تغطية متفرقة من الجنوب العربي المحتل الاربعاء 2 يوليو 2014م

[روابي الجنوب]

ماهي حقيقة تسليم الجنوب للقاعدة اذا سقطت صنعاء بيد الحوثيين ؟





يافع نيوز – تقرير – خاص :

( الحوثي في الشمال ) مقابل ( القاعدة في الجنوب ) مشهدين غير متوافقين، الأول في الشمال موجود تاريخياً ومختلف عن الثاني من حيث التاريخ والسياق والواقع، والثاني لا اصلاً له في تأريخ الجنوب وتحركه إرادات وأيادي الابتزاز .

المشهدان السابقان، يلخصان سيناريوهات الصراع المسلح في اليمن، شمالاً وجنوباً، وهي تؤكد بما لا تدع مجالاً للشك، علاقة الارهاب بصنعاء، وكيف يراد زرعه في الجنوب، لابتزاز العالم بإبعاد الحوثي عن الوصول الى الحكم والسيطرة في الشمال، ومواجهة مطالبات الجنوبيين بالاستقلال واستعادة دولتهم.

هذان السيناريوهان المتداخلان لهما تفاصيل، وهما ليس بجديدان، فقد سبق ان كشف عنه المخلوع ” صالح ” سابقاً، في حديث متلفز، حينما اكد ان القاعدة ستسيطر على خمس محافظات جنوبية، اذا غادر هو كرسي الحكم .

اليوم ظهر من يكمل وينهج نفس نهج صالح تجاه الجنوب، مكملاً ما بدأه ، وظهرت حقائق تشير إلى ان خيار قوى النفوذ في صنعاء متمثلة بالإصلاح والقوى الدينية الأخرى المسيطرة جزئيا على قرار الحكم، وضع اما الرئيس اليمني الحالي “هادي” خياراً مراً، هو الدفاع عن صنعاء من توسع الحوثي الذي هو اصلاً متوسع، وإلا فإن تلك القوى ستسلم الجنوب بما فيها – حضرموت وشبوة وأبين وعدن ولحج – الى تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة .

وفعلاً هناك حقائق تدل على هذا الأمر، فالقاعدة باتت تيارين، الأول تابع لصالح وهي من صنعه منذ غزو الجنوب عام94م، والتيار الاخر تابع لـ” محسن “، وهي فصيل قاعدة منشق عن فصيل صالح بعد خلافات بين الجانبين .

المفارقة العجيبة تكمن، في معاقبة الجنوبيين، بما لا ذنب لهم به، فالحوثيين هم اصلاً فئة مجتمعية ومذهبية متواجدة في اليمن الشمال منذ الالاف السنين، أما الجنوب فلا يتواجد فيها الارهاب ولم يعرفه إلا منذ تحقيق ما تسمى ” الوحدة اليمنية “، وظهورها بشكل اكبر، عقب تعاظم اصوات الشعب الجنوبي بفك الارتباط من تلك الوحدة التي اوردتهم المهالك وخلقت معاناة لهم لم يشهدوها على مر العصور .

فما علاقة .. القاعدة في الجنوب بسيطرة الحوثيين على الشمال ؟

تدل المؤشرات، على ان قوى النفوذ الشمالية، التي باتت محاصرة من كل اتجاه، لم يعد امامها، إلا اتباع المبدأ الشمشوني ” علي وعلى اعدائي “، فعندما ضاق الخناق عليها، نتيجة عجزها وفشلها عن مواجهة الحوثيين الصاعدين بقوة نحو احكام سيطرتهم على الشمال وبالاخص صنعاء، لجأوا الى استخدام ادوات الابتزاز لجعل غيرهم يدافع عنهم من توسع الحوثيين .

أسلوبهم ذاك يريد ان يجبر وزارة الدفاع اليمنية والرئاسة على تبني الحرب على الحوثيين، وصدهم عن السيطرة على مناطق الشمال، مهددينهم بتسليم الجنوب الى القاعدة وأنصار الشريعة، وهما حليفهم، اذا حدثت سيطرة الحوثيين .

الامر قد لا يكون بهذه البساطة، وهذا التهديد الذي ظهر مؤخراً، يشير الى تحول اليمن الى منطقة للصراع المذهبي الخطير، فالقاعدة التي تتبنى عمليات قتل ضد الشيعة او من تسميهم بالمجوس في عدد من البلدان العربية، ستعمل نفس العمل في حالة سيطرة الحوثيين على الشمال، وسيتمثل الصراع بصراع طائفية بين الجنوب الذي يرزح تحت سيطرة قوى مسلحة من صنع قوى النفوذ الشمالية، وبين الشمال الذي تسيطر عليه قوى مسلحة متمثلة بالحوثيين ” اعداء قوى النفوذ الشمالية “.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هلى تنجح هذه القوى بتسليم الجنوب للقاعدة ؟

بكل تأكيد لن تنجح لأن المحافظات الجنوبية بكل مناطقها بطبيعتها طاردة للأفكار المتشددة وما حدث في لودر وشبوة ويافع والشعيب وغيرها خير دليل، فهذة المناطق قدمت تضحيات جسمية من أجل رفض الأفكار المتشددة التي تريد بعض القوى فرضها على الجنوبيين.

بالإضافة الى ان ما تشهده بعض المناطق الجنوبية من انتشار لمسلحي القاعدة يأتي في ظل غياب الدولة في الجنوب وفي ظل تسهيلات كبرى تحصل عليها القاعدة من بعض القوى التقليدية في صنعاء.

* خاص لصحيفة يافع نيوز الورقية