إستراتيجية التخلف للرئيس الطالح

[ابو عهد الشعيبي]

طوال كل سنوات الإغتصاب ال 27 عاما أنتج وأفرز وصنع وأسس نظام علي عبدالله صالح مؤسسات مافيا وفساد بشبكة رهيبة وتخطيط متقن للسيطرة على كل شيئ ليس لها مثيل في كل بلاد العالم تمكنت ومازالت متمكنه من إحتواء هذا الوطن بخيراته وأمتهنت كرامة الضعفاء وركعت رؤوس الشرفاء وأدمت قلوب البسطاء وداست على كل حلم جميل في هذا الوطن وغيبت الأجيال عن حقائق كثيرة للماضي والحاضر .. وأحالت كل قطاعات الشعب المطحون إلى فرق للتسول في كل الشوارع والمواقع العامة حتى وصل الحال الضياع والموت على رجاء كسرة الخبز ..

مع إنا ومن تجربة لا نثق بمصداقية هذا الرجل ( الطالح ) الذي تجرع الكذب والغدر كؤوس منذ الصباء فقد يكن من السذاجة إن نؤخذ أمر التنحي بشيئ من التصديق ولإننا ندرك ابعاد كثيرة لأساليب التلاعب والعبث كان ومازال نظامه يتميز بها فمن المعقول إن نقول فليتمهل المهرولون في قرع الطبول والتغني بالوهم المعلق على تلك الحروف التي غلب عليها البارود وهي تحاول رسم موقف جديد للضياع القادم ..

لن تكن تلك الكلمات المتعثرة على لسان علي عبدالله صالح في ذكرى إغتصابة عرش العربية اليمنية بمثابة إعلان بإغلاق سجل بل ولا حتى طوي صفحة من تاريخ حكم عسكري قهري متجبر داس ويدوس على تراب البلاد ورقاب العباد لأكثر من ربع قرن من الزمن كما ردد البعض هنا وهناك .. هذا إذا ما أخذنا بالحساب جدية التصريح الركيك الذي قالوا المساكين عليه مفاجئة في زمن لم يعد ممكن التمييز فيه بين المفاجئة بالغدر والحيلة وإعادة صياغة إستراتيجية التأمر والتخلف ومابين أمل بحلم مكسور لازال مبعث حياة لاوتار سحاب بعيدة يأمل المطحونون الوصول لشيئ من انغامها للتأقلم مع الألم والبؤس المزوع في صميمهم حتى يبقى للرمق عيش .. ليس لإن السجل اسود ورهيب ودامي ومفتوح على أكثر من حافة للإنهيار والشتات والصراعات والتناحر القبلي والسياسي والتفكك المناطقي كنتاج لتراكمات موروث سياسي سلبي متخلف أغرق البلاد في اوحال عميقة سوداء يصعب إن نجد لها مسمى ولا حتى تصنيف في قاموس الدمار والفساد والدم والبلاء العالمي ، بل ولإن المأساة التي زرعها في قلب هذا الوطن بغوارز الخُبث والحقد الدفين ستظل متجذرة بإمتداد كل الارض وستبقى مبعث نكبات ومصائب على الدوام لطالما وبقي الفكر المتخلف والفاسد بعقلية الفرق العسكرية وفرق الفساد والفيد التي أغتصبت هذا الوطن وحكمتة بالحديد والنار ونهبت ثرواتة وخيراتة طوال هذا الزمن المهين من عمر العرش المنحوس للرئيس والذي لا يمكن لنا إن نتصور زوالها على المدى القريب مهما كانت جهود الشرفاء المتواضعة ..
ومهما تغناء الناعقون بتصريحات الزور والبهتان وكالوا بالمغالطة والتزوير يبقى لهذا الوطن ولا سيماء جنوبة ثأر من نوع خاص يستحيل القبول بالتنازل عنه لطالما وبقيت في العروق المحترقة دماء ..



ابو عهد الشعيبي
صنعاء