القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
سبعة يوليو .. شعب مقدام .. وقيادات تتسلى به و تتسابق على الخذلان !!
‘أنا مصدوم‘ هاتان الكلمتان هما فقط اللتان تعبران عن شعوري تجاه ما حدث يوم أمس .. وليغضب من كلامي التالي من غضب .. و يقرح من قرح .. بعد أن خرجت من المنزل قرابة السابعة والنصف قمت بعمل جولة في مديريات ما يعرف بشبه جزيرة عدن الكبرى والتي تشمل المدن الرئيسية في عدن ( المعلا – كريتر - خورمكسر ) لأضع نفسي كشاهد عيان لعسكرة الحياة المدنية التي تقوم بها قوات احتلال الجمهورية العربية اليمنية في وطني قبل أن أتجه إلى مدينة الشيخ عثمان التي أقيمت فيها كبرى الفعاليات الجنوبية في العاصمة الجنوبية عدن في السابق بعد أن حرم الجنوبيون بالقوة من إقامة فعالياتهم في ساحة الحرية بمدينة خورمكسر هذه المرة كان الوضع مختلفاً عن الاعتصام المقرر بليل مظلم في شهر مايو الماضي عندما تم اعتقال بعض القيادات التي خرجت إلى ساحة الهاشمي لإقامة اعتصام لم يأخذ الزخم المطلوب من حيث الدعوة أو الإعلان حينها فضلاً عن اشتراك المشترك في الدعوة إليه لكن المواطنين الجنوبيين هذه المرة كانوا متواجدين في الساحة وفي الشوارع الخلفية الموازية والفرعية للشارع الرئيسي المؤدي إلى ساحة الهاشمي وبقية الشوارع المطوقة للهاشمي من الجهات الأربع .. وجود المواطنين في هذه الشوارع ومنذ ما يلي صلاة الفجر في ظل غياب القيادة الداعية إلى إقامة ما سمي بـ " فعالية كبرى في عدن " فرض حالة من التشتت أوقعتهم فريسة سهلة لدوريات الأمن والشرطة التي مشطت ساحة الهاشمي والحلقات المحيطة بالساحة على مسافة عشرات الأمتار لا لذنب سوى أنهم يريدون التعبيرعن رأيهم سلمياً وحضارياً , و علامة ذنبهم أنهم يرتدون اللباس الشعبي وليس الإفرنجي كالبنطلون وهو ما يشير وفق مفهوم السلطة على أنهم من القادمين من خارج عدن وهي مفارقة غريبة لما حدث في العاصمة المصرية " القاهرة " إبان النشاط المكثف لحركة كفاية فقد كانت السلطات لا تعتقل إلا أصحاب اللباس الإفرنجي و الحديث ولاتقترب من أصحاب اللباس الشعبي بسبب أن حركة كفاية لم تتمكن من جذب البسطاء من عامة الشعب بقدر اجتذابها للنخبة المثقفة وللقطاع الشبابي والطلابي المتمدن .. وهو ما جعل الصحفي المصري حمدي جمعة يقول في عرضه لوقائع الاعتداء على مظاهرة ‘كفاية‘ في بورسعيد: (( المخبرون يتحركون في توتر، يستوقفون المارة بغلظة، خصوصاً الشباب الأنيق )) وأكمل بعد ذلك بقوله : (( واضح أن فكرة البوليس عن أعضاء كفاية إيجابية )) هذا الأمر جعل الوضع أشبه بمصيدة فئران كبيرة أوقعت المئات من الذين خرجوا ملبين نداء الأرض وفق بيانات قادتهم في الداخل أو تلك البيانات العابرة للقارات من الذين تسابقوا قبل الفعالية إلى إنزال الدعوات وتباروا في اختيار الألفاظ و الكلمات ولم يتسابقوا في المبادرة بأنفسهم لتلبية دعواتهم ولو من باب " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم " صدمت – والله – ولا تزال الصدمة ماثلة أمامي كلما تذكرت مشاهد عربات نقل المعتقلين وهي تمشط مدينة الشيخ عثمان فتأتي فارغة وتذهب محملة ولمرات عديدة حققت من خلالها رقماً قياسياً بعدد المعتقلين في يوم واحد فقط يفوق الرقم الذي حققته خلال الثلاثة الأشهر الماضية منذ الأول من أبريل الماضي يوم انطلاق الحملة العسكرية الثالثة على الجنوب ولعل مما يزيد هذه الصدمة أن الرقم المهول لعدد المعتقلين يكفي وحده ليشير إلى عدم وجود أي مقاومة من المعتقلين أنفسهم الذين انساقوا بهدوء إلى داخل عربات النقل من دون تسجيل أية حالة ضرب بالهراوات أو أعقاب البنادق كإشارة لوجود مقاومة لعمليات الاعتقال كما هي العادة في مثل هذه الأحداث الأمر الذي يعكس حالة الإحباط التي انتابت الناس بعد أن وجدوا أنفسهم قد لبوا دعوات من يسمون بقيادات اكتفت بالبقاء في منازلها أو في شعاب الجبال أو بلدان الصقيع وبعض أولئك الذين يطلق عليهم قيادات في الداخل والخارج كان يعاقر الخمر ليلة الفعالية ... فأي قيادات هذه ؟ بعد أن أطفأت جوالي من الاتصالات المتعبة والمملة في أوقات كهذه أكملت تمشيطي أنا الآخر للشوارع الرئيسية والخلفية لمدينة الشيخ عثمان لعلي أجد أحد أولئك الذين دعونا للخروج إلى الفعالية وتسابقوا في التفنن في طرح البيانات و الدعوات للفعالية وتلاقفت بياناتهم و دعواتهم كل المواقع الإكترونية الجنوبية وصفق لهم الكثيرون ووصفوهم بأفضل الصفات ... لكنني لم أجد أياً منهم .. بعد قرابة ساعة من التجول في الهاشمي ومحيط الهاشمي وجدت الأخ فواز حسن باعوم نجل عميد المناضلين الجنوبيين المعتقل حسن أحمد باعوم وبرفقته الأخ أياد الشعيبي في أحد الشوارع المؤدية إلى ساحة الهاشمي , وبالرغم من أنني كنت أعتقد أنني الأكثر إحباطاً في هذا اليوم إلا أنني استطعت أن أجد من يوازيني إحباطاً إن لم يكن إحباطه أكثر مني بعد أن رأيت الأخ فواز مهموماً وكأنه يحمل نفسه مسؤولية فشل الفعالية مع أنه من الذين خرجوا إليها و أعلم جهده لإنجاحها من خلال لقاءاتي به طيلة الأيام السابقة للفعالية منذ أن جاء إلى عدن في الثاني من يوليو و بقي فيها لأجل حضور الفعالية وإنجاحها قدر الإمكان وبالرغم من تواجده في الساحة منذ السابعة صباحاً تقريباً ... وبالرغم من أنه كان على وشك الاعتقال لولا أنه انفصل بالصدفة عن المجموعة التي كان معها قبل لحظات من الاعتقال ... وهذه المجموعة هي واحدة من مجموعات قليلة اقتحمت الساحة مرددة الهتافات المعهودة قبل أن تأتي عربات النقل لتزج بهم في السجون .. لم تكن هذه الصدمات التي تلقيتها يوم أمس هي الوحيدة فالمسألة لم تنحصر في خذلان القيادات وإحباط الجماهير فقط .. بل تعدت إلى انكشاف أقنعة بعض الخونة علانية من خلال دوريات التمشيط التي قامت بها قوات السلطة واستعانت فيها بمواطنين جنوبيين صعقت وأنا أرى أحد جيراني من ضمنهم وتتمثل مهمتهم في تعريف الدوريات بالمجاميع والأشخاص الذين يجب اعتقالهم .. بعد أن توزعت هذه الفئة المرشدة وانتشرت في أوساط الناس قبل بدء حملة الاعتقالات ثم عادت برفقة دوريات الشرطة والأمن للإشارة على من يجب اعتقاله وتعريف قوات الاحتلال بالشخصيات الجنوبية إن كانت متواجدة في الهاشمي أو محيط الهاشمي .. ناهيكم عن تجنيد أصحاب البسطات وعمال البوفيهات في مدينة الشيخ عثمان المستوطنين في الجنوب .. وسمعت أحدهم يردد وبصوت عالي ساخراً أن الشارع اليوم أصبح نظيفاً قبل أن يقهقه بصورة استفزازية .. نعم أنا مصدوم ... وحتى تكتمل صدمتي من أحداث يوم الأمس وسقوط الكثير من الأقنعة لم يكتمل النهار إلا بعد أن سمعنا بمجزرة سوق الحراج بالقرب من الهاشمي .. والتي سقط ضحيتها خمسة قتلى على أقل تقدير .. لكن ما يزيد من صدمتي و يفاقمها أن أحد أقاربي حكى لي رواية شاهد عيان للحادثة أخبره فيها مفاخراً كيف أنه نجا من الحادثة .. بالرغم من أن ضميره يؤنبه – قليلاً فقط – لأنه خذل أحد الأطفال الجرحى في الحادثة والذي أصيب بطلقة في رجله أوقعته على الأرض و جعلته عاجزاً عن المشي فمد يده لطلب المساعدة من بطلنا "شاهد العيان" الذي تجاهل طلب المساعدة بتصرف حقير ونذل وفر من الموقع مردداً – بالتأكيد - بينه وبين نفسه : ‘ يا روح ما بعدك روح ‘ نصيحة للجميع وأنا من ضمنهم : ‘ رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه ‘ التعديل الأخير تم بواسطة شعيفان ; 07-08-2008 الساعة 08:08 PM |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 09:04 PM.