القسم الثاني
وكما ندعوه بأن لا تكون دعوته او قراره مجرد لعبة سياسية تهدف الي التهويل والدعاية السياسية علي طريق الاعداد لتوريث ابنه الحكم، ونضيف دعواتنا للرئيس بأن يسعي الي تعديل دستوري يحدد فترة الرئاسة الواحدة بخمس سنوات وليس سبع سنوات وكذلك حظر الترشيح علي منتسبي القوات المسلحة لمنصب الرئاسة ما لم يقدموا استقالاتهم ومرور فترة خمس سنوات علي الاستقالة، وايضا حظر الترشيح لمنصب الرئاسة علي ابناء الرئيس او اقاربه ـ اي رئيس يمني ـ وندعوه ايضا الي بناء دولة المؤسسات من خلال تكليف حكومة وحدة وطنية تتحمل مسؤولية بناء تلك الدولة والتهيئة لانتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية باشراف مستقل وعربي ودولي.. وندعو كذلك لعدم الاصغاء لمواكب التطبيل والتزييف والفساد والاكتفاء بسبعة وعشرين عاما.لا نريد الرئيس ان يستمر في ترديد وعوده ولعلنا نذكره بوعده بالزهد في الرئاسة قبل وحدة اليمن 1990 واثناء الازمة قبل حرب 1994 ومن ثم قبل انتخابات رئاسية عام 1999.. ولذا نقول له: جربنا وعودكم الصادقة فهل توفون هذه المرة؟انتفاضة الجياع بدلا من مسيرات المباخر والمزاميريبدو ان الرئيس صالح لم يستمتع بمتابعة ردود الافعال العربية والدولية وايضا اليمنية تجاه قراره المفاجيء بعدم الترشح مجددا لدورة انتخابية رئاسية قادمة بعد 14 شهرا، بل ولم تسعفه بطانته وقياداته وكوارد حزبه باستيعاب المفاجأة نتيجة لانتفاضة الجياع وليس الغوغاء والموتورين كما وصفتهم اجهزة الاعلام الرسمية والموالون.. فهؤلاء الجياع لم يستوعبوا قرار حكومة صالح برفع اسعار المحروقات ما بين 80 الي 120% كآخر الجرعات الاقتصادية المؤلمة.. فكان يوم الاربعاء 2005/7/20 هو يوم تعبيرهم عن رأيهم في سياسة حكومتهم.. خرجوا دفاعا عن لقمة عيشهم كونهم المتضررين من قرار الحكومة.. خرجوا عفويا ولم يكن هناك حزب سياسي او نقابة او.. او.. وراءهم كان حزبهم الوحيد هو الوطن ومبتغاهم لقمة العيش السهلة والآمنة.. وكان يفترض من الرئيس ان يقف وقفة صادقة امام متطلبات خروجهم العفوي والذي شمل معظم المدن اليمنية حيث امتدت شرارتها عفويا الي كل مدينة وتواصلت تفاعلاتها وما زالت، وتناقلت وسائل الاعلام المختلفة الاثار الناجمة عن تلك الانتفاضة وخلال يومين حيث بلغت 38 قتيلا واكثر من 70 جريحا نتيجة مواجهة كل اجهزة الامن والمؤسسة العسكرية لانتفاضات الجياع ويشير الخبراء الاقتصاديون الي انه من المحتمل ان تصل حجم الخسائر المالية بفعل تلك الانتفاضة الي ما يقارب 3 مليارات دولار، كما يردد المراقبون للشأن اليمني احتمال استمرار الانتفاضة لايام.ان اللجوء للعنف مرفوض وخصوصا عنف السلطة واجهزتها ضد مواطنيها، وهنا تبرز التساؤلات عن اسباب استخدام العنف الرسمي ضد المواطنين، واستخدام المتظاهرين للتدمير، هل يمكن اعتبار تصرف المواطنين تجاه العبث والتدمير للممتلكات العامة كجزء من اعتراضاتهم علي ساسة حكومتهم؟ ومن هو المستفيد من سقوط القتلي والجرحي؟ وهل هؤلاء القتلي والجرحي هم مواطنون يجب علي الحكومة الحفاظ علي حياتهم وارواحهم ام انهم لا يساوون شيئا بالنسبة للامور المادية؟اين هي الحكمة والحنكة الادارية والسياسية للسيد الرئيس؟ وكيف لم يستطع قراءة الوقائع قراءة وطنية صادقة اساسها مسؤوليته المباشرة عن الوطن وابنائه؟ وكيف سمحت له نفسه برؤية دماء ابنائه وناخبيه مسالة ومسفوكة علي يد اشقائهم وابنائهم وابائهم؟ولكي لا نتسرع في احكامنا فسوف يكون لنا لقاء اخر ومفصل بشأن الاحداث الاخيرة ومتابعة اخر تطوراتها.ہ باحث من اليمن يقيم في بريطانيا8
هذه المقاله نشرت في القدس العربي ليوم الخميس
|