المملكة والقضية الجنوبية

[العبد لله بو صالح]

المملكة والقضية الجنوبية

بقلم : سعيد سعدان
الجمعة 17 ابريل 2015

كان سبب فشل مؤتمر الحوار الوطني اليمني هو تجاهل المبادره الخليجيه المقدمه من السعوديه لجذر المشكله اليمنيه وهي القضيه الجنوبيه التي تعتبر جوهر الازمه السياسبه في اليمن وهي في الاساس ازمة الوحده اليمنيه التي تحولت من وحده طوعيه بين دولتين ذات سياده هي دوله الشمال الجمهوريه العربيه اليمنيه ودولة الجنوب وهي جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه على اساس اتفاقيه غير متكافئه بين نظامين سياسيين شموليين وقيادات احد طرفيها ذكي جدا وطرفها الثاني غبي جدا ان لم نقل احمق غير مدرك للمسئوليه ولا لقيمة من يمثله ويسهل عنده مصير شعب بشخطه قلم .والتي سرعان ماتحولت الى احتلال بعد ان شن الطرف الشمالي الحرب على الجنوب في صيف عام 1994م وتمكن من احتلال الجنوب بمباركه دوليه واقليميه .

وقد وقفت السعوديه ودول الجوار والعالم الى جانب شرعيه نظام صالح ووحدة القوه وتجاهلت مطالب شعب الجنوب وتضحياته والامه وفضلت دعم نظام صالح ليتمكن من فرض جبروته ويحكم السيطره على اليمن دون ادراك لاصل نظام صالح وتوجهاته او بتواطؤ من مصادر صنع القرار في المملكه والدول الاخرى مبررين ذلك بالحفاظ على امن واستقرار اليمن ووحدته هذه العباره (الحفاظ على امن اليمن ووحدته واستقراره )التي سوقت في كل القرارات الاقليميه والعربيه والدوليه ولازالت باعتبارها اساس للموقف الدولي الخاطئ في اليمن .وعندما حاول المجتمع الدولي والاقليمي فرض دكتاتوريته في اليمن والتي تتنافي مع القانون الدولي وحقوق الانسان عندما رفض الجنوبيون المشاركه في الحوار بفصائلهم وقواهم الفاعله وهي قوى الحراك تعمدت الدول الراعيه للحوار وفي مقدمتها السعوديه وممثل الامين العام للامم المتحده بن عمر تعمدوا تفريخ ممثلين عن الجنوب والحراك السلمي بمسميات مختلفه لتقديمهم كممثلين للجنوب في الحوار ولتضليل الراي العام المحلي والدولي معظمهم من اتباع حزب صالح واحزاب الشمال والمرتزقه الجنوبيين وهذا خطأ استراتيجي ومغالطه كبرى دون استيعاب ماسيترتب عليه واصروا على تسيير الحوار بطريقتهم وبااجنده مسبقه تم اعدادها مع حلفاءهم في اليمن وخرج الحوار بماخرج من قرارات ومخرجات لاتلبي طموحات اليمنيين ولكن تلبي مايريده الخارج والاقليم الذي اتضح وللاسف بان سياستهم ضيقه الافق وغيرمسؤله ومبنيه على تلبيه مطالب اطراف يمنيه وشخصيات مرتبطه بمصالح مع حكام السعوديه والخليج وليس مع الشعب اليمني ومستقبله .

واليوم وبعد ماصار الفاس بالرأس وبعد الصحوه المتأخره للمملكه السعوديه والتي جاءت بعد قدوم الملك سلمان حفظه الله الى سدة الحكم وبعد ماحصل في اليمن من احداث دراميكيه غريبه واحتلال العاصمه صنعاء واحتجاز رموز الدوله ثم غزو الجنوب ثانيه وبعد حرب تدمير عدن ومااتضح من مخططات مبيته والتحالف مع ايران وماتم اكتشافه من استعدادات ومكايد وخطط عسكريه رهيبه كلها تعبر عن احكام السيطره وتكريس العدوانيه ضد الجنوب وشعبه وباجماع وتوافق كل قوى الشمال بدليل بان الجنوب هو ساحة المعركه وبان الامدادات وجحافل الغزاة الشماليين يمرون بسلام من اقصى الشمال الى عدن اقصى الجنوب دون حتى معارضه او موقف من المحافظات الشماليه واثبتت الوقائع بان القتلى والاسرى الشماليون في عدن هم من كل محافظات الشمال ولاننكر الخيانات الجنوبيه من اتباع صالح وحزبه .لقد افاق اخواننا في المملكه اخيرا وجمعوا حولهم تحالفا عربيا واسلاميا وجاءات عاصفة الحزم التي نباركها وكلفت ماكلفت ولا اظن انها ستنتهي قريبا واتضح الغث من السمين فمن كان المقاتل والمدافع في صف التحالف لعاصفة الحزم غير الجنوبيين واي جنوبيين لقد انفضوا الجنوبيون في الحكم ممن كانوا مع عبدربه منصور هادي من حوله ووقف شباب عدن ومناضلي الجنوب والحراك الجنوبي هم الان الذين يقاومون ويقاتلون ويقدموا التضحيات والشهداء في عدن والضالع ولحج وشبوه وغيرها فهل يدرك التحالف والسعوديه من هم حلفاءهم في اليمن ومن هم الذين يمكن الاعتماد عليهم كحلفاء صادقين في المستقبل ام ان الاخوان في السعوديه لازالوا يفكرون بالطريقه السابقه وقد يتعاملوا مع قوى هي في الاصل عدوه لهم قد تتحالف معهم مرحليا مثل الاخوان المسلمين الذين اختفى وجودهم في المعركه الحاليه الحاسمه وينتظروا الفرصه للانقضاض على انتصارات قوى اخرى جنوبيه وكثير من المؤشرات الاعلاميه والسياسيه

تشير الى حكومة المملكه تتجه الى نفس الطريق الخاطئ وتكرر اخطأها السابقه وتحاول تجاهل الجنوب وقضيته وتضحياته وتعمل على تقويه قوى اخرى تعتقد بانهم صنيعتها وموالون لها وتفرض اجندتها التي لاتلامس اصل المشكله في اليمن وهي القضيه الجنوبيه. فحذاري ان تكرروا الخطأ لان المعركه ستستمر واليوم شعب الجنوب ومقاومته اصبح مسلحا وقدم التضحيات الجسام ولا يسمح بالالتفاف على قضيته ومصيره وسيقاتل كان من كان ..اعقلوا وتعاملوا مع الواقع كما هو وانصفوا الجنوب والجنوبيين ووضعوا اصابعكم على موضع الوجع في الجسم اليمني مالم فالمشكله قائمه والحرب مستمره ولايمكن ان تستقر الاوضاع في هذا المنطقه الاستراتيجيه الهامه في العالم وراجعوا خطابكم المغلوط وما تسمونه الحفاظ على امن واستقرار ووحدة اليمن ..فهل الوحده الظالمه مع هؤلاء الطواغيت بلا عهد او ذمه مصير الجنوب واستقرار بالنسبه لكم ..ام ان هناك خيارات اخرى يمكن ان تكون عامل اساسي لامن واستقرار المنطقه بما فيها عوده الامور الى وضعها ماقبل 22مايو 1990م وحل الدولتين شمال وجنوب دون مكابره .اتمنى من الاخوه السعوديون ان لايكرروا الخطأ مرتين.