الجنوب: زعامة غائبة.. واشتراكي عظيم

[د0 الشبواني]

الجنوب: زعامة غائبة.. واشتراكي عظيم

عدن " اخبار الساعة: بقلم : صلاح السقلدي



ما الذي يجري بالضبط اليوم على الساحة الجنوبية؟ لا أضن احد لديه الجواب المقنع لمثل هكذا سؤال.!

لعل القضية الجنوبية لها خصوصية غريبة فهي شعب يبحث عن زعامة وليس العكس؛ حراك شعبي ولد بدون راس؛ ولم يقف خلف هذا المولود أشخاص أظهروه للعلن بل الذي حاصل هو ان التحرك اليوم بالجنوب يتلمس خُطاه للوصول لمبتغاه في ضل غياب قيادة على مستواه وهذا هو الذي يميز هذه القضية عن غيرها؛ حيث نعرف إن القيادات هي من تهيئ للحراك (( الثورات)) فتأتي هذه الثورات وقد وجدت قياداتها منتظرة لها بالساحة.!!

نعم توجد قيادات بالميدان اليوم ولكنها لم تظهر لنا اليوم أي رؤية واضحة ولا خارطة طريق ان جاز القول للمرحلة اللاحقة فهذه القيادات تغلب عليها الانفعال والشطح في أحايين كثيرة وهو أمر يجب ان تتنبه له هذه القيادات؛ لم نر حد ألان أي برنامج عمل من هذه القيادات ولا رسمت أهداف واضحة لتقول للآخرين هذه هي أهداف التحرك الجنوبية وهذه هي مطالب القضية الجنوبية على الأقل حتى ألان؛ وأقصد هنا أننا لم نسمع توضيح واضح من الهدف العام للقضية الجنوبية(( الثورة السلمية لأبناء الجنوب)) حسب ما أتفق مؤخرا ؛ صحيح إننا نسمع عن غرض هذا الحراك عبر تصريحات ومقابلات وهتافات ولكن لم تتبلور الى برنامج عمل وخطة مستقبيلة للوصول إلى الهدف المنشود..!

الشيء المعيب والذي ظهر مؤخرا من قبل بعض قيادات الحراك الجنوبي وناشطيه هو الدعوة إلى ترك الحزبية وشن هجوم إعلامي غير مسبوق ضد الحزب الاشتراكي اليمني لعدم وقوفه وقفة جادة إلى صف القضية الجنوبية حسب ما يضن الكثيرين ولديهم حق إلى حد كبير؛ لكن الحقيقة إن هذا المبرر لا يد يكون إلى حد إن يتم الدعوة إلى الإلغاء للاشتراكي وطمسه من الخارطة فكيف يستقيم الأمر حين تكون هذه المطالب؟ كيف لنا ان نتكلم عن الغبن والإقصاء الذي مورس ضد الجنوب في الوقت الذي نسلك نفس المسلك مع الاشتراكي؟

كيف نتحدث عن حقوق الجنوب ونستهجن طمس تاريخه ونحن نطمس جزء منه بمثل هكذا شطحات؟ الم يعد الاشتراكي جزء من تاريخ الجنوب؟ من الذي ينكر هذه الحقيقة؟

صحيح إن الاشتراكي له أخطائه ماضي وحتى حاضرا متمثل بعدم جدية بالوقوف مع قضية الجنوب. ولكن هذا لا يعطينا الحق بطمس الاشتراكي من خارطة الجنوب خاصة لو تذكرنا بأن الاشتراكي هو امتداد طبيعي للجبهة القومية رائدة الكفاح المسلح للجنوب مع التنظيمات الأخرى أي إن الاشتراكي هو جزء من تاريخ الجنوب الذي يسعى أبنائه إلى التصدي لمن يحاول طمسه..!

قيادات اشتراكية قدمت استقالتها من حزبها للتفرغ أو لعدم رضاها عن سياسة الحزب تجاه القضية الجنوبية وهذا حق من حقوق هذه القيادات لكن لا يعني إن يتم النظر إلى من لا يزال بالاشتراكي أو الأحزاب الأخرى وحتى المؤتمر وكأنه خائن للقضية الجنوبية أو غير مخلص لها فكثر هم حتى بالمؤتمر قلبوهم مع القضية الجنوبية ولكن لم يحن الوقت على ما يبدو إلى الاقتناع التام بهذا لحسابات خاصة بهم..

ثم ماذا لو قدر للجنوب إن يعود إلى دولة مستقلة أو حتى فيدرالية أو كنفدرالية هل سيتخلى الجنوبيين عن الحزبية التي هي رمز مدنيتهم؟

الحديث اليوم يتم عن قرب تشكيل كيان سياسي جنوبي لم يعرف من هم الذين يسعون إلى إعلانه ولا الغرض من إنشائه بغض النظر عن ذلك فالذي يفرق إذا كان تحرر البعض من الحزبية للتفرغ للقضية الجنوبي إن كان الانتقال سيتم من حزب قديم إلى حزب جديد؟

أخشى ما أخشاه إن تتوه القضية الجنوبية بين كثرة الاجتهادات وتشتت الآراء. فالقضية الجنوبية اليوم أصبحت واقع معاش بالرغم ان المرحلة هي مخاض ؛ مخاض عسير؛ الجنوبيين معنيين بكل مشاربهم السياسية والاجتماعية على إتمام هذا المخاض بأقل وقت واقل ضرر وإيلاما ممكن؛ فلا ينبغي على الأحزاب والاشتراكي والإصلاح والناصري بالذات إن يجعلوا من القضية الجنوبية وكأنها مرادف للانفصال عن أحزابهم فكلما اقتربت هذه الأحزاب من الجنوبيين وقضيتهم كلما حصل الفعل نفسه أيضا من قبل الجنوبيين ليكون هناك تناسب طردي بين الجنوبيين والأحزاب فكلما تقربت الأحزاب من الهم الجنوبي كلما تقرب الجنوبيين نحو هذه الأحزاب ولفوتت الفرصة على سلطة دأبت وتدأب على الإضرار بالأحزاب وخاصة على الساحة الجنوبية كون هذه السلطة تعرف إنها خاسرة بالشأن الجنوبي في كل الأحول...