اللقاء المشترك .. صحوة ضمير متأخرة أم محاولة لسحب البساط من تحت الأقدام ؟

[شعيفان]

في لقاءه مع قناة الجزيرة قبل بضعة أيام عبر المدعو حميد حسين الأحمر عن تضامنه مع اعتصامات الجنوبيين التي ابتدأت قبل مايقارب الخمسة أشهر وامتدت على طول الوطن الجنوبي شرقاً وغرباً , لكن تضامنه هذا قيده بمطالبهم الحقوقية التي رفض أن يستغلها البعض لتسييسها بحد زعمه .. هذا التسييس هو الذي ظهر جلياً في بيان الرابع والعشرين من يوليو بعد أن أمهل الجنوبيون نظام صنعاء حتى السابع من نفس الشهر لإيجاد الحل بقرار سياسي تماماً مثلما حدثت المشكلة بقرار سياسي في السابع والعشرين من أبريل 94

مطالب المنتفضين الجنوبيين التي ارتفعت منذ الرابع والعشرين من يوليو الماضي إلى ( تقرير المصير ) وتطبيق وثائق قيام الوحدة بين الطرفين والتي من بينها إجراء استفتاء شعبي للبلدين يقرر فيه أبناء كل قطر على حدة رغبتهم في الوحدة من عدمه لا يمكن أن تروق لنظام صنعاء ولا للمعارضة الموالية للنظام في كل ما يختص بالجنوب وقضيته العادلة وهي المعارضة الممثلة باللقاء المشترك ناهيك عن المجلس الوطني للمعارضة والذي لا يمارس معارضته إلا على أحزاب المعارضة كلما نسيت أن سعيها يجب أن ينحصر في عدد معين من كراسي البرلمان ولا يجب أن يتجاوزه إلى كراسي مجلس الوزراء أو كرسي الرئاسة في حين يمكن أن يتم التنازل عن كرسي رئاسة البرلمان ذو الأغلبية المؤتمرية إلى شخصية إخوانية ( إصلاحية ) بطريقة فجة تعكس مدى المحاصصة التي يمارسها النظام مع حلفائه لضمان بقاءه واستمراريته

كرسي الرئاسة الذي لا يبدو أنه سيخرج من آل صالح حتى في نطاق آل الأحمر هو المطلب الأول والأخير للشاب المتحمس للسلطة حميد حسين الأحمر ولعل ما حدث في انتخابات العام الماضي شكل منعطفاً مهماً في حياته أكد بوضوح رغبته في التربع على هذا الكرسي وإن جاء بشخصية جنوبية ستمثل مرحلة انتقالية يتجاوز فيها السن القانوينة والدستورية ليتربع بعدها على الكرسي الذي طالما حلم به

حميد الأحمر الذي عبر عن دعمه لاعتصامات الجنوبيين ما لم تتجاوز حقوق المتقاعدين المادية إلى الحقوق المعنوية أكد بتصريحه هذا أنه تماماً كما هو علي عبد الله صالح الأحمر فعلى الجنوبيين أن ينسوا وطنهم وحقوقهم التي كانت لهم وعليهم أن يقروا ويسلموا بحكم صنعاء والحجرية عليهم وأن يستسلموا لقدرهم الذي يحاولون تصويره على أنه لا يمكن أن يعود بهم إلى ما قبل مايو 90 وأن الاختلاف مابين الأحمرين على السلطة لا يمكن أن يشمل الجنوبيين فلاوجود لهم فيها ولا يمكن إشراكهم في هذا الصراع الذي يرونه ملكاً لهم لا يجب أن يتجاوز آل الأحمر إلى غيرهم

هؤلاء الجنوبيين هم من يطالب الآن بتقرير المصير من خلال جبهة تقرير المصير التي يجري تشكيلها بخطى كبيرة نواتها جمعيات المتقاعدين وهدفها الرئيس إجراء استفتاء شعبي للوحدة يقر فيه الشعب خياره بنفسه ومن دون وصاية عليه من أحد ومع هذا نرى استمرار المشترك في هذه الاعتصامات وتجاهل هذه الأهداف التي تتبناها جبهة تقرير المصير بالرغم من رفضهم التام لها ولنتائجها التي ستوصل إليها


أحزاب اللقاء المشترك مجموعة من الأحزاب التي جمعت بينها عداوة السلطة وثأرات قديمة وحديثة تسببت فيها السلطة بعد أن استعملت هذه الأحزاب حيناً ثم ألقت بها بعد أن انتهى دورها المرسوم لها أو الذي انخدعت به وهي أحزاب فكرية عقائدية أو أيديلوجية تؤمن بمبدأ معين يقف حجر عثرة أمام مطالب الجنوبيين متى ما تحالف الجنوبيون معهم فالإصلاح حزب إسلاموي يهدف كما هو مشروعه المعلن إلى إقامة دولة الخلافة بطريقته التي يسعى من خلالها إلى سدة الحكم في أقطار العالم العربي كخطوة أولى ومحورية في تكوين دولة الخلافة الإسلامية التي يسعى لها وفق منظوره الإسلامي , وحزب الإشتراكي اليمني قومجي مخلوط بأفكار قديمة عفا عليها الزمن وإن تخلى أعضاؤه عن الكثير منها إلا أن مفهوم الوحدة لا يزال قائماً كما هو عند قيادته الحالية على الأقل وهو ما يعني معارضة أي فكرة أو طريقة قد تؤدي إلى التخلي عن جزء مما يراه الحزب وطناً له كجزء من وطن أكبر... ولا يبعد عن هذين الحزبين بقية الأحزاب الصغيرة الداخلة في هذا الائتلاف المشترك سواء الأحزاب القومجية الناصرية أو الطائفية الشيعية فجميع هذه الأحزاب لا يمكنها أن تقبل أبداً بمبدأ تقرير المصير وإن تلحفت بعباءة الديمقراطية وإن تباكت معنا على حقوق المتقاعدين

اللقاء المشترك الذي كون مع لجان التصالح والتسامح في حضرموت ولجان المتقاعدين العسكريين والمدنيين هيئة محلية لتنظيم الفعاليات الجماهيرية فيها واشترك مع أبناءها في اعتصام الأمس وترافق مع ذلك تنظيمه ولوحده تظاهرة أبناء تعز وسبق ذلك اشتراكه في اعتصام الثاني من أغسطس في عدن يحاول من خلال ذلك أن يوهمنا بأنه مع الجنوب ومع مطالب الجنوبيين ناسياً أنه يقر وبنفسه ومن خلال قياداته في جميع أطرافه المكونة له أنه ضد المطلب الأول للجبهة الجنوبية الحالية وأن تقرير المصير مطلب سياسي لا يتوافق معه وكيف يتوافق معه وهو الذي يرفض حتى فكرة إصلاح مسار الوحدة التي يطالب بها تيار الجنوبيين في الاشتراكي ويتفق فيه بقية أطرافه مع ياسين سعيد نعمان على محاربة التيار الجنوبي والوقوف ضد مطلب إصلاح مسار الوحدة فكيف بمطلب تقرير المصير الذي يتجاوز مطلب إصلاح مسار الوحدة .


حقيقة وقوف المشترك إلى جانب الجنوبيين ظهرت جلياً من خلال هذه الفعاليات الأخيرة التي اشترك فيها أو قادها بنفسه فتكوين هيئة تنسيق الفعاليات الجماهيرية في حضرموت بطلب من اللقاء المشترك لم يكن إلا لإيجاد موطيء قدم لقيادة الفعاليات التي قامت من دونه واشتراكه في اعتصامات الأمس في محافظات الجنوب بأوامر من قياداته في صنعاء إلى قواعد الأحزاب في تلك المناطق وأخيراً تنظيمه وقيادته بنفسه لتظاهرة تعز كشف بوضوح رغبة النظام في صنعاء من خلال هذا هذا التجمع المشبوه المسمى باللقاء المشترك في سحب البساط من تحت أقدام الجنوبيين ومطالبهم السياسية وصبغ التظاهرات بصبغة يمنية بعد أن كانت بصبغة جنوبية خالصة وتصوير هذه الاعتصامات وكأنها تظاهرات تطالب بحقوق بسيطة أولها الخبز وآخرها الماء والكهرباء ولا ترتفع أبداً إلى حقوق المواطنين الجنوبيين في وطنهم وهويتهم وكرامتهم المسلوبة وهي المطالب التي تتجاوز مطالب أبناء اليمن الأسفل الذين لازالوا يتكرعون الذل والهوان ويمارسون أبشع الخيانات في حق من وقف بجانبهم في أحلك فترات حياتهم

لا يمكننا أن ننظر أبداً بعين الاطمئنان إلى وقوف المشترك إلى جانبنا كجنوبيين نطالب بتقرير المصير وإن كان المشترك يتجاوز باستغفال قبيح هدف جبهة تقرير المصير و مطلبها الأول والرئيس فإننا لا يمكننا أن نتجاوز أبداً محاولاته لسحب البساط من تحت أقدامنا بتمثيله دور صحوة الضمير المتأخرة على الرغم من أنها صحوة لا تتجاوز النظر إلى رغيف الخبز وتتجاهل الكرامة والحق الجنوبي ... فالجنوب لنا ولا مكان للمتلونين بيننا









مطالبنا تتجاوز هذا ياسادة !!