((( لأجل وبعد .. الثاني من أغسطس 2007م )))

[بو عمر]

لأجل وبعد .. الثاني من أغسطس 2007م



الثاني من شهر أغسطس / آب 2007م قد يشكل منعطفاً تاريخياً في قضية الجنوب العربي فالتظاهرة التي دعا إليها العميد ناصر النوبة عبر مجلس تنسيق جمعيات متقاعدي الجنوب عسكريين ومدنيين وأمنيين ومدنيين تعتبر دخولاً للمرحلة العملية لتحرير الجنوب العربي من قيود الاحتلال اليمني الغاشم ...

أما لماذا قد تشكل التظاهرة مرحلة مفصلية ..؟؟ فالسبب هو ما بلغته القيادة السياسية اليمانية من حالة ضعف وتردي ملحوظة ، حيث شكل إخفاق الوساطة القطرية في قضية الحوثيين بصعدة شمال اليمن ضغطاً هائلاً انكشف من خلاله حجم الأكاذيب التي مارسها النظام خلال الثلاثة أعوام المنصرمة مع أول تدخل خارجي لمحاولة إنهاء الاقتتال ، حالة الضعف يقابلها من الجهة الأخرى حالة استقواء واضحة لدى التيارات المناوئة للحكم اليمني على الجنوب العربي تتمثل أولاً في تيار ( النوبة ـ شحتور ) ثم تنامي حالة الاحتقان الشعبي الجنوبي ولعل هذا الاحتقان هو الرهان الحقيقي الذي يجب على سياسيي ومثقفي الجنوب العربي الإحاطة به وتوجيهه بالشكل الذي يحقق أهداف التحرير الجنوبي ...

من المهم جداً اقتناص هذه الفرصة اقتناصاً يدعم الحقوق الجنوبية لذا فأن أدواراً مختلفة يجب أن تلعب ، وأن يتحرك كل طرف جنوبي في اتجاه يوازي ما يحدث في الميدان ، ولعل واحداً من الطرق الداعمة هو مراسلة القنوات الإخبارية الفضائية عبر مراسليها وعبر إداراتها لتحفيزهم على تغطية الخبر مع إبراز بالقدر الممكن الشعارات الرافضة للاحتلال والمطالبة بتحقيق الاستقلال الجنوبي العربي ...

في هذا الإطار لابد من ترسيخ فكرة الاستقلال الجنوبي العربي على فكرة الانفصال والعودة إلى ما قبل الثاني والعشرين من مايو / أيار 1990م ، ولعلنا تابعنا ردة الفعل على بيان العميد ناصر النوبة الأخير الذي رفع سقف المطالب من إعادة حقوق المتقاعدين الجنوبيين إلى المطالبة بالعودة إلى التشطير وإذا افترضنا أن هذا هو المطلب بما يتوافر من مقررات دولية تتمثل في قرارات مجلس الأمن الدولي 924 و 931 وهي محاولة صريحة لرفع القضية لقضية سياسية يجب أن تلاقي دعماً ومؤازرة غير محدودة من كل الأطراف الجنوبية دونما استثناء ...

امتلاك الإرادة هو المطلوب وهو اللازم إثارته في نفوس الجنوبيين قبل وبعد الثاني من أغسطس / آب 2007م وإذا كان من اختار هذا التاريخ يريد الإشارة إلى ذكرى الاحتلال العراقي للكويت فأن إشارة أخرى يمكن استلهماها والتحضير لها عبر اعتبار الثاني من أغسطس 2007م هو نقطة انطلاق شاملة يبدأ فيها تحفيز الشعب الجنوبي العربي عبر النقابات العمالية ومراكز التجنيد والدوائر الحكومية وحتى مخاطبة القطاعات الخاصة هذا العمل يمكن أن يأتي الحصاد منه باكراً وبشكل مفاجىء على احتساب مدى عنجهية الطرف اليمني الذي يمارس دوراً محفزاً لكل حركات المقاومة فالنظام اليمني المحتل لبلادنا يفتقد للعقل والتدبر ويدير الأمور بقوة السلاح وبتكريس ما يمتلك دونما اعتبارات لردات الفعل من الطرف الذي يحاول جاهداً الوصول إلى الحالة التحريرية الشاملة ...