هام جدا : صالح متخوف من تحول الانتخابات النيابية إلى استفتاء جنوبي برفض الوحدة

[د0 الشبواني]

هام جدا : صالح متخوف من تحول الانتخابات النيابية إلى استفتاء جنوبي برفض الوحدة



صنعاء – لندن " عدن برس ": خاص : 9 – 9 – 2008
أبلغت مصادر سياسية جنوبية مقربه من الرئاسة اليمنية ومكتب رئيس الأمن القومي بصنعاء علي الانسي " عدن برس "عن وجود خطة رسمت بعناية لزرع الشكوك فيما بين الجنوبيين عبر تقديم الإغراء بالوظائف وشراء الذمم بالمال والسيارات للمؤثرين من الشخصيات الجنوبية ، وأن الخطة تهدف الى تشويه سمعة بعض القيادات الجنوبية على اعتبار أن مواقفها قد تغيرت مع السلطة ، وحسب المصادر فأن صنعاء تهدف من ذلك تمرير الانتخابات والقبول بها في محافظات الجنوب التي تشهد حملة واسعة من أجل رفض هذه الانتخابات ، وتحويلها إلى استفتاء جنوبي ضد الوضع القائم والذي يعتبره الجنوبيين احتلالا شماليا غير مقبول .

وقالت المصادر أن صالح منزعج للغاية إذا تم مقاطعة الانتخابات في الجنوب فسيعتبر ذلك نصرا للحراك الجنوبي ، كما سيعتبر إعلانا رسميا لفشل الوحدة ، وأن ذلك سيعطي صورة للعالم بحقيقة ما يجري في الجنوب وسيعزز عن مطالب شعب الجنوب في تقرير مصيره .
وأكدت المصادر أن الخطة ركزت على استغلال الخلافات بين الجنوبيين ، والعمل على تأجيجها والتشكيك فيما بينهم ، مستغلة وجود تباينات في وجهات النظر وتعدد الأطروحات في القضايا الجنوبية الجنوبية ، وأن الخطة تقوم على تغذية هذه الخلافات وتوسيعها ، والزج بعدد من منتسبي الأمن القومي والمتعاونين معه الى شعارات عدائية ضد الوحدة وضد الشماليين بدون تمييز ، مما سيعطي كسب وتأييد الشماليين للدفاع عن أنفسهم وعن زعيمهم القائد لمسيرة الديمقراطية والتنمية .
وأوضحت المصادر أن الخلافات بين السلطة و اللقاء المشترك هي خلافات على التمثيل في الجنة الانتخابات وفي سجل الناخبين فقط ، اما القضية الجنوبية فهي بعيدة عن اهتمام الطرفين ، وأنهما جميعاً يعطيان الاولويه لدفن القضية الجنوبية. وكشفت المصادر أن الخلافات التي أعلن عنها أخيرا بين السلطة والمشترك سبقها اتفاقا بأن يكون علي منصر ممثل للحزب الاشتراكي في اللجنة العليا للانتخابات كإغراء للجنوبيين وقبولهم بشرعية الانتخابات . وحسب المصادر فأن أكثر حماس لذلك الطرح هم الشماليين في الحزب الاشتراكي وفي المشترك، تحت مبرر إن الهدف من ذلك هو إطلاق علي منصر ، بينما الهدف الحقيقي هو تمرير الانتخابات في الجنوب . وعلى ضوء ذلك قامت السلطة بالجلوس مع علي منصر في السجن و محاولة إقناعه بالفكرة ، و لكنه أدرك ذلك ورفض . و بعد ذلك قامت السلطة بتكليف بعض من مشايخ ردفان بإقناع ناصر الخبجي بترك الحراك مقابل تعيينه وزيراً في أية وزاره يختارها وترتيب أوضاع جماعته ومن يريد وتوفير فرص عمل لهم وحل مشاكلهم في المؤسسات الحكومية او السلك الدبلوماسي ومن يريد لهم العون والمساعدات وسيارات ، وأكدت المصادر الجنوبية المقربة من رئاسة الجمهورية أن الخبجي رفض أن يساوم في قضية الجنوب وشعبه وكفاحه النضالي من أجل تقرير المصير ، موضحا أن السلطة وجهاز الأمن القومي التابع لها لن يمرر سياسات الخداع على الجنوبيين مرة أخرى.
وأضافت المصادر أن مساعي السلطة لشق وحدة الصف الجنوبي مستمرة من قبل عدد من المشايخ الجنوبيين والمغرر بهم ، وبرأي السلطة أنها إذا مانجحت في ذلك ستعممه على الضالع و بقية مناطق الجنوب المتوترة حتى تمر الانتخابات ، و بعد مرور الانتخابات و خاصةً في الجنوب لكل حادثة حديث .
واعتبرت المصادر أن الخطة أخذت في حسبانها أيضا العمل على خلق الشكوك بين عناصر الداخل والخارج من خلال أنزال شائعات عن وجود تفاهمات بين مقربين من الحاكم والمعارضة في الخارج الهدف من ذلك كما هو في الداخل خلق الشكوك ونزع الثقة وفقا لسياسة " فرق تسد " ، وتمرير الخدع والكذب لكونهم يطلقون على الجنوبيين بأنهم اغبياء يصدقون ويتخذون مواقف من بعضهم كما حصل في الماضي وهذا ما يصنفون به الجنوبي ، حيث إن الخوف الأكبر لدى جميع الشماليين في السلطة والمعارضة هو من مقاطعة الانتخابات في الجنوب ، وأن ذلك يعني إسقاط الوضع الحالي للوحدة و فرض الحل الذي يطالب به النضال الشعبي من خلال الحراك الوطني الجنوبي السلمي . بعد أن أصبحت مواقف الجنوبيين موحدة .
وأكدت المصادر أن " مطبخ " السلطة في صنعاء صار قلقا من تحول القضية الجنوبية عند أبناء الشعب الجنوبي وقيادات الحراك في الداخل والخارج إلى عقيدة من الصعب هزمها ، ودعت المصادر أبناء الجنوب الى اليقظة والعمل على إفشال هذا المخطط الذي وصفته بـ" الجهنمي" ، كما دعت المصادر كل الثوريين الجنوبيين والأحرار من مشايخ وأعيان التجرد من العواطف وإغراءات سلطة صنعاء التي قد تسبب لهم تشويه مساعيهم وبدون أدراك عواقبها ، خاصة وأن صنعاء تهدف من خطتها هذه خداع الشعب الجنوبي مرة ثانية لتمرير الانتخابات في هذه الظروف التي وصل يشهدها الجنوب من رفض للاحتلال الشمالي له .
وقالت المصادر الجنوبية المقربة من الرئاسة : " أن صنعاء تراهن على شق الصف الجنوبي عبر الشائعات وتقديم الأموال والإغراءات ، وعندما تنتهي الحاجة سيصنفوننا بأننا ضعفاء نفوس وبائعي الوطن وسيشوهون وطنية كل من يتعامل معهم ، كما أن من سيتعامل مع صنعاء في هذه الظروف سيلحق ضررا بقضية الجنوب " ، وحذرت المصادر من أن التعامل مع نظام صنعاء وهو يعيش هذا المأزق في الجنوب هو تكرار لمن تعاملوا مع هذا النظام أثناء حرب 1994 ، وجرى تصنيفهم بعد احتلالهم للجنوب بأنهم باعوا إخوانهم بالمال المزور وسلموا المعسكرات والمواقع وإنهم جبناء.
وكررت المصادر تحذيرها بالقول: " أحذروا يا أبناء الجنوب من الخداع المرسوم ، أنهم اليوم سيفرشون لكم الأرض بالورد الحمراء ، وسيعطون لكم من المال الحرام ومن ثروة الجنوب المنهوبة ما تريدون ، وسيعطون لكم السيارات عند الحاجة وبعدها يقولون عنكم قول الكلاب".