القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#11
|
||||
|
||||
حديث الأربعاء : شيوخ البيعة !
أحمد عمر بن فريد الأربعاء 01 يناير 2014 11:12 صباحاً التقيت بمحض الصدفة في برلين بشخصية جنوبية كبيرة تنتمي للنظام الحالي وكان برفقتها شخصية اخرى شمالية بينما كان برفقتي طالب جنوبي "حر". وفيما اردت لتلك الصدفة ان تنهي الى خير! والى نهاية دبلوماسية تحتكم الى برتوكولات الضيافة والمجاملات الشخصية, كان للحوار الساخن الذي دار بيننا خيار آخر, خاصة وقد اراد "هو" ان يتصرف امامنا وأن يوحي من خلال حديثه المستفز المتعالي بأن لا قيمة لما تتحدثون عنه فيما يخص "ارادة" شعب الجنوب وحقه المشروع في الحرية والاستقلال!.. اراد صاحبنا – مدمن السلطة – ان يوحي لنا بأنه هو ونظامه الحالي وليس السابق, وحواره الموفمبيكي الرفيع المستوى من يملكون وحدهم "كلمة الفصل" الأخيرة فيما يخص قضية الجنوب, وأنكم انتم يا شعب الجنوب ويا قيادات ويا فصائل الجنوب لا تملكون الا أن تذعنوا لمعطيات الأمر الواقع وتقبلوا بما يمكن ان يقسمه لكم ما يسمى بـ"الحوار الوطني"!.. وحينما اشتدت وتيرة الجدال وتعالت اصواتنا في المكان الهادئ, فجر اخونا "المزايد" غضبي الى حدوده القصوى التي لم اتعود ان اصل اليها من قبل مع اي شخص يتحاور معي حينما قال: اننا سنفرض عليكم ما نريد كما فرضناه عليكم في حرب 1994م!.. ولك ان تتصور عزيزي القارئ الكريم ان يصدر مثل هذا الكلام عن شخصية جنوبية لا يمكن ان اصفها والحال هكذا الا بالمريضة والمدمنة على "هيروين السلطة". ما كنت اود ان اتعرض لتلك الحادثة في كتاباتي, خاصة وان زمانها قد تجاوز الشهرين تقريبا, ولكنني اردت الاستشهاد بها في هذا المقال للتأكيد على ممارسات متطابقة معها تماما في الجوهر وان كانت تختلف عنها في الشكل والتعبير فقط وتتكرر في حياتنا كل يوم ويمكن ان تصادف اي واحد منا في اي لحظة وفي اي مكان!.. انها تلك الممارسات "المخجلة" التي يتصدر بطولتها من يمكن تسميتهم هنا لغرض هذا المقال بـ"شيوخ البيعة".. نعم إنهم شيوخ البيعة!. إن شيوخ البيعة ايها السادة هي جوقة كبيرة من اخواننا الذين يعيشون بيننا كل يوم, ويتنفسون معنا ذات الهواء الذي قد يجمعنا بهم في غرفة واحدة, وينتمون الينا نسبا وحسبا واصلا وفصلا ويدعون – كذبا وبهتانا – انهم يستشعرون معاناتنا ويقدرون ظروفنا ويؤمنون بقضيتنا كما نؤمن بها, ولكنك لا تلبث ان تراهم وعند اول منعطف حقيقي الا وقد افترقوا عن الطريق العام واتخذوا لهم مسارا خاصا لا يلبي الا امرا واحدا فقط وهو "مصالحهم الشخصية الخاصة"!.. حتى انه ليبدو امامك ان "هؤلاء" منفصلون عن واقعهم وعما يدور ويحدث حولهم من كوارث ومصائب وجرائم تحيق بأقرب المقربين لهم.. ويا سبحان الله كأنه لا يوجد لهم افئدة يفقهون بها.. ولا ضمائر حية تستنهض آدميتهم الميتة.. ولا شهامة او نخوة تستدعي رجولتهم المقيدة بشهواتهم.. ولا كرامة تنتفض جراء الاذلال الطاغي الذي يضرب جميع اخوانهم في كل مكان وفي كل مناسبة وهم ينظرون!. شيوخ البيعة.. هي كمثل تلك النوعية من البشر التي مهرت سقوطها المذل بحبر تواقيعهم الأكثر سوادا من ظلم الظالمين الطغاة في شبوة على وثيقتهم التاريخية السوداء المشهورة, والتي ستخلد بأسمائهم في سجلات التواطؤ مع الاحتلال ضدا على معارك الشرف والكرامة التي يخضوها اخوانهم في عتق والضالع وردفان وحضرموت وكل مناطق الجنوب, ففيما كانت دماء الشيخ العزيز صالح علي الطالبي وزملائه تروي تراب عتق لتخط معاني الكرامة والحرية لشعب الجنوب كان هؤلاء – وبلا خجل – يمهرون اسماءهم في ذيل بيان الخزي الذي لا يتسق مع تاريخ قبائلهم الأبية الشماء! ولا مع تاريخ اجدادهم المشرف في مقاومة الاستعمار البريطاني. وفي يقيني.. أنهم يعلمون في قرارة انفسهم انهم بما يفعلون انما يعانقون الذل والسقوط في آن واحد, واعتقد – وربما اكون مخطئا هنا – بأنهم يتألمون ويستصغرون انفسهم حينما ينعمون بنتائج مواقفهم و"بيعاتهم" تلك والتي تقترن بلحظات مؤلمة تتوارد فيها الى هواتفهم المحمولة صور يخيل للمرء للوهلة الأولى انها جاءت من ارشيف جرائم الصهاينة في فلسطين واذا بها صور حية تأتي مباشرة من الضالع لتصطدم مع بقايا ضمائرهم في لحظات عصيبة نشفق منها عليهم!. ولكن.. ترى ماذا نقول لهؤلاء القوم؟.. وكيف يمكن ان نتصرف معهم؟.. وما هو السلوك الأمثل للتعامل معهم ومع مواقفهم؟. قال لي أحد الأصدقاء الأعزاء تعليقا على ما حدث بيني وبين "مدمن السلطة المذكور في اول المقال": انني لا استبعد يا عزيزي أحمد ان نجد هذا الرجل وغيره ممن هم على شاكلته يحتلون ذات المناصب في دولة الجنوب المستقلة! لأنهم - والكلام لصديقي - من تلك النوعية التي تملك وتتقن - وعن تجربة - جميع وسائل الخداع والتملق التي تمكنها من الوصول للسلطة تحت اي ظرف كان!.. فلا تستعجب ان رأيتهم غدا يدعون البطولات ويروون الحكايات الكثيرة والمثيرة عن الكيفية العظيمة والخطيرة التي كانوا بها "سرا" يدعمون ثورة الجنوب ويوقدونها من وراء الستار دون ان يعلم احد! وكيف انهم كانوا يلعبون دور البطل الخفي الذي فضل ان يتوارى عن الأنظار لأنه لا يحب الأضواء ويفضل العمل الفعال المؤثر من خلف الكاميرات!. أعترف هنا بأنني في حيرة من امري تجاه الكيفية المثلى للتعامل مع هؤلاء!.. وادرك ان هذه المسألة المطروحة بشأنهم ليست بالهينة, وانها ربما تتطلب قدرا عاليا من الصبر والمرونة والنفس الطويل, وربما ان البعض سيتحدث عن قيم التسامح والتصالح وحدودها ومقتضياتها, ولكني لا اعتقد ان مثل هذا الحديث سيقنع على سبيل المثال اسرة ذلك الشاب الذي اختفت معالم وجهه تماما جراء قذيفة الحقد الدفين التي انطلقت من فوهة مدفعية دبابة متربصة في الضالع لتسحق وجهه وحياته في ثوان, كما انني لا اعتقد ان مأدبة غداء او عشاء دسمة ستروق لأنفس بعض من شيوخ البيعة اذا ما تمثلت لهم على تلك المائدة صور الأبرياء من شهداء الجنوب! ولا اعتقد ان احدهم سيسره ذلك الكساء الثمين الذي سيهديه لأطفاله، بينما سيخبره احدهم ان الطفل عادل نزار تركي قد جمعت اشلاء مخه من على قارعة الرصيف في المنصورة جراء رصاصة "دوشكا".. وليس حتى بفعل رصاصة قتل عاديه الخنبشي
__________________
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 09:35 PM.