لماذا تـــــــــــــــــــــــــــــــــــاج ؟!

[ابو عهد الشعيبي]

يمر الوطن الغالي الجنوب هذه الايام بضرف غاية في التعقيد والصعوبة فالحراك السلمي
الجنوبي المتقدم والمستمر خلق واقعاً مغايراً لمعادلة فرض الأمر الواقع الذي ضل قائم
بهمجية سلطلة الإحتلال منذ سبعة يوليو 94م .. هذا الواقع الجديد الناهض والذي
افرز معطيات النهوض والحياة للجنوب واعاد تأصيل قيم الإنتصار للكرامة في نفوس الناس لم
يكن له إن يتحقق لولا عمل ضل قائم للكثيرين من الشرفاء طوال سنوات القهر فالحرب حين
وضعت اوزارها في سبعة سبعة تركة في الناس هزيمة نفسية كبيرة حاللاة دون الرقي بتقدم
الشعور الوطني المطلوب بوقت مبكر كان سببها الاول هي تلك الثقافةالصفراء للوحدة الوهم
التي تفنن بغرسها فكر ممنهج على مدى عقود طويلة .. تلك الثقافة التي كانت سبب الوقوع
بالفخ كانت ايضاً السبب الرئيس في الهزيمة والسبب ايضاً في تأخر الصحوة عند الكثيرين من
ابناء الجنوب ولكن بفضل الله وبفضل اصحاب الهمم العالية تحرك المارد الجنوبي من بين هذه
الركام الجائر وفي حين لا نرغب إن نبخس أحد حقه فأني لا بد إن اشير بالبنان صراحة لمن كان
لهم الدور التنويري الابرز والعمل الوطني التعبوي والميداني الذي استنهض الشارع وأسس
على انقاض ثقافة الهزيمة والضياع أسس للنهوض الوطني الشامل بثقافة المقاومة الرافضة
للإحتلال والهمجية والتي نعيشها اليوم وهجاً متقد بالنفوس في ارجاء عموم الجنوب المحتل.

لم تهدأ الجنوب كاملة بعد إن خيم عليها ليل الإحتلال وضباب الفوضة ووحشية التكفير والتدمير
وكانت هناك بالجنوب لا تزال اجزاء حية رافضه للضَيم والقهر كان لها صوتها وزفرات انفاسها
المقاومة وأجزاء اخرى كانت ملدوغة تتجرع مرارة الألم الدافع للإحتقان وجزء ثالث كان
مراوح بين المضاضه والفزعة وتشائميت الرؤية ..
كل ذلك الحال لم يكن يوحي يوما للكثيرين والقراء والمحللين بان 2007م سيأتي على النحو
الذي اتا عليه " إنفجار شامل صرع الكل وابقا الشاويش خارج التغطيةا " .. نعم كان هناك من
لا يتوقع هذا الحاصل اليوم والذي نشهده نضالاً وزخماً وصموداً رائعاً ؟ وكان آخرون ومنهم الغزاه
يضنون إن الجنوب وطن مسلوب الإراده والحركة والدليل هو ما نلاحظهم عليه من حال اليوم حين
طمرهم بركان الجنوب وزلزل من تحت اقدامهم الوهم المنحوس والعرش المنكوس !

لكن كان العاملون في سلك إستنهاض الهمم كثيرون مناطق وجهات وافراد .. منهم من وصل به
الموقف إلى إعلان نفسه رفضاً علنياً مقاوماً على الارض والضالع 98م ـ 9200م مثل ورحم الله
الجمل وحزبي وحمد مثنى وثابت الزبيدي وقافلة من شهداء تلك الاحداث وكذا
المكلا 2001م ورحم الله بارجاش وبن همام ، ومنهم من شحن الإرادة بالتوعيه عن طريق
القصيدة والمقاله عبر الأشرطة وشبكة الإنترنت والجرائد وغير ذلك كان بداية للكثيرين ممن
سكنهم الجنوب في الصميم ..

وفي 2004 م كان " تاج " إعصار داهم ضل يقاوم شتات الطبيعة وأفقها المفتوح حتى استطاع
إن يثبت له في عمق الساحة عمود نصف القطر بدائرة النضال الوطني الجنوبي الحديث ..
تاج لم يأت بدعم خارجي ولا بمليارات خزينة الحرب ولا بجهود جباره ولكنه اتا بنقاء سريره
وبصفاء ذهن وبإرادة صلبة متجذرة لنفر من الناس المتقدة قلوبهم بعنفوان الرفض للإحتلال
والوفاء للجنوب .. أطل الدكتور عبدالله احمد بن احمد من ساحة الحمام بلندن وتبعه كرامة
والجعري والنقيب وحيدر والعبادي وحمزه وعبدالصمد والأقطع والربيدي ومثنى وقبلهم
الحسني والمصفري وكثيرين كانوا النواه وكانوا الطلقة الاولى من فوهة تاج التي اشعلت ركام
الإحتقان والغضب في ساحة العمل الوطني الجنوبي ..
حين برز تاج كانت الفصل بين الابيض والأسود وهو سبيل الشارع اليوم .. وحين برزة تاج
كان إشعاع من النور قد تسلط على شتات الجهد الوطني الجنوبي المبعثر ليلتم .. وحين برز تاج
إستنهض الغافلون وفَتح النائمون وتمرد الرفض في نفوس مهزومة كثيرة بداخل الجنوب وخارجه !
وحين برز تاج كانت بداية لكسر الحواجز ورفض الضعف وبداية لإعادة دورة الإنتصار للقيم
والخير والوطن .

اليوم نلحظ بين الحين والآخر هجمة شرسة على تاج وقيادة تاج من قِبل السلطة واذنابها في
احزاب ياسين القباطي والآنسي .. لكل ما ذكرنا اعلاه من اسباب كان تاج ولا يزال مستهدف
وسيظل لإنه يمثل مرتكز اساس للنهوض الوطني الجنوبي .. ولإنه الابرز في مشروعه السياسي
ولإنه نبض الشارع الجنوبي ولإنه يعني الكثير والكثير مما هو ضرورة لنضال ابناء الجنوب ..

كل هذه المزايا لتاج .. لن تثنينا على طرح إنتقاد خفيف لبعض قيادات تاج في الخارج .. فانا لم
أجد لهم مبرر في عدم خلق الأفق امام الآخر الجنوبي والتحاور إليه وجعل كل منافذ الإلتقاء به
مفتوحة .. في الداخل وفي الخليج وسوريا وفي نيويورك !!
كونوا لما يريد الشعب الجنوبي وتطلعاته في كل شيئ فالمستقبل لا يمكن إن يستوعب النمط القديم
في التعاطي السياسي والحاضر لا بد إن نعطيه المرونة والصبر والثبات والأفق المفتوح كي نستمر نوعياً وتصاعدياً بالمزيد من العطاء والقوة !

والحمد لله كثيرا .. فالجنوب اليوم يعيش صحوة عارمة ليل ونهار ورجالاته ونخبه تعمل مثل النحل
وعلينا بحرص الحفاظ على الأهداف المستقبلية للعمل والحركة وواجب على من يدير الحراك ومتطلباته
ذلك ، فطبقا لذلك يستطيع أن يأخذ قراره بوضوح تام وبقوة وإستلهام .

فحذاري حذاري الإيغال في الضنون يا ابناء الجنوب فمرحلتنا الراهنة مرحلة بناء
وتلاحم وتكاتف وترفع على الصغائر وعلى كل رموز الحراك وفصائله ومنضماته وهيئاته
بالداخل والخارج الإدراك ثم الإدراك لمتطلبات اللحظة التاريخية الراهنة !


واخيراً : يجب أن يتمتع القائمون على حراكنا بسرعة اتخاذ القرار السليم المناسب طبقًا لأولويات
الحركة وأهدافها المستقبلية !