نداء الوطن والضمير ....

[كاتب العدل]

يعيش وطننا الجنوب اليوم محنة حقيقية تجلياتها متشعبة، ابتداء من قرار الحرب الظالمة التي شنها نظام صنعاء على الجنوب ، مرورا بجملة من الإجراءات التي تلت الحرب وأتت على كل شيء في الجنوب من تدمير مؤسسات الدولة الى تسريح الجيش الجنوبي ، والكوادر الجنوبية ، وتهميش النخب الجنوبية ، وفرض سياسية التجويع والنهب ومصادرة الحريات والحقوق ، وتزداد الأخطار تأثيرا بسبب ما يعانيه الجنوب نفسه من عوامل الضعف المتمثلة في الإنهاك الحاد الذي أصاب المجتمع الجنوبي ، وتعدد وتداخل التيارات الجنوبية داخليا وخارجيا ، والاختراقات الخطيرة التي يكرسها نظام صنعاء بين صفوف ابناء الجنوب ، وبث روح الفرقة والشك فضلا عن روح الأنانية التي لازال البعض يعاني منها وتسيطر على ثقافته ومنهجة اليومي .
هذه الحالة تدعونا إلى القيام بعملية مراجعة شاملة لجوانب نضالنا ومواجهة شجاعة مع مشاكلنا ومصارحة أمينة مع ذواتنا وشركاء النضال داخل الوطن الجنوبي ، صراحة حقيقية لا تقتات بالشعارات ولا تعيش بالأحلام ولا تقودها الأوهام، إذ لا بد من مكاشفة كاملة تطفو فيها الحقائق على السطح وتختفي منها الازدواجية التي نعيش فيها، وتتقدم الشفافية لتساهم في تكوين حراك وطني ذا مصداقية واحترام ، يواجه مشكلاته بوضوح ويتعامل معها بشكل مباشر وينفتح على الغير وترتفع فيه قيم الوطنية والصدق والإخلاص والوفاء .
وحتى يتحقق ذلك ، يبدو أنه من الضروري أن يعمل قادتنا في الهيئات الشعبية في كل المحافظات على إعادة صياغة الوعي الوطني بموضوعية وإعادة جدولة أولويات الحراك ووسائل عمله ، بما يمكّنه من فهم وتشخيص هذا الواقع ، بعيدا عن محاولات فرض الوصاية كل على الآخر ، والادعاء الزائف والمضلل باستحقاقات ليس لها وجود او مرجع إلا الهوى الشخصي والنزعات والعصبيات الغير مسئولة ، كمن يدعي بأحقيته في تزعم وقيادة الحراك هنا أو هناك في هذه الهيئة او تلك ، وهذا ما حدث مؤخرا في عدن ، والضالع ، والبقية لا زالت متقدة تحت الرماد .
ولذلك ندعو كل الوطنيين والمخلصين في الداخل أولا ثم في الخارج إلى إعادة الهيبة لمشروعنا الوطني الوليد وتحديد محاوره الأساسية ومعوقات تنفيذ المشروع بشفافية ، والالتقاء والتحاور بروح الشجاعة والصدق ، إذا ما أرادوا الوصول إلى الأهداف المنشودة .
ونناشد على وجه الخصوص قيادات الحراك في الضالع الاخوة صلاح الشنفرة ، والدكتور المعطري ، وشلال شايع الى الترفع عن صغائر الأفكار وجعل القضية الوطنية أسمى من كل الاعتبارات ، وعليهم أن يثبتوا لجماهير الجنوب الذي ينتظر منهم الكثير أنهم فوق كل الحسابات الشخصية وفوق الاعتبارات العصبية ، وأن الاستعداد للتضحية من أجل إحداث نهوض حقيقي بنضال شعب الجنوب هو من أولويات نضالا تهم .
وليعلم الإخوة الأعزاء في الضالع وعدن أن هذا التمزق والتباعد سوف ينعكس أثرة على تباطؤ الالتفاف الجماهير حولهم ، وتسود حاله من الهرج والجدال المتعصب بين صفوف أبناء الجنوب وبالتالي الفشل الذريع ، وهذا ما تسعى إليه السلطة الاحتلالية . ولا يجوز منحهم هذه الهدية على طبق من ذهب .