القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
نظرة حديثة للعلاقة اليمنية بالجهاد العالمي
الحرب على الإرهاب تعتمد على درجة تعاون البلدان الإسلامية وجديتها في مكافحته
نظرة حديثة للعلاقة اليمنية بالجهاد العالمي 12/04/2006 أصيف مالك - ترجمة صحيفة الوسط: يخضع في الوقت الراهن للمحاكمة العشرات من أعضاء القاعدة وذلك للاشتباه بتخطيطهم للقيام بهجمات إرهابية ضد مسئولين يمنيين وأهداف غربية في الداخل والخارج. ولسوء الحظ فإن هروب 23 من أعضاء تنظيم القاعدة من أكثر السجون تحصنا في مطلع شهر فبراير يلقي ظلالا على أهم فصول الحرب على الإرهاب. الحرب الأهلية الأفغانية: لعبت اليمن الشمالية برئاسة الرئيس على عبد الله صالح دور المصدر الرئيسي للمتطوعين في الجهاد الأفغاني خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي. وبالمقابل كان الجنوب اليمني بقيادة الحزب الاشتراكي اليمني يقف مع نظام الحكم الشيوعي المفترض في أفغانستان ووجه كل طاقاته لمنع المتطوعين من التوجه إلى أفغانستان. وتقدر مجلة جانز انتلجينس رفيو الدورية (Jane's Intelligence Review) التي تصدر في بريطانيا بأن عدد المتطوعين اليمنيين المشاركين في الحرب الأفغانية يصل إلى 3000 متطوع بعضهم شاركوا في ساحات القتال وساهم البعض الآخر منهم في تقديم الدعم من بلادهم. اليمن الشمالية آنذاك والتي أصبحت الجمهورية اليمنية الموحدة (في مطلع العام 1990) على العكس مما كانت عليه الجمهورية العربية المصرية، فتحت ذراعيها مرحبة بأبنائها العائدين من أفغانستان والراغبين في العودة إلى وطنهم بعد انتهاء الحرب و انهيار النظام الشيوعي الحاكم في كابول في العام 1992م. ووجد العائدون في حزب الإصلاح الذي تعود جذوره إلى التحالف القبلي لقبائل حاشد في اليمن الشمالي ملجأ وملاذاً وهو الحزب الذي يتزعمه الشيخ عبدالمجيد الزنداني وهو نفسه يعتبر أحد الحلفاء الأفغان وصديقاً حميماً لعبدالله عزام وأسامه بن لأدن. ودخل الزنداني في العام 1993م المعترك السياسي في اليمن حيث أصبح بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت في نفس العام عضوا في الحكومة اليمنية الموحدة. ولعبت اليمن دورا آخر، حيث شكلت محطة عبور للمجاهدين الأفغان من جنسيات أخرى أهمهم المجاهدون المصريون الذين كانوا يتوقون للعودة إلى بلدانهم بعد الحرب. وكان كبار المسئولين اليمنيين والمصريين على رغم النجاح الذي تحقق في إحضار العشرات من المجاهدين إلى المحكمة فإن نجاحهم لم يتم بمعزل عن المجتمع المحلي و عناصر في الجيش والأجهزة الأمنية اطلاع خلال العام 1993م بأن العديد من القادة الأفغان المصريين الذين استوطنوا في اليمن وكانوا متورطين في محاولات اغتيال رئيس الوزراء المصري السيد عاطف عبيد في نوفمبر من العام 1993م والرئيس حسني مبارك أثناء زيارته في شهر يونيو لدولة إثيوبيا. وقبل اندلاع الحرب الأهلية في اليمن الموحد في شهر يونيو من العام 1994م كان المجاهدون الأفغان العائدون في صف الحكومة في صنعاء. وكانت هذه الجماعات تكن الكثير من الكراهية للماركسيين والشيوعيين وقدمت يد العون للإطاحة بالنظام «الملحد»الماركسي والذي كان يدير البلاد في المنطقة الجنوبية من الجمهورية الموحدة. وكشف الشيخ طارق الفضلى، رئيس منظمة الجهاد الإسلامي والابن الربيب للزنداني، بأن أسامة بن لادن هو من قام بدعم عمليات الاغتيالات ضد كبار الماركسيين اليمنيين في أوائل الثمانينيات وكان هو من شارك في طرح فكرة الإطاحة بالنظام الحاكم في الجزء الجنوبي من اليمن. (.........) وقد أقدمت منظمة طارق الفضلي على اغتيال عدد من كبار أعضاء الحزب الاشتراكي اليمني بعد قيام الوحدة في اليمن وكان متورطا بالقيام بهجمات ديسمبر 1992م الإرهابية على اثنين من الفنادق في مدينة عدن والتي كان ينزل فيها جنود أمريكيون آنذاك. شارك الفضلي في السياسة اليمنية وذلك بعد انضمامه إلى الحزب الحاكم برئاسة علي عبد الله صالح. وفي السنوات الأخيرة كان الهدوء قد عاد للمجتمع اليمني وكان على ما يبدو أن عامل المتطرفين الإسلاميين قد توقف عن تمثيل تهديد حقيقي للنظام القائم. ومع ذلك رفضت الحكومة اليمنية تنفيذ مطلبين من المطالب الأولية للمجاهدين الأفغان والتي انحصرت بطلب السماح لهم بالانضمام إلى قوائم الجيش اليمني وأن يمنحوا الحرية بالقيام بأعمالهم في الجزء الجنوبي من اليمن. ونتيجة لرفض الحكومة التجاوب مع تلك المطالب أدى ذلك إلى اندلاع معارك طاحنة بين المجاهدين الأفغان والقوات الحكومية في مدينة عدن الساحلية. وتم قمع المليشيات المتطرفة التي واجهت إما السجن أو الطرد إلى خارج اليمن. وفي السنتين اللتين لحقتا ذلك النجاح في تجنب قوات الأمن تأسس جيش عدن أبين الإسلامي بقيادة زين العابدين المحضار، وهو مجاهد أفغاني آخر. وأعلنت هذه المنظمة نفسها الوريث لحركة الجهاد الإسلامي اليمني والحليف الأهم لأسامة بن لادن. وقام أعضاؤها بتأسيس معسكرات تدريبية في منطقة أبين في جنوب اليمن ودعوا إلى إيجاد نظام الخلافة الإسلامي في اليمن وإلى إنهاء التواجد الأمريكي البريطاني من شبه الجزيرة العربية ككل ومن اليمن بشكل خاص. وحرض جيش عدن أبين على اختطاف الأجانب والقيام بهجمات إرهابية ضدهم في اليمن.. كل ذلك بهدف الضغط على الحكومة لإطلاق سراح أعضاء المنظمة من السجن وإنهاك القطاع السياحي الداعم للاقتصاد اليمني و طرد الأجانب من البلاد.حينما رفضت السلطات اليمنية ضم المجاهدين إلى قوائم الجيش أسسوا منظمات راديكالية بدأت بتقويض النظام وكان جيش عدن أبين الإسلامي قد أقدم على تنفيذ هجمات وتفجيرات انتحارية بالتعاون مع تنظيم القاعدة على المدمرة يو إس إس كول (USS COLE) في شهر أكتوبر من العام 2000م في ميناء عدن، وهو الهجوم الذي أسفر عنه مصرع 17 بحارا من سلاح البحرية الأمريكية بالإضافة إلى اثنين من مرتكبي الهجوم الانتحاري وكلاهما كانا من المجاهدين العائدين من أفغانستان. وكان جيش عدن أبين يتلقى دعماً ماليا من الزعيم الإسلامي البريطاني أبو حمزة المصري ومن أسامة بن لادن، الذي كان قد أعلن في تصريح له بتاريخ 23 أغسطس من العام 1996م الحرب على وأن تواجد المجاهدين في الجزء الجنوبي من اليمن يمثل تهديدا استراتجيا «للتحالف الإسرائيلي الصليبي» في المنطقة. دور المتطوعين اليمنيين في التمرد في العراق كان خلدون الحكيمي البالغ من العمر 29 عاما و من سكان مدينة عدن واحداً من المشتبه بهم في التورط بالقيام بهجمات إرهابية على المدمرة الأمريكية يو إس إس كول (USS COLE) في أكتوبر من العام 2000م. وفي 11 أبريل من العام 2003م تمكن من الفرار من سجن الأمن السياسي في مدينته وتم القبض عليه وسجنه لمدة ثمانية أشهر وتم الإفراج عنه بعد ذلك وفي التاسع عشر من يوليو 2005م قام بالترتيب لهجمات انتحارية ضد قوات التحالف في العراق وكان قد سبقه بيوم واحد صالح مناع وهو شخص آخر من سكان عدن ويبلغ من العمر 28 عاما حيث قام بهجمات انتحارية مماثلة في العراق. وفي 1 نوفمبر 2005م ألقت قوات التحالف القبض على يمنيين كانوا يقومون بجولات استطلاعية لصالح تنظيم القاعدة جنوب مدينة بغداد. وأكد مسئولون في الاستخبارات الأمريكية بأن المتطوعين الإسلاميين اليمنيين ينتمون إلى حركات تمرد عراقية منظمة تواجه القوات الأمريكية في العراق، بالإضافة إلى متطوعين من المملكة العربية السعودية والأردن وسورية ولبنان وبلدان أخرى من العالم (بما فيهم المجاهدون الأفغان). وكان هؤلاء المتطوعون يتوافدون إلى العراق قبل وبعد غزوه بقيادة القوات الأمريكية و كانوا يتلقون تدريباتهم في معسكرات في العراق والتي كان البعض منها يقع بالقرب من مدينة بغداد. وأوضحت دراسة حديثة أجراها أنتوني كوردسمان من مركز الدراسات الإستراتيجية و الدولية أن نسبة المجاهدين الأجانب في العراق والذين يحملون الجنسية اليمنية تصل إلى 17%. وهذه النسبة لا يدخل ضمنها مقاتلون من جنسيات أخرى تلقوا تدريباتهم في اليمن. ووفقا لصحيفة (الثوري) فإن عدد التفجيرات الانتحارية التي قام بها متطوعون يمنيون في العراق تصل إلى عشرين هجوما انتحاريا. لعب رجال الدين دورا حاسما في تأهيل المتطوعين الإسلاميين للجهاد من أفغانسان وحتى العراق، وعلى رأسهم عبدالمجيد الزنداني، رئيس اتحاد قبائل حاشد اليمنية في الشمال ورئيس مجلس شورى حزب الإصلاح اليمني وعضو حركة الإخوان المسلمين ومؤسس جامعة الإيمان الدينية الصديق الوثيق لعبد الله عزام وأسامه بن لادن وعلى نفس الصعيد الذي كانت عليه الحال في الحالة الأفغانية بدا الأمر كذلك في العراق حيث لعب رجال الدين دورا حاسما في تأهيل المتطوعين الإسلاميين للجهاد. وكان من أبرز الشخصيات اليمنية التي سهلت وصول المتطوعين الإسلاميين من مختلف الجنسيات بشكل عام ومن جنسيات يمنية بشكل خاص إلى العراق الشيخ عبدالمجيد الزنداني، رئيس اتحاد قبائل حاشد اليمنية في الشمال ورئيس مجلس شورى حزب الإصلاح اليمني وعضو حركة الإخوان المسلمين ومؤسس جامعة الإيمان الدينية في صنعاء. ولقد تمت الإشارة في السابق إلى علاقة الصداقة الوثيقة بين عبد الله عزام وأسامه بن لادن مع عبد المجيد الزنداني الذي كان معروفا بدوره كأبرز المؤهلين للمتطوعين والممولين للجهاد الأفغاني وهو من يطالب بالقبض عليه ومصادرة أملاكه كل من الولايات المتحدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة و هو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن. قاعدة ملائمة لعمليات تنظيم القاعدة والمحاربين العراقيين رأى أسامة بن لادن أن اليمن و تحديدا الجزء الجنوبي منه ذا أهمية إستراتيجية للحرب ضد التحالف الصهيوني الصليبي، فلقد بدا واضحا في الوقت الراهن من خلال 2006م سلسلة الاتهامات المسلمة إلى المحكمة اليمنية والتي تنظر في قضية أعضاء من تنظيم القاعدة، وأوضحت تفاصيل تلك الاتهامات إلى مجموعة من الهجمات الإرهابية التي قام بها المتهمون في داخل وخارج اليمن في غضون السنوات القليلة الماضية وكذلك الهجمات الأخرى التي كان مخططا لها. وفي الثامن من أغسطس من عام 2005م و قبل ستة أشهر من بدء سلسلة المحاكمات الحديثة، أصدرت المحكمة حكما بالسجن لفترات متفاوتة تتراوح ما بين سنتين إلى أربع على ستة من أعضاء القاعدة التابعين لكتائب التوحيد و كان قد وجه الاتهام بحق الستة و ذلك بالتدبير للقيام بهجمات على السفارة الإيطالية والبريطانية وعلى المركز الثقافي الفرنسي في صنعاء. وكانت قد حكمت المحكمة ببراءة متهمين يمنيين لعدم توافر الأدلة. ووفقا لقرار الاتهام فلقد قامت المجموعة بالترتيب لهجمات ضد قواعد عسكرية في المملكة العربية السعودية وكذلك ضد مواطنين أمريكيين و شركات غربية، مطاعم و مدارس في البحرين و الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة.هرب 23 من السجن يزيد من الشكوك تجاه قدرة وجدية النظام الحاكم في اليمن على مكافحة الإرهاب وفي 14 فبراير من عام 2006م شرعت المحكمة في محاكمة غالب الزايدي البالغ من العمر 28 عاما ومحمد حمدي الأهدل (ابو عاصم المكي) 35 عاما وهو يمني من أصل سعودي وعمل كمسئول مالي لتنظيم القاعدة في اليمن وكان أحد المدبرين للهجمات على المدمرة الأمريكية يو إس إس كول، وأظهر قرار الاتهام ضد المتهمين الاثنين الاعتقاد بأن الأهدل هو الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في اليمن بعد أبو علي قايد سنان الحارثي وكان قد تسلم مبلغ 44000$ و1061500ريال سعودي من كمال أبو حجازي المسئول المالي السابق لتنظيم القاعدة في اليمن و الذي يعتبر أحد الأعضاء البارزين في المنظمة. بالإضافة إلى ذلك كان أبو على الحارثي قد قام بتحويل 50000 ريال سعودي للأهدل والذي كان قد قام باستلامه من أسامه بن لادن لغرض الحصول على أسلحة ومواد متفجرة و ذلك للقيام بهجمات إرهابية في اليمن. وكان الأهدل الذي اعترف بتسلمه مبالغ كبيرة من "جهات خارجية" قد أنكر أن الهدف من وراء تلك المبالغ هو القيام بعمليات إرهابية. وزعم بأنه يقوم بتحويل مبالغ كل ثلاثة أشهر لعائلات يمنية كتلك التي يقبع أبناؤها في سجون الأمن السياسي اليمني أو سجن معسكر جوانتنامو وإلى تلك العائلات التي قتل أبناؤها أثناء الحرب الأهلية اليمنية في عام 1994م أو في الحروب الأفغانية وفي الشيشان والبوسنا والهرسك. واحتوى قرار الاتهام على تهم للاهدل بترتيب أموال لنشاطات إرهابية في اليمن وبترتيب مبالغ أخرى. بدعوى المساعدات الممنوحة للجمعيات الخيرية التي كان يرأسها. ويواجه الأهدل محاكمة بمقتل 19 عنصراً من عناصر الجيش وموظفين من الأمن وجرح 29 آخرين. بالإضافة إلى تحطيم الممتلكات وكل ذلك ظهر أثناء هروبه الدائم بين عامي 2000م و2003م.ساهم 3000 يمني في الحرب الأفغانية، وشكلت اليمن محطة عبور للمجاهدين الأفغان من جنسيات أخرى وفي 14 فبراير بدأت محاكمة أخرى في صنعاء و كانت هذه المرة مع ثلاثة يمنيين قامت باستلامهم اليمن من الولايات المتحدة بعد أن تم حبسهم في سجن معسكر غونتنامو لأكثر من ثلاث سنوات و نصف. واتهم الثلاثة بمساعدة أعضاء من تنظيم القاعدة بتوفير جوازات سفر وبطاقات هوية مزورة وتم الإفراج عنهم بعد أن رأى القاضي أنهم قد قضوا فترة كافية في السجون الأمريكية. وفي 22 فبراير أيضا في صنعاء تمت محاكمة 17 فردا (12 منهم يمنيون وخمسة سعوديون) وذلك بالتهم الموجهة إليهم بأنهم مرسلون من قبل أبو مصعب الزرقاوي للقيام بهجمات على أهداف وضد شخصيات يمنية وأمريكية في اليمن بين عامي 2004م-2005م. وتزعمت الجماعة من بين الأعمال التي نوت القيام بها التخطيط لاغتيال السفير الأمريكي في صنعاء السيد توماس كرجسكي ولاغتيال الرئيس اليمني على عبد الله صالح ولتفجير فندق في ميناء عدن (والمرجح أن يكون فندق شرتون). و تضمن قرار الاتهام بأنه تم القبض على المتهمين وبحوزتهم كمية كبيرة من الأسلحة من ضمنها بندقية كلاشينكوف وقاذفة صواريخ آر بي جي وقذائف مضادة للدبابات وأيضا مواد متفجرة ومعدات الكترونية لتفجير متفجرات وكذلك جهاز كمبيوتر وثلاثة كمبيوترات محمولة ومبالغ مالية كبيرة ووثائق مزورة لغرض استخدامها أثناء مكوثهم في اليمن والقيام بالهجمات. خلدون الحكيمي برئ من مشاركته ضد كول، ثم اكتشف ترتيبه لهجمات انتحارية ضد قوات التحالف في العراق وأفاد اثنان من المتهمين بأن الأسلحة والمعدات التي تم العثور عليها في شقتهم كانت تستخدم لتدريب المقاتلين الشبان قبل الالتحاق بالعمليات الجهادية في أفغانستان والعراق. وكشف قرار الاتهام اعترافات بعض المتهمين الذين نجحوا في التسلل إلى العراق والمشاركة في الهجمات على أهداف أمريكية ولكنهم أنكروا تورطهم بأي علاقة مع أي مجموعات تنظيمية مسلحة داخل اليمن. وزيادة على ذلك اتهم العديد من أعضاء الجماعة بالتقائهم في العراق حيث قاموا باستلام جوازات وبطاقات شخصية مزورة لينتقلوا بعد ذلك إلى سوريا التي مثلت محطة عبور في طريق عودتهم إلى اليمن. وصرح المتهمون بأنهم قاموا باستخدام وثائق إثبات شخصية مزورة و ذلك لخوفهم من أن يتم احتجازهم بعد عودتهم من العراق. وأفاد زعيم الجماعة علي عبد الله الحارثي (أبو على) أثناء إدلائه بأقواله أنه عاد من العراق مصطحبا معه معدات الكترونية ضبطت بحوزته والتي يدعي أنه أصطحبها إثر تصريحات مرشح الرئاسة الأمريكية جون كيري الذي أعلن بأنه سوف يقوم بمهاجمة المملكة العربية السعودية واليمن فور انتهاء الحرب في العراق. و لكن فشل كيري في الانتخابات الرئاسية دفعه إلى تسليم تلك المعدات إلى رئيس جهاز الأمن السياسي، غالب القمش. وفي المقابل لم يتأثر الحارثي (الملقب بأبو على الصغير) بنتائج الانتخابات الأمريكية. ووفقا لقرار الاتهام فإنه كان عازما على الانتقام لمقتل أبو على قايد الحارثي زعيم تنظيم القاعدة في اليمن واحد المدبرين للهجمات الانتحارية على المدمرة الأمريكية يو إس إس كول والذي لقي حتفه بهجوم بقذيفة أمريكية في صحراء مأرب في 3 نوفمبر من العام 2002م. وفي نفس الأثناء و في تاريخ 27 فبراير تم إعدام عبد الرزاق كامل وهو طالب من جامعة الإيمان للدراسات الدينية والذي قام في ديسمبر من العام 2002م بقتل ثلاثة أطباء أمريكيين من بين 144 حساباً بنكياً في اليمن مملوكة لتنظيم القاعدة وحركة طالبان تم تجميد حساب واحد منها فقط تبشيريين في قرية جبلة الواقعة جنوب اليمن. ورغم أن الحكومة اليمنية دحضت أي علاقة مباشرة بين كامل وتنظيم القاعدة إلا أنها أشارت إلى أنه دعا إلى مساندة التنظيم وحث على الجهاد المتطرف. وكان كامل قد خطط مع شريكه على جار الله السعواني الذي أعدم في وقت سابق من هذا العام لقتل شخصيات يمنية كبيرة بالإضافة إلى الأجانب الموجودين على الأراضي اليمنية. وكان من الصعب على أعضاء تنظيم القاعدة و المجاهدين العائدين من العراق أن يقوموا بأنشطتهم تلك ودون تلقيهم المساندة والدعم من قبل الكثير من كبار أعضاء المؤسسات الأمنية و العسكرية ولا يقل أهمية عن ذلك الدعم الشعبي على المستوى المحلي. وكتب حديثا المعلق العسكري جيمس دانجان قائلا «بأن هناك العديد من المتعاطفين مع تنظيم القاعدة في الجيش اليمني والحكومة». وصرح مؤخرا أحمد الحسني، السفير السابق في سوريا و القائد السابق لأسطول البحرية اليمنية و الذي طلب اللجوء السياسي في بريطانيا بأن هناك شخصيات من تنظيم القاعدة لديها مناصب رفيعة في الجيش اليمني و قوات الأمن. وقال ياسر العواضي، نائب رئيس الكتلة البرلمانية التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام أن اليمنيين متعاطفون إلى حد كبير مع المجاهدين من منطلق التضامن الإسلامي و السبب في ذلك يرجع إلى أن الغرب و الولايات المتحدة على وجه التحديد قطعت الحد الأدنى من وقوفها مع السياسات الغير شعبية في المنطقة. وذكر منها الحرب على العراق، الصراع العربي الإسرائيلي ونشر صور كريكتورية للنبي محمد. و أكد بأنه حتى أولئك الذين لا يتوسلون بالدعاء علنا لانتصار بن لادن على الأمريكان فإنهم يفعلون ذلك في قلوبهم سرا. الهروب الكبير تمكن ثلاثة وعشرون متهما من أعضاء تنظيم القاعدة من الهروب في تاريخ 3 فبراير 2006م من سجن الأمن السياسي المحاط بإجراءات أمنية مشددة في صنعاء ويشتبه بأنهم تلقوا مساعدة على الهرب من قبل أربعة من حراس السجن و ذلك بعد تمكنهم من حفر ممر تحت الأرض يؤدي إلى اقرب جامع من السجن، حيث كان في انتظارهم سيارات للهروب. وكان ثلاثة عشر عضوا من الفارين قد سجنوا بسبب تورطهم في حادث الهجوم على المدمرة يو إس إس كولفي أكتوبر 2000م و في حادث أكتوبر 2002م ضد ناقلة البترول الفرنسية لمبرج. وكانت هذه المحاولة للهرب هي الثانية لبعض الفارين و حتى الآن لم يعد من الفارين سوى خمسة. رغبة النظام الحاكم اليمني تجنب المواجهة المباشرة مع المتظرفين الإسلاميين، يعزز نشاطهم ولقد مثلت حادثة الهروب هذه إرباكاً كبيرا للنظام اليمني الحاكم. وعبر المتحدث الرسمي للبيت الأبيض السيد سكوت ماكليلان عن الامتعاض الشديد ووعد بأن الولايات المتحدة وحلفاءها لن توقف تعقب هؤلاء الإرهابيين الخطيرين. وأفاد دبلوماسي غربي لم يرد ذكر اسمه بأن هذا الهروب يزيد من الشكوك تجاه قدرة وجدية النظام الحاكم في اليمن على مكافحة الإرهاب الإسلامي. وتأتي إفادة هذا المسئول متوافقة مع إفادات لمسئولين أمنيين أمريكيين وأوربيين وذلك بالرغم من إعلان النظام الحاكم في اليمن نيته مكافحة الإرهاب ورغبته في عدم التصادم مباشرة مع الإسلاميين الراديكاليين. وهذا الموقف يمكن أن يلاحظ في التجاوب اليمني المحدود مع حادثة الهروب والتعاون الغير كافٍ مع الإنتربول في ملاحقة الفارين وكما بدا من قبل من خلال البرامج التي حاول من خلالها مفكرو دين مسلمون التأثير على راديكاليين تم احتجازهم في اليمن ليقلعوا عن ما قاموا به و ليتبنوا أفكاراً معتدلة. و في نفس أطار هذا البرنامج فلقد تم أخلاء سبيل المئات من هولا الراديكاليون حتى أن بعضهم في نهاية المطاف تطوعوا للقتال في العراق. وأفاد دبلوماسي آخر أشترط عدم ذكر اسمه و ذلك لحساسية الموضوع بأن نفس أولئك المتطوعين عادوا في الأخير إلى اليمن و أسسوا شبكة لتجنيد الشباب اليمني في العديد من المساجد والجامعات للقيام بمهمة الجهاد الإسلامي في كل أرجاء الأرض. وظهرت جليا على السطح نقاط شك أخرى فيما يخص الحلول التي قدمها النظام الحاكم في اليمن في مواجهة الإرهاب وذلك عندما أصبح معروفا بأن من بين 144 حساباً بنكياً في اليمن مملوكة لتنظيم القاعدة وحركة طالبان تم تجميد حساب واحد منها فقط. من الصعب على أعضاء تنظيم القاعدة و المجاهدين العائدين من العراق أن يقوموا بأنشطتهم تلك ودون تلقيهم المساندة والدعم من قبل الكثير من كبار أعضاء المؤسسات الأمنية و العسكرية ولم يتم الحجز على النشاطات الدعائية والمالية التي يقوم بها عبد المجيد الزنداني و الذي يعتبر وفقا للولايات المتحدة أكبر إرهابي ولم يأت ذلك حتى بعد طلب الولايات المتحدة إلقاء القبض عليه و الحجز على ممتلكاته. وأكد في الوقت نفسه السيد رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء و وزير الداخلية بأن اليمن لديها 172 متهما منتسبون لتنظيم القاعدة و 34 منهم خططوا للسفر إلى العراق. و لم يشر العليمي ما إذا كان الـ23 هاربا من السجن يعتبرون من ضمن الـ172 أم لا. و حسب قوله فإن اليمن مؤخرا قامت بتسليم 69 إرهابيا مشتبهاً بهم إلى المملكة العربية السعودية البعض منهم خططوا للسفر إلى العراق. |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 07:07 PM.