زعامات الحراك .. حتمية بالضرورة

[طائر الأشجان]

لستُ أدري لماذا خطرت ببالي مقولة السيد المسيح " مَن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر " وأنا أستعرض نمور الساحة في الجنوب .. جميعهم تربطهم صلة وثيقة بالماضي الذي تجرع الكل فيه مرارة التجربة القاسية ، وجميعهم أخلص الولاء للثورة " الحمراء " معتقداً بأنها اشتعلت " بعنف العامل والفلاح " ومغيباً خطورة " عبدالفتاح والرفاق " الذين استقطبوا عناصر قيادية إلى صفوفهم ، لخدمة مشروع اليمننة ، واستطاعوا في لحظة ما إقناعهم بتولي قبلتهم ، وتحطيم أكبر صنمٍ طافوا حوله ، وهتفوا له " سالمين نحنُ أشبالك وافكارك لنا مصباح " .

وبرغم أننا نتحاشى في ادبياتنا نبش قبور الماضي لأنها تذكّر بمحازنَ مؤلمة ، إلا أنها تلحُّ على الظهور وبقوة في ذهن الحاضر الموبوء بالتكتلات ، وكأننا نستنسخ صورة الأمس القريب ، ونتعامى عن الإستنتاجات التي قدمتها لنا الأحداث على طبقٍ من ذهب . ويدركُ نمور الساحة جميعهم بأن مشروع الوحدة اليمنية قد بدأ في اللحظة التي تم فيها استبدال عبارة " الجنوب اليمني " في شعار (الجبهة القومية لتحرير " الجنوب العربي " المحتل ) ، وعبثاً يصرون اليوم على تجاهل هذه الحقيقة ، وجعلها من المسلمات ، أو كما يصفونها بالركن السادس من أركان الإيمان ، ولولا الملامة لألفوا فيها قرآناً كما فعلوا في هفوةٍ لن يغفرها الدهر .

ونحن في هذه العجالة إذ نشيد بتثمين موقف أولئك الرجال ، الذين وقفوا بشجاعةٍ نادرةٍ معلنين براءتهم من هذا الإرث المثقل بالرجس ، وفي طليعتهم المناضل السفير / أحمد عبدالله الحسني ، ونستنهض همم البعض ممن يخالجهم التردد في ترجيح كفة البوح بالشهادة ، وإخفائها لأغراضٍ دنيوية ، نقول ذلك لأن ما يطفو على السطح من تساؤلات حول أهلية القائد المناط به قيادة الحراك يتوجب تحلله من رواسب الماضي ، واعتناقه مبدأ تحرير الجنوب العربي من هيمنة الإحتلال اليمني .. ولن تجد رمزاً يقود هذه الأمة من خارج الإطار الملوث بفكر الماضي ، إلا الذين تطهروا ، والكل خاض مع الخائضين ، وهي حقيقة يجب أن نبتلعها بأسى لنجد ذلك الرمز ، وإلا ضعوا " المجدلية " في مرمى حجاركم !.

تحياتي
طائر الأشجان