عبثية النخبة الشمالية - أحمد سالم بلفقيه..

[حضرمي جدآوي]

عبثية النخبة الشمالية - أحمد سالم بلفقيه..

السبت - 18/04/2009 - 10:01:23 مساء

سم الله الرحمن الرحيم

عبثية النخبة الشمالية - أحمد سالم بلفقيه..

شبكة شبوة برس – خاص - من خلال هذه السطور سنحاول أن نتعرف على النخبة الشمالية ومسئولياتها تجاه الحالة الوحدوية التي تمت بين اليمن الديمقراطي، والجمهورية العربية اليمنية والمسئولية التاريخية، فمواقف النخبة الشمالية تجاه جنوبنا الحبيب لا مسئولة في مجملها بكل توجهاتها وألوانها النخبوية المختلفة التي تميزت بالعبثية في كل المنعطفات، معرجين إلى بداية تشكل حالة التعرف عليهم من خلال نشوب الحرب الأهلية بعد انطلاقة سبتمبر 1962م، ومن خلال توافد الشماليين إلى مستعمرة عدن والمحميات الغربية، ومواقفهم تجاه النخبة الجنوبية المسئولة، وعبثيتهم تجاة الجنوب وأنفسهم ، وسنحاول أن نعدد أنواع النخب وإسقاطها على واقعنا .

أنواع النخب :

1) النخبة المسئولة هي التي ترتبط ارتباطا مباشرا بالجماهير وبالسواد الأعظم من الشعب وهي النخبة التي تشعر وتحس بمعاناة عامة الشعب وبالتالي هي المعبرة عن هموم ومعاناة الجمهور من خلال اتخاذ القرارات أو تأشيرها أو التواصل مع الجهات المعنية بالسلب والإيجاب وهي التي تمتلك الحق نيابة عن الشعب، كواجب ومسئولية، وهذه النخبة تكون مرتبطة المصالح بالشعب نزولا وصعودا.

2)النخبة العاجية فهي تلك التي لا يهمها من شيء سوى همها ونفسها وهي لا تدرك ما يعانيه الآخرون سلبا أو إيجابا، وبالتالي فهي النخبة الهلامية الكرتونية اللا مسئولة التي لا تضر ولا تنفع.

3)النخبة اللا مسئولة الطامحة الطموح غير الشرعي والذي لا يهمها إلا تحقيق طموحها وان تعددت السبل والطرق، نبيلة أو هابطة، فالهدف لا بد من بلوغه حتى بالتنازل عن القيم والمثل، فمن أجله كل شيء قابل للمقايضة والتنازل إن لزم الأمر فهي وصولية انتهازية .

حالة النخبة الشمالية بعد 1962م :

أن هذه النخبة ومنذ ذهاب العهد الأمامي في المناطق الشمالية أي منذ عام1962م وهي لم تقم بدورها المسئول تجاه شعبها ومن تمثله والتي هي مسئولة ومساءلة عليه عند بارئها فمنذ انقلابها على الإمام إلى حين استدعاء ثلث الجيش المصري لخوض الحرب الأهلية والأخوة وأبناء العمومة(نيابة عنها) حتى عام1967م، وقد تسبب استدعائها للجيش المصري بطامة كبرى للعروبة والأمة، لازلنا نعيش مأساتها ومرارة تضحياتها، عربا ومسلمين، ومنذ ذلك العام وحتى عام 1982م، كانت الشمال تعيش حرب أهلية في جبهات متعدد، ابتداء من الجبهة الوطنية الديمقراطية مرورا بجبهة 13 يونيو، بالأضافة الى بعض الرموز والوجاهات القبلية التي أمتهنت مقاولة الحروب، فمنذ العام 1962م إلى 1982م تم حصد مئات الآلاف بل ربما أكثر من ذلك، أما إذا ما حُسبت الخسائر المصرية والتي تقدر بمائة ألف شهيد فبكل تأكيد فقد ضحى الشماليون اليمنيون إلى جانب أخونهم المصريون الكثير ( جبهة 26 سبتمبر 1962م )، والكثير في الجبهة المعاكسة ( جبهة الأمام ) بالإضافة إلى الضحايا المدنيين، وكم من الجرحى من الطرفين بما فيهم الأخوان المصريين ( فقد استخدم المصرييون كل صنوف المعدات الحربية الثقيلة وصولا إلى الطائرات بأنواعها )، والنتيجة دمار وموت متعدد الألوان، فضحايا تلك الحروب تفوق الثورة الجزائرية المليون والنصف بل ربما المليونين ضحية ( تعداد اليمن الديمقراطي قبل الوحدة )،(فلا توجد إحصائيات رسمية أو شبه رسمية، بالاسم أو بالأرقام) بالإضافة إلى أكثر من عشرين مليون لغم تم زرعه في اليمن الشمالي خلال الحرب التي تلت 1967م إلى 1982م وكم قدم خلال الحروب الجنوبية الشمالية المتعددة وكم من ضحايا قدمت في الدوري مع الحوثي وجولاته الرسمية وامتداداتها غير المجرودة، وبعد هذا وذاك فأي نخبة ابتلى بها هذا الوطن، حاكمة ومحكومة، موالاة ومعارضة فالنخبة لم تقم حتى بحصر تقريبي مسئول، وكم من ثروات الشعب استنزفت؟ وهل؟ وهل؟وهل قلصت الفجوة بين الريف والمدينة؟ وكم من الأمية محت؟ وكم زاد متوسط الدخل الفردي؟ ومتوسط إنتاجية ؟ وكم وكم وكم؟!! وكم من الألغام نبشت في الشمال !!؟؟؟..

لقد كانت اليمن قبل عام1962م مكتفية ذاتيا وتأكل ما تزرع وحالة الميزان التجاري والمدفوعات بالموجب، أما الآن ؟ وبعد عمر الحرب الطويل من 1962م الى1982م وبعدها استمرار حالة الاستنفار والحروب والتي لازلنا نعيشها...هل وعت النخبة مسئوليتها !؟ وبادرت بتعويض من هي مسئولة عنهم من الشعب...!! نعم فقد حشدتهم وصدرتهم إلى الشقيقة الكبرى والجارة العدوة تاريخيا لهم (حسب منطقهم وثقافتهم ) فقد تكفلت السعودية بحل تلك المشكلة بأن استقبلت من عام1982م وما قبله إلى عام1990م الملايين من الأفواه والأيدي العاملة التي كانت تمتهن الحرب والقتال ومنهم المتضرر والمزارع والعامل الذي لم تتوفر له سبل العيش الكريم فأرتضى بالهجرة وبدونيتها وتنازلاتها إذ كان لا بديل، وما أن استقر بهم الحال حتى قامت حرب الخليج عام1990م وكانوا من ضحايا تلك الحرب فقد جرت عليهم البلاء بأن طردت الغالبية بسبب أخطا النخبة اللا مسئولة في إدارة شئون الشعب والوطن، فلم يستقر بهم المقام طويلا في الغربة حتى زجت بنفسها وشعبها نتيجة لشحة إنتاج سلعة جيدة من الحكمة فقد كانت...يمانية...؟!!،

أي يمن مقصود فربما اليمن المحادد للشام، ونتيجة للا مسئوليتها أن توافد شعبها ألملاييني من الشقيقة السعودية إلى اليمن مشكلين عبء على الاقتصاد الوطني حتى حشدتهم وزجت بهم في أتون حرب أهلية أخرى وهي حرب صيف 1994م وتمهيداتها، ففي هذه الحرب أجمعت النخبة قاطبة بكل ألوان الطيف اليمني، ضد شقيقة جاءتها ساعية تطلب الوحدة، فالتهمتها التهام الضباع، ضباع النخبة العبثية، التي عبثت بمقدرات وثروات شعب، ووطن طيلة فترة ممتدة من 1962م فربما قد ورثوا هذه العبثية من قبل ذلك بكثير!!.

ومنذ صيف 1994م والى تاريخ كتابة هذه السطور والعبثيون النخبويون الشماليون يلعبون لعبتهم العبثية ليس في الشمال بل وفي الجنوب، ولم نسمع ولم نقرأ من قبل إعلام النخبة الشمالية قاطبة كلام أو مواقف أو أفعال حتى ولو على شاكلتهم العبثية تجاه الجنوب، فهذه النخبة اللا مسئولة بكل ألوانها من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال، ومن أقصى الغرب إلى أقصى الشمال، ومن الشمال إلى أقصى الشمال، قد أجمعوا وأتفقوا على الضرب المتواصل بدون رحمة أو كلل لكل أنواع النخب الجنوبية، حتى أختل المجتمع،وهو المطلوب، فقد كانت كل النخب الشمالية من سياسية بأحزابها أو المؤسسية المدنية منها والقبلية (حتى وريث الرئيس أبراهيم الحمدى الشاذ عن الجمع الأستاذ عبدالملك المخلافي) فقد استدرج إلى ثلة العبثيين بدرجة مستشار مثله مثل أقرانه من النخب العبثية، فقد تم الأجماع وقلة قليلة صمتت وصماتها قرارها.

فحين لا ترى ولا تسمع ردات فعل لأحداث مصيرية من قبل النخب بالسلب أو الإيجاب فإن هذا إصرار وتصميم على مبادئ وأصول علم فن العبثية، وهي استمرار لذلك الماضي العبثي ابتدأ من عبثية ما قبل الثورة وعبثية ما بعد الثورة من حرب الأهلية وحصار السبعين إلى عبثية الجبهات المتحاربة والمتواترة، ومنذ عام 1994م إلى عام2008م بعد إن حسمت النخبة العبثية الحرب لصالحها وصرنا نقترب من السنة الخامسة عشر من عام الهزيمة أو النصر "دعوها وسموها كما شئتم" وعشرين سنة من عام الوحدة 1990م.

فماذا فعلت النخب الشمالية للجنوبيين؟ وماذا جنوا الجنوبيين من تلك النخب؟ سوى الوعود لرفع المظلومية وزيادة الصلاحيات؟ لكننا فعليا نجد أن النخبة العبثية الشمالية تعمل على تفريغ القواعد الجنوبية من نخبها المسئولة، بالترغيب والترهيب وشراء الذمم وتلويثها، خمسة عشر سنة من المراوحة السياسية النخبوية الشمالية الشمالية، والحراك السياسي النخبوي "الشمالي – الشمالي" لخدمة النخبة الشمالية، وجميع النخب الشمالية بتبايناتها أتفقت أو لاذت بالصمت وصمتها موافقة، على حساب النخبة الجنوبية، وعلى النخبة الجنوبية أن تجيّر نفسها لخدمة النخبة الشمالية، باستيعابها في حزبين موسميين غير فعاليين يستحققن التسمية التاريخية كحزبين من طراز جديد لا مثيل لهما وهما حزبي ( الموت أصلي ) للنخب الجنوبية ومن هي مسئولة عنهم ( شعب الجنوب) .

لقد خاضت النخبة الشمالية ستة حروب حوثية عبثية ( كما يقولون ونحن نراها حرب واحدة مستمرة لم تنتهي، فلم تكن مسلسل من عدة حلقات، إنما هي فلم طويل مرعب ومستمر، بها من الصور والوثائق ما يفزع ويشيب لها الراوي والمتلقي) لقد سبقت نخبتكم شبيبة فتاح بشبام القرن العشرين ولحقتم بها بصعدة القرن الواحد والعشرين (الحالة التي لا تسمى ولا تكنى ولا نريد تذكرها أو ذكرها)، فلا نعلم متى تبدأ الجولات العبثية ومتى تنتهي ولماذا ؟ وكم كلفت دافعي الضرائب ؟ وكم الضحايا ؟ ومن يستحق العقاب والمسائلة لتك الجولات العبثية؟ وما دور النخب ومواقفها ليس تجاه الجنوبيين بل تجاه أخوانهم وأبناء العمومة ؟ لم نسمع..؟ لم نرى..؟ لم...؟؟! وحتما ستبدأ جولات أخرى عبثية صعدية حوثية حسب عدادهم، طالما في مدرسة زيدية أعتزالية تقول ( أذا أجتمع حول الفقيه أربعين رجلا...ألخ صار الجهاد فرض عين ...ألخ .) سكة سفر طويلة وسنرى ماذا في جعبة العبثيون؟ فمن يتعامل مع شعبه كأرقام تزيد وتنقص وهي أرقام ثابتة لمكونات أصلية في مجتمعه فهو عبثي، فمن العبث الاستمرار مع تلك النخب التي لا يرجى منها شيئا سوى العبث والتعباث .

دور النخبة الجنوبية ومسئوليتها تجاه مواطنيها :

إن النخبة العبثية هي من أبتلينا بهما في شمال اليمن، وبعد الوحدة حاولت خلق تواجد نخبوي جنوبي عبثي لا مسئول مرتبط بها، وعملت على تحييد النخبة المسئولة أو أفسادها وأبعادها أذا لم تستطع وفق منهاج عمل منظم، أن النخبة العبثية صاحبة التفكير النخبوي( المرتبط بالنخبة العبثية ) المتسم بالوصولية والانتهازية عدوة نفسها وعدوة الشعب والأمة، هي من أبتلينا بها في هذا الزمن الرديء والصعب.

فبسبب ما تقدم من هذه وذلك وتلكم وأولئك من النخب العبثية تحتم على الجنوبيين أن يحزموا أمرهم ويطوروا من ذاتهم إلى أقصى وأعلى درجات التفعيل وهم مأجورون عند المولى لصون أنفسهم ونخبتهم وأجيالهم من العدوى المرضية للنخبة الشمالية اللا مسئولة تجاه يمنها الصغير فما بالنا بالكبير!!، وأي كبير وأي صغير..!!

ونحن منذ وعينا وكتبنا الحروف العربية ونطقناها لم يكن الإمام إمامنا، ولم يكن سايكس بيكو من فرقنا ولا حتى الباب العالي، بل أنهم العبثيون من سخروا وهزوا الثوابت، ليتوثق ذلك العبث المقرئ والمرئي للأجيال، ففي هذا لم يكونوا عبثيين فقط، بل أوصلوا الرسالة بكل معانيها وبمفهومها الشامل، فتلك العبثية كانت لدينا أقوى عملا وفعلا من فعل احتلال فلسطين في تقسيمها للمشرق عن المغرب العربي، لقد أوجدت النخبة الشمالية قاطبة واللا مسئولة فجوة كبيرة بينها وبين النخبة الجنوبية المسئولة تجاه نفسها والتاريخ، واستطاعت، ولن ينسى التاريخ لها ذلك بأنها كانت قاطبة على موقف مغاير لحركة التاريخ مع من جاءوها كأشقاء فالتهموها التهام الأعداء..، ماذا أنتم فاعلين مستقبلا فلا سبيل لردم الفجوة طالما ظللتم لا مسئولين مفضلين أن تكونوا عبثيين راكبين (خيل) الغباوة والعداوة تحت (شمس) غير قادر على إنضاج تمرة نخلة من حضرموت أو شفائه من حشرة الدوباس، بل ساعية لقطف برتقالات حضرموت(القطع) بعبثية المصممين، ولا تتفاعلون ونتائج المقابلات والاستبيانات العشوائية والمنتظمة لاستباق الأحداث فالجنوب قاطبة قد وصفكم بإجماع لم تفقهوه، بل تفقهونه مع وجود الوقر بآذانكم، وهي العلامة التجارية الشمالية والتريد مارك لحال نخبتكم، وربنا اللطيف ملهم السلف والأجداد في الشدة والترحال إلى أقصى البحار بعملهم نقبل ونعان وهذا المنعطف، فالجنوب اليوم منفصل بالنظرية وهو لا محالة منفصل بالتطبيق كما في الماضي والمستقبل، فعجلوا ياشماليون بإعانة الجنوبيين وناصروهم تنتصروا للتاريخ ولأنفسكم وللأجيال فالجغرافيا ستظل، وأنتم أهل الحاجة لحالكم الذي لا يحسد عليه ماضيا وحاضرا ومستقبلا، فأنتم نخبة ماتت ميتة فيته، ففي السابق الدعم جنوبي والحاضر جنوبي والحراك جنوبي والمستقبل جنوبي والنخبة جنوبية والثورة جنوبية والنصر جنوبي للثوريون التحرريون ( فالحركيون .. الجنوبيون .. قادمون ) بعون الله والأصدقاء الخيرون .

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

شبكة شبوة برس

تحية جنوبية ... بعبق الإستقلآل والحرية

[amfsed2000]

الف شكر لك

وتحية جنوبية ... بعبق الإستقلآل والحرية