القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
الجنوب والجنوبيون بين مطرقة المنطق وسندان العاطفة ..بقلم / السلطان فضل محمد العفيفي
الجـنوب والجـنوبيون بين مطرقة "المنطق" وسـندان"العاطفة"
بقلم/السلطان: فضــل محمــد بن عيــدروس العفيــفي: 26 - أكتوبر - 2013 , السبت 03:16 مسائا (GMT) 22 مشاهدة | لا يوجد تعليقات في ظل التجاذب او إن شئتم ”المناتعة“ الحاصله والازدحام الشديد الذي شهدناه للمشاركة في صنع القرار الجنوبي، فانني قد رايت ان الابتعاد قليلا والا كتفاء بطرح الرأي ، وتقديم النقد والنصح ، سيكون اسلم للتخفيف من زحمة التباينات والمتطلعين ولو تمثل ذلك حتى ولو بشخص واحد , مع العلم ان العمل السياسي هو رأي وممارسه ، فاقتصرت عملي على الرأي على الاقل في الوقت الحاضر. وافتتح تحليلي ورؤيتي لمجريات الامور التي نعايشها بالقول ؛ انه متى اصبح الكُتّاب والمثقفين والسياسيين يعيشون حالة اللا إنفصام السياسي ويطرحون رؤاهم دون خوف من ردة فعل الشارع المشحون ويُصبح رأيهم امام الاعلام او الجمهور هو نفسه الذي يطرحونه في اللقائات والجلسات المحدوده ، ودون خوف على شعبيه مأموله او شعبيه ربما ستُفقد , ودون خوف من تحريض او تخوين ممن يتوسمون في انفسهم مقامات الوصايه او ممن تركب روؤسهم مقولة ” انا الجنوب والجنوب انا “ فسنتنفس الصعداء ونقول ان الامور تمشي في الاتجاه الصحيح . ليلامس هؤلاء الكتاب والمثقفون جوانب ” التابو “ المحرمه والمحجوره بسوط الارهاب الامني والفكري والقيد الثقافي ، والذي يجب ان يتحرر الجميع من رهاب الخوض فيها ، وعليهم ان يحطموا الحواجز والجدران التي يرهبون ماخلفها ، فالانسان يخاف من المجهول ويأمن بتدبر المعلوم . إن السياسه لاتعني القدره على الصراع والاحتراب والمناكفات السياسيه ، ولاتعني الفلسفه والقدره على التفنيد , ولا ممارسة السياسه من اجل السياسه , ولكن تعني القدره والنجاح في ايجاد اسس التعايش ، والقدره والنجاح على خلق اسباب النمو والتطور المعياري للامه من خلال السلام والاستقرار والعدل ، والحكمه في ادارة المجتمعات نحو الافضل ، والعمل السياسي بقدر ماهو تحقيق لطموحات افراد ومكونات سياسيه في الحكم ، الا ان السياسيين المحنكين لاينسون ان إسعاد الامه وتحقيق الامن والعدل ، وبالتالي الاستقرار والتطور والتنميه هي وسيلتهم للوصول ووسيلتهم للبقاء طويلا في السلطه وان السياسيين بشكل عام لهم هدفين ، هدف اصغر وهدف اكبر ، الهدف الاصغر هو الوصول الى السلطه وممارسة الحكم ، والهدف الاكبر وهو إسعاد الامه بانتهاج الحكم الرشيد. في معظم بلدان العالم الثالث , طغى الهدف الاصغر على الهدف الاكبر فضلت تلك البلدان تعاني الشقاء والتخلف والظلم وعدم الاستقرار لان بوصلة قاداتها معطله ، وبلدنا لايمثل إستثناء. دعونا نتطرق الى موضوع الاخذ بمقولة ” التحرير والاستقلال “ والتي اخذ بها البعض بمجمل معناها دون الولوج الى تفاصيلها وماتحتمله من المآخذ والتفنيد ، وفي نظري فإن تبنيها من قبل بعض القيادات ومحاولة فرضها كهدف وشعار في إطار المحصّنات بالحصانه التي لايجوز نقاشها بإعتبارها من الثوابت و ”التابو “ ، كل ذلك هو شحن في الاتجاه الخاطئ للمواطن البسيط ، وهو فشل جديد ونظرة قصيرة لبعض قيادات الاشتراكي التي تقود بعض مكونات الحراك ، وسطحيه تمثل ضحالة فكر القيادات التي تدعو لتبني مثل هذه المقوله او التوجه ، وهو ايضا تكريس للثقافه الصفراء المنتهيه صلاحيتها. لننظر الى الموضوع من مختلف جوانبه؛ اذا كانت هذه القيادات تعتقد فعلا ان هذا الشعار يمثل التوصيف الصحيح للاليه والطرح الذي ستُعالج به القضيه الجنوبيه ، وهو المخرج الوحيد ، فهذا امر ومدخل لن يفهمه ولن يقتنع به المجتمع الدولي ، وسيؤدي حتما الى تقييم متدني لمستوى الفهم والقدرات المنطقيه والسياسيه لمن ينطقون بمثل هذا القول في اللقائات والاجتماعات والاعلام , وصداه وقبوله لدى نسبه ليست قليله من المجتمع الجنوبي لم يكن الا بفعل الشحن المتكرر والثقافه المتدنيه والتعليم البسيط والاميه المنتشره ، او بفعل الحماس والاندفاع وبفعل الحسابات العاطفيه نحو القضيه الجنوبيه بدرجه اولى تماما كما كان عليه الشحن والاندفاع نحو تحقيق الوحده قبل عام ١٩٩٠ ، اما سياسيو المجتمع الدولي فلن تقنعهم العمليات التسطيحيه لطرح المواضيع والحيثيات ، وانا دائما اُكرر بان القراءه الصحيحه للحيثيات والجذور تؤدي الى معالجات صحيحه او مقاربه ، تماما مثل التشخيص الصحيح للمرض يؤدي الى استخدام العلاج الصحيح ، والتشخيص الخطأ يقود الى استخدام العلاج الخطأ . فالتوصيف الخطأ وتخطي بعض المحطات سيصبح أشبه بمؤشر بوصله معطله ومتجه نحو الوجهه الخطأ واتباع هذه البوصله حتما سيترتب عليه السير على الطريق الخطأ . والقضيه الجنوبيه كغيرها من القضايا السياسيه المعاصرة في الشرق الاوسط تتطلب ادوات غير ادوات فترة الستينات والسبعينات وسياسة غير سياسة توازنات القطبين حينها ، وثقافه ومفاهيم، وتوجهات غير ماعهدناه حينها ، وبذلك اقول ان الادوات التي يجب تبنيها ، ويجب العمل والاقتدار على امتلاكها او كسبها تتركز في امور منها : - إمتلاك بعض وسائل الاعلام مع اداء مهني مواكب بدلا من السلاح ومتطلباته ، وكلنا يعلم كم كان اثر الاعلام كبيرا فيما سُمي بثورة الربيع العربي ، واضافه الى امتلاك الاعلام الخاص فلابد من استمالة الاعلام الدولي والذي يسيطر عليه المجتمع الدولي بقيادة امريكا سوى اردنا ام ابينا، وهذين امرين يشكلان النوع الحديث والمتمدن من اشكال النضال للنجاح والظفر بهما باعتبارهما من ادوات واسلحة العصر الذي نعيشه لتحقيق الامال والمطالب الشعبيه . - ايضا كلنا يعلم الاثر التدميري والعبثي حيث استخدم السلاح في هذه الثورات ، لذلك فالعمل السياسي السلمي على مستوى النشاطات الجماهيريه المطالبه بحل للقضيه الجنوبيه هو الاداه الثانيه والمثاليه لتحقيق مطالب هذه القضيه - ونعني العمل السياسي السلمي بكل ماتعنيه الكلمه من معنى ، لان غير ذلك لايٌعد من ادوات هذا العصر ، وحتما سيؤسس لسياسة الاستقواء بالسلاح والوصايه والالقاء وسيجذر لثقافة القوه والصراع الدموي من اجل السلطه ، وايضا ربما يواجه بالممانعه والعراقيل او حتى التدخل بالقوة من المجتمع الدولي والامثله حاضره امامنا وعديده ، ويجب ان تكون من ضمن اهداف القياده إختزال المعانات والتي وقعت على شعبنا بسبب السياسات المراهقه السابقه ، وذلك بالوصول الى مطالبه لحل القضيه الجنوبيه بما يرضي غالبية المجتمع في الجنوب والسير من اجل ذلك عبر ايسر الطرق واقلها كلفه ، والمصلحه الحقيقيه هي وبالمقارنه التي تكون فيها نسبة الربح اكثر بكثير من نسبة الخساره . - على المستوى الخارجي من المهم إقناع المجتمع الدولي بعدالة القضيه الجنوبيه على قاعده واحده من مستوى الفهم ومن المنطق الموازي ، وليس على قاعدة هذا هو منطقنا ومن لا يعجبه فليشرب من ماء البحر ، على ان تكون هناك قيادات مقتدره على تحقيق هذا الامر او لديها الاستشارات المقتدره ، فبعض القيادات الراهنه لاتملك الا ان تخاطب العاطفه والاندفاع والحماس ، او بالاصح تُرضي مافي نفسها وبمستوى حساباتها اكثر مماتخاطب العقل والمنطق عند الاخر المؤثر وينطبق على مثل هؤلاء القول " صاحب المصلحه اعمى لايرى الا مصلحته " ، ويجب ان تُطرح الاهداف والحلول بناء على مستوى التفكير والحسابات المنطقيه ، وتأثير مثل هذا النوع من الخطاب والطرح العاطفي انه لايتجاوز المحليه كثيرا , ولايتجاوز الا بعض الحاضر ، فكلما مر الزمن تكشفت بواطن ضعف مثل هذا الطرح ، بالاضافه الى كونه يمثل قراءه خاطئه تُعبئ وتُشحن بها الجماهير في الاتجاه المظلل ، والذي يدفع ثمنه في النهايه هو المجتمع والقضيه ، وبمثل هذا الفهم والتوجه سنظل منغلقين على انفسنا متأثرين ومنتشين بصدى اصواتنا وبمانردده اكثر من تأثيرنا على غيرنا الذين لايجب التقاضي او التقليل من اهمية تأثيرهم على القضيه الجنوبيه سلبا او ايجابا . إمتلاك المنطق والعقليه السياسيه المقتدره للتعامل مع الموضوع ومع المتغيرات والمعطيات والادوات المتاحه ، والتخاطب مع المجتمع الدولي بلغة يستطيع ان يتقبلها ، مع فهم ودرايه ان للمجتمع الدولي مصالحه التي يقيس عليها القبول او الرفض ، وان لاتتوجس القياده من الدخول في مربعات الاتفاق والاختلاف و تقبل ماتراه مقبولا وترفض ماهو غير ذلك . يكفينا ضحالة فكر اختفت خلف دولة من دول الاسوار الحديديه في وقت من الاوقات لايمكن ان يتكرر . إنه وعندما يردد احدنا مقولة التحرير والاستقلال , لابد ان نتسآل ويتسآل الواعون كيف اتى الاستعمار والذي نرغب في ان نتحرر منه...ومتى ؟ للبعض ردودهم المقتنعين بها لانها ترضي عواطفهم وترضي ماتريده نفوسهم او انها على مقاس مداركهم بغض النظر عن المنطق فيها من عدمه ، والبعض الاخر يردد نفس الكلام وهو ماسُمي بالسقف الاعلى تكتيكا مع الجماهير او تكتيكا مع المجتمع الدولي والدوله المركزيه في صنعاء. نحن في قضيه خلافيه ، فيها طرف اخر ، وفيها وسطاء او راعين . فهل نقول اننا مقتنعون بمنطقنا الذي بنيناه على قرائتنا القاصره والعاطفيه وليس المجرده للاحداث , وبنية من يكيف الامور لتخدم مصالحه وتغطي عيوبه ، وبنية تجاوز نقاط ومحطات ضعفه دون وضعها في الاعتبار ضمن المعطيات للحصول على القراءه الصحيحه ووضع المعادله الصحيحه ايضا ، ثم نُتبع ذلك كله بدفن رؤوسنا في الرمال دون اعتبار لجانب حسابات المنطق والحجه والاقناع للاطراف الاخرى ودون إعتبار لقدرة الاخر على إكتشاف عيوب الطرح الضعيف وتفنيد مفرداته , وفي بعض الاحيان قد تضيع قوة الحق بضياع قدرة المتصدي على التعبير عنه بالشكل الصحيح. الا تعد الوحدة في عام ١٩٩٠ م كاملة الاركان القانونيه والعرفيه وموقعه من الطرفين , وبذلك اصبح البلدين بلدا واحدا , وقياسا على هذه النتيجه التي تم جرنا اليها ، فان اي جزء يحاول الخروج على الدولة في أي بلد كان من بلدان العالم ، يعد خروجا على الدوله وتمرد ، وستقاومه تلك الدوله بالقوه وتمنع إنقطاع ذلك الجزء منها , ومثل هذا حدث في امريكا نفسها عندما حاولت إحدى عشر ولاية جنوبيه ان تنفصل ولازال بعض ابناء الولايات الجنوبيه الامريكيه يُحيون تلك الذكرى الى الان , وحدث في بريطانيا عندما حاولت ايرلندا الشماليه الانفصال ، ولانتوقع مثلا من هذين البلدين وغيرهما تاييد مالم تقبل به على نفسها وبسهوله إلا تحت ضغط قوة الحجه والطرح المنطقي . ( الا يقال ان دخول الحمام ليس مثل الخروج منه ) , ولوكانت القيادات التي ادخلت الجنوب في الوحده تملك الكياسه والحكمه والحسابات المنطقيه وسيطرة العقل على العاطفه اذا لما ادخلت شعب الجنوب حينها في هذه الوحده من اصله ، او لادخلته هذه الوحده ولكن بشكل ومضمون اخر ، وهي الان تحاول اخراجه منها بنفس الجهل الذي ادخلته فيها ، وبما انها ارتكبت تلك الغلطه الكبيره مع سبق الاصرار والترصد بالشحن من اجلها لاكثر من عشرين عاما فانني استغرب ممن يعتقد ان نفس المستوى الفكري ونفس الاشخاص الذين يحملونه هم الذين سيقودون الجنوب الى حل اسموه التحرير والاستقلال ، واستهلوا طريق الحل بكتابة العنوان الخطأ . واستطرادا على نفس السياق الاعرج الذي ينادي بالتحرير والاستقلال لاننا محتلون ، دعونا نتسآل . . . الم يشارك في حرب ١٩٩٤ م جنوبيين مع الطرف الاخر وهم جزء من كثير ممن تم إقصائهم ضمن سلسلة من الاقصائآت ومن المواقف والقرارات السياسيه الخاطئة التي جعلت الجنوب تحت وصاية جناح من مكون سياسي اوحد , وهي خطأ ضمن تسلسل متصل من الاخطاء . واستمرارا بالسرد على نفس السياق . . . . اذا فالذين شاركوا من الجنوبيين مع الطرف الاخر في حرب ٩٤ يجب ان يصنفوا على انهم عملاء لانهم حاربوا مع المحتل وساعدوه على استعمار بلدهم او تكريس الاستعمار على اهلهم ، ونكرر هنا ماسبق ان قلناه في كتابات اخرى بان حرب ٩٤ لم تكن في الحقيقه الا نتيجه لخطأ ارتكب في عا ١٩٩٠ سبقه الاعداد له منذ ماقبل ١٩٦٧ م ، والادعاء بان المشكله الجنوبيه بداء ت بحرب ٩٤ هو نوع من المغالطات الديماغوجيه ومحاوله للتهرب وطمس حقائق القضيه وتاريخها الممتد جذوره الى ماقبل الاستقلال . ونستطرد ايضا . . . باننا لانستطيع وضمن القراءه المنطقيه والمجرده للحيثيات والجذور ان نتجاهل في ظل تطبيق معيار واحد لقياس الصح والخطأ إلا ان نقول ان من اوقع وسهل تسليم قياد الجنوب وادخاله تحت قبضة من تم تعريفه الان على انه محتل ، بانه يُعد مشاركا فيما اوقع الجنوب فيه ، إما جاهلا او بعلم ، فإن كان بعلم ، فالاجدر تقديمه الى المحاكمه بتهمة الخيانه العظمى ، وإن كان جاهلا ، فلا يجب اتباعة باتجاه حل القضيه الجنوبيه ، لانه سيقود بجهله الجنوب نحو مطب اخر ، وايضا باعتباره جزء من المشكله منذ اسس لهامن اعوام ماقبل الاستقلال عن بريطانيا ووصايته على شعب الجنوب ، فلا استطيع ان اتصور بانه سيكون جزء من حلها. وإذا اخذنا الامور بثقافة ومفاهيم العقود الراهنه التي نعيشها في تكوين وسياسات الانظمه ، والتي تنادي بالتعدديه والديمقراطيه وحرية التعبير وحقوق الانسان ، وهي موضة هذا الزمان في السياسه إن صح لنا التعبير ، بغض النظر عن مثاليتها من عدمه ، الا انها تشابه جريان نهر في اتجاه واحد ، والاحمق من يسبح عكس هذا التيار الذي سينهكه او سيغرقه ، وقد مررنا بمثل هذه التيارات التي تأتي بعد كل عدد من العقود ، والحصيف من يجاري ولاينجرف . قياسا على هذه المفاهيم الحديثه ، فان لكل جنوبي الحق في وطنه وله الحق ان يبدي رايه وفي اي اتجاه كان ذلك الرأي ، ولكن الجميع في النهايه ملزمون بالخضوع لرأي الاغلبيه بحسب المفاهيم الديموقراطيه ، والنظام الديمقراطي والتعدديه السياسيه والاحتكام الى الصندوق الذي تم ابتكاره وتطوير مفاهيمه في دول ما تُسمى بالدول الديموقراطيه لينهي بذلك الصراعات العنيفه والدمويه والطموحات للوصول الى السلطه التي كانت عبر إستخدام السلاح والاقتتال ، توجها نحو الصراع و الاقتتال ” المخملي “ إن جاز لنا التعبير ، واصبح النظام الحديث مبنيا على اسس ومفاهيم التعدديه السياسيه والديمقراطيه وحق كل انسان في وطنه والمشاركه مع بقية المواطنين في رسم الخطوط العريضه لهذا الوطن . من هذا المنطلق فانه يُعد من ضيق الافق عدم تصور اطراف جنوبيه اخرى لها رايها في موضوع القضية الجنوبيه وكيفية حلها ضمن الكل والتعدد الجنوبي ، وهذا مِفصل مهم جدا لحل القضيه الحنوبيه وسيترتب عليه شكل المستقبل والقضيه والتي اعتبرها قضيه مركبه من جزئين ؛ الجزء الاول وهو التفكير بكيفية الحل للوحده التي تمت ولم تحقق الميزات التي كانت مرجوه منها مع الدوله المركزيه في صنعاء ، والجزء الثاني وهو مهم جدا ايضا وهو حل الخلافات الجنوبيه الجنوبيه حتى لاتقع الحنوب بمثل ماوقعت فيه ليبيا وبلدان اخرى ، هم توحدوا للمرحله الاولى في العمل وتقاطعت مصلحتهم جميعا في أن يتخلصوا من القذافي . . . ثم اتجهوا بعد ذلك ضد بعضهم البعض لانهم اندفعوا عاطفيا نحو التخلص من القذافي ولم يُعيروا بالا لما سياتي لاحقا . لذلك نقول لمن يدعون الى التحرير والاستقلال بان هذا رأي واحد من ضمن العديد من الرؤى ولكن وجب ان لايجزم احدا بان جميع ابناء الجنوب مع منطوق هذا الشعار ، لان هذا معناه الوصايه والتفرد والاتجاه نحو ” النكد“ الذي نخشاه لكثرت ماتردد علينا ، ومن لايضع في حسبانه مختلف القوى الجنوبيه على الساحه السياسيه ؛ أمثال ، الرئيس عبدربه منصور هادي ومن هم معه وفي صفه والثقل الذي يمثله وامتلاك العديد من أدوات القوه في يده ، وهو جنوبي ، اقول بان من يضع معادله سياسيه للجنوب دون إعتبار لمكانة عبدربه منصور على ارض الواقع فهو - سوى اكان شخص قيادي او مكون سياسي - يخوض في المجهول ، ويخوض في العاطفه وهوى النفس ، ويخوض في نعيم قصر النظر وقلة المدارك القياديه ، ومعادلته السياسيه غير متوازنه ولن يكون لها حل منطقي . كذلك من لايضع إعتبارا لما تسمى بالمجموعه الصامته من الشعب فحسابته تعد ناقصه ، ومن لايضع إعتبارا لجماعات اهل السنه والجماعه والسلفيين ، وبعض الجماعات الدينيه الاخرى ، ومن لايضع حسابات للمكونات السياسيه الجنوبيه الاخرى من الحراك ومن اعضاء المؤتمر الشعبي العام والاصلاح والناصري وغيره ، و من لايضع إعتبارا للسياسيين الذين لهم روؤى قد تكون مختلفه بعض الشيء لكيفية الحل والاليات ، من لايضع الاعتبارات لكل ماذكرنا فانه سيدخل الجنوب في دوامه جديده إذا ساعده الشعب على المضي في طريقه . وتواصلا مع نفس السياق اعلاه . . . . فإنه واثناء الاحتلال البريطاني لم نسمع او نعلم بان رئيس الوزراء البريطاني او وزير الدفاع او الخارجيه ....او . . . او . . . الخ . . في بريطانيا كان من عدن او من المحميات ، وايضا اثناء الاحتلال السوفيتي لم نسمع او نعرف بان رئيس مجلس السوفيت الاعلى او الامين العام للحزب الشيوعي السوفيتي او قائد القوات البريه . . . . او . . . او. . . الخ . . كان من جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه . . . لم نسمع او نقرأ في تاريخ المحتلين بانهم اوكلو مهام رئيسيه في دولتهم لشخصيات من الدول التي استعمروها، وبغض النظر عن القضيه النسبيه من ان الجنوبيين المتولين لمناصب في دولة الوحده يتحملون مسئوليه دون صلاحيه وهذه امور تعود لتفسيرات اخرى اخطئ في قرائتها المخطئون غالبا ، وان كل مااوردناه بالسياقات السابقه وبقياس المنطق للمجتمع الدولي يدل على ان دعوى الاحتلال والتحرر منه دعوى غير مفهومه وغير مقبوله ، فلماذا يضع مثل هؤلا القاده العقبات امام القضية الجنوبيه ويطالبون الشعب بان يتجاوزها مع احتمال التجاوز بطرق اقل صعوبه ، واعظم الانتصارات والمنجزات ماتحقق باقل كلفه على الطرفين ، وبدلا من مقولة التحرير والاستقلال فانه بالامكان القول بان الشمال تعامل مع الجنوب بطرق واساليب ترقى الى ممارسات المستعمر ، وحتما سيتقبلها المجتمع الدولي وهي مقوله تشرح نفسهاويندرج تحتها ماتم فعلا من الممارسات المقيته والتي تبرر للجنوبيين حقهم في إعادة النظر في موضوع الوحده واستفتائهم حول المخارج المطروحه. انني استغرب من جرأت ونوايا من يتهرب من موضوع طرح القضيه الجنوبيه للاستفتاء الشعبي للجنوبيين ، وفي بعض الاحيان يكون التهرب تحت ذرائع ومبررات واهيه ، وافهم خلفيات ومقاصد ذلك التهرب . لقد سبق للسلطان محمد بن عيدروس العفيفي واخرون قبل الاستقلال ان طرحوا موضوع التعدديه السياسيه والمجلس الدستوري والاستفتاء حول نوعية نظام الحكم والدستور والوحده مع الشمال على إعتبار ان لااحد مخول بان يقطع في الامور المصيريه الكبرى باسم الجنوب الا الشعب نفسه، وايضا إعتقد السلطان محمد ان في ذلك المخرج من كثرت الخلافات السياسيه التي كانت حينها بين الجنوبيين ، وخشيته من التوجه القوي الذي كان يلمسه نحو فرض الوصايه من بعض المكونات السياسيه الجنوبيه التي امتلكت السلاح والدعم الاعلامي ، واقترح ايضا ان يتم ذلك تحت رعاية لجنة تصفية الاستعمار التابعه للامم المتحده حينها ، ولكن رفض التقدميون كل ذلك واعتبروا السلطان محمد رجعي وعميل وعدو للوحده . الا تعتقدون معي ان ذلك الرجعي قد سبق زمانه باكثر من نصف قرن ، ولكن العاطفه والهوى والاستحقاقات النضاليه المأموله حينها حكمت وتحكمت مع من ارتفعت اصواتهم في ذلك الزمان ايضا . إن استخدام السلاح والاستحقاق النضالي وصراع الارادات ومايترتب عليهن من وصايه واقصاء هن ثلاث من مورثات ” النكد “ للشعب الجنوبي ويجب التفاهم والتوافق وقتل الانا باستبدالهن بالعمل السياسي السلمي وتغليب الاراده الكليه للشعب على الارادات الجزئيه للمكونات السياسيه والاقتناع بالتعدديه والديمقراطيه والاداره للكفائات وبالمفاضله . لذلك فان الدخول الى الحديث عن الاراده الكليه لشعب الجنوب هو المنطق والحل والاداه الشامله لحل معظم مشاكل الجنوب المتراكمه والمتواتره ، وهو الحل للخروج من عنق الزجاجه التي حُشرت فيها القضيه الجنوبيه والجنوب بشكل عام ، وهي بداية الطريق للتاسيس للتعدديه السياسيه والديمقراطيه اتجاها نحو الامال بالامن والاستقرار والعداله ، وهو المنطق الذي تضعف معه كل الحجج من جميع الاطراف سوى كانت مع او ضد ، وهو السبيل للخروج الامن للجنوب والجنوبيين نحو المستقبل ، وفي الاخير هو الحل للاحتقان الحاصل بين بعض الاطراف الجنوبيه والذين يتمسك كل طرف منهم بكلمته وشعاره وذلك بان تتنازل تلك الاطراف عن مواقفها الجبريه عبر وضع جميع الدعاوى للمفاضله الشعبيه الكليه ، وعبر المطالبه بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم القادم بعد ان فشلت الوحده في ان تحقق ماكان مرجوا منها واصبحت جثمان لاحياة فيه. . . . وحدة جغرافيا فقط وبدون الانسان. إن طرح تصور يلبي حق المجتمع الجنوبي في تقرير مايطمح اليه عبر التصويت عن كيفية موقفه من شكل ووضع الجنوب المستقبلي المبني على رغبته في إعادة النظر في موضوع الوحده ومن خلال التصويت على مختلف الرؤى المطروحه على الساحه السياسيه , ليحدد الشعب مصيره المتنازع عليه بينه وبين الدوله المركزيه في صنعاء ، وكذلك لفظ الاشتباك بين العديد من المكونات السياسيه الجنوبيه ، ونرى ان مثل هذا التصور يتمتع بالمميزات الاتيه : • انه عودة حقيقيه للشعب الذي اُدعي باسمه كثيرا , وحل للقضيه الجنوبيه المزمنه والمتمثله بالوصايه عليه والتقول باسمه منذ ماقبل الاستقلال . • انه يفض الاشتباك حول تباين الرؤى بين مختلف المكونات السياسيه الجنوبيه . • انه يحقق أي من الاطروحات المختلفه على اساس فرض ارادة الاغلبيه الشعبيه في ذلك ، وليس على اساس فرض ارادة حزب او مكون سياسي او فرض من الدوله المركزيه في صنعاء . • يصعب على أي طرف رفض هذا المبدء ظاهرا . • يؤسس لثقافه ديمقراطيه والاحتكام للصندوق عند التباينات السياسيه . • يقطع الطريق على من يفكر بالوصول الى السلطه عبر التسلح والصراع والقاء الاخربالقوه تحت مبرر الادعاء بصحة الرؤيه وامتلاك الشعبيه . • يجعل الاحزاب والتيارات والشخصيات السياسيه توجه جهودها السياسيه نحو خدمة المجتمع للكسب الشعبي للحسم عبر اصوات الامه ، بدلا من توجهها نحو كسب القوه بقصد الحسم مع الاخر عبر السلاح ، او اللجؤ للتنازلات طمعا في الاستئثار من دون الاطراف الاخرى ، كما حدث مع استقلال عام ١٩٦٧ . • تكسر حلقة التطلعات المبنيه على اساس الاستحقاق مقابل العمل النضالي , بترسيخ الممارسات الديمقراطيه , والمعيار الحقيقي في الاستحقاق , وهو الكفائه والمهنيه والنزاهه , واعتبار العمل النضالي واجب على كل مواطن تجاه وطنه ومجتمعه لامنة فيه ، ويجب ان يُنزه من كل شكل من اشكال ” الفيد “ المرفوضه . • يقطع الطريق على من يتصيد الفضل والمنه , حيث سيكون الفضل للشعب ولايستطيع أي طرف سياسي ان يزايد او يطالب باستحقاقات خارج اطار الاسس والقوانين المتعارف عليها. ولتحقيق قتل الانا التي يتكلم عنها الجميع وكانها متجسده في الغير والمتحدث عنها نظيف وبريء منها ، تحتاج لامتحان صعب لتجاوزها ولرسم صوره افضل للطريق المؤديه نحو المستقبل ، فاننا نضع هنا بعض النقاط التي سبق لنا عرضها على بعض الشخصيات والمكونات السياسيه قبل خمسة عشر شهرا بقصد التوافق والتوقيع عليها باعتبارها في نظرنا الطريق والوسيله نحو الحل الامثل والآمن للقضيه الجنوبيه ، ويجب ان يكون الشعب الجنوبي شاهد ومشرف عليها، باعتبار انه وحتى الان لايوجد من هو مخول عبر الاليات المتعارف عليها للحديث عن الشعب الجنوبي. لقد باتت مهمة إعادة ترتيب البيت السياسي الجنوبي على أسس توافقيه وعقلانيه , وعلى مبادئ عامة وقواسم مشتركة , مهمة ملحة ولو بحدودها الدنيا من التوافق , لتشكيل مصفوفه متحدة تُأمن السير نحو الهدف الذي ترتضيه الاغلبيه الشعبيه وبالقليل من الخلافات بين المكونات والشخصيات السياسيه ، والا فإن اي حل سيخرج به مؤتمر الحوار او مجموعة الستتعشر سيكون المتاح والمفروض. إن جوهر الازمه بين مختلف المكونات والرموز السياسيه الجنوبيه في نظرنا ونظر العديد غيرنا تكمن في نقطتين اساسيتين؛ الاولى : وهي ازمة الثقه المترتبه عن تراكمات الماضي. والثانيه : وهي الذاتيه والتي تحرص على كيفية تمكين الذات على حساب القضيه العامه ، وفي سبيل ذلك تسعى الذات نحو استبعاد البعض من الكل الجنوبي ووضع المصوغات والمبررات ، وبذلك سيدخل الجنوب نفس مربع الخطأ الاول من جديد . ويتحتم التعامل مع هذه النقطه بشكل يجعل من الصعوبه بمكان البحث عن الكينونه خلالها الا من خلال اُسس ومعايير تُطبق على الجميع ، مع الترسيخ لحرية الرأي المفرد في إطار كينونة الكل المجتمِع . ولكي يحدث تقارب وتوافق بين معظم الاطراف المتناثره والمتنافره ، فاننا نعتقد بانه لابد من وضع صيغه سياسيه توافقيه تتعامل مع مضمون القضيه ككل ومع النقطتين المذكورتين اعلاه ، وتحتفظ بمسافه واحده من جميع الرؤى باستبعاد موضوع فرض الارادات الجزئيه للمكونات السياسيه وذلك بجعلها لصالح الاراده الكليه للمجتمع ، وتتجنب مثل هذه الصيغه التوافقيه قدر الامكان استخدام الصيغ والمفردات الخاصه باي طرف او التي تُقصي اي طرف ، وتأخذ بكل الاعتبارات المؤثره سلبا والمحاذير المنظوره ، واخراج الامور بالحلول التوافقيه . يجب ان تضع القيادات السياسيه في الاعتبار ان الاختلاف الى حد الاحتقان يتعدى المصلحه العامه الى ضدها ، وأن الاخذ بمبدء تاجيل الخوض في الامور الخلافيه ، واللجؤ الى الشعب للاستفتاء عليها متى كان الامر متاحا هو صمام امان للمستقبل ، وأن البعد عن ثقافة العنف والوصايه والفرض والكراهيه ، وتعميق ثقافة الحجه وثقافة القبول بالاخر - والذي بدونه لانشكل الكل الجنوبي - هما مدخل لثقافه جديده تفصلنا عن الثقافة المشوهه والمأزومه. وبناءً على كل ماذُكر سابقا فانني قد سبق لي ان وضعت أمام بعض النشطاء والقيادات السياسيه الجنوبيه مشروع مبادره ، وكان طموحي في ان تكون بمثابة ميثاق شرف يقبل به معظم الطيف السياسي الجنوبي ان لم يكن اجمعه ، وقد راعت نقاط هذه المبادره الإشكال الحاصل بين مختلف المكونات السياسيه بغرض توحيد مسار الهدف التفاوضي على القضيه الجنوبيه ، وكذلك يعد مشروع المبادره نوع من الضمانات التي تبدد مخاوف مختلف الاطراف حول المستقبل اذا مااعتُبرت نقاط هذه المبادره كوثيقة شرف يلتقي حولها معظم الاطراف . مشروع المبادره رُسم على محورين رئيسيين ؛ الاول ؛ ويتعامل مع قضية حل الاختلاف او التعدد في مخارج حل القضيه الجنوبية. والمحور الاخر ؛ وتعاملت عدد من نقاطه مع ايجاد الضمانات لما بعد حل القضيه الجنوبيه وهي بشكل او باخر تضع اسس عمليه للدعوات في موضوع التصالح والتسامح والتي لايمكن الركون على الترديد العاطفي لهذا الشعار إن لم توجد معايير ملزمه للجميع ومحرجه لمن يتجاوزها. كما دعيت في تلك الورقه , مختلف القوى والشخصيات السياسية الجنوبية الى تبني فكرة الامتثال لإرادة الشعب مهما كانت نتيجة هذا الامتثال ، باعتبار الشعب فوق المكونات والأحزاب السياسيه , ومصدر الشرعية وهدف العمل السياسي والتنموي ، وباعتبار هذا الامتثال يمثل الاتجاه نحو الية عادله للجميع ومخرج مشرف لكل الفرقاء السياسيين فيما هم فيه مختلفين . وباعتبار هذا الامتثال بداية الطريق الصحيح نحو المستقبل الذي ينشده الجنوب والجنوبيين ، وكانت نقاط المبادره كالتالي:ــ ١- ارجاع موضوع تقرير الخيار برمته الى الشعب الجنوبي ليقول كلمته في مايختار من مختلف الرؤى المطروحه , وان لاتفرض أي من الاحزاب والتيارات السياسيه ولاالدولة اليمنيه وصايتها ورؤيتها بعيدا عن الحقيقه التي ستجسدها غالبية الاراده الشعبيه , وان ليس لاي ان يدعي ان غالبية الشعب في الجنوب يؤيد مايدعيه هو قبل ان يُحقق ذلك عبر صناديق الاقتراع او الاستفتاء . ٢ - ان يتوافق الجميع على عدم مصادرة حق الاخرين في رؤيتهم وقناعاتهم , والنسبه الشعبيه التي يمثلونها , ولا يجوز تجيير اصوات المواطنين دون استفتاء , ودون إعتبار للكتله اللامنتميه سياسيا او الصامته في المعادله الشعبيه والسياسيه , والتي غالبا تقيس الامور وتطرح قناعاتها بصوت منخفض , وبمقياس الصح والخطأ بمنظورها ايا كان مصدره لابمقياس الايديولوجيه اوالانتماء السياسي . ٣ - العمل على حل القضيه الجنوبيه في إطار من الحوار والتفاوض والعمل السياسي السلمي , على ان يتم ذلك تحت إشراف اقليمي و دولي , سعيا نحو تحقيق الهدف الذي يرتضيه غالبية ابناء الجنوب . ٤ - تأصيل فكرة ومضمون وممارسة العمل السياسي السلمي من اجل الحصول على حق المواطنين الجنوبيين في تقرير مصيرهم بانفسهم , لان العمل المغاير سيؤصل لثقافة العنف والاستقواء والاستحواذ والفرض لاحقا , وقد اثبت العمل السلمي فاعليته كاداه حضاريه فاعله وآمنه , واقل كلفة على الاستقرار والثقافه والتطور والبنيه المجتمعيه والاقتصاديه . ٥ - التوافق على عدم شرعية التنافس على السلطه في الجنوب القادم بمفهوم الاستحقاق النضالي ، واستخدام اساليب القوه والعنف ، والثقافه غير المتمدنه التي تؤدي الى عدم الاستقرار وبالتالي الى عدم تطور المجتمع ونمائه ، وان انتهاج الاسلوب والمعايير الديموقراطيه هي الخيار الحضاري والآمن الذي يحفظ للجميع حقوقهم ويرسخ السلام والامن والاستقرار ويوقف إرث الصراعات المتسلسل الذي عهدناه . ٦ - التوافق على ان أي نظام سياسي بثقافه ديموقراطيه حقيقيه , منضبطه ومتدرجه سيتسع لجميع تشكيلة الطيف السياسي والاجتماعي وان الصندوق عندما يحين دوره , سيُفرز حجم كل حزب او تيار ونسبة تمثيله او شعبيته وان هذه النسبة متغيرة ولايستطيع احد تطويعها بادوات الدوله الشموليه بعد الان . وان أي قضايا خلافيه مستقبلا , إما ان يؤجل نقاشها الى ان تحين الظروف المواتيه للتوافق عليها , وإما أن تُطرح للاستفتاء الشعبي متى ماكان ذلك متاحا . ٧ - التوافق على مااثبتته الاحداث والمعطيات في مدى الحقب الماضيه من ان أي نظام في الجزيره العربيه , يجب ان يكون نظاما سياسيا منسجما مع واقعنا الاسلامي والعربي والتاريخي , ومع ماحوله من الانظمه حتى تتكامل المصالح بدلا من تعارضها وحتى يحصل الاندماج في التكتل الاقليمي لدول هذه المنطقه , لما لذلك من اهمية ومردود على امن واستقرار المنطقه بشكل عام . ٨ - التوافق على ان يكون اي نظام سياسي قادم بتكوينه اجتماعيه وسياسيه مشابه لماهو حاصل في بعض البلدان الاسلاميه والعربيه المستقره سياسيا واجتماعيا واقتصاديا لاتقصي القديم وتتقبل الواقع الجديد ويتم الاستفتاء على صيغة نظام الحكم ومسمى الدوله ثم إعداد الدستور القادم والاستفتاء عليه في حينها . ٩ - التوافق على قيام نظام فيدرالي جنوبي , او نظام محلي واسع الصلاحيه مبني على اسس اجتماعيه واقتصاديه وجغرافيه يتوافق عليها ابناءالجنوب بما يحقق توسيع دائرة المشاركه في السلطه ولامركزية نظام الحكم ١٠ - التوافق علىضرورة الرعايه الاقليميه والدوليه المصاحبه واللاحقه لحل القضيه الجنوبيه حتى يتم ضمان تثبيت خيار غالبية الشعب الجنوبي وتطبيق اي ميثاق شرف متفق عليه بين مختلف المكونات والرموز السياسيه الجنوبيه. إن إبطاء او تعطيل دوران عجلة الحياه والانفلات الامني موضوعان مهمان مترافقان مع القضيه الجنوبيه ، والنضال من اجل تحقيق استقرارهماوتحسين مستواهما هو النضال الاصعب والنضال العصري والمتمدن، والنضال الذي يُثبت الاحساس بالمسؤليه والسمو بالتطلعات والاهداف والآمال ، والخوف على المجتمع من موبقات الانفلات والتقهقر الى الخلف والتي نشاهدها حيه في عدد من بلدان العالم العربي ، ومن لايتعظ فلا يُرجى منه خير ولاحكمه ولابصيره . إن على الجنوبيين ان يحملوا شعار ومفهوم انهم قد اعادوا النظر في موضوع الوحده واصبحوا الان يقيمونها سلبا بنفس النسبه العاليه التي قيموها فيها ايجابا قبل حدوثها , وان من الاسباب العديده لذلك هو عدم وجود دولة مؤسسات , وعدم العمل بالقانون , والمفاهيم المتخلفه , والمظالم والفساد واستقواء مافيات الفساد ومراكز القوى لتعطيل العدل والقانون والنظام وتسخير الدوله لخدمة مصالحهاعلى حساب مصالح الشعب والكثير من المساوئ التي يعرفها الجميع تقريبا ، وبشكل مختصر يمكن القول بان الوحده اُفرغت من مضامينها الايجابيه التي كانت مأموله منها ، فاذا كانت هذه شكوانا فيجب ان نثبت من جانبنا اننا على العكس من ذلك ، وان الامر ليس حجه ودعوى سياسيه فقط وان هذا هو واقعنا ومفهومنا. إن المساوئ التي رايناها واشتكينا منها في الوحده يجب ان نمارس عكسها في جميع مناطقنا كجنوبيين ، وفي جميع المرافق والادارات ، فيجب ان نرفض كل انواع الفيد والاستقواء والبسط والفساد والتسيب الاداري وتعطيل المشاريع تحت مبررات داله على ضيق افق من يوجه ومن ينفذ ، ويجب ان نرفض الفوضى والتخريب والخروج على النظام ، ونساعد على تثبيت الامن والاستقرار واستمرار دوران عجلة العمل والخدمات والعدل وجميعها رسائل متحظره باننا مختلفون وهذا هو برهاننا ، بالاضافه الى انه يكفينا تعطيل لعجلة الحياه والتقدم لما يقارب نصف قرن تخلفنا بسببه عن الاخرين بمايعادل تلك الفتره ، نحن بهذه الطريقه نستطيع ان نمارس السياسه ونضع مطالبنا ولا نعطل دوران عجلة الحياة والتنميه في مجتمعنا مهما كان حجم هذه التنميه ضئيل فعلينا ان نرعاه وننميه لا ان نُقطع ماتبقى فيه من شرايين للحياه ، فتضائل التنميه كان سببه عدم وجود الامن والاستقرار والقانون ، وتلك الامور وردت علينا لاننا سلكنا الدروب الخطأ ، إن ماذكرت من اعمال مثاليه ومرغوبه وهي تناقض ماكرهناه في الوحده ستكون نوع من انواع النضال المتحضر الذي يجب ان ترافقه صور واشكال اخرى من النضال لها تأثير ومفعول كبيرعلى القضيه الجنوبيه ، ورسائل ايجابيه الى العالم دون ان تؤثر سلبا على امن وسير وتطور وثقافة المجتمع الجنوبي ، وهي اعمال نضاليه واعيه تبني وتُعلي ولذلك فهي اصعب واسمى من أعمال الهدم والفوضى والتي يعتقد البعض انها تعني النضال إلا بالمفهوم الرجعي القديم. |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 07:21 AM.