ﺍﻟﻨﻈﺮﻩ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟʌ

[أبوزيد القيدعي]

ﺍﻟﻨﻈﺮﻩ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻨﻮﺩﻩ
ﺑﻘﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺷﻂ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺃﺑﻮ ﺯﻳﺪ ﺍﻟﻘﻴﺪﻋﻲ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺟﻤﺎﻋﻪ ﺳﻴﺎﺳﻴﻪ ﺃﻭ ﺩﻳﻨﻴﻪ ﻭﺗﻈﻬﺮ ﻗﻮﻳﻪ ﻭﻣﻨﻈﻤﻪ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺇﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﻪ
ﻭﻋﺴﻜﺮﻳﻪ ﺟﺒﺎﺭﻩ ﻭﻣﺘﺴﺎﺭﻋﻪ ﺗﻨﺒﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﻪ
ﻟﻸﺳﻒ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﺎ ﺗﺨﺬﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﻩ ﻭﻧﻨﺴﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﻩ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﺍﻫﺎ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺣﺎﺕ
ﻭﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻭﻧﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﺧﻠﻔﻬﺎ
ﻭﺗﺪﻋﻤﻬﺎ ﺃﻭ ﺑﺎﻹﺻﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﻭﺗﻨﻔﺬ ﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻬﺎ ﺍﻻﻳﺪﻟﻮﺟﻴﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺟﻤﺎﻋﻪ ﺳﻴﺎﺳﻴﻪ ﺃﻭ ﺩﻳﻨﻴﻪ ﺃﻭ ﺩﻭﻟﻪ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﺑﻘﻮﻩ
ﻛﺒﻴﺮﻩ ﻭﺍﻟﺘﻤﺪﺩ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻒ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻭﺗﺪﻋﻤﻬﺎ ﺩﻭﻟﻪ ﻋﻈﻤﻰ ﺃﻭ ﻛﺒﺮﻯ ﺫﺍﺕ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ
ﺳﻴﺎﺳﻴﻪ ﻭﻋﺴﻜﺮﻳﻪ ﻧﺎﺟﺤﻪ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻟﻪ ﻟﻬﺎ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻳﺪﻟﻮﺟﻲ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ
ﺩﻳﻨﻲ ﺃﻭ ﻃﺎﺋﻔﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﺩﻋﻢ ﺣﻖ ﻣﺴﺎﻋﺪﻩ ﻓﻘﻂ
ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻮﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻠﻌﺎﻣﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻪ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻠﻌﺎﻣﻪ ﻭﻻ ﻫﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻗﻮﺓ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﺧﻠﻔﻬﻢ
ﻣﺜﻼً ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻣﺪﻋﻮﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻻﺷﻚ ﺍﻧﻬﺎ ﻧﻬﻀﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
ﺑﻘﻮﻩ ﻭﺑﻮﻗﺖ ﻗﺼﻴﺮ ﺟﺪﺍ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﺍﻥ ﻋﻤﺮ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻨﺬﻭ ﻭﻻﺩﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ ﻟﻢ
ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻷﺭﺑﻌﻪ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻋﺎﻡ ﻳﻌﻨﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻃﻔﻠﻪ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﻮﻻﺩﻩ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﺗﻨﻬﺾ
ﻭﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺩﻭﻝ ﺳﺒﻘﺘﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎً ﺃﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ
ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﺗﺮﻧﺤﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﻪ ﺃﻣﺎﻡ
ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ ﻃﻮﻳﻼ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭﻩ ﻭﺍﻟﻘﻮﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻬﻀﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻫﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﻗﻮﺓ
ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻈﻦ
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﺒﺮﻫﻨﻪ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﺑﻴﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻭﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﻗﻮﺓ
ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺩﺍﻋﺶ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺍﻟﺴﻨﺘﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﻇﻬﺮﺕ ﺑﺠﻴﺶ ﻋﺮﻣﺮﻡ ﺗﻌﺠﺰ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﻪ ﺻﻐﻴﺮﻩ ﺑﻨﺎﺀ ﺟﻴﺶ
ﻣﺸﺎﺑﻪ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ
ﻓﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﻋﺸﻴﻪ ﻭﺍﻟﻘﻮﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻪ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻘﻒ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﺍﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺩﻭﻝ ﻋﺪﻳﺪﻩ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺩﻭﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪﻩ
ﻛﺬﺍﻟﻚ ﻫﻮﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ
ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺑﺎﻟﻜﺜﺮﻩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﻪ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ
ﻭﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﺃﻛﺒﺮ ﺇﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﻭﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺴﻢ
ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻷﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺟﻴﺶ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﻯ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎً
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻛﻠﻪ ﻣﺘﺪﺭﺏ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً ﻷﻥ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺪﻣﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻪ ﺍﻹﺟﺒﺎﺭﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﺏ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺣﺪﻩ ﻭﺍﻟﺴﻼﺡ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻴﻤﻦ
ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﻪ ﻟﻸﺳﻒ ﻭﻗﻔﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﻪ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻪ ﻣﻘﻴﺪﻩ ﻟﻢ
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻱ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻗﻴﺎﺩﻳﻪ ﺳﻴﺎﺳﻴﻪ ﺃﻭ ﻋﺴﻜﺮﻳﻪ ﻣﻨﻈﻤﻪ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻮﻳﻪ
ﻓﻤﺜﻼً ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﻛﻪ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻪ ﻟﺠﺎﺀﺓ ﻳﻮﻣﺎً ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻻﺷﻚ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺴﻄﻴﻊ ﺟﻤﻊ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﻫﺮﻳﻦ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺳﻮﻑ ﺗﻘﻒ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻨﺪ ﺃﻭﻝ ﻃﻠﺐ ﺇﻣﺪﺍﺩ ﻋﺴﻜﺮﻱ
ﺍﻭ ﻭﺟﺒﺔ ﻏﺬﺍﺋﻴﺔ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻟﻬﺎ ﻣﻘﺎﺗﻠﻴﻬﺎ ﻻﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺃﺭﺻﺪﺓ ﻣﺎﺩﻳﻪ ﻭﻻ ﻣﺨﺎﺯﻥ ﻟﻸﺳﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺬﺧﻴﺮﺓ
ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺃﻱ ﺩﺧﻞ ﻣﺎﺩﻱ ﻭﻻ ﻟﻬﺎ ﺍﻱ ﺟﻬﻪ ﻣﻤﻮﻟﻪ