الحراك الجنوبي وتقاعسه ..يفسح المجال للأخرين بتمرير مشاريعهم الناقصة

[العبد لله بو صالح]

الحراك الجنوبي وتقاعسه ..يفسح المجال للأخرين بتمرير مشاريعهم الناقصة

2015/02/19 الساعة 11:04
نصر الجعري

من الوهن الذي وصلنا إليه أو أوصلتنا إليه بعض القيادات الجنوبية في الحراك أننا صرنا ننتظر شهادة الأخرين لنضالاتنا بل إننا انتظرنا الحل من غيرنا أو عولُنا على من ظلمنا, فُقد الشهداء واحد تلو الأخر واعتقل الذي اُعتقل ونُفي من نُفي ...ووصلنا في كفاحنا ونضالنا الى أعلى مراتبه لنيل حريتنا واستقلالنا ..وما إن صارت الأمور الى ماهي عليه اليوم واقتربنا من الاستقلال ...لقد سلًمنا أمرنا الى من يريد أن يمرر بنا أو يجتاز المرحلة ليصل الى هدفه الشخصي والآني .

في الحراك عجزنا تماما عن فعل حقيقي مسيطر على الأرض لأننا لا نريد ان نتجاوز اي جنوبي خصوصا السلطات المحلية الجنوبية واللجان الشعبية ونريد ان نتحمل الجميع المسؤولية المشتركة من خلال الشراكة الحقيقية في كافة مؤسسات الدولة ...وفاقت تلك القيادات الهرمة لتعيق طريقنا مرة أخرى بإظهارها التباين والاختلاف لإطالة الاسترزاق بقضيتنا ...
اختلاق للاختلاف المتعمد غير المبرر ..والظهور بعدة وجوه ليتم رفض الكل ونسف اللمسات الأخيرة لتحقيق الهدف الحقيقي في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة...وما إن رأت ذلك الاختلاف تلك القيادات في السلطة المحلية الجنوبية حتى انتهزت الفرصة لتفوض نفسها ــ وبدون صك شعبي وتفويض لها ــ لتقود الجنوب الى ما يتناسب مع مصالحها الشخصية تحت غطاء أنها خطوات مدروسة وبالتدريج يتم تنفيذها للمناورة مع بقية الأطراف المناوئة للطرف المسيطر على مقاليد الحكم في الشمال للوصول الى الهدف الاستراتيجي ــ حسب زعمها ــ وبتنسيق مع بعض الممثلين من الحراك الجنوبي المؤيدين لتلك الفكرة التي ــ حسب رأيي ــ أنها ليست سوى تخدير للمطالبين بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة .. ولأنها تخديرية فهي لاتتسم ببوادر على الأرض مطمئنة للشارع الجنوبي كإجراءات عملية يلتمسها الجنوبيون ..وأولى هذه البوادر هي الدعوة التي وجهتها المسماة اللجنة الامنية لإقليم عدن لبقية الأقاليم (المحافظات التسع)الرافضة للانقلاب الحوثي للرافضين بما سمي اللقاء الوطني الرافض للانقلاب الحوثي على غرار ما سمي المجلس الوطني الذي دعا إليه الحوثيين حسب إعلانهم الدستوري في السادس من فبراير 2015م...وهذه الدعوة بحد ذاتها فرض واضح لمشروع الأقاليم التي ستعيدنا الى المربع الأول وهو المسماة الوحدة اليمنية ..
لذا فإننا نشدد على قياداتنا الجنوبية في الحراك الجنوبي على التوحد وإعداد تصور للعمل التنسيقي بخطى متسارعة و إشراك الشباب فيه والمرأة...وكافة القوى والأحزاب الثورية الجنوبية وإن تقوم بدورها التاريخي في هذه اللحظة الحاسمة والمتوجة لنضالات شعبنا الجنوبي العظيم. وألا تتقاعس لتفسح المجال للأخرين بتمرير مشاريعهم التي تنتقص منحق شعب الجنوب في التحرير والاستقلال .

ومن هنا نحذر من العبث والتلاعب من قبل السلطات المحلية الجنوبية وخصوصا في عدن ومحاولة إقحامنا كشعب جنوبي ثائر وحراك جنوبي في مشاريع تنتقص من حقنا في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة كاملة السيادة والحدود ما قبل عام 1990م او التحدث باسمنا كحراك جنوبي ...ونجدد الدعوة لإخواننا الجنوبيين في السلطات المحلية الى عمل تنسيقي وفق خطوط عريضة نتفق عليها بالشراكة للعمل وفق مسؤوليتنا المشتركة وأن نكون على تقارب تجمعنا فيه المصلحة العليا لوطننا الجنوب .