بين الفئران يتلقون رسائل مزيفة ونسخ محرفة من الأيام

[شعيفان]

بين الفئران يتلقون رسائل مزيفة ونسخ محرفة من الأيام


خاص - صوت الجنوب - 28/8/2008 - صنعاء


كشفت مصادر سياسية مقربة من إدارة جهاز الاستخبارات اليمنية ( الأمن السياسي اليمني ) أن إدارة السجن التابع للجهاز والموجود في نفس المبنى تمارس بأوامر عليا صنوفاً من الحرب النفسية والجسدية على المعتقلين السياسيين الجنوبيين القابعين بين الفئران في الدور الثالث تحت الأرض من سجن المخابرات اليمنية منذ الأول من أبريل الماضي لإحباطهم نفسياً وجسدياً

وأفادت نفس المصادر أن المطابع الخاصة التابعة للسلطة متعاونة وبأوامر عليا مع إدارة السجن من خلال قيام تلك المطابع بصفة دورية بطبع نسخ مقلدة ومحرفة من جريدة الأيام العدنية صاحبة الانتشار الأوسع في محافظات الجنوب وتعديل الأخبار الواردة فيها و إضافة أخبار مفبركة حول الحراك الجنوبي و انقلاب الجنوبيين على القيادات المعتقلة في السجون و التبرؤ منهم , ومن ثم توزيعها عبر بعض الجنود والعساكر في السجن على جميع المعتقلين مع التشفي بهم أثناء رميها إلى زنازينهم لإكمال الخديعة وإظهارها كحقيقة غير قابلة للشك ..

وأضافت نفس المصادر أن أساليب الحرب النفسية التي تمارسها إدارة سجن المخابرات تبتكر بين الحين والآخر أسلوباً جديداً لتثبيط عزائم المعتقلين وكسر هاماتهم , كالإيعاز إلى بعض العساكر مثلاً فتح بوابة الزنازين الانفرادية التي يقبع فيها المعتقلون في الدور الثالث تحت الأرض وإلقاء جمل مرتبة وقصيرة على مسامع المعتقل في الزنزانة لإتلاف أعصابه و إحباطه نفسياً , وهي جمل وعبارات يتم اختيارها عبر فئات متخصصة وبعناية فائقة , كقيام أحد العساكر مثلاً بفتح زنزانة أحد المعتقلين وإلقاءه جملة قصيرة على المعتقل : (( الحمد لله الذي انتقم منك في ولدك )) , ثم إغلاق باب الزنزانة من دون تفاصيل , لينخر الشك بعدها عقل المعتقل وجسده ..

وفي نفس السياق أفادت المصادر نفسها أنه تم توزيع رسائل خطية مفبركة من المعتقلين إلى بعضهم البعض يفيد فيها المعتقل كاتب الرسالة "المفبركة" بأن الأفضل تليين الموقف أو تغييره وبعض تلك الرسائل كانت تفيد صراحة بتبديل القناعة ونصيحة الآخرين بتبديلها أيضاً والتوبة جماعياً , ورجحت المصادر أن هذه هي الحيلة التي تم القيام بها مع الصحفي والناشط السياسي أحمد عمر بن فريد حيث تم تزييف رسائل خطية مفبركة وموقعة من زملاءه في المعتقل وتسليمها له كتفويض لتقديم اعتذار جماعي بالنيابة عنهم أواخر الشهر المنصرم .


يذكر أن بعض الموقع الإخبارية سبق وأن نشرت قبل أيام زيارة بعض الناشطين السياسيين لبعض المعتقلين الذين أفادوا زوارهم بأنه تم إخبارهم أن المتظاهرين الجنوبيين قد مزقوا صورهم وتبرؤوا منهم , وهو ما يمكن إدراجه ضمن سلسلة أساليب الحرب النفسية التي يمارسها جهاز المخابرات اليمني والتي كشفتها بعض المصادر في الخبر أعلاه .