القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
14 سنة قهر ...........................
غير كل الناس بارجاء المعمورة كان الناس في بلدي الجنوب يعيشون الحياة شق ابيض صرف ونظيف راق .. قيم مجتمعية سامية ــ تراحم وتواد وتكافل .. الحياة البسيطة كانت متأصله في كل سلوكيات الناس وتصرفاتهم المختلفة وحتى على خطوط طول وعرض كرة الارض الجنوبية اينما ذهب الذاهب يجد الحياة بكل ذلك الوصف ، فلا أحقاد ولا أطماع ولا غرور ولا إحتيال ولا جشع .. كانت تركيبة الدولة محك عام وهيبة نظام وقانون وبناء مؤسسات وتوفير خدمات وأمن عام ووظيفة تنتظر طالبيها وغرس طموح في قلوب الابرياء منذُ طفولتهم حتى يصيروا لما يرغبوه .. فرضيات نمطية الحياة الراقية والهادئه لأبناء الجنوب لم تكن صناعة للفطره وسجاياها بدواخل الناس وما هي عليه من تهذيب وفلترة بفعل عوامل المحيط والطبيعة فحسب بل كانت موروث جميل حافظ الناس على توارثه جيل بعد آخر دون إن تشوبه شائبه ــ حيث كان الناس في بلدي الجنوب حريصون على توجيه بعضهم البعض للخير والصلاح يسعدون للسعادة ومع السعداء ويحزنون للحزن ومع الحزناء .. يؤازرون المحتاج ويزورون المريض ويحافظون على صلة الأرحام .. كان الناس سموحين في كل تعاملاتهم وراقين في اذواقهم ، ومن يسيئ للناس واعراضهم او يحاول اخذ حقوقهم بالجور والباطل عادة ما يكون محل توبيخ الكل ورفضهم والكل اصلاً لا يرضى بوجود حالة شاذه في اوساطهم لسلوكيات انسان ماء فالبيئة رافضه للضلم تلقائياً .. قصص القهر لم نكن نسمع بها ولم نعيشها في إطار مجتمعي وأتذكر تماماً إن الناس كانوا سياجاً مانع بكل خصالهم لهذه الآفات والمشكلات .. أهوال الثأرات ومخلفاتها لم تكن حتى في خيال الناس من زمن غابر حتى يرووا لنا منها شيئ او يصوروا لها باذهاننا شكل او لون .. لا اتذكر إني سمعت عن مأساة بشعه للقهر ولا حالات للسطوا والتزويير والتزييف على ممتلكات الناس ولا أتذكر ولم أعش ولم أسمع عن أمور كانت تُمارس على الناس بالباطل بسطوة فلان او جاه علان بفعل مركزه الاجتماعي أو السياسي .. لم نكن نسمع بان في أوساطنا ناس يأخذون رشوه والبعض الآخر يرشي ولا ابالغ إذا ما قلت إن النزاهة كانت حياة وسلوك وملامح على كل الوجوه .. لم يكن للمحسوبية والواسطه وجود بين الناس وحياتهم لا قصص ولا أثر ولا وجود اصلاً .. ولم اسمع يوماً قط إن نقطة عسكريه في خط عام اعتدأ افرادها بالقتل على عزل ولم نعلم عن حالات قتل بالخفاء لترمى بعدها جثث الابرياء في براميل الزبالة .. فقط كانت للسلطات الحاكمة في عدن اخطاءات أدت إلى كوارث لا نستطيع نكرانها إلا إن حدود آثارها وتبعاتها لم تأصل لثقافة مجتمعية بين الناس للإكراه والضَغائن .. ولكن حين كان فكر الوحدة يسوقنا للهلاك كانت ذرات كل هذه السجايا والخصال والموروثات والعادات تقتل نفسها بضمائرنا وقلوبنا دون إن نكون نشعر أو نحس ، وكانت ثقافة الوحدة هي ثقافة الفناء القادم الذي أبتدأ مسلسه يغلف الصفاء بالعتمه والسواد منذ اللحظات الاولى لهرولة المخدوعين باتجاه الخديعة الكبرى .. كانت الرحلة نحو الهلاك بُعدة وعتاد وزاد في واحدة من ابشع رحلات الموت .. إلى 90م ساقونا الذي لا خير فيهم وكأن الحلم الكابوس لا بد له إن يقبض على الطموح الوهم في كل نبضه من نبضات الحياة بقلوبنا .. ومن زمن مبكر غسلوا الفكر الجنوبي وأقتلعوا من أدمغة البسطاء جذور الإنتماء والهوية وثقافة الوطن الأم " الجنوب " وسلخوا حتى لون الجلد ، وكان 90م عام الضربة القاضية وكانت الشريجة باب مفتوح على الفوضه ويا ليتنا ما شفنا شريجة ولا عبده رشوش .. ومنذ ذلك التاريخ الاسود 22 مايو 90م سارت بنا رياح الهلاك في تخبط مخيف ضربه ضربة وإعصار بعد آخر حتى كادت انفاس البسطاء تزهق جراء الويل الطويل والليل الحالك بإمتداد كل سنين الرحلة وكانت ممارسة البشاعة المتمثلة بكل فرضيات الشمال الغريب الاسود القادم إلى الجنوب مخيفة وبكل الوان الخبث والخبائث .. كان الشماليون مختلفون تماماً في كل شيئ عنا في الجنوب ..دولتهم ورجالها غير دولتنا ورجالها .. بيئتهم غير وليلهم لا يعرف السكون ، أكلهم ملامحهم أشكالهم مشيهم وطرق تفكيرهم وحواراتهم ونمطية سلوكهم العام وبكل وسائل العيش والحياة والإسترزاق كانوا بها مختلفون مختلفون عن الجنوبيون .. تصَادم النسيج الابيض الجنوبي بنسيج الفوضى الشمالي .. ومن اللحظة الاولى تعثر المسير على بساط ذلك الحلم النحس الحسين الذي تفنن بزخرفته في صدورنا طوال عقود الفنان الماهر جار الله عمر ! .. ولم يلبث الجنوبيين إلا وهم بين فكي كماشه فكان الشمال دولة ومورث هو السائد على كل شيئ وبمنهجية خبيثة مصبوغة بنكهة الدين وببروتين الإنقظاظ والحقد والفيد .. وكان 94م عام الكارثة والنكبه والهول .. 94م إنه عام النهاية والبداية فالشمال أحتل الجنوب ونهب الجنوب وقهر الجنوب وكفَر الجنوب وزيف وحاول إن يطمس كل الجنوب ومعالمه لكنه انتهى !! وكان الجنوب منذ ذلك التاريخ الاسود الشؤم يقتات المأساه ويجتر الضَيم والقهر والهوان ولكنه أبتدأ !! واليوم تهل ذكرى النكبة ونحن نعيش كل اصناف القهر .. 14 سنة قهر ولكن القهر الذي صنع الرجال بصلابه وإيمان وقوة .. بقي لي في القول إن أقول .. تباً للشمال ومليون تب للهالكون بلاطجة قصور حدة والروضة وسنحان وأهلاً وسهلاً بالجنوب الشامخ القادم الجديد |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 05:42 PM.