أمين الشعيبي: الدولة المودعة وتصريحات الانهيار

[خالد باراس]

عندما أعلن الجنوب انتفاضته السلمية من الضالع إلى المهرة وعندما كانت الانتفاضة في بدايتها الأولى بدئ المسئولون وقائدوا الفساد والبلاد في صنعاء بتصريحات استهزائية بمطالب الجنوب ، وعندما وجدوا إن التلاحم الجنوبي الهادر قد ترابط وأصبح من كانوا فرقاء أحباء ... فرفرفت أعلام الجنوب في كل المسيرات ورفعت صور البيض في أبين وعلي ناصر في الضالع .. حينها شعرت القيادة الطاغية بأن عرشها قد بدئ يتزلزل .. انطلق مسئولوها يتسابقون بتصريحات التهديد والوعيد .. ولم يعلموا إن تصريحاتهم قد ضربتهم في مقتل حينما ارتفعت وتيرة الشارع أكثر من المتوقع وأصبح الجنوبيون يتبدلون ويتغيرون كل يوم .. فكم من مؤتمريون تركوا حزبهم ودخلوا مع الأحرار وكم من أنصار الفاسدين تراجعوا وأصبحوا بالصف الأول ويسبون ويلعنون من كانوا بالأمس يمدحونهم ، هكذا يوماً بعد يوم تساقطه أوراق الفساد كأوراق الشجر في فصل الخريف.

وباستثناء عشرات التصاريح والخطابات الهستيرية للرئيس الذي لا أريد ذكرها لكثرها لان المقال إذا زاد على الصفحة يصبح صعب الهضم على القارئ خصوصاً في هذا العصر. فقط اذكر ببعض التصاريح الذي خرج بها أزلامه وزبانيته.. المتخمون والموبوؤن بالفساد خرجوا بتصاريح الحرب والخروج عن لياقة المسؤولية فإذا برئيس الحكومة السابقة وما كان يسمى برئيس الجرع / عبد القادر باجمال يصرح بتسليح المؤتمريين والخروج في حرب شوارع من شارع إلى شارع دفاعاً عن الفساد ( اقصد الوحدة على حد قوله ) وهوى اعتقد إن ذلك سيخيف من قرعوا طبول التحرر لكنة اصطدم بتفاعل الشارع أكثر وأصبح يبكي على ليلاه.
وها هو عبد العزيز عبد الغني صاحب الألقاب الشهيرة ( عبد الباقي عبد الثابت عبد الدائم ) والذي حصل عليها كونه أصبح جزئ لايتجزى من آثار ومداميك الفساد فمنذوا قيام الثورة حتى اليوم وهو يتنقل بين عدد من المناصب حسب الحاجة لتلقيح الفساد فيها .
ولكونه قابلاً للعمل في أي منصب كان فقد عين رئيساً للوزراء أكثر من أربع مرات وللاستشاري ثلاث مرات وللمؤتمر مرتين وللرئاسة مرة عند إعلان الوحدة.
هذا المذكور خرج الينا من غيابة الجب ليصرح أن القوات المسلحة لن تبقى ساكتة آزاء من يفكر بزعزعة الأمن والإضرار بالوحدة المعمدة بالدم .
وفي نفس الوقت نجد إن سلطان البركاني نائب الأمين العام للمؤتمر واحمد الكحلاني محافظ عدن وعدد من قيادات المؤتمر في صنعاء والمحافظات نجدهم تارتاً يدلون بتصريحات وبخطابات عفنه وكريهة وتارتاً أخرى يقومون بالتحريض وبإثارة الفتن والنعرات بين من يجدونه يعارضهم .
فهنا نجد إن الحالة النفسية والعصبية للسلطة الحاكمة قد تجاوزه حاجتها إلى مصحة نفسية وهي الآن بحاجة إلى موادعتها ونقلها إلى مثواها الأخير

أمين محمد الشعيبي 02/11/2007