لا للحرب والإحتلال نعم للحرية والإستقلال

[ابو عهد الشعيبي]

عسكرت المدن الجنوبية وإغلاقها بالقوة وفرض حالة الطوارئ على الجنوب
بمدنه الساخنة وشن حملات الإعتقالات والقمع والقتل والإرهاب ضد المتضاهرون
سلمياً من ابناء الجنوب كلها أعمال بربرية خاسرة تدل على السقوط المريع
الذي أصاب هذا النظام المهستر والمتخبط نتيجة لتقدم ونهوض الشارع الجنوبي
في نضاله السلمي العظيم لأجل الحرية والإستقلال إن شاء الله ..

حين اختارت دولة الجنوب خط القفز على الثوابت الوطنية وعزلت جيل ما بعد الثورة عما قبله
واتجهت بالبلاد بمناهج التعليم والتثقيف والتوعية وغير ذلك بما يتلائم والمد الإستراتيجي الخارجي
لإشتراكية لينين وبراشيمة هذا الخطأ كان فادحاً بحسابات اليوم حين صحينا من نشوة التخدير ..
فبدلاً من إن يعرف الجنوبي حقائق وأصول التاريخ الجنوبي الحضرمي وهويته المستقلة التاريخية
والحفاظ عليه وغرس مفاهيمة بعقول الأجيال المتعاقبة أتجهت الدولة الجنوبية حينها لتكريس
مفهوم النضال المشترك مع الشعوب الأخرى وهو ما ساعد
إلى حد كبير على جعل الجنوب مأوئ للطامعين اللاهثين وراء حرف مسارات التاريخ
بما يمنهج ويقود للضياع وليصل في نتيجة طبيعية بالشعب الجنوبي المسالم ليوم الضياع
والشؤم عام 90م ..
ما بني على باطل باطل وهذه قاعدة تجعل التأمل لواقع اليوم في الجنوب أكثر إنصافا فالجنوب لم يكن
يوماً جزء من اليمن بل كان بإمتداد كل حقب التاريخ وطناً مستقلا لا تربطه بشعوب الجزيرة غير روابط
الدم العربي والاسلام وحين لم تراعا هذه الحقيقة والخصوصية كانت الوحدة الوهم لدولتي الشمال
الجنوب باطل مبنياً على الثقفاة الوحدوية المسخ والباطل وقفزاً على الأصول والثوابت الجنوبية
وهو ما أفشلها بقوة من يومها الأول في لحظات تصادمية لنسيجين مختلفين
وعقليتين مختلفتين وكانت حرب 94م المسمار الأخير بنعش هذه الوحدة الكذب وكانت فتاوي التكفير
بحق الجنوبيين بمثابة السم القاتل لثقافة الجنوبيين الوحدوية الزائفه ومن حينها أدرك الجنوبيون ثمن
الغفلة الباهض وثمن الإنجرار الساذج خلف مشاريع الأممية والتحررية والنضال المشترك الذي كانوا
ضحيته .. ورب ضارة نافعة فما كان لنا إن نكون في الجنوب هكذا وحدة وقوة وشموخ لولا إن عشنا
هذه المأساة بكل فصولها ..
ومن ذلك التاريخ 94م والجنوب حتى اللحظة يعيش حالة من الصحوة والنهوض بأصول وأسس
حقيقية مستمده قوتها من عمق التاريخ الجنوبي والهوية الجنوبية المستقلة وهذه الايام نعيش ذروة
هذه الصحوة الوطنية انتصاراً لهذه القيم الجنوبية ..
أتذكر إنا كنا دائماً ومن سنين وبتواضع وشفافية نحاول تسليط الضوء على معاناة ابناء الجنوب بعد
حرب الضيم والتكفير التي أكتسحت الجنوب ب 94م ذلك في منابر مختلفة على النت وبعض الصحف
ولكننا رغم كل محاولاتنا لجلاء الحق وصبرنا على قهر الضروف وشفافيتنا كنا ُثصد دائماً ولم نجد
من يتفهم آرائنا ولم نجِد من يلتفت إلينا لا كتاب ومثقفين ولا حكام وسياسيين ومن حينها كان أمرن
محكوم بمنطق الرفض الشامل من جانب الشماليين وعدم الإعتراف فيه وتبعاته التي نعيشها اليوم
زخماً جنوبياً وقوة والحمد لله ..
القضية الجنوبية اليوم أكبر من إن تضهرها بحقيقتها وجذورها أقلامنا المتواضعة وأكبر من إن تحاول
إخفائها ابواق إعلام الطامعين الغاصبين الطغاة والكتاب الماجورين ، القضية هي هوية مطموسة
وحرية موءودة وكرامة مسلوبة وأموال منهوبة وبطون جائعة ونفوس ضائعة وقلوب واجفة أبصارها
خاشعة تظن أن يفعل بها فاقره ، يقولون أإنا لمردودون في الحافرة ؟؟ !!

ومع عزمنا المتواصل خلال مسيرة العمل السلمي المتواصل بكل مناطق الجنوب والتي مضى
عليها العام وأكثر ضل الطاغية المتعجرف يهددنا بالدم والموت والقتل والترويع وكأنه كان يرى بهذه
الشطحات القافزة على الحقيقة بتفاصيلها حسماً لإجبارنا على الخضوع وقبول ألأمر الواقع والتراجع
عن مشروعنا الوطني التحرري ..
وقد خاب وضنه وخاب رهانه الخاسر وبكل فخر ضل شارعنا الجنوبي بنضاله السلمي متقدم
غير عابئ بخطابات الترويع وممارسات التنكيل والقهر التي لم تعد تهز شعره واحدة في جسد طفل
جنوبي فضلاً عن إن تهزها برجالات الميدان .. وعلى درب التضحية والكبرياء رفعنا شعار الموت
الكريم لأجل الحياة الكريمة والاستقلاتل الناجز .. إنه الموت الذي كشف أحمد شوقي عن مفهومه
الجليل العظيم في قوله:

ولا يبني الممالك كالضحايا ولا يدني الحقوق ولا يحقُ

ففي القتلي لأجيال حياة وفي الأسري فديً لهمو وعتقُ

لن يرهبنا حصار مدننا بالاسلحة ولن ترهبنا تهديدات القتل ورشقات الموت التي يطلقونها علينا
في الساحات ومداخل المدن ومهما كانت فرضيات الحصار والعزل لا بد من نصر إن شاء الله تعالى ..
ونعم مليون للحرية والاستقلال ومليون لا للحرب والترويع والحصال والاحتلال .


واخيراً يحق لي إن اتسائل :
هل صارت قضية الشعب الجنوبي ضائعة في رحى الخصومات الأقليمية والدولية ؟!

اين الحركات الإسلامية في العالم ؟ ! وأين المؤتمر القومي الإسلامي ؟ ومنظمة المؤتمر الإسلامي ؟
أم أن هذه المؤسسات هي في خدمة الأنظمة الضالمة والمستبدة ولا يهمها أمر الشعوب المستضعفة.