كيف تحرر الاوطان

[عرين الاسود]

كيفية التحرير

نحن نمتلك اهم الارصدة في تاريخنا المعاصر ويمكن أن نستفيد منها إلى أقصى الحدود مع تحوير فكرتها وذلك ان الفترة التي مضت أثبتت ان تلك القيادة كان لها ثقافة سياسية ولم تكن ذات عمق سياسي كبير , لهذا لابد من تغيير الطرح السياسي ؛ وذلك بتغيير الأهداف .. وبشكل جذري في الفكرة والتطبيق ويجب أن نسقط الهدف النهائي الا وهو ( تحقيق الوحدة اليمنية ) وهذا لا يسقط إلا بسقوط الحزب الاشتراكي الذي قادنا باسم الوحدة الى الموت ونحن ننظر ونرى الموت بأعيننا .. فيجب حل الحزب .. اقصد من النفوس .. الحزب الذي تبناه وانشأه عبد الفتاح الشمالي ؛ وإذا لم .. فنحن حققنا طرحه الفكري وعلامه هذه الضجة كلها .

إن ما يتناسب مع مصلحة شعبنا هو نبذ الفكرة الفتاحية جملة وتفصيلا .. وليس هذا يعني العودة الى الطروح التي حاربها الحزب منذ الاستقلال بتحولاته التنظيمية والفكرية .. بل يجب أن يكون لنا طرح جديد قوي نستطيع من خلاله التعايش بسلام . . ونقول لا للذين يعزفون لحن الذل والانكسار وإن تحرير الجنوب فرض عين لا يسقط بالتقادم وطول الزمن لا يعطي العدو حق السيطرة والتملك .

إن التجربة تعمق لدينا وحدة الفكر والشعب الذي مر بتجارب غير الشعب الذي لم يمر بتجارب وان التجربة تقرب وحدتنا الفكرية لو استغللناها احسن الاستغلال , بل وتضيف امورا كبيرة الاهمية .. فالشعب الذي مر بتجارب الحروب وقساوتها يستطيع ان يصنع التقدير الصحيح للموقف كما يستطيع ان يفسر ويقتنع باعمال قيادته مما يزيدهم صلابة ووعيا وقدرة على مواجهة وتحدي الصعاب وتقارب الاقكار والتقديرات للاوضاع .

هذه الافكار عندما تعطى , فيجب ان تعطى من قبل اشخاص او دعاة لهم القدرة على النفاد إلى كل القطاعات والشرائح .. يؤمنون بما يحملون ويكونون قدوة في الاقوال والاعمال على مستوى التطبيق ليسهل عليهم الدخول الى قلوب الجماهير .. بصورة وامثلة بسيطة يتقبلها الجميع ؛ يتقبلها الفلاح في ارضه والمهندس في مصنعه والعامل في منشأته والاستاذ والطالب في المدرسة وحتى الجاهل .. يتقبلها الشعب بكل فئاته ومنظماته .

إن قيادة وتوجيه عملية التحرير تحتاج فعلا الى قيادة تبني لها وزن على المستوى السياسي والعسكري .. حتى تتمكن من لم شمل القوى المبعثرة وإعادة تنظيمها وتشكيلها بما يتناسب مع الظروف والتطورات .. وكذا مع الامكانات المتاحة على مستوى الجنوب كله .

هذه القيادة تحتاج الى كادر قوي وإمكانات وصلاحيات غير محدودة وان يكون اعضاء هذه القيادة من الجماهير التي عايشت تجربة التسلط والفقر والحرمان .. مستعدين لبذل النفس والنفيس متحملين المصاعب مقبلين على الموت آخذين العقيدة بقوة منطقية .. وبعقل مفتوح وقلب مستنير وكل حزم واصرار لتجعل من الفكرة خط واحد يربط القمة بالقاعدة وهذا ضروري للتماسك بين افراد الشعب واستيعابهم للفكرة في فهم الاهداف والتطبيق .

هناك ملاحظة قوية .. في الاستقلال الاول خسرنا جزء من الشرق .. نتمنة ان تفهم الرسالة في عدم مزيد من الفقد لنتقوقع في مساحة ضيقة وتذهب جهودنا ادراج الرياح .

إن الاساليب التقليدية كانت تصلح لعهود مضت أما الآن فإننا يجب ان ندير المعركة بشكل مختلف وبطريقة ارقى ونحافظ على المستوى الذي وصلنا إليه عام 90م على الأقل .. وهذا بحد ذاته تأخر كبير .