العميد ناصر النوبة ـ قائد شجاع لحراك وطني عظيم

[ابو عهد الشعيبي]

إن العصابة التي حكمت الجنوب فيما بعد فترة حرب 94م وحتى اليوم أتت لقيطة التاريخ مجهولة النسب فخنقت عن قصد كل نسب عريق للوحدة الحقيقية في قلوب وخصال الجنوبيين ، ومن عقولهم محت بياض الفكر التواق للطيف العروبي ، أتت هذه العصابة لتزرع على كل تفاصيل الواقع الجنوبي مأساة رهيبة فسلبت الناس حقوقفهم الخاصة ومن الارض ألتهمت كل ما على ضهرها وباطنها من ثروات ، أتت لتحيل وطن ضل نابض بالحياه عبرالتاريخ وتواق للحرية والنهوض الحضاري إلى ركام وحطام وآهات قهر عظيم ، فوطنا الجنوب بكل مكوناته بشرة وتضاريسه وجباله ضل عاشقاً لكل قيم الإنسانية النبيلة والعيش الحر الكريم والوئام المبني على حسن التعامل مع الآخر ..
أتت هذه العصابة من بعيد بحلم سبئي غابر فكانت الحماقةعنوانها الكبير وبكل ممارساتها الباطلة كانت بالفعل خير من جسد الإفتراق والتناحر والتشرذم والنفور ، فقضت على كل الأحلام التي عاشها الجنوبيين طوال عقود من الزمن بغية خلق المناخ الأفضل للحياة الكريمة والوصول بالإنسان الجنوبي إلى مصاف التطور العصري واللحاق بسلم تطورالأمم الراقية .. أتت هذه العصابة الحقيرة لتضرب عرض الحائط بكل هذه التطلعات الشعبية دون رادع أووازع أو خوف .. أتت بمنهج التدمير الشامل لتقصي شركاء وحدة السلام متجاوزة كل حدود اللياقة والتعاملات والعهود والمواثيق الغليضَه التي حرَم الله نقضها بين المسلمين ــ أتت بكل هذه الوجوه القبيحة المتعددة لتقضي على كل من حولها في أرضنا لتتفرغ وحدها لنهش مقدراتتنا والسيطرة على ثرواته وحقوقه المشروعه على ترابه .. أتت لتجيير كل ما هو على أرض الجنوب من رزق وخير لمصالحها الضيقه ولرموز غطرستها الجبناء ، بل وأتت لتجهيل الناس بحقائق الإنتماء للمشاريع العروبية الكبيرة وإجهاضها في ضمائرهم وقلوبهم ومن على أرض كانت حاضنه لهذه الأحلام عبر التاريخ .

واليوم وبعد إن تجلت الحقائق كاملة على هذا النحو الخبيث وبعد تراكمات زمن قاس على نفوس الجنوبيين ، وبعد إن وضعنا المجهر على غدد هذا السرطان المدمر لكل مقومات شعبنا ووطننا العريق تحت زيف الإدعاء بالوحدة المكر أدرك شرفاء الجنوب بعد معاناه وقهر وجهتهم للخلاص الأبدي من حكم هذه العصابة ليعلنوا للتاريخ والعالم أجمع إن الجنوب شعباً حي ومقاوم وأرض عطشاء للحرية وتواقه لغوث السماء ، فسخَر الله لخلاص هذا الوطن العظيم رجالاً ميامين كانوا للمهمات الكبيرة خير من يؤتمن على حملها بمسؤلية وأمانه وإخلاص في ضروف إستثنائية أمام التاريخ ومستقبل الأجيال القادمة ـ فتطمن شعبنا بوجود هؤلاء الشرفاء بمقدمت مسيرته فحرك المارد الجنوبي بقيادة أحرار الجنوب الشجعان بأغلب مناطق الجنوب وكان على رأس هذا النضال السلمي الكبير المناضل الشجاع المقدام العميد ركن ناصر علي النوبة الذي جعل من الخطاب الجنوبي الرافض لهذه العصابات خطاب قوي وفاعل بقوة الحق فوضع نفسه بكبرياء وتحدي في فوهة المدفع متجاوز كل حواجز الخشية والخوف معيداً إلى أذهان وضمائر ابناء شعبنا مهابة جيش على عنتر وحنكة ودهاء صالح مصلح قاسم حين كانوا يجسدون أصالة الإنتماء للوطن بقوة الإقدام وشجاعة تبني القرار الحاسم .. فكان النوبة رمزاً وطنياً بكل ما للكلمة من معنى فأنتفضت الساحات الجنوبية من خلفه في تناغم وطني نوعي فريد لم يشهده التاريخ في أي مراحل سابقة وأنتظم الحراك الجنوبي في تراص وتلاحم فاق بقوته ونوعيته توقعات أكبر المتفائلين منا ..

وحين أدرك زعماء عصابة سبعة سبعة جدية الحراك الجنوبي وصرامة رموزه ووضوح رسائلة الوطنية ، أبتدأ بتحريك آلة القتل والقهر على نمط يوازي بشاعة الوجه القبيح المتعدد الألوان لهذه العصابه فزَج بالأبطال في السجون مئات بل ألآف وأخترقت طلقات الجبناء صدور وجباه وأجساد شرفاء الجنوب في كل الساحات فسقط الشهداء والجرحى في ساحاة الوفاء ، ومع كل هذا الإجرام والممارسات الرذيلة من قِبل هذه العصابات ضد أبناء شعبنأ ضلت الشوارع والساحات الجنوبية ملتهبه ومشتعله بهذا الحراك الوطني المتماسك سلمياً وبقي التحدي الجنوبي شاهد على أصالة ومناعة وشجاعة كل أبناء الجنوب وسقط رهان الغزاة الجبناء ..