد كل هذا السرد للحقائق التاريخية بعيدها والقريب فإننا نقف على كذبة كبرى مرة مبنية على تزييف وعي الناس وعلى تعسف الواقع أفضت إلى تسمية البلاد باليمن الجنوبية الشعبية وهو ما نعتقد انه الخطاء الاستراتيجي الأول... غني عن القول انه في الفترة منذ الاستقلال عن بريطانيا في الثلاثين من نوفمبر 1967 وحتى الإعلان عن الوحدة في 22 مايو 1990 جرى في الجنوب ترسيخ مفهوم إن اليمن بلد واحد وما الجمهورية العربية اليمنية سوى الشطر الشمالي وجمهورية اليمن الجنوبية ولاحقا الديمقراطية الشعبية سوى الشطر الجنوبي وبالتالي لا بد من السعي حثيثا لإقامة الوحدة بينهما توحيدا للوطن وهي كذبة تاريخية بكل المقاييس وسنلاحظ لاحقا كيف إن هذه الكذبة قد أعطت القيادات اليمنية المبرر لشن الحرب على الجنوب في صيف 1994 كما كانت عاملا مساعدا ومحفزا لكثيرين من أبناء الجنوب للقتال إلى جانب القوات اليمنية ضد بني جلدتهم وضد وطنهم. نأتي ألان إلى ما نعتقد انه الخطاء الاستراتيجي الثاني والسبب الرئيسي الثاني الذي أدى إلى تبخر حلم الوحدة وتحوله إلى احتلال وان كان يلتقي مع الأول في إن كليهما اعتمد على فرض القناعات الخاصة والشخصية في تعسف واضح للحقائق الموضوعية... من الطبيعي لضمان نجاح تجربة الوحدة إن يؤخذ في الحسبان مستوى التطور وتقاربه في كل بلد وان تكون هناك قواسم مشتركة تجمعهما في هذا المجال أو ذاك كان يكون المستوى الاقتصادي والثقافي وما اليهما متقاربان وفي أدنى الأحوال إن لا يكونا متضادين ومن الطبيعي إن لا تأتي الوحدة على حساب طرف من إطرافها... وفي الحالة التي بين أيدينا يمكنا إن نسجل إن فرقا شاسعا بين ما وصل إليه المجتمع في الجنوب على طريق بناء الدولة العصرية الحديثة ووضوح معالم المجتمع المدني في حواضرة الرئيسية وبين مستوى التطور على نفس الطريق الذي بلغه المجتمع اليمني و يمكنا إن نقول إن المجتمع اليمني ( للدقة مجتمع الجمهورية العربية اليمنية ) لا زال في طور نمو سابق أو ما قبل الدولة الوطنية... وحتى لا نتهم بالتجني على احد أو ظلم إخواننا في الجمهورية العربية اليمنية سنتناول بشيء من التفصيل هذا الجانب لنبين للقراء إن ما قررناه صحيح, كما سيتبين لاحقا كيف إن عدم الأخذ بعين الاعتبار هذا الشرط أو المؤشر كمحدد رئيسي لإمكانية نجاح أو فشل مشروع الوحدة والقفز فوق الحقائق الموضوعية والواقع المعاش في اليمن قد أدى إلى إن يختفي كليا ما يمكن اعتباره احد المهام الرئيسية التي يفترض إن يطلع بها الكيان المستهدف أقامته من إعلان الوحدة بين الكيانين وهو إقامة الدولة الوطنية الحديثة التي تأخذ بأسباب العلم والتكنولوجيا لتوظفها في إحداث تنمية شاملة تنتج مجتمعا عصريا يتمتع بمستوى حياة متطورة لسبب بسيط جدا وهو إن مجتمعا قبليا مسلحا متخلفا لا يمكنه إن ينتج دولة عصرية فهو غير مؤهل لذلك... ولنأخذ الجنوب أولا لنسجل الملاحظات الرئيسية الدالة على إنجازه مستوى متقدم على طريق بناء الدولة العصرية الحديثة... ونبدأ بما ليس منه بد لنقول:- إن بريطانيا العظمى قد احتلت عدن في يناير 1839 ثم مددت نفوذها إلى باقي أجزاء البلاد عبر توقيع اتفاقيات حماية مع سلطنات وإمارات الجنوب العربي من عدن ولحج في الغرب حتى سلطنة المهرة في أقصى الشرق على الحدود العمانية وخلال احتلال بريطانيا للبلاد الذي امتد قرابة مائة وثلاثين عاما نفذت الكثير من المشاريع وأقامت المنشئات التجارية والصناعية وأرست نظما إدارية ومالية راقية, كما فرضت القانون والنظام وأصدرت اللوائح والقوانين المنظمة للحياة في عموم البلاد في منظومة قضائية متكاملة, الأمر الذي وفر قاعدة مادية وأسس متينة لبروز مجتمع مدني متحضر, تسوده علاقات اجتماعية متقدمة وتحكمه علاقات قانونية فرضت سواسية جميع المواطنين إمام القانون وترسخت عبر السنوات الطويلة مفاهيم المجتمع المدني العصري بصورة شبه تامة. وكان من الطبيعي إن تشهد الحياة رقيا في جميع المجالات بتأثير الاقتصاد البريطاني وتأثير الثقافة البريطانية والهندية والفارسية وغيرها من ثقافات الفئات الاجتماعية التي عاشت في المدن الجنوبية... ومعلوم إن عدن قد عرفت الطباعة والصحافة في القرن التاسع عشر وهو ما سمح بوجود صحف وجرائد يومية ودورية تصدر باللغات العربية والإنجليزية والهندية والفارسية وغيرها من اللغات... كما أنشئت في عدن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمراكز الثقافية العربية والأوروبية والآسيوية في النصف الأول من القرن العشرين... وقد كانرت التجارة والصناعة وأقيمت العشرات من المدارس ودور العلم وفقا للمناهج البريطانية والهندية المتقدمة, وتكونت حركة عمالية منظمة في البلاد كما أنشئت منظومة متكاملة من الخدمات الصحية والطبية... وقد كان لعدن موقع محوري في العلاقات الاقتصادية والتجارية الدولية ... كما يخبرنا التاريخ إن إذاعة عدن كانت الأولى على مستوى الجزيرة العربية والخليج بينما يأتي تلفزيون عدن بعد تلفزيون مصر على مستوى الشرق الأوسط كله. ويمكن القول إن مجتمع الجنوب بشكل عام ومراكزه الحضرية بشكل خاص قد عاش حياة مدنية متعددة الثقافات وكان من المظاهر الطبيعية والاعتيادية إن ترى الناس من مختلف الانتماءات البشرية عربا وهنودا ويهودا وارو ربيين وغيرهم يمارسون ثقافاتهم وعاداتهم وطقوسهم الدينية في انسجام وحرية كاملة, فللمسلمين جوامعهم وللمسيحيين كنائسهم يصلون فيها كما للفرس واليهود والهنود معابدهم يتعبدون فيها... وكان لهذا النمط من الحياة تأثير ايجابي على طريقة تفكير الناس وعلى مستوى وعيهم كما أثرى الحياة الثقافية والاجتماعية. (( يتبع )) التعديل الأخير تم بواسطة abu khaled ; 05-18-2007 الساعة 02:01 AM |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 08:43 AM.