القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
إنصافاً للأخ الدكتور مسدوس والقضية الجنوبية
إنصافاً للأخ الدكتور مسدوس والقضية الجنوبية
الوسط خميس 22 سبتمبر 2005 الكاتب د. سعودي علي عبيد مثل غيري من المطلعين على صحيفة «الوسط»، أطلعت في العدد (68) على موضوع بعنوان (الانفصال ليس خياراً وطنياً يا مسدوس، ولكنه خيانة وطنية) بقلم عبد القادر أمين القرشي. وفي ذلك لدي مجموعة من الملاحظات. الأولى: تبدأ المشكلة مع كاتب الموضوع أو المقالة كما أسماها، من العنوان الذي اختاره لمقالته، فكاتب المقالة لم يستوعب بعد أننا في عصر آخر لم يعد لعبارات من قبيل (الخيانة) و(التآمر) وغيرهما من هذه الألفاظ الدنيئة أي وجود في عالم اليوم الذي صار فيه التغني بصداقة أمريكا ميزة رفيعة، وليست خيانة عظمى كما كان بالأمس القريب. وسبب ذلك ببساطة، أننا نعيش اليوم في عصر حرية الاختيارات في كل شيء بدون استثناء، أما المهم في الأمر هنا، أن الوصول إلى هذا الخيار أو ذاك يجب أن يسلك طريقاً صحيحاً وسليماً، أي أن يبتعد عن العنف شريطة أن يوفر النظام السياسي المعني، الوسائل والظروف الملائمة المؤدية إلى عرض وتحقيق تلك الخيارات. ومعلوماتي ويقيني أن الدكتور والأخ والصديق العزيز محمد حيدرة مسدوس لم يسلك سوى طريق الحوار في عرض أفكاره وآرائه بخصوص الحالة الجنوبية (القضية الجنوبية) ولذلك كان من الأصوب للأخ كاتب المقالة أن يعنون مقالته بـ (الانفصال ليس خياراً وطنياً)، وبالتالي عليه أن يثبت لنا هذه المسألة في سياق مقالته، وهو ما لم يتحدث عنها ولو بكلمة واحدة في مقالته. وسوف ننتظر حتى يحدث ذلك. الثانية: وعندما انتقلنا إلى القراءة التفصيلية للمقالة المذكورة، لم نجد أية مناقشة سليمة تتطابق مع عنوان المقالة، بل وجدنا أن الكاتب قد حول مقالته إلى سيل من الشتائم والسباب والتجريح لشخص الأخ مسدوس، أي أن الكاتب لم يناقش مطلقاً مضمون الفكرة التي تضمنها العنوان. ومن جانب آخر وجدنا الكاتب وقد أشبع مقالته بمجموعة هائلة من التهم السياسية والجنائية الخطيرة ضد الأخ مسدوس، وهذه بحد ذاتها مشكلة كبيرة أوقع القرشي نفسه فيها، يصعب عليه الخروج منها إذا ما طالبه الأخ مسدوس بإثباتها أمام القضاء. وقد ناقشت الأخ مسدوس بهذه الجزئية، فكان رده سامياً، حيث قال حرفياً: «أنا لا ألتفت إلى المسائل الشخصية، أنا عندي قضية عامة، وهو ما يشغلني». الثالثة: تناول الكاتب بعد ذلك اصطلاحين ذات مدلولين سياسي وتاريخي، وهذان الاصطلاحان هما (اليمن) و (الجنوب والجنوبيين). وقد ذكر الكاتب بعض التفسيرات حول هذين الاصطلاحين، وأقل ما يمكن وصف تلك التفسيرات بأنها سطحية، وتفتقر إلى أي فهم متواضع في التاريخ والسياسة. فمصطلح (اليمن) يحمل في الأساس مدلولاً جغرافياً أو جهوياً بحتاً كما في قولنا بلاد الشام أو غيرها، ولم يحمل مدلولاً جيوسياسي. ودون الخوض في هذا الموضوع تفصيلاً لضيق الحيز، إلا أنه يمكن التأكيد على هذه المسألة على النحو الآتي: 1- إن حالات التوحد في اليمن هي نادرة واستثنائية، وقد تمت في الغالب عن طريق الغزو والضم. أما حالات التجزئة فهي الحالة الثابتة والدائمة. 2- وللذين يستهويهم التاريخ القديم، نقول أن اليمن قد عرفت العديد من الدويلات المتعاقبة أحياناً، والمتجاورة أو المتعايشة مع بعض أحياناً أخرى. كما حدثت بين تلك الممالك أو الدويلات القديمة صراعات وحروب بهدف الاستيلاء والسيطرة على الأرض. وقد عاد التاريخ نفسه في حرب صيف 1994م التي شنها الشمال على الجنوب. 3- منذ تأسيس الدولة الإسلامية، ومراكزها المتعددة ترسل (العمال) أو الولاة إلى كل من اليمن (ويقصد بها صنعاء) وعدن وحضرموت بشكل منفرد. وهذا يؤكد عدم وجود يمن واحد بالمفهوم السياسي. 4- إن فكرة أن اليمن كان موحداً على الدوام، هو وهم وخداع أيديولوجي من صنع تلك القوى السياسية اليسارية والقومية، التي توهمت بأنها هي التي ستحكم اليمن شمالاً وجنوباً ذات يوم. ولذلك كانت تلك القوى السياسية حريصة دائماً على رفع شعار (تحقيق الوحدة اليمنية) في كل مناسبة أو بدونها، والمحزن أن القوى السياسية التي كانت مصنفة بأنها رجعية ومتخلفة، هي التي استفادت من هذه الفكرة، وهي التي تتمسك اليوم بالوحدة بكل الوسائل، بما في ذلك إراقة الدماء بحسب مبدأ "الوحدة أو الموت". أما فيما يخص اصطلاح (الجنوب والجنوبيين)، فإن محنة كاتب المقالة أكثر سوءاً من محنته الأولى. والأسباب هي على النحو الآتي: 1- لم نقرأ ولم يصل إلى مسامعنا، أن الأخ محمد حيدرة مسدوس قد ادعى التحدث بالنيابة عن القضية الجنوبية، ولكنه يعتبر نفسه واحداًُ من جملة كثيرين من الجنوبيين، الذين يؤمنون بقضية الجنوب، وهي قضية عادلة بكل المقاييس. 2- لم نقرأ في أي مصدر أو مرجع تاريخي، أن بريطانيا قد احتلت عدن في ظل حكم مركزي على مستوى اليمن. أما عدن فقد كانت حينئذ تابعة لسلطنة لحج. وعندما أرادت بريطانيا توسيع مستعمرتها، ابتاعت الشيخ عثمان من أحد سلاطين لحج وليس من إمام اليمن. 3- إن الهدف المعلن لبريطانيا من احتلالها لعدن، هو موقعها الاستراتيجي دون سواه، وبعد ذلك أخذت بالتوسع نحو المناطق الجنوبية الأخرى. 4- بعد فترة من احتلالها عدن، أخذت بريطانيا بالتوسع نحو المناطق الجنوبية الأخرى، التي كانت تعيش في أسوأ حالتها من حيث التشرذم، ليس إلى سلطنات ومشيخات وولايات، بل واقل من ذلك، وبالتالي فقد كان توحيد المناطق الجنوبية في إطار السلطنات والمشيخات والولايات أولاً، وبعد ذلك في إطار اتحاد الجنوب الفيدرالي بمثابة خطوة متقدمة جداً، ولذلك كان هجوم الأحزاب اليسارية والقومية ضد تكوين كيان الاتحاد بشكل عام، ومنطلقات حزب رابطة أبناء الجنوب بشكل خاص هو عمل سياسي وأيديولوجي مفعم بالعاطفة، ولم يكن خاضعاً للواقع والمنطق. الرابعة: وكما سقط كاتب المقالة في عرض أفكاره السابقة، فقد سقط بشكل مميت عندما أراد أن يلفت نظر الأخ مسدوس، ونظرنا نحن معشر القراء إلى ما حققته الوحدة اليمنية لمواطني الشمال والجنوب، حيث اختصر الفائدة التي جناها مواطنو الشمال باستمتاعهم بدفء سواحل عدن. أما مواطنو الجنوب فقد استمتعوا ببرود صنعاء وجوها. وهو بذلك يريد أن ينسينا كل المآسي التي جناها الجنوبيون من هذه الوحدة بشكل عام، ومن حرب 1994م بشكل خاص. الخامسة: وهي أهم الملاحظات، بسبب ما تضمنتها مقالة القرشي من تهم خطيرة موجهة إلى الأخ محمد حيدرة مسدوس. ومهمتي هنا ليست موجهة للرد على كل تهمة ألصقها كاتب المقالة بالأخ مسدوس، لأن ذلك منوط بمن وجهت إليه تلك التهم، إذا أراد فعل ذلك، ومن ناحية أخرى لسنا ملزمين بالرد على تلك التهم أصلاً. وملاحظاتي بصدد هذه المسألة هي على النحو الآتي: 1- إن التهم المنسوبة إلى الأخ مسدوس من كاتب المقالة (القرشي)، هي من العيار الثقيل جداً، ونستغرب كيف تجرأ القرشي الخوض فيها (حبس الرئيس قحطان الشعبي، ومقتل فيصل عبد اللطيف، وتفجير طائرة الدبلوماسيين ...الخ). 2- إن مجموعة التهم المذكورة، هي عبارة عن أحداث سياسية دراماتكية مؤسفة مرتبطة بواقع سياسي خاص بالجنوب، ومع ذلك لم يجرؤ أحد على توجيه أي من تلك التهم إلى شخص ما أو أشخاص أو حتى مجموعة معينة. وسبب ذلك يعود إلى صعوبة إثبات ذلك بشكل ملموس وقاطع، وليس بواسطة التكهن والتخمين. وفي مثل هذه الحالة لا تفيد كلمة (ربما) التي كررها القرشي في مقالته.. 3- إن كاتب المقالة بفعله الشنيع هذا، يكون قد وضع نفسه تحت المساءلة القانونية والقضائية، وبالتالي التعرض للعقوبة والتعويض المادي، إلا إذا ثبت ما أدعى به.. 4- إذا قبلنا بأن الأخ مسدوس قد حول من منصبه في الجيش إلى منصب آخر أقل أهمية بقرار من الشهيد محمد صالح عولقي، عندما كان الأخير وزيراً للدفاع، فهل يعقل أن ردة فعل الأخ مسدوس على تلك الدرجة من الجنون التي عرضها لنا القرشي؟ أي أن يعمل على تفجير طائرة الدبلوماسيين، فقط لأن محمد صالح عولقي كان في تلك الطائرة بهدف الانتقام منه؟ فمن يقبل هذا التفسير؟ ومن يصدق ذلك؟ ومرة أخرى نسي كاتب المقالة أننا نعيش في زمن لم يعد للثرثرة الفارغة أي قبول. 5- من جملة التهم التي كالها كاتب المقالة للأخ مسدوس، معاداة الأخير دائماً لمناضلي اللجنة التنفيذية للجبهة القومية. وبرغم أنه لم يكشف لنا أولئك المناضلين، إلا أنه لم ينس ذاته، وبالتالي فإن المسألة بدت وكأنها شخصية بحتة وبعيدة عن الموضوعية والحقيقة. الخامسة: كما انبرى كاتب المقالة مدافعاً خارقاً عن رئيس الجمهورية الأخ علي عبدالله صالح، عندما اتهم الأخ مسدوس بأنه تطاول على الوحدة وعلى حافظها بعد الله - يقصد علي عبدالله صالح. وفي ذلك يمكن القول أولاً بأن الوحدة هي فعل سياسي تم بواسطة الناس المتواجدين على هذه الأرض، وسوف يتم تعديلها أو إلغاؤها بواسطتهم كذلك، بمعنى لا توجد أية قدسية هنا. وكلام من قبيل الثوابت الوطنية والخطوط الحمراء، سوف يسقطها المنطق في بداية أي حوار أو جدل. وسوف نتناول هذه المسألة في فرصة قادمة. أما التطاول على (حافظ الوحدة)، فحسب معرفتنا اليقينية أن رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح هو بشر وليس غير ذلك، ولأنه كذلك فسيظل دائماً موضوعاً للنقد والتقييم، بل وأكثر من ذلك. وإذا كان علي عبدالله صالح حافظاً للوحدة بعد الله في نظر كاتب المقالة، فإنه ليس كذلك على الإطلاق من وجهة نظر الكثيرين وخاصة في الجنوب. السادسة: وقع كاتب المقالة في تناقض واضح، عندما نصحنا بعدم الوقوف مطولاً عند أسباب ووقائع حرب صيف 1994م، بل وأن نسى الحرب ونتائجها، وبالطبع فإن هذا الحديث موجه إلينا نحن الجنوبيين، لأننا بكل بساطة المتضررون من تلك الحرب، ولا زلنا. ومع ذلك فإن القرشي لم ينس مجموعة كبيرة من الأحداث السياسية التي شهدتها ساحة الجنوب، بل الأخطر أنه عزا سبب حدوث بعضها إلى الأخ مسدوس. فيا للعجب!! مع أن حرب 1994م أدت إلى نتائج سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية خطيرة، أهمها إلغاء الوحدة ذاتها من الأساس. وفي الأخير وبعد كل ذلك السباب والشتم والاتهامات، لم نجد جواباً مفيداً على عنوان موضوعه الذي اختاره، ولم يوضح لنا لماذا الانفصال ليس خياراً وطنياً، وكيف يمكن أن يكون خيانة كبرى.. |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 06:13 PM.